Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, June 11, 2024

لماذا نهض الغرب و سقط العرب؟

الغرب سوف يسقط إن عاجلا أم آجلا كما سقطت الإمبراطورية الرومانية والتي كانت تمثل العالم الغربي والمسلمون صعدوا  ثم سقطوا كما سقطت الإمبراطورية العثمانية.  هناك سبب رئيسي مشترك يتمثل في الهجرة بالإضافة الى أسباب اقتصادية. 

إن قضية الهجرة لها إيجابيات وسلبيات. بداية انحدار الإمبراطورية الرومانية كانت بسبب توسعها وانضمام شعوب أخرى الى الإمبراطورية وتجنيد أبنائهم في الجيش. المسلمون أيضا بدأ انحدارهم بعد التوسع الجغرافي والفتوحات وانضمام شعوب أخرى غير ناطقة بالعربية الى التركيبة الاجتماعية التي كان يغلب عليها اللسان العربي. إنضمام المسلمين الجدد الى الجيوش الإسلامية في فتوحاتهم في الأمصار أدى الى عدد من الانتكاسات العسكرية ربما أكثرها إيلاما وقسوة الهزيمة في معركة بواتييه(بلاط الشهداء) التي كانت في منطقة تعتبر بوابة العاصمة الفرنسية باريس.

القانون المشهور من يعيش بالسيف يموت بالسيف ينطبق على الدولة الأموية التي استولى حكامها على السلطة من آل البيت بالسيف وقتلوهم وشردوهم ثم أسقطهم العباسيون بالسيف بواسطة العنصر الأعجمي الغرير عربي والذي كان أيضا سبب سقوط العباسيين أنفسهم ومن ثم يمكن القول أن ذلك كانت بداية النهاية في انحدار المسلمين والمستمر الى يومنا هذا.

إنَّ إعتماد خلفاء العباسيين على العناصر الأعجمية وتجنيدها في الجيش قد إستمر بداية من الخراسانية (خراسان) لى الأتراك الذين أصبحوا هم المتحكمين في شؤون الدولة يخلعون الخلفاء.

إنَّ إنحدار الدولة العباسية مهَّدَ الطريق الى ظهور الأتراك العثمانيين الذين تحولوا من قبيلة ربما لايزيد عددهم عن بضعة آلاف الى إمبراطورية واسعة ممتدة الأطراف تسيطر على مساحات واسعة في آسيا, أوروبا والشرق الأوسط. إنَّ دخول شعوب غير تركية في طاعة الدولة العثمانية أدى الى بروز تيارات قومية وتفتت الإمبراطورية التي تحولت الى رجل أوروبا المريض. العثمانيون لم يبذلوا جهودا كافية من أجل تحصين حضورهم في الدول التي سيطروا عليها لكنهم ظلموا و اضطهدوا ولم يعملوا على دمج العناصر الجديدة في نظام الدولة الإجتماعي معتمدين على القوة العسكرية التي لا يمكن أن تدوم فترة طويلة بدون جذور اجتماعية راسخة تعتمد عليها.

الدولة تنهض وتسقط كما وصفها ابن خلدون في كتاب "المقدمة" بداية من صعودها ثم استقرارها وسقوطها بسبب الإنغماس في الترف والملذات. وفي صعود وسقوط الدول كتب ابن خلدون أنه "إذا كثرت الجباية, أشرفت الدولة على النهاية" و  "● عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والشحاذون والمنافقون والمدعون والكتبه والقوالون والمغنون النشازون والشعراء النظامون والمتصعلكون وضاربوا المندل وقارعوا الطبول والمتفقهون وقارئوا الكف…" وفي إقتباس آخر كتب ابن خلدون "عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون؛ و تعم الإشاعة و تطول المناظرات؛ و تقصر البصيرة و يتشوش الفكر"

القائد المغولي جنكيز خان كان يعمل على الحفاظ على قوة جنوده من خلال منعهم من الإقامة في المدن التي كان يخربها ويحرقها ويقتل الآلاف من سكانها. كما أن قوة الجيوش المغولية كانت تعتمد على العناصر المحلية من القبائل المنغولية التي لم تدخلها عناصر غريبة. إن بداية سقوط الدولة العظيمة التي أسسها جنكيز خان كانت مع بداية إستقرار المغول في المدن خصوصا الصين حيث قام حفيده قوبلاي خان خامس حكام المغول بتأسيس سلالة يوان. 

العرب وصلوا الى ذروة قوتهم عندما كانت فتوحات المسلمين تعتمد على العنصر العربي الذي كان يعيش في الصحراء ويتميز بالقوة والصبر والقدرة على الإحتمال. عناصر الانحلال والسقوط بدأت في الازدياد عندما نجح المسلمون في فتوحاتهم وإسقاط الإمبراطورية الرومانية والفارسية حيث احتكوا بحضارة متفوقة وكانوا منبهرين بالعمارة والبنيان وبدأوا في الاستقرار في المدن والبناء والعمران والتوسع فيها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية




No comments:

Post a Comment