Flag Counter

Flag Counter

Saturday, June 1, 2024

تجديد الخطاب الديني و زجاجة البيرة, من يمول مؤسسة تكوين في مصر؟

 هناك حرب على الإسلام أطرافها دول ومؤسسات ومعاهد تفكير في الولايات المتحدة ودول أوروبية سببها أن الإسلام لديه نظام قيم تقليدي لا ينسجم مع منظومة النظام العالمي الجديد المعاصرة التي يجري العمل على إنشائها حاليا. ولكن في الحقيقة فإن ذلك الرأي لا يعتبر إجابة كاملة على التساؤلات حول أسباب الحرب على الإسلام.  ولكن ليس هناك خلاف في أن هناك صراعا بين الإسلام والغرب أو منظومة القيم الغربية التي تمثلها العلمانية والرأسمالية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم ولكن جذوره التاريخية أعمق بكثير من أن نختصرها بصراع قيم أو مبادئ بين الإسلام والغرب.

الحقيقة أن الصراع بين الإسلام والكنيسة حتى أكون أكثر تحديدا المسيحية الغربية هو صراع وجود وليس مجرد صراع مبادئ وقيم وتاريخ ذلك الصراع قديم للغاية ربما يمكن أن نتبعه تاريخيا الى زمن بعثة نبي الله موسى عليه السلام لأنه كما هو معروف فإن "الدين عند الله الإسلام"  وقد تكون تلك نقطة بداية معقولة ولكن مازال علينا أن نقرأ مابين السطور. 

إن جميع الأنبياء أرسلهم الله وبعثهم بالإسلام وأيدهم بالمعجزات وكان يرسل نبيا الى كل قوم إلا بني إسرائيل الذين أرسل إليهم عددا كبيرا من الأنبياء ربما ألف نبي وفي وقت واحد كان هناك ثلاثة أنبياء في الوقت نفسه هم: زكريا, يوحنا المعمدان ويسوع المسيح عيسى ابن مريم. اليهود لقبهم أنهم "قتلة الأنبياء" وتلك صفة وصفهم فيها معروف عند المسلمين وفي العهد الجديد من الكتاب المقدس في موعظة ألقاها الى تلاميذه الحواريين وجموع من اليهود وصف فيعا الكتبة والفريسيين بأنهم "الحيات أولاد الأفاعي"(مت ٣٣:٢٣) وأنهم قتلة الأنبياء(مت ٢٣: ٣٤-٣٥).

هناك صفة أخرى مشهور بها اليهود وهي حبهم للمال وذلك مشترك في جميع الأنبياء الذي أرسلهم الله أنهم كانوا يعانون مع اليهود في تلك المسألة والشواهد التاريخية أكثر من أن تعد وتحصى. ولكن ربما أكثرها شهرة هي نبي الله موسى الذي حطم لهم العجل الذهبي وحاليا هناك تمثال لذلك العجل في شارع البنوك والمصارف في وول ستريت في مدينة نيويورك وذلك معروف للجميع بأن رؤوس الأموال اليهودية تسيطر على تلك المصارف التي أكثرها شهرة بنك جي بي مورغان تشيس وبنك أوف أمريكا بنك غولدمان ساكس. 

نبي الله عيسى  دخل الى الهيكل و موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام وقال لهم":جعلتموه(منزل ابي) مغارة لصوص"(مت ١٣:٢١, مر ١٧:١١, لو ٤٦:١٩). النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كان خاتم الأنبياء وكان رسالته الإسلام التي حرَّمَ فيها الفائدة تحريما قطعيا لاشك فيه بينما الربا في التوراة مسموح لكن بشرط أن اليهودي لا يقرض اليهودي مقابل الفائدة ولكن يقرض الأجنبي الغريب أو الذي يطلقون عليهم الغوييم(الأغيار). نبي الله موسى كانت وفاته مشكوك في أمرها كما مذيع بريطاني في أحد البرامج الوثائقية على قناة البي بي سي, نبي الله زكريا ويوحنا المعمدان ويسوع المسيح قتلهم اليهود بطرق مختلفة ونبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم  حاول اليهود في أكثر من مناسبة اغتياله بالسم أو بإلقاء حجر عليه من مكان مرتفع.

دول الغرب والكنيسة الغربية الكاثوليكية تعمل على حرب ضد الإسلام منذ زمن بعيد ورغم أنني قمت بشرح وتفصيل جذوره التاريخية إلا أن الكلام الذي سوف يلي سوف يكون عن الحالة المعاصرة. الإسلام لا ينتظم ضمن إطار المنظومة المعاصرة والتي يعتبر النظام العالمي الجديد هو أساس دعامتها أو المصطلح الرئيسي الذي يروج له سياسيون غربيون متملقون متسلقون و حكومات دول غربية. الإسلام يحرم الكثير من المفاهيم التي تعتمدها المنظومة الغربية المعاصرة مثل الفائدة لأنها هي الأساس الذي يعتمد عليه الاقتصاد العالمي وبدون الفائدة ليس هناك وجود لما يسمى الرأسمالية. الإسلام يحرم الاحتكار في التجارة والمغالاة في الأسعار ومضاربات البورصة والكثير من الأدوات المالية التي تستخدم في البورصات والتجارة الدولية. الإسلام يحرم تسليع كل شيء وذلك أحد اهم مبادئ الرأسمالية حيث كل شيء له ثمن حتى المرأة تم تحويلها الى سلعة لها ثمن و انتشر الشذوذ وكافة أنواع الإنحلال الأخلاقي وتلك أمور يحاربها الإسلام ويحرمها.

