Flag Counter

Flag Counter

Friday, November 17, 2017

ثوار الليدي أوسكار ينتحرون على أسوار الباستيل السوري


سوف يسجل التاريخ بمداد من دماء شهداء الشعب السوري وقواته المسلحة أن القادمين من كهوف التاريخ ليسقطوا حصن الباستيل السوري على قمة جبل قاسيون الشامخ قد فشلوا  برغم الدعم المقدم لهم من الولايات المتحدة وأوروبا بل وإسرائيل. وسوف يسجل التاريخ صمود الدولة السورية كل تلك السنين وفشل العدوان الغربي عليها في إسقاط مؤسسات الدولة وتفكيك البنية العسكرية والأمنية وتحويلها لدولة فاشلة حتى يتم تبرير غزوها عسكريا تحت ذريعة إنعدام الأمن وإنتشار الإرهاب أو ربما بذريعة إمتلاكها أسلحة الدمار الشامل. ونحن نستحضر أسباب صمود الدولة والشعب في سوريا علينا أن نتذكر أن الأحداث التي جرت منذ شهر أوكتوبر\2010 ونشهد خواتيمها حاليا لم تكن هي الأولى من محاولات دول العدوان الغربي التدخل في الشأن السوري والعودة من نافذة التدخل الإنساني بعد أن طردها الثوار السوريون من باب الإنتداب والإحتلال العسكري.
إن الطريقة التي تعمل بموجبها السياسية الغربية تثير الضحك فهي ليست إلا مجرد بهلوانيات وألاعيب لا تنطلي حتى على الأطفال ولكنها بالتأكيد تلقى قبولا لدى وسائل الإعلام الميكافيلية التي تعمل وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة حيث يجرى إرسال شيكات بنكية بمبالغ فلكية لإعلاميين من أقصى الأرض لأقصاها من أجل شراء المواقف والذمم وإقناع الرأي العام العالمي بأن تلك الأشكال المرعبة والمقززة التي تدفقت على سوريا من أكثير من 80 بلدا حول العالم بلحاها الكثة ونظراتها التي تشبه كائنات الزومبي سوف تكون أفضل للمواطنين السوريين من نظام الحكم الحالي وهو علماني ولكن تتم شيطنته في وسائل الإعلام كما حصل في يوغسلافيا والعراق وبلدان أخرى في أوقات سابقة خصوصا في أمريكا اللاتينية. هل تظن السي إن إن أو فوكس نيوز أو نيويورك تايمز أن تلك الزومبيات سوف تكون قادرة على إقامة دولة الحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية كما تزعم وسائل الإعلام الأجنبية والعربية التي تبكي حقوق الإنسان في سوريا بينما يتم التضحية بالأقليات الذين يذبحون على الهوية أمام كاميرات وتنشر صورهم في وسائل التواصل الإجتماعي خصوصا الفيسبوك وتويتر ومواقع كيوتيوب بدون أن يثير ذالك مشاعر المسؤولين عن تلك المواقع كمارك زكبرغ.
من سوف يصدق دموع التماسيح التي يذرفها أبطال دبلوماسية القنابل الذكية وورثة الإمبراطورية الرومانية على الضحايا المدنيين في سوريا بينما هم في السابق لم تكن تنتابهم أيُّ مشاعر إنسانية وميليشيات المرتزقة التي دربوها وسلحوها لتقتل بلا حساب شعوب أمريكا اللاتينية التي طالبتهم بكسرة الخبز لها ولأطفالها. وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت لم يكن لديها أي مشكلة في مقتل أكثر من مليون طفل عراقي بدون حساب الضحايا البالغين في سبيل إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين وتدمير العراق ونهب أثاره وكنوزه التاريخية. وزير الخارجية الدانيمركي الي فرح بمقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وإعتبر أن فصلا أسودا من تاريخ ليبيا قد أسدل عليه الستار قد غرق في سبات إنساني عميق حتى لا يشاهد ثوار الناتو الليبيين يهتكون عرض رئيسهم بعد أن قاموا بتعريته من ملابسه مع مرافقة ذالك بالتكبيرات والتهليلات بالنصر الإلهي. حتى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومرشحة إنتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون قد فرحت لمقتل القذافي ولم تعلم أن أزلامهم أمريكا المدعومين لإسقاط القذافي سوف يهاجمون القنصلية الأمريكية في بنغازي ويقومون بقتل السفير بعد أن يهتكوا عرضه كما فعلوا مع القذافي. ولكن أكثