Flag Counter

Flag Counter

Friday, November 28, 2014

من باع أراضي فلسطين للصهاينة؟ وهل خان الفلسطينيون الدول العربية؟

كتب أحدهم عن جرائم الفلسطينيين في حق الشعوب العربية ولعله تناسى أو حتى لا أظلمه أقول نسي أن الفلسطينيين هم جوهرة الشرق الأوسط كما كتب رئيس تحرير السفير طلال سلمان فذالك عنوان موضوعه وهو ليس من عندياتي. تخيلوا أن جرائم الفلسطينيين وصلت لأمريكا اللاتينية ولولا لحسة من ذوق لتم إتهامهم بإبادة الهنود الأصليين سكان تلك المناطق وإبادة سكان الولايات المتحدة الأصليين من الهنود.
على كل حال ما علينا وأعذروني لإستخدام لغتي العامية ولكني فعلا محتار فمن أين سوف أبدأ؟ هل من الممكن أن أستعين بصديق؟
المشكلة التي تعاني منها الشعوب العربية ومنها بالطبع الشعب اللفسطيني هي إنتشار العفن الفكري والذي هو عبارة عن أكاذيب ودعايات صهيونية يتم الترويج لها بوعي وبدون وعي منها مثلا أن القرأن أعطى لليهود الحق في فلسطين وأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود وهي النقطة التي سوف أبدأ بها. فالأولى لست فقيه بهاا ولست أخذ تفسير القرآن من جيش الإحتلال الإسرائيلي ودعايته الرخيصة.
الفتاوي التي صدرت بتحريم بيع الأراضي لليهود ترجع لسنة ١٩٣٥ حيث أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول فتوى بذالك الخصوص وكانت تتم ملاحقة من يبيع أرضه لليهود أو الوسطاء في عمليات البيع وتم قتل الكثير منهم وإستمر ذالك حتى أثناء الإنتفاضة الأولى والثانية. ولكن الكثير من عمليات إستملاك الوكالة اليهودية للأراضي ترجع إلى أيام الدولة العثمانية وخصوصا حكومة الإتحاد والترقي الفاسدة التي كانت تصادر مئات الألاف من الدونمات من ملاكها الفلسطينيين بحجة عدم دفعهم الضرائب وتبيعها لملاك إقطاعيين من أسر لبنانية وسورية والذين كانوا بدورهم ينقلون ملكيتها للوكالة اليهودية كما قاموا ببيع مساحات شاسعة من الأراضي كانت تحت ملكيتهم للوكالة اليهودية.
تخيلوا أنه حتى الملك عبدالله جد الملك الأردني الراحل الحسين إبن طلال قام بالتعامل مع الوكالة اليهودية بالبيع والتأجير وكذالك شيوخ عشائر أردنيون مثل رفيقان الطراونة وحسين المجالي ومثقال إبن الفايز كما ذكرت الأستاذة في التاريخ ماري ويلسون في كتابها عبدالله, بريطانيا وتكوين شرق الأردن الذي بدأت بترجمة ونشر مختصرات من فصوله بمعدل حلقة واحدة كل أسبوع. القصة المذكورة موجودة في الفصل السابع بعنوان ( عبدالله وفلسطين ١٩٢١-١٩٣٩ ).
لم يكن للفلسطينيين في غزو الكويت لا ناقة ولا جمل ولاصحة للأخبار أنه كان هناك ثلاثة ألاف مقاتل فلسطيني مسلحين بالأر بي جي في العاصمة الكويتية والكثير من العمليات الفدائية ضد الجيش العراقي قادها فلسطينيون من مواليد الكويت بالإشتراك مع من بقي فيها من الكويتيين كما أنني سمعت قصصا من أقرباء لي كانوا في الكويت كيف قاموا بحماية الأسر الكويتية وخصوصا النساء وخبئوهم في منازلهم وقامت أسر كويتية تربطهم بالفلسطينيين علاقات مودة بدفن مدخراتهم الذهبية في حدائق بيوت أصدقائهم الفلسطينيين. كما قام الفلسطينيون بتشغيل المرافق والمنشئات الحيوية لخدمة السكان ممن قرر البقاء في الكويت. تجريم الشعب الفلسطيني بسبب موقف أبو العباس وجبهة التحرير الفلسطينية والتي نصف عناصرهم عناصرها عراقيون هو شيطنة مقصودة للشعب الفلسطيني لاتخدم إلا أهداف العدو الصهيوني.
في لبنان فإن الحادثة التي أشعلت شرارة الحرب الأهلية وهي حادثة بوسطة عين الرمانة والتي قيل أن ورائها جماعة حزب الكتائب ردا على محاولة إغتيال رئيس حزب الكتائب بيير الجميل والتي ظل مرتكبها مجهول الهوية. الفلسطينيون لم يقوموا بعمل غير الدفاع عن أنفسهم وخصوصا في المخيمات ولمن يسأل عن جرائم العرب بحق الفلسطينيين فليسأل عن صبرا وشاتيلا ومخيم تل الزعتر. هم أنفسهم يعترفون أن مرتكبي جريمة إغتيال بيير الجميل مجهول فكيف يتم إلقاء اللوم على الفلسطينيين في إشعال الساحة اللبنانية؟
أما بالنسبة للأردن فأنصح من يشكك بكلامي مشاهدة سلسلة حلقات نشرتها قناة الجزيرة بعنوان حكاية ثورة وخصوصا الحلقة التي بعنوان هانوي العرب وحديث أبو داوود أحد قادة فتح في الأردن خلال تلك الفترة وكيف أنه تم تشكيل منظمات فدائية وهمية لتقوم بعمليات بإسم الفلسطينيين والمنظمات الفلسطينية وكيف تم القبض على عدد منهم.
نحن لسنا شعبا من الأنبياء ولست أظن الشعوب العربية الأخرى هي كذالك والخيانة كما هي موجودة بين أفراد الشعب الفلسطيني فليس هناك شعب أخر لا يوجد فيه خونة باعوا ضميرهم وخانوا وطنهم, فمثلا علاء حسين علي جبر الخفاجي ليس فلسطينيا بل هو ضابط في الجيش الكويتي ترأس حكومة كويتية مؤقتة دمية بيد العراقيين. أنا فلسطيني لا أتكلم عن تلك المرحلة إلا وأصفها بالغزو العراقي لدولة الكويت ولست أحقد على شعوب الخليج العربي ولست كارها أن الله أنعم عليهم بل ودافعت مؤخرا بشراسة ضد الهجمة الإعلامية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وحزنت على السعودي الذي راح ضحية محاولة سرقة سيارته من قبل أشخاص أوهموه بنيتهم شرائها وحذرت من المؤامرة التي تستهدف المملكة العربية السعودية وليس عندي إزدواجية معايير فأنا معارض لمظاهرات البحرين كما أنني معارض لمظاهرات سوريا والأردن.
المطلوب هو بعض الموضوعية, تخيلوا حتى الصراع في دولة تشيلي والذي إنتهى بمقتل سلفادور اللندي تم إلقاء اللوم فيه على فلسطينيين تم الزعم أنهم تأمروا على الرئيس الإشتراكي لأنهم كانوا أصحاب أموال ويخافون على مصالحهم من قوانين إشتراكية سوف يصدرها اللندي. صراع رأسمالي - إشتراكي تم حشر الشعب الفلسطيني فيه بسبب كتاب كتبه أحد الفاسدين في السلطة الفلسطينية إسمه أحمد عبد الرحمن وكان يشغل منصب أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني الذي أصدرت لجنة نيابية فلسطينية توصية للرئيس الشهيد ياسر عرفات بإقالة جميع أعضائه بلا إستثناء لأنهم عبارة عن لصوص نهبوا الميزانية وسمسروا على المشاريع الحكومية. حتى حماس والذي يتم تصفية الحساب مع الشعب الفلسطيني ليل نهار وشتمه بإسم حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني.
على كل حال أترككم مع بعض الروابط والتي توضح الكثير مما ورد في الموضوع:
- الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط, طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية
- هل باع الفلسطينيون أرضهم؟ وتخلوا عنها لليهود؟!, دكتور محسن محمد صالح
- من باع أراضي فلسطين, أسامة حمدان
- من باع فلسطين, خضر سلامة
- اراضي فلسطين التي باعتها العائلات اللبنانية للصهاينة, الباحث الفلسطيني أحمد الدبش
- مَن بـــاع أرض فلســــطين؟ , بقلم صقر أبو فخر
http://laji-net.net/arabic/Default.asp?ContentID=8227&menuID=20


النهاية
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية






Saturday, November 15, 2014

ربيع سوري برعاية الشيخ باراك أبو عمامة وهيلاري كلينتون ونتنياهو وأفي ديختر والجولاني والبغدادي‏

لا أستطيع منع نفسي من الضحك والشق العريض كلما شاهدت أو قرأت أو سمعت خبرا عما يسمى المعارضة السورية وفضائحها التي زكمت الأنوف وأصبحت لا تعد ولاتحصى من كثرتها وتكفي لتسجيلها في كتاب شبيه بكتاب جينيس للأرقام القياسية. فبداية بقضية الأطفال الذي تم إعتقالهم وقلع أظافرهم وإهانة عائلاتهم ومرورا بقضية المقبرة الجماعية في درعا ثم قضية الطفل حمزة الخطيب الذي يبلغ من العمر سبعة عشرة عاما ومازال في نظر إعلام المعارضة طفلا وفضيحة ساري ساعود وفضيحة فتاة سحاقية من دمشق ومظاهرات حماة ودير الزور التي تجاوزت أعداد المتظاهرين فيها أعداد السكان وسلمية الثورة وخصوصا أحداث الجامع العمري وغير ذالك الكثير حتى ختمتها مؤخرا محطة العربية بفيديو الطفل البطل الذي ينقذ أخته من رصاص القناص على أصوات تكبيرات من يطلقون على أنفسهم ثوار وأنهم يقومون بما يسمونه ثورة يتم الترويج والدعاية لها بمثل تلك الفيديوهات حيث تبين فيما بعد أنه ليس إلا مشهد تمثيلي لفيلم حيث يظهر في نهايته الطفل البطل والطفلة الضحية مع طاقم التصوير وكل مقطع فيديو وأنتم بخير.
تحولت مايطلقون عليها ثورة في سوريا إلى أشبه بمهرجان سيرك يتبارى فيه المهرجون إلى تقديم أفضل العروض لديهم لإقناع المشاهدين بمهاراتهم رغم أن بعض مايقومون به ليس إلا ألاعيب خفة وحركات بهلوانية يتم التدريب عليها مسبقا والتنسيق فيما بين اللاعبين حول كيفية القيام بها. بهلوانيات مايطلق عليه الثورة السورية لا تختلف عن حركات الأكروبات وألاعيب الخفة التي يقوم بها مهرجو السيرك فقضية إعتقال الأطفال وقلع أظافرهم وإهانة أهاليهم بعجزهم عن إنجاب غيرهم تذكرني بالإشاعة التي إنتشرت إبان مايطلقون عليه الثورة الفرنسية بأن الملكة ماري أنطوانيت أجابت مقهقهة من ذكر لها بأن الشعب الفرنسي لا يجد الخبز ليأكله, " دعوهم يأكلون البسكويت ". الفارق الوحيد هو أنه في تلك الفترة لم يكن هناك كاميرات فيديو ولا محطات فضائية ولا تلفونات خليوية بكاميرا تصور الحجر قبل البشر. والسؤال هو أين صور الأطفال المقلوعة أظافرهم؟ أين فيديوهات إسعافهم في المستشفيات أو العيادات الميدانية بعد إطلاق سراحهم المزعوم؟ ماهي أسماء أولئك الأطفال؟ والسؤال الأهم لماذا إرسال أطفال ليكتبوا شعارات مزعومة على الجدران بإسقاط النظام؟ ماذا يفهم أولئك الأطفال من السياسة؟ ومن هو المسؤول عن الزج بهم في تلك الحادثة المزعومة؟ كل ماذكرته طبعا بفرض حصول تلك الحادثة حيث لايوجد ربع دليل بل وزاد الطين بلة نشر صحف أجنبية وإن لم يخيبني ظني (بي بي سي-عربي) صورة لأحد أولئك الذي تزعم المعارضة السورية أنه طفل تعرض للتعذيب وقلع الأظافر وهو بكامل صحته وعافيته ولا تبدو عليه مظاهر قلع أظافر ولا أي شيئ.
قضية المقبرة الجماعية في درعا لا تقل تهريجا عن سابقتها حيث يتم الحفر في منطقة غير معروفة ويتم إستخراج جثث ضحايا عمليات خطف وتقييد الحادثة ضد مجهول حيث تبخر الضحية ولم يعد يعرف له طريق. الحفريات طبعا تم بحضور حشد كبير من الناس وفي منطقة تخضع لسيطرة القوات الحكومية بدون أن نلاحظ حضورا أمنيا أو عسكريا وتربة حفر جافة في منطقة شهدت أمطارا غزيرة مؤخرا.
قضية الطفل حمزة الخطيب تم اللعب فيها على مشاعر المتابعين والمشاهدين أنه توفي من تعذيب من يطلقون عليهم الشبيحة وتم قطع عضوه الذكري وأنه طفل رغم أن مشاهدة جثمانه حيث يعادل حجمه حجم شخصين بالغين على الأقل توحي بأن أقل عمر له هو 17 – 18 عاما. أي عرض لصور حمزة الخطيب على أخصائي جنائي سوف يقول أن الإنتفاخ على الجثة وعلامات الإزرقاق ليس ناتجه إلا عن وفاة حصلت منذ فترة ليست بقصيرة وليس لها علاقة بالتعذيب ومن يطلقون على أنفسهم إسم ثوار هم أخر من يتكلم عن التعذيب فعشرات الفيديوهات التي يمكن للجميع أن يطلع عليها في اليوتيوب لما يطلق عليه الجيش الحر قبل ظهور تنظيمات مثل النصرة وداعش إرتكابهم لعمليات تعذيب وقتل معارضيهم وخصومهم وحتى مواطنين عاديين. أما بالنسبة لطفولة حمزة الخطيب المزعومة المهدورة فلا أظن من يقومون بتجنيد الأطفال حتى قبل ظهور تنظيمات مثل النصرة وداعش والإلقاء بهم في أتون صراعهم مع الجيش السوري يحق لهم أن يتكلموا عن ذالك حيث يحق لي ولغيري التسائل عن عدم وجود أكثر من صورة أو صورتين لحمزة الخطيب أحدهما منشورة في موقع للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا لا تظهره كطفل وإنما كشخص بالغ, والأخرى يطنطن بها رموز المعارضة السورية هناو هناك ويستجدون بها التعاطف الدولي مع قضيتهم.
باقي بهلوانيات مايطلق عليه ربيع سوري هي أشهر من أن أتكلم عنها فقضية الطفل ساري ساعود ومن قتله معروفة للجميع وبشهادات أهله وفضيحة فتاة سحاقية من دمشق ظهرات صاحبة الصور الأصلية لتحكي عن سرقة صورها من صفحتها على الفيسبوك وقضية أعداد المتظاهرين في حماة ودير الزور كتب عنها صحفيون أجانب يحتلون مناصب تدريسية مرموقة في جامعات بلادهم ولم أقرأها في صحف عربية أو سورية أو لبنانية تؤيد أيا من أطراف النزاع في سوريا وفضيحة الطفل الذي ينقذ أخته من رصاص القناص المزعوم أصبحت بجلاجل وسلمية مايطلق عليه متظاهرون ونشطاء فضحتها شهادة شيخ سلفي من المؤيدين لمايسمى الربيع السوري على قناة البي بي سي حيث ذكر تخزين النشطاء السلميين السلاح في المسجد العمري في درعا وكذالك شهادة هيثم مناع عن عروض تم تقديمها له بإدخال السلاح إلى سوريا عن طريق درعا. سوف أتجاوز كل ذالك وأحدثكم عن رموز ثورية مزعومة خصوصا أعضاء مايطلق عليه المجلس الوطني وقادة فصائل مسلحة يتم تشبيههم مرة بغاندي ومرة بجيفارا ورموز ثورة ونضالية مشهورة بينما يتم طمس تاريخ سوريا الحقيقي وتاريخ ثورتها النبيلة على الإستعمار التركي والفرنسي وأخص بالذكر الشيخ المجاهد صالح العلي والشيخ المجاهد سلطان الأطرش والمجاهد الكبير إبراهيم هنانو وقادة الثورة ضد الإحتلال الفرنسي في الغوطة.
سوف أبدأ بوليمة شحادين وعش دبابير وهي التسمية التي أطلقها هيثم مناع على المجلس الوطني وليست من عندياتي حيث يصف موقع الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على الإنترنت المجلس الوطني السوري بأنه يضم الكفائات الوطنية والشخصيات الفاعلة. وحتى لا أظلم أعضاء المجلس الوطني فإنهم فاعلون في تنظيم حفلات الغداء والعشاء على أنغام الدبكة في تركيا والمشاركة في مؤتمرات يتم إقامتها في فنادق خمس نجوم في كل من تركيا وبروكسل وباريس وعواصم أوروبية أخرى. مقر المجلس الوطني هو في مدينة إسطنبول التركية وليس مثلا في سوريا التي يزعم إعلام المعارضة أنه قام بتحرير حوالي 70% منها وكما يقول المثل (أول الرقص حنجلة).
ولمن لا يعلم فإن المجلس الوطني السوري كان في بدايته ذكوريا بإمتياز حتى دخله أمثال سهير الأتاسي الملقبة بين بعض المعارضين السوريين (بأم البندورة) وهو اللقب الذي أطلقه عليها أيضا المعارض السوري أشرف المقداد في أحد مواضيعه بعنوان (سهير الأتاسي....تئبرني أم البندورة) وأختها فرح الأتاسي. فرحان الأتاسي والد فرح ومرح الأتاسي وعم سهير الأتاسي تم القبض عليه بتهمة الخيانة والتجسس سنة 1965 لصالح السفارة الأمريكية والحكم عليه وعلى شريكه عبد المعين حاكمي بالإعدام حيث تم تنفيذ الحكم سنة 1965.
أحمد معاذ الخطيب(الحسني) والذي كان يحتل سابقا منصب رئيس المجلس الوطني هو حفيد تاج الدين الحسيني والذي تولى رئاسة الدولة السورية لفترة سنتين تقريبا من 1941 – 1943 وكان يوصف بأنه مفرط التعاون مع فرنسا وأنها قامت بتعيينه(ماري ويلسون – الملك عبدالله, بريطانيا وقيام شرق الأردن, ترجمة فضل الجراح).
جورج صبرا تولى أيضا رئاسة المجلس الوطني السوري لفترة من الفترات وهو شيوعي مسيحي يشاع أنه تحول للإسلام ولكن هذه أمور شخصية وعلاقة بين الإنسان وربه. مربط الفرس في تعيين جورج صبرا رئيسا للمجلس الوطني هو شخصية نائبه, فنائب جورج صبرا لم يكن إلا فاروق طيفور الشخصية القوية في حزب الإخوان المسلمين السوري وذالك يعطي فكرة عمن يسيطر فعليا على سير الأمور داخل ذالك المجلس حيث أن جورج صبرا لم يكن إلا واجهة بينما تسيير الأمور فعليا بيد فاروق طيفور.
رندة قسيس أيضا عضو في المجلس الوطني السوري قد قامت بكتابة موضوع في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 9\9\2010 بعنوان (نحو يوم وطني لفض غشاء البكارة) وللأمانة لست أعلم إن كانت مستمرة بعضويتها في ذالك المجلس ولكن الموضوع موجود على موقع الحوار المتمدن لمن يريد الإستزادة من الفكر الراقي لأحد أعضاء المجلس الوطني السوري وأهداف الربيع السوري, يوم وطني لفض غشاء البكارة!!!
وإذا لم يكفيكم كل هؤلاء فهناك عبد الباسط سيدا الذي كان يعيش في السويد عالة على نظام الخدمة الإجتماعية يتلقى الإعانات حيث أنه عندما قام الإخوان المسلمون-فرع سوريا بتعجيم أعوادهم لإختيار واجهة للمجلس الوطني ونبشوا في دفاترهم القديمة, لم يجدوا أصلح من عبد الباسط سيدا والذي لم يقدموا للسوريين ربع دليل على شهاداته العلمية الرفيعة وإنجازاته في مجال دراسة الحضارات القديمة. المهم بخصوص موضوع عبد الباسط سيدا فقد أتحفنا المعارض السوري أشرف المقداد بموضوع عنوانه (فضيحة بجلاجل: رئيس المجلس الوطني السوري وعائلته يعيشون على حساب المعونة الاجتماعية السويدية) حيث ذكر أنه جامعة دمشق كلية الفلسفة لم تمنح شهادة أعلى من الدبلوم حتى سنة 1994 وهي التي غادر فيها عبد الباسط سيدا سوريا إلى السويد فما بالكم بالدكتوراة.
ولا تستغربوا وصفي للمجلس الوطني وأعضائه بالمهرجين ولاعبي السيرك بل أنا في وصفي قد منحتهم تكريما لا يستحقونه وليس هناك من لا يشاهد فيديوهات مشاجراتهم في المؤتمرات التي يعقدونها والصداع الذي سببوه لرعاتهم الأمريكيين والأوروبيين بسبب تشرذمهم وخلافاتهم وخصوصا الفيديو الذي قام فيه أحد السفير الفرنسي السابق في سوريا في أثناء أحد إجتماعات المجلس الوطني في تركيا بعمل غسيل ومكوى لأعضاء من المجلس في صالة الفندق الذي يقيمون فيه على خلفية إنتخاب قوائم وإضافة أعضاء للمجلس في أحد الإجتماعات وكان يخاطبهم كأنهم تلاميذ مدرسة.
أما بالنسبة لقادة الفصائل السورية المسلحة والتي تعمل تحت مسمى الجيش السوري الحر بفرض عدم إنقراضهم فمهنهم السابقة إما حداد أو نجار أو بليط أو راسب إعدادية عاطل عن العمل وطبعا أنا لا أعير الناس بمهنهم فالعمل ليس عيبا ولكن رحم الله من عرف قدر نفسه فلا يجوز للإعلام أن يقوم بتصوير بليط أو نجار على أنه رومل وجنرال لا يشق له غبار خصوصا بالإنسحاب التكتيكي.
أستغرب من سوري يحمل أي شهادة جامعية أن يطالب بثورة وتغيير نظام وعدالة إجتماعية قد يكون مسؤولا عن تطبيق تلك التطلعات وتنفيذ تلك الوعود شخص كل مؤهلاته شهادة إبتدائي راسب أو إعدادي راسب على أقصى تقدير.
أستغرب بمن يقبلون أن يحكمهم شخص قضى عمره خارج سوريا عالة على نظام الضمان الإجتماعي في بلد المهجر أو شخص من نسل عائلة إشتهرت بتعاونها مع الإحتلال الفرنسي لبلدها ولو أن تاج الدين الحسيني كان ينتمي لأحد الأقليات لكان الإعلام المعارض لم يتوقف على التطبيل والتزمير والتهليل والغمز واللمز ولكن الدولار يفعل فعله.
أستغرب بمن يطبلون ويزمرون بأن الحدود مع الجولان المحتل كانت هادئة كل تلك السنين فماذا فعلوا الأن والمنطقة الحدودية تحت سيطرتهم؟ هل هم يشكلون الأن خطرا على أمن دولة الكيان الغاصب؟ هل قامت القوات الصهيونية بالتدخل ودك معاقل جبهة النصر ومايسمى الجيش السوري الحر في المنطقة الحدودية الفاصلة أم أنها تعالج جرحاهم في مستشفياتها وتمدهم بالسلاح وتسمح لهم بحرية الحركة بالقرب من السياج الفاصل ومهاجمة القوات الحكومية؟
أستغرب من أشخاص يؤمنون بأن مايطلق عليه ثورة برعاية الرئيس الأمريكي وهيلاري كلينتون أيام الرئيس السوري في الحكم معدودة وأشخاص مثل نتنياهو ورئيس الشين بيت السابق أفي ديختر مرهف الإحساس والجولاني والبغدادي, سوف تنجح وتجلب لهم دولة الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والرخاء والعدالة الإجتماعية.
وفي الختام أترككم مع فيديوهات عزف ثوري على نايات شيطانية من إنتاج شبكة شام الإخبارية والذي لا يترك مجالا للشك بالأهداف الحقيقية لما يطلقون عليه ربيع سوري.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Tuesday, November 4, 2014

العولمة وتأثيرها على النمو الإقتصادي وإرتفاع النزعة القومية لبعض الدول

في عالم تهيمن عليه مفاهيم العولمة وتحرير التجارة وإتفاقيات الجات فإن أي مشكلة في بلد معين سوف تنتشر عبر الحدود وتؤدي إلى تأثيرات في البلدان المجاورة,  إحدى تلك المشاكل هي النزعة القومية(Nationalism).
تصاعد النزعة القومية يرجع إلى الطفرة الإقتصادية في الكثير من البلدان حيث دخلت منظمات حكومية وغير حكومية ضمن مفهوم ونطاق العولمة ومع تشعبها وإزدياد نفوذها يصبح التوفيق بينها من أجل سياسة موحدة أصعب مع الوقت.
سوف نأخذ مثالا على اليابان و الصين وتايوان حيث يرى الكثير من الصينيين أنه على حكومة بلادهم أن تغزو تايوان في حالة أعلنت الأخيرة إستقلالها. أما بالنسبة لليابان فإن الكثير من الصينيين مازال لديهم ذكريات مريرة من الغزو الياباني للصين وإحتلاله أجزاء واسعة منها, حتى الجيل الصيني الشاب ممن لم يعايشوا الإحتلال الياباني تتصاعد لديهم تلك النزعة القومية.
هناك مجموعة عوامل في الصين قد أدت إلى تصاعد النزعة القومية منها الثقل السكاني الذي تتماع به الصين, زيادة معدل توزيع الدخل بالنسبة للفرد, ثروات طبيعية, قوة عسكرية وصناعية يضاف إليها ٤٠٠ مليون شخص تم إنتشالهم من خط الفقر في الصين وذالك بفضل السياسات الإقتصادية للحكومة الصينية. السياسة التعليمية للحكومة الصينية تساهم أيضا في زيادة النزعة القومية وخصوصا مع إنتشار التعليم بالتوازي مع بروز الصين كقوة صناعية حيث إزدادت الحاجة إلى عمالة مؤهلةحيث من المؤكد أن المناهج التعليمية في الصين لا تبرز اليابان بشكل إيجابي ولا تتلكم عن تايوان إلا بوصفها مقاطعة صينية.
من الممكن دراسة أمريكا كمثال على تصاعد النزعة القومية حيث أن أمريكا أكثر تنوعا من الناحية العرقية من الصين حيث قد تجد مواطنين أمريكيين من أصول أفريقية وأسيوية وشرق أوسطية ومن أمريكا اللاتينية وليس هناك بلد في العالم إلا لديها ألاف من مواطنيها يقيمون في أمريكا ويحملون جنسيتها.
في كتب التاريخ الأمريكية التي تدرس لطلاب المدارس والجامعات وحتى الكتب التي يضعها مؤرخون أمريكيون, فإننا نجد أنه يتم التكلم فيما يتعلق بأوروبا على أنها كانت الميدان الرئيسي للمعارك في الحرب العالمية الثانية بينما الجبهة الشرقية التي كان مسرح معاركها الإتحاد السوفياتي لا يتم الحديث عنها إلا بوصفها جبهة مساندة أو ثانوية. الحقيقة هي غير ذالك فأكبر نسبة من القتلى الذين سقطوا أثناء تلك الحرب كانوا في الجبهة الشرقية سواء من الجيش الروسي أو المدنيين أو الجنود الألمان الذي كان العدد الأكبر منهم متواجدا على تلك الجبهة وليس أوروبا. معركة كورسك كانت أكبر معركة في التاريخ حيث حارب ١.٥ مليون ونصف جندي ألماني وروسي فيها بالإضافة إلى كونها وقعت فيها أكبر معركة بالدبابات بين الجيشين الروسي والألماني ولكنها بالنسبة للمؤرخين الأمريكيين لا تحتل تلك المكانة حيث يتكلمون بإستفاضة عن معركة جزيرة سيسلي في إيطاليا التي إنتصر فيها الحلفاء على ٦٠ ألف جندي ألماني فقط كانت مهمتهم تأمين الجزيرة والدفاع عنها.
تصاعد النزعة القومية لها أثار أخرى منها تنوع الأساليب التي ينظر إليها للأمور بإختلاف البلد. إنتشار التعليم وتنوعه, الثورة المعلوماتية, الإنترنت, سهولة تبادل المعلومات وتطور وسائل الإتصالات والمواصلات قد أدى إلى أن بروز معارضة للإزدواجية الغربية وأصبح إمتلاك المعرفة والمعلومات يؤهل الطرف الأخر للمجادلة بالحجة والبرهان. يعني بإختصار العالم تحول كله إلى قرية صغيرة.
حتى تركيبة المنظمات والمؤسسات الدولية تعاني خللا يعزز النزعة القومية للطرف الأخر فتركيبة الأعضاء الخمسة الدائمين في الأمم المتحدة لم تأخذ في الحسبان عند تشكيلها بروز الهند كقوة نووية وصناعية معترف بها ومعاهدة كيوتو المتعلقة بالتغيير المناخي كانت بالإتفاق بين الدول الغربية وسياسة فرض الحلول على دول العالم الثالث وتحميلها أعباء المعاهدة. هناك أيضا صندوق النقد الدولي رئيسه على الدوام أوروبي بينما البنك الدولي رئيسه على الدوام أمريكي وليس صيني أو هندي أو برازيلي.
اللورد لويس ماونتباتين أخر حاكم بريطاني للهند جاء لغاندي وقال له " إذا غادرنا الهند سوف تكون فوضى " فأجابه غاندي " ولكن تلك الفوضى سوف تخصنا نحن " وذالك هو شعور قوي يزداد في وقتنا الحالي خصوصا بين الدول النامية, شعور أن تحكم نفسك بنفسك بدون تدخل من أحد.
هناك مشكلة حقيقية تواجهها الكثير من الدول وهي ليس كيفية تجنب الفشل ولكن كيفية إدارة النجاح وإستثماره. هناك دول تعاني نقصا في الموارد الطبيعية وهناك دول أخرى تعاني وفرة منها. النمو الإقتصادي للكثير من الدول كالصين والهند زاد الطلب على النفط والمواد الأولية مما أدى إلى إرتفاع أسعارها.
عقود من الإنتعاش الإقتصادي كان سببها الرئيسي توفر مصدار الطاقة والمواد الأولية وخصوصا النفط الذي كان سعر البرميل يتراوح بين ٢٥-٥٠ دولار أمريكي. وقد أساء البعض تفسير إرتفاع سعر النفط سنة ٢٠٠٧-٢٠٠٨ على أنه بسبب تخفيض الإنتاج ولكنه كان بسبب إزدياد الطلب من دول مثل الهند والصين حيث وصل سعر البرميل إلى ١٠٠-١٥٠ دولار أمريكي مع توقعات بأن يرتفع إلى ٢٠٠ دولار أمريكي للبرميل.
الدول المنتجة للنفط تمتعت بإنتعاش إقتصادي لا سابق له حيث إزدادت مداخيلها المالية من تصدير الذهب الأسود بالإضافة إلى عدم معاناتها من الأثار المترتبة على إرتفاع أسعاره وإضطرارها لإتباع قوانين السوق العالمي التي تحكم جانب العرض والطلب.
ولكن علينا أن ننظر للجانب الأخر من المسألة هو أن إرتفاع أسعار النفط صاحبه إرتفاع أسعار جميع السلع والمواد الأساسية تقريبا يضاف إلى ذالك زيادة الطلب عليها مما أدى إلى خلق مشاكل مثل إرتفاع أسعار المنتجات الزراعية مما أدى لحصول إضطرابات سياسية في الكثير من الدول النامية والفقيرة حيث أصبح تجنب حصول مجاعة أمرا أساسيا وعاجلا.
هناك زيادة للكتلة السكانية في الكرة الأرضية تلتهم كل النمو الإقتصادي وتشكل ضغطا على الموارد كالماء والهواء والزراعة كما تشكل خطرا على البيئة. ولكن زيادة الطلب على الكهرباء في الصين والهند أدى إلى بناء ٨٠٠ محطة مولدة سوف تعمل بالفحم وذالك بين سنتي ٢٠٠٦-٢٠١٢ وذالك بسبب توفر الفحم ورخص ثمنه ولكن ذالك لن يستمر لوقت طويل. إرتفاع أسعار النفط والإتجاه نحو الفحم كمصدر لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية سوف يؤدي إلى زيادة الطلب وإرتفاع السعر وهو ماينطبق على جميع الموارد الأولية بدون إستثناء.
وفي الختام فإن النظرية القائلة بأن الزيادة السكانية تلتهم النمو الإقتصادي وتشكل ضغطا على الموارد ليس إلا مزاعم معاهد أبحاث ومنظمات تزعم أنها غير حكومية يتم تمويلها من قبل شركات نفط ورجال أعمال نافذين مرتبطين بطريقة غير مباشرة بجهات وهيئات حكومية والهدف هو أبقاء أسعار السلع ومصادر الطاقة مرتفعة بزعم ندرتها وأنها في طريقها للنفاذ. كما أن لها أهداف أخرى متعلقة بالزيادة السكانية في دول تلك تلك الشركات ومعاهد الأبحاث أنها قد تشكل بكتلتها السكانية خطرا يتهدد مصالحها حيث أن العديد من تلك الشركات ومعاهد الأبحاث ذات منشأ في الولايات المتحدة أو تتلقى التمويل من رجال أعمال أمريكيين. سوف أتناول تلك النظرية في موضوع أو سلسلة مواضيع قادمة عندما يحين وقتها إن شاء الله حيث كانت تناولت أحدها إختصارا في موضوعي (من تسبب حقا بمقتل السفير الأمريكي في بنغازي؟ فزورة الحرب الأمريكية على الإرهاب) وإن لم أكن سميتها بالإسم حيث كنت أتكلم عن (The Heritage Foundation) وهو معهد أبحاث ينتمي لمدرسة الفكر المحافظ ومرتبط بأسرة بوش وخصوصا جورج بوش الإبن وإدارته.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Sunday, November 2, 2014

تأثير الحرب الباردة والعلاقات السياسية بين الدول على النمو الإقتصادي العالمي

المحللين المتخصصين في شارع المال والأعمال وول ستريت يستخدمون مصطلح "مخاطرة سياسية" ولكن الوقائع على الأرض تثبت أن ذالك المصطلح ليس إلا إستثناء وليس القاعدة العامة.
وحتى نفهم تلك النقطة بتوضيح أكبر علينا دراسة فترتين تاريخيتين هما: الفترة الممتدة بين ١٨٩٠-١٩٠٠ والفترة الممتدة بين ١٩٥٠-١٩٦٠, فترتان تتميزان بالإضطرابات السياسية والنمو الإقتصادي حيث دخلت دول كبيرة المجال الإقتصادي العالمي مع إزدياد في النمو. كانت الفترة الزمنية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فترة إضطرابات سياسية وعسكرية في البلقان وأفريقيا الشمالية ومناطق ساخنة أخرى حول العالم مما هدد بحروب بين الدول الأوروبية الكبرى. ولكن على الرغم من ذالك فقد نما الإقتصاد العالمي على الرغم من النزاعات وسباق التسلح.
العشرة سنين الممتدة بين ١٩٥٠ و١٩٦٠ كانت ذروة الحرب الباردة حيث نشبت مخاطر نزاع نووي مع الإتحاد السوفياتي ونزاع مع الصين بخصوص الحرب الكورية. كما أنه تلتها فترة إضطرابات سياسية ونزاعات عسكرية مثل أزمة مضيق تايوان, الكونجو, قناة السويس, خليج الخنازير وفيتنام التي بدأت كأزمة سياسية ونتج عنها حرب ضروس. على الرغم من تلك النزاعات والحروب فإن الإقتصاديات الصناعية قد عبرت تلك المرحلة بقوة وإزدهار.
وفي كلتا الفترتين فقد برز مصطلح إقتصادي وهو صدمة العرض الإيجابية(Positive Supply Shock) وهو ناتج عن عن إرتفاع الإنتاج على المدى البعيد مما أدى إلى طفرة إقتصادية قوية ومستدامة ولفترة طويلة. أوروبا أعادة بناء نفسها من الرماد بفضل المساعدات الأمريكية ونما الإقتصاد الياباني ٩% سنويا لمدة ٢٣ سنة.
شيئ أخر لافت للنظر ومتعلق ببدايات القرن العشرين وهو إنخفاض أسعار السلع رغم تزايد الطلب عليها. مثال على ذالك هو إنخفاض أسعار القمح في أوروبا ٢٠%-٣٥% وذالك بفضل المطاحن الأمريكية وإنخفاض أسعار السلع الإستهلاكية بسبب إنخفاض كلفة تصنيعها في الدول الأسيوية. في تلك الفترة نمت سوق الصادرات للكثير من الدول ولكن سوق الواردات أيضا نما بشكل كبير.
نحن نعيش الأن في الفترة الثالثة من ذالك النمو الإقتصادي حيث دخل إلى أكثر من ملياري شخص إلى عالم التجارة والأسواق الذي كان قبل ذالك عبارة عن نادي صغير محصورة عضويته بمجموعة من الدول الغربية. إن ذالك التوسع قد نتج عن تحفيز رؤوس الأموال الغربية وإنتقالها لأسيا وحول العالم. وإذا تحدثنا عن العشرين سنة الأخيرة بين عامي ١٩٩٠-٢٠٠٠ فإن الإقتصاد العالمي نما حجمه من ٢٢.١ تريليون دولار إلى ٦٢ تريليون دولار, وحجم التجارة العالمية إزداد ٢٦٧%. ما أصبح يعرف لاحقا " الأسواق الصاعدة " قد إستحوذت على نسبة تزيد عن ٥٠% من ذالك النمو و٤٧% من حجم الإقتصاد العالمي(٣٣% بأسعار التبادل  وفق مبدأ تعادل القوة الشرائية).
الأزمات الإقتصادية, الركود, مشكلة تراكم الديون التي أثرت على إقتصاديات الدول الصناعية لم تنجح في وقف النمو الإقتصادي على مستوى العالم. الكثير من معارضي وجهة النظر تلك يستعينون بمثال اليابان لدعم رأيهم حيث أنه في بداية فترة الثمانينيات كان الغرب متخوفا من تحول اليابان إلى الدولة الصناعية الأولى وأن يصبح الإقتصاد الياباني هو المهيمن على الإقتصاد العالمي, بينما اليابان قد تباطئ نموها الإقتصادي إلى مستويات غير مسبوقة وإستمر إلى يومنا هاذا كأطول فترة ركود على مستوى العالم. هاذا خطأ كبير من قبلهم حيث أنه سنة ١٩٨٥ كانت اليابان من أثرى الدول على مستوى العالم وكانت توقعات المحللين أن الإقتصاد الياباني سوف يتجاوز نظيره في الولايات المتحدة كأكبر إقتصاد على مستوى العالم ولكن ذالك لم يحصل لأن الأسواق في اليابان, الصناعة, التجارة والسياسة مازالت تعمل وفق الطرق التقليدية والقديمة فإن اليابان سوف تبقى عاجزة عن إتخاذ تلك الخطوة الأخيرة.
الصين على النقيض من ذالك بلد فقيرة حصة الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي ٤٣٠٠ دولار سنويا وسوف تواجه الكثير من المشاكل في حال أصبحت الدولة العظمى رقم واحد على مستوى العالم. وعلى الرغم من ذالك فإن الصين في المستقبل القريب سوف تنج في زيادة حجم إقتصادها بمقدار الضعف إذا إستمرت فقط في تصنيع الملابس واللعب وأجهزة التلفونات الخليوية.
حالة أخرى مما يطلق عليهم الدول الصاعدة وهي الهند حيث بدأت بقاعدة توزيع الدخل للفرد أقل من الصين وسوف تحتاج لعدة عقود قبل أن تصطدم بعقبات كتلك التي تواجهها اليابان.
تاريخيا كانت السيطرة الإقتصادية والهيمنة التجارية للدول ذات التعداد الأقل للسكان, البرتغال, هولندا, إسبانيا وبريطانيا أمثلة واضحة على ذالك. كان ذالك صحيحا تاريخيا حتى بروز الولايات المتحدة وهيمنتها على المشهد وتعزز دورها خصوصا في الحرب العالمية الأولى والثانية. الولايات المتحدة كانت الدولة الأكبر في عدد السكان ولكن سيطرتها وهيمنتها مشروطة ببقاء الدول الأخرى ذات الكثافة السكانية غارقة في الجهل والفقر والتخلف. الحاصل الأن هو أن دولا مثل الصين والهند آخذة بالبروز تجاريا وإقتصاديا وتصبح منافسة لأمريكا حيث تحوزان كتلة سكانية ٢.٥ مليار شخص ويحسبة رياضية بسيطة فإن أي رقم مضروب برقم ٢.٥ مليار سوف يتحول لعدد لا يستهان به.
قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي كان هناك نظامان إقتصاديان هما الرأسمالية وتمثلها الولايات المتحدة والشيوعية التي كان يمثلها الإتحاد السوفياتي, حلف الناتو وحلف وارسو.
شكل إنهيار الإتحاد السوفياتي نقطة تحول للكثير من البلدان التي كانت تتبنى النهج الإقتصادي الإشتراكي الذي كان يهمش دور القطاع الخاص ويتبنى التخطيط المركزي كما كان هناك بلدان أخرى تحاول أن تتبى نهجا وسطا وجدت نفسها فجأة بدون خيارات أخرى. هي كما ذكرت رئيسة وزراء بريطانيا الاسبقة مارجرت تاتشر " لايوجد خيار أخر ".
كانت هناك نقاشات وحوارات حتى قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي عن النهج الإقتصادي الأصح الذي يجب إتباعه حيث أن صندوق النقد الدولي كان يزداد إنتقادا للبلدان ذات النهج شبه الإشتراكي أو شبه الرأسمالي. هل يجب إتباع النهج الإقتصادي للسويد؟ أم فرنسا؟ أم الولايات المتحدة؟ أغلب تلك البلدان لم يحتار في إتخاذ قراره حيث أنهم كانوا بالفعل أقرب للنهج الإشتراكي ولكنهم وجدوا أنفسهم وحيدين بدون موجه بعد سقوط الإتحاد السوفياتي وإنهيار معسكر حلف وارسو.
القوة الإقتصادية التي كان محركا للنمو في الحقبة الجديدة كانت حرية حركة رأس المال, تلك الظاهرة كانت ظاهرة معاصرة.
الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية تميزت بأسعار صرف ثابتة وتقييد حركة رأس المال سواء بالدخول أو بالخروج لبلدان غربية مثل فرنسا وإيطاليا كما تميزت بربط الدولار الأمريكي بالذهب على سعر صرف ٣٥ دولار أمريكي للأونصة.
الكثير من الدول الأوروبية ألغت كل تلك القيود خصوصا بعد أن فك الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الإرتباط بين الذهب والدولار الأمريكي سنة ١٩٧١, والنتيجة كانت نمو إقتصادي وحركة إنسيابية واسعة لرأس المال من بلد لأخرى.
الحركة الواسعة لرأس المال وإنسيابية التجارة بين البلدان المختلفة رافقها إنشاء البنوك المركزية المستقلة ومحارية التضخم.
التضخم المفرط هو العدو الذي تسعى كل الدول لمحاربته حيث قد يؤدي إلى الثورات وجعل قيمة النقود ومدخرات التقاعد لا قيمة لها. الكساد الإقتصادي قد يسلب الشخص ماهو ليس في حوزتك ولكن التضخم المفرط قد يؤدي إلى أن يسلب الشخص ماهو في حوزته الفعلية. إن التضخم المفرط هو الذي أدى إلى تصعيد الحزب النازي برئاسة هتلر للحكم في ألمانيا وليس الكساد الإقتصادي.
الولايات المتحدة بدأت محاربة التضخم في سنة ١٩٨٠ بعد أن إستفحل وذالك عبر مجموعة إجرائات تهدف إلى السيطرة على أسعار السلع والخدمات وإبقائها مستقرة.
ومن المعروف في نطاق رجال المال والأعمال أن الكساد الإقتصادي يضرب مرة كل أربعة سنين ويدوم لسنتين كاملتين. في الولايات المتحدة, نتيجة الجهود المبذولة لمحاربة التضخم وخلال العقدين السابقين للأزمة الإقتصادية ٢٠٠٧-٢٠٠٨ فإن الولايات المتحدة  تمتعت بفترة نمو إقتصادي متواصل بلغت عشرة سنين وعندما حل عليها الكساد فإنه دام ثمانية أشهر فقط.
الحلول الإقتصادية التي إعتمدت الولايات المتحدة عليها لخفض مستوى التضخم والخروج من أزمات الكساد أصبح من أهم صادرات أمريكا في أواخر الثمانينيات(معنى مجازي) حيث كان هناك عدد من البلدان المهمة مصابة بالتضخم المفرط والذي بلغ مستويات غير مسبوقة. في الأرجنتين بلغ ٣٥٠٠%, في البرازيل ١٢٠٠% وفي البيرو ٢٥٠٠%. ومع بداية سنة ١٩٩٠ وتوجه لتلك البلدان نحو سياسات مالية ونقدية صارمة وترشيد النفقات حيث قبلت بعض البلدان بتعويم عملتها أو ربط قيمة صرفها بالدولار أو باليورو. ومنذ سنة ٢٠٠٧ لم يوجد بلد يعاني من مستوى تضخم أكثر من ١٠% من عدا زيمبابوي التي تخلصت من التضخم المفرط بالتخلي عن عملتها والإعتماد على عملة جنوب أفريقيا والدولار الأمريكي في التعاملات التجارية.
ثورة التكنولوجيا والمعلومات ساهمت لحد كبير في الطفرة الإقتصادية والإنتعاش الإقتصادي حيث يمكن إرسال إيميل في ثواني معدودة وإجراء صفقة عبر الهاتف. كما يمكن نقل الحدث الحاصل في تايوان على شاشات بث مباشر في ماديسون سكوير في نيويورك.
ويمكن تلخيص الرأسمالية وكيف إنتشرت كالتالي:
- دخول سفن الشحن الكبيرة الخدمة في القرن الخامس عشر مما أدى إلى إزدياد حركة وإنسيابية البضائع.
- تطور التعاملات المالية والمصرفية مما أدى إلى زيادة حركة المال وهاذا كان في القرن السابع عشر.
- سنة ١٩٩٠ إنتقال العمالة من بلد لبلد أصبح أكثر سهولة وإنسيابية. ليس بالضرورة أن يذهب الباحث عن عمل إلى حيث توجد فرص العمل, بل فرص العمل تأتي إليه.
العوامل الثلاثة: السياسة, الإقتصاد والتكنولوجيا تكاملت معا لتدفع بنفس الإتجاه نحو إقتصاد تكاملي ومترابط مع بعضه البعض مما يؤدي إلى تشكيل بيئة دولية مناسبة للمال والأعمال وعقد الصفقات.
سوف نأخذ مثالين سريعين لدولتين إستفادتا من العوامل الثلاثة السابقة, تركيا والبرازيل. كلا البلدين كان يعاني من تباطئ النمو الإقتصادي, التضخم المستشري, تصاعد مستوى الدين, قطاع إقتصادي معتل ونظام سياسي هش. في يومنا هاذا فإن البلدين يتمتعان بمستوى تضخم منخفض, نمو إقتصادي تصاعدي, إنخفاض مستوى الدين, إنتعاش القطاع الخاص ونظام سياسي مستقر يتمتع بمؤسسات ديمقراطية. تركيا مؤخرا قامت بتسديد أخر دفعة عليها من ديون صندوق النقد الدولي ومعدل التضخم في البرازيل يساوي مثيله في الولايات المتحدة. تركيا والبرازيل سوف تعانيان من المشاكل والتحديات ولكن هل يوجد أي بلد في
العالم بدون مشاكل؟ أو لا يواجه التحديات؟
تحياتي وتمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Saturday, November 1, 2014

مشكلة توفر النفط وأثره في نمو الإقتصاد العالمي

إن مشكلة النفط كمصدر للطاقة تتلخص بإختصار في السعر وتكلفة الإنتاج وليس السؤال هنا عن مدى توفره من عدمه وهاذا يقودنا إلى مصطلحان سوف نتعامل معهما عندما نتكلم عن النفط وإستخراجه وهما المصدر(Resource) والإحتياطي (Reserve). فعندما نتكلم عن المصدر النفطي(الثروة النفطية) لبلد معين فإننا نعني بذالك لكمية الفعلية الموجودة في باطن الأرض وأما عندما يدورالحديث حول إحتياطي النفط في ذالك البلد فإنها تعني الكمية الفعلية التي يمكن إستخراجها.
مثال بسيط يساعدنا على فهم الفرق بين المصطلحين هو مشروع النفط الرملي في كندا حيث تبلغ مجمل الثروة النفطية ١٧٠ تريليون برميل يتركز معظمها في ولاية ألبرتا بينما الكمية الفعلية الممكن إستخراجها هي ١.٦ مليار برميل وذالك ضمن تكاليف الإستخراج الحالية.
إن تناقص الإحتياطات النفطية في أماكن كثيرة من العالم قد دفع شركات النفط إلى الذهاب أبعد مايكون في سبيل البحث عن الذهب الأسود, حتى القطب المتجمد الشمالي, حتى نهاية الكرة الأرضية. فروسيا وشركة أكسون موبيل التي تعد أكبر شركة نفطية في العالم قد وقعتا عقدا للتنقيب عن النفط في منطقة القطب المتجمد الشمالي حيث ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحكومة الروسية وشركة أكسون موبيل تتوقعان إنفاق ٥٠٠ مليار دولار طوال مدة العقد من أجل جعله مربحا من الناحية التجارية. إن هاذا يعطي فكرة لأي مدى تكون شركات النفط مستعدة للذهاب لأبعد مدى في سبيل إستخراج الذهب الأسود الذي يعد المحرك الرئيسي لإقتصاد العالم. ولكن لماذا الإستغراب فحسب إحصائيات وكالة الطاقة الدولية (IEA) فإن مجمل الإنفاق على الإستكشاف والإنتاج سنة ٢٠١٢ يعد ٦٠٠ مليار دولار تقريبا.
في تلك البقعة التي تشكل نهاية الكرة الأرضية, وأعني القطب الشمالي, يدور نزاع بين كندا والدانيمرك حول جزيرة صخرية غير مأهولة دعى هينز (Hens) وتقع بين مقاطعة جرينلاند (Greenland) ذات الحكم الذاتي في الدانيمرك و جزيرة إليسمير (Ellesmere) الكندية. وهناك تقليد طريف متعلق بذالك النزاع هو أنه منذ سنة ٢٠٠٤ تقوم قوة كندية محمولة على طائرات هيلوكبتر بزيارة الجزيرة وإستبدال العلم الكندي بآخر جديد وكذالك بوضع زجاجة من مشروب (Canadian Club) وهو مشروب الويسكي الذي يعتبر مشروبا قوميا في كندا.
النزاع ظاهره متعلق بالسيادة ولكن باطنه تحت الأرض أسفل طبقات الجليد وهو عبارة عن ثروة نفطية كامنة هناك. والسؤال هو ليس عن الكمية الكامنة من  تلك الثروة النفطية ولكن الكمية التي من الممكن إستخراجها وتكلفة ذالك في مثل الك الأجواء المتجمدة.
وكما يقول المثل بالعامية فإن التكلفة هي مربط الفرس فكم سوف تكون تكلفة إستخراج برميل نفط بموجب الإتفاقية الروسية مع شركة أكسون موبيل حيث سوف ينفق ٥٠٠ مليار دولار تقريبا قبل جعل المشروع مربحا تجاريا؟
في مشروع إستخراج النفط الرملي في كندا فإن تقدم وتطور الوسائل التكنولوجية المتعلقة بإستخراج النفط قد سمحت بزيادة الإنتاج وخفض التكلفة ولكنها لا تشكل حلا سحريا خصوص مع إستمرار الزيادة في الطلب وإرتفاع الأسعار وعلى الرغم من ذالك فإن شركات النفط مازالت مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى مادامت هناك مرابح مالية يمكن تحقيقها.
فنزويلا كذالك تحتوي على إحتياطيات ضخمة من النفط خصوصا النفط الرملي خصوصا في منطقة (orinoco) أو مايعرف محليا بإسم (Faja) حيث إرتفعت الإحتياطيات (الكمية الممكن إستخراجها تجاريا) من ٢١١ مليار برميل إلى ٢٩٧ مليار برميل من أصل ١.٦ تريليون برميل هي كمية الثروة النفطية الكامنة في باطن الأرض في فنزويلا. إن ذالك يعد أكثر من ٢٥٦ مليار برميل من إحتياطيات النفط المتوقعة في السعودية و١٧٠ مليار برميل إحتياطات النفط الرملي المتوقع تواجدها في كندا.
إن المشكلة في تلك الإحتياطيات ليس فقط في حجمها ولكن في كونها تعرف بأنها إحتياطات غير تقليدية (Unconventional) مما يعني أن إستخراجها يتطلب وسائل تقنية وتكلفة أعلى وجهودا أكبر. ولكي أقوم بتبسيط الشرح فسوف نأخذ مشروع النفط الرملي في كندا كمثال حيث أنه يجب كمرحلة أولية الحفر لإستخراج ذالك الرمل المشبع بالنفط وترحيله لمصانع ضخمة تقوم بتعريضة لدرجة حرارة عالية لفصل النفط عن الرمل ثم تقوم بخلطه بمواد كيميائية أخرى لإنتاج مايعرف الخامة الإصطناعية (Synthetic Crude) والتي يتم شحنها عنذئد لمصافي النفط لكي تقوم بتكريرها وإستخراج مختلف أنواع الوقود الذي نستعمله في حياتنا اليومية.
تخيلوا التكلفة العالية لكل تلك المراحل, العمل في أجواء صقيعية تبلغ درجة الحرارة فيها ٤٠ سالب(تحت الصفر) مما يزيد من أعطال الماكينات والآلات ومن كلفة إصلاحها وهي تعد الأضخم في العالم من شاحنات وماكينات حفر وإستخراج النفط الرملي.
وعندما أتكلم عن التكلفة العالية فإن ذالك لا يتناقض مع أن التقدم التكنولوجي ساهم بتخفيضها فهي بالتأكيد ليست ضمن حاجز الأسعار المنطقي والمعقول ولكنني أهدف من خلال ذالك لعقد مقارنة, والعودة للوراء لسنة ١٩٠١, مع إكتشاف نفطي في ولاية تكساس (Spindletop) والذي ساهم في الحمى النفطية في الولاية والتي تشبه حمى البحث عن الذهب. إن النفط الخفيف السهل التكرير  الذي كان يستخرج من مشروع (Spindletop) يعد ٧٥ ألف برميل يوميا والذي كان يتدفق من الأرض بمجرد الحفر لأمتار قليلة بينما اليوم يعد إنتاج ١٥٨ ألف بئر نفطي في ذالك المشروع لا يزيد عن ٦ براميل بما يعد أقل من مليون برميل يوميا.
إن وكالة الطاقة الدولية (IEA) كانت المصدر الذي توقع أن يتجاوز الإنتاج النفطي للولايات المتحدة مثيله في المملكة العربية السعودية بحلول عام ٢٠١٧ قد إعتمدت على تقديرات متفائلة لمستوى إنتاج النفط في مشاريع في ولاية تكساس وداكوتا الشمالية خصوصا من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة ومصادر ذالك الإنتاج والإحتياطيات التي يمكن إستخراجها تجاريا منه وهي نقطة سوف أتكلم عنها في نهاية الموضوع والمتعلقة بأنواع النفط والتأثيرات البيئية لإنتاجه. إن المملكة العربية السعودية مازالت تعتبر الأكثر إنتاجا بين مجموعة (OPEC'S) ولكن إنتاجها في الوقت الحالي يبقى أقل منه في فترة السبعينيات.
إن وكالة (IEA) تم إنشائها بغرض واحد هو إصدار الإحصائات والرسائل التطمينية لكبريات شركات النفط في العالم والدول الغربية المستهلكة للنفط بأن الإمدادات النفطية سوف تكون متوفرة في حال الحاجة إليها.
وفيما يتعلق بتقريرها لسنة ٢٠١٢ والذي وصفت (IEA) مصادر النفط في الولايات المتحدة بأنها (Tight) بما يعني أنها كانت في السابق غير ذات جدوي إقتصادية ولكنها في الوقت الحالي يتم منها إستخراج مئات الآلاف من البراميل يوميا.
النفط ليس المصدر الوحيد لتوليد الطاقة للإستخدامات المختلفة والذي يتعرض للتقلبات السعرية في السوق العالمية فالفحم أيضا والذي كان أحد مصادر الطاقة الرئيسية يتعرض لنفس التقلبات السعرية وإضطراب الإمدادات التي يتعرض لها النفط. وقد كان يظن إلى وقت قريب أن النفط هو مصدر الوقود الرئيسي لتوليد الطاقة ولكن الواقع يقول أن تلك المكانة محجوزة للفحم حيث أن متوسط ٤٠% من الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها في العالم هي تكون بواسطة الفحم.
وحتى نلقي الضوء على الواقع المتعلق بإنتاج وإستهلاك الفحم فسوف نستعين بالصين كأحد النماذج حيث أن سنة ٢٠١٠ سجلت إستهلاك ٣.٧ بليون طن من الفحم مقارنة بسنة ٢٠٠٠ حيث سجلت ١.٢ بليون طن إستهلاك من الفحم.
الصين تنتج نصف كمية النفط التي تستهلكها الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها في الوقت نفسه تستهلك ضعف كمية الفحم التي تستهلكها الولايات المتحدة على الرغم من أن الصين تمتلك نصف إحتياطي كمية الفحم التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد الفحم مسؤولا عن توليد ٧٥% من الطاقة الكهربائية في الصين.
وكما أن للنفط معايير للتسعير كخام برنت أو خام غرب تكساس أو سلة أوبك فإن للفحم أيضا معيارا عالميا لتسعيرته وهي (خامة فحم نيوكاسل) حيث أن تلك التسمية على مطابقة لإسم الميناء الأسترالي الذي كانت تشحن منه. وفي ذروة الطلب العالمي سنة ٢٠٠٨ على الفحم فقد وصل سعر الطن المتري إلى ٢٠٠ دولار أمريكي وهو يعادل ١٤٧ دولار أمريكي سعر برميل النفط في تلك الفترة. لايتم تناول إرتفاع أسعار الفحم في وسائل الإعلام العالمية بنفس  الطريقة التي يتم فيها النقاش حول إرتفاع أسعار النفط, ربما لو أجبر من يمتلكون المركبات على ملئ خزانات مركباتهم بالفحم بدلا من الوقود لكان الأمر مختلفا.
ولعل الكثيرين وبسبب ذالك وبسبب عدم الإهتمام من وسائل الإعلام بالتقلبات السعرية التي تتعرض لها مادة الفحم لم يلاحظوا أنه مع ذروة الأزمة الإقتصادية التي مر بها العالم سنة ٢٠٠٨  وإنخفاض الطلب على الفحم والنفط فإن سعر النفط إنخفض بمقدار ٧٠% بينما سعر الفحم إنخفض بمقدار ٥٠% مما يعني أن سعر الفحم بقي مرتفعا عن سعر النفط بمقدار ٢٠% على الأقل.
إن الخطة التي تم وضعها في الصين من أجل النمو الإقتصادي وزيادة إجمالي الناتج المحلي أحد بنودها يتطلب إستهلاك ٥ مليار طن من الفحم سنويا وهاذا يعد أكثر بمقدار الثلث عن متوسط معدل الإستهلاك السنوي من الفحم في الصين في بلد يحوي أقل من ١٥% من إحتياطي الفحم عالميا ولكن إستهلاكه يعد ٥٠% تقريبا من معدل الإستهلاك العالمي.
التسائل الذي يتم طرحه هو ليس له علاقة بالإحتباس الحراري وثقب طبقة الأوزون فتلك نقاط سوف يتم التعرض لها لاحقا ولكن من أين سوف تحصل الصين على كل تلك الكميات من الفحم؟ إن الشركات الصينية المملوكة للحكومة تنفق المليارات من الدولارات لشراء حصص في شركات تعدين أجنبية حيث تم إنفاق ٣٢ مليار دولار بين سنة ٢٠٠٥ وسنة ٢٠١٠ منها ١٤ مليار دولار سنة ٢٠٠٨ لشراء حصة ٩% من شركة (Rio Tinto) وذالك من قبل شركة الألومنيوم التعاونية الصينية.
إذا سألنا الخبراء عن آرائهم بخصوص تقديراتهم لكميات الفحم المتواجدة في باطن الأرض فسوف يقولون أن هناك مبدئيا مايكفي الإستهلاك لمائتي سنة قادمة على الأقل وأن الفحم كالنفط لن تنفد مخزوناته من باطن الأرض ولكن النقطة التي هي محور الإهتمام هي مرة أخرى سعر الفحم المستخرج ونوعيته حيث أنه مع مرور الزمن يكون الوصول لكميات الفحم المتوفرة بأسعار إقتصادية أكثر صعوبة كما أن هناك انواعا من الفحم مولدة للطاقة أكثير من غيرها وهي التي يكون لها جدوى إقتصادية ويزداد الطلب عليها.
ولكن مع إرتفاع أسعار النفط والفحم وقلة الكميات المجدية إقتصاديا المتاحة للإستخراج فهل سوف يتجه العالم نحو الطاقة النووية؟
أستغرب وبشدة إقبال بعض الدول في الوطن العربي على موضوع الطاقة النووية وبناء المفاعلات النووية حيث أن الغرب بدأ بعد مشكلة مفاعل فوكوشيما في اليابان يراجع خياراته بشأن المصادر الممكن الإستعانة بها لتوفير الطاقة مستبعدا الخيار النووي. إن ملاحظة سمات ذالك التراجع ليست بصعبة فهي ظاهرة في إنخفاض أسعار اليورانيوم, إنخفاض أسعار شركات التعدين المتخصصة في إستخراج اليورانيوم, إنخفاض أرباح الشركات الهندسية المتخصصة في تصميم وبناء مفاعلات اليورانيوم وتوجه المستثمرين في قطاع الطاقة النووية إلى التخلص من كل مالديهم وله علاقة بتوليد الطاقة النووية وذالك بعرضه للبيع.
والسؤال المطروح هنا خصوصا بعد كوارث المفاعلات النووية المتلاحقة التي مر بها العالم وحبس أنفاسه إبتداء من كارثة جزيرة ثري مايل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية ثم تشيرنوبل والآن فوكوشيما, هل سوف يكون توليد الكهرباء للإستخدامات المختلفة من الطاقة النووية أمرا مجديا إقتصاديا؟
إن أسعار الطاقة الكهرباية المولدة من المفاعلات النووية التي تم بنائها في الفترة التي تلت كارثة جزيرة ثري مايل سجلت إرتفاعا بمقدار ٤٠% وفي الفترة التي تلت كارثة تشيرنوبل سجلت إرتفاعا مقداره ٨٥% حيث أن ذالك يرجع إلى متطلبات السلامة الإضافية ومعايير الأمان التي كان يتم إضافتها إلى المفعلات النووية التي يتم بنائها بالإضافة إلى متطلبات تحديث المفاعلات النووية القائمة حاليا.
إن الصدمة التي أحدثتها كارثة مفاعل فوكوشيما وجدت تأثيرا قويا في العديد من الدول حيث أن ألمانيا كانت من أوائل الدول التي تفاعلت مع الحدث بعدم منح تراخيص لبناء مفاعلات جديدة وإغلاق فوري لسبعة مفاعلات متقادمة عمريا بعد تقرير لجنة السلامة وأيضا وجود خطة طموحة للتخلص من جميع المفاعلات النووية ٢٠٣٦.
ولكن ليس جميع الدول قامت بعمل فرامل على خططها لتوليد الطاقة من المفاعلات النووية, الصين والهند هما بلدان أشد إحتياجا للطاقة لديهما خطط طموحة في هاذا المجال. فالصين تشهد بناء ٢٥ مفاعل نووي يضاف إلى ١٤ مفاعل موجودين في الخدمة وتخطط لوصول كمية الطاقة المنتجة من المفاعلات النووية نسبة ٢٠% بحلول سنة ٢٠٢٠.
الهند تحتاج إلى إيجاد مصادر لتوليد الطاقة لنسبة ٥٠% من سكانها مازالوا بدون كهرباء حيث يبلغ عدد سكان الهند تقريبا ١.٢ مليار وتستهلك من النفط ثلاثة أضعاف إنتاجها الداخلي. ولكن ماهو السبب الرئيسي لإرتفاع الفاتورة النفطية في الهند؟ السبب يعود لإرتفاع كبير في عدد ملاك السيارات بسبب الطفرة الإقتصادية التي تمر بها الهند مما سوف يؤدي بشكل آلي إلى إرتفاع نسبة إستهلاك وقود السيارات مثلا.
ربما يعاني العالم من إعصار بحجم تسونامي مرة كل مائة سنة ولكن الكارثة التي قد يلحقها ذالك الإعصار بالصناعة النووية إن مر على منطقة تحوي مفاعلات كفوكوشيما سوف تبقى آثارها لعشرات وربما لمئات السنين القادمة.
النهاية