Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, May 28, 2025

العقل زينة

العقل زينة والفنون جنون كما تقول أمثال شعبية متداولة. الصراع مع العدو الإسرائيلي معركة عقل قبل أن تكون عضلات وقوة. الشعب الفلسطيني مستمر في الكفاح ومستمر في الحياة وذلك في حد ذاته انتصار في جولة من جولات الصراع. كنت قد تابعت على وسائل الإعلام تسريبات عن وثائق عثر عليها جيش الإحتلال الصهيوني في قطاع غزة نقلا عن الشهيد بإذن الله يحيى السنوار عن مخطط القضاء على دولة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين. المشكلة هي في طريقة التفكير ذاتها منذ أيام الجماهير العربية التي طالبت جمال عبد الناصر تحرير فلسطين وإلقاء اليهود في البحر. الجماهير العربية هي ذاتها التي وجهت الاتهام بالخيانة الى الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لأنه أعلن عن وجهة نظره في القضية الفلسطينية وطريق تحرير فلسطين. 

الشعب الفلسطيني أمام مفترق طرق, البناء والتعمير أو الهدم والتدمير. القضية ليست التنازل عن فلسطين أو عن حدود ١٩٦٧ أو حق العودة والقدس عاصمة دولة فلسطينية, الثوابت الفلسطينية المعروفة, ولكن كيف يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه دون التنازل عن تلك الثوابت. الحقيقة على أرض الواقع أنه لم ولن يوجد أي فلسطيني قائد أو سياسي مهما بلغ في درجة الخيانة سوف يكون قادرا على توقيع اتفاق يتنازل فيه عن أي من تلك الثوابت. هناك محاولات تحت مسمى البراغماتية والمرونة السياسية حيث من الممكن طرح مسألة التعويض والتوطين أو القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطينية ولكن ذلك لا يلقى قبولا شعبيا.

دعونا نواجه الحقيقة, دولة الكيان الصهيوني لن تقدم أي تنازلات عن ثوابتها خصوصا القدس. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس وإعترف بها عاصمة دولة إسرائيلية والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان وقريبا على الضفة الغربية. الكنيست الإسرائيلي أعلن رسميا عن هوية الدولة اليهودية. ولكن ماهو مصير الدروز والبدو وعرب ٤٨ وسكان الضفة الغربية وقطاع غزة؟ الجواب هو التهجير الى الدول المجاورة لبنان, الأردن ومصر. كيف يمكن إدارة صراع مع دولة تعلن أنها يهودية الهوية؟ اليهود مشهورين بالكذب ومخالفة العهود والمواثيق وذلك مذكور في القرآن وفي التوراة والأناجيل.

ثروات قطاع غزة من الغاز تسرقها دولة الإحتلال الإسرائيلي وتقدر تريليونات الأمتار المكعبة في سبعة حقول غاز ضخمة. ولكن ذلك ليس أمرا جديدا فقد سرق الإسرائيليون قبل ذلك النفط من شبه جزيرة سيناء منذ سنة ١٩٦٧ الى سنة ١٩٧٣ ماقيمته مليار دولار سنويا. السرقة من خصومهم وأعدائهم حلال في الشريعة اليهودية حيث أمرهم الرب في التوراة أن يسلبوا المصريين ويهربوا من مصر. المثير للاستغراب أن دولة الكيان الصهيوني تعتمد على المساعدات والتبرعات وابتزاز الدول الأخرى خصوصا ألمانيا على الرغم من كل تلك الثروات التي تقوم بنهبها.

تقارير إعلامية عن مجاعة و وفيات أطفال من الجوع في قطاع غزة وجيش الاحتلال الصهيوني يمنع إدخال المساعدات تحت ذريعة أن لا تستفيد منها حماس. الأخيرة انقلبت على الشرعية سنة ٢٠٠٧ وأدخلت قطاع غزة في أكثر من حرب مدمرة آخرها طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/٢٠٢٥. خالد مشعل و أبو عبيدة صرحوا بأن السبب في عملية طوفان الأقصى كان البقرات الحمراء وتلك كانت أسطورة معروفة في الكتاب المقدس. ولكن ما هي أسباب أكثر من خمسة جولات مدمرة من الصراع منذ سنة ٢٠٠٧؟ هل كان أيضا البقرات الحمراء أم مصالح حزبية أم مصالح دول أخرى؟ كبار قادة حماس تعرضوا الى الإغتيال في ظروف مشبوهة في قطاع غزة, إيران, سوريا و لبنان. حماس قدمت الى دولة الكيان الصهيوني فرصة على طبق من ذهب من خلال عملية السابع من أكتوبر من أجل تصفية المقاومة الفلسطينية وتصفية حسابات مع دول أخرى في المنطقة وتطبيق "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" عمليا على أرض الواقع.

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية



No comments:

Post a Comment