دول الغرب التي لديها عدد كبير من معاهد التفكير والأبحاث المتخصصة التي ومنذ زمن بعيد تدرس كل جوانب حياة العرب والمسلمين والأهم الإسلام نجحت في وضع مجموعة من القرارات موضع التنفيذ لعل أهمها مبدأ فرق تسد وتفتيت الإسلام من داخله بسبب صعوبة هزيمة المسلمين عسكريا لأن مقاومة الإحتلال تنتقل من جيل الى الجيل الذي يليه وهي فكرة ولا يمكن قتل الفكرة لأنها لا تموت. المستشرقين عملوا منذ الحملات الصليبية وحملة نابليون على مصر على دراسة تاريخ العرب والمسلمين واكتشفوا أنهم أمة تنام ولكنها لا تموت ولذلك فإن على الغرب أن يجعلهم مشغولين بالحروب والأزمات والفتن والانقلابات العسكرية والأزمات الإقتصادية وإلا فإنهم لو استيقظوا فإنهم سوف يبتلعون العالم.

الإسلام بدا من نبي ولد يتيما وزوجته التي آمنت به وبرسالته وفتى هو علي ابن ابي طالب وبضعة أشخاص ضعفاء ملاحقين من مكة الى الطائف الى الحبشة الى المدينة المنورة تحيط بهم المؤامرات والأعداء من كل جهة ونجحوا خلال بضعة عقود في أن يسقطوا إمبراطوريات فارس والروم ونجحوا في غزو الصين والترك وهزيمة المغول والحملات الصليبية حتى أنهم أسروا ملك فرنسا لويس التاسع خلال معركة المنصورة ولم يقبلوا إطلاق سراحه إلا مقابل فدية مالية ضخمة كانت السبب في إفلاس فرنسا. المرابطون الذي أقاموا دولة الإسلام في المغرب العربي وأنقذوا الأندلس من الهزيمة العسكرية المبكرة من الممالك الصليبية كانت بدايتهم من شخص واحد ترك سكن المدن بسبب انتشار المعاصي ومخالفة الدين الإسلامي وسكن في خيمة في الصحراء ولحقه أشخاص آخرين حتى تعاظمت قوتهم وأصبحوا جيشا قويا.

ومؤخرا خرجت وسائل إعلامية عربية متصهينة تتبع الغرب خطوة خطوة وتقليدهم في كل شيء بكلام فارغ وهراء عن تجديد الخطاب الديني وكأن الدين الإسلامي هو تحفة أثرية يتم تلميعها كل بضعة أيام. وهناك قيادات سياسية عربية وإسلامية وللأسف تردد ذلك الهراء عن تجديد الخطاب الديني. محمد ابن عبد الوهاب الذي توفي نهاية القرن الثامن عشر كانت دعوته تجديد الخطاب الديني وتنقية الدين الإسلامي من الشوائب والبدع وكل من يخالف الوهابية ومبادئهم كافر يستحلون دمه فأين كان المسلمون وأين أصبحوا. مسؤولين غربيين يصرحون في العلن بأنه على الغرب أن يصنع للمسلمين إسلاما يناسبهم(دول الغرب) ونجد ذلك في محاربة الحجاب وتشجيع زواج المثليين في فرنسا الذين يؤسسون مساجد وجمعيات إسلامية تعترف بها الدولة رسميا مقابل التضييق على المسلمين ومساجدهم. 

الحرب على الإسلام في جميع الدول الأوروبية خصوصا الدول الإسكندنافية التي تختطف السلطات فيها أطفال المسلمين وتعمل على تغيير دينهم من خلال إيداعهم دور الأحداث أو الأسر البديلة وهي مسيحية ويتعرض كثير منهم الى الإعتداء والتحرش الجنسي وإجبارهم على تغيير دينهم وترتفع بينهم نسبة الإجرام وتعاطي المخدرات والدعارة بين الفتيات. ولكن هناك طريقة أخرى أكثر فاعلية وتدخل في إطار القوة الناعمة وهي تغيير الإسلام من الداخل ومن خلال بعض المسلمين الذي قبلوا أن يلعبوا دورا قذرا مقابل المال والشهرة الإعلامية مثل مركز (تكوين) في مصر الذي يديره ابراهيم عيسى الذي يكذب كما يتنفس ويضم في عضويته الملاحدة والعلمانيين من أشباه العرب(المسلمين), مصدر تمويل مؤسسة تكوين مجهول و يرفضون الإفصاح عنه ويعقدون اجتماعاتهم التي يشربون فيها البيرة التي تظهر في بعض الصور التذكارية التي يلتقطونها ثم يتحدثون عن الإسلام وأن السنة النبوية مكذوبة ويطعنون في الدين الإسلامي وهم تفوح منهم روائح الخمر.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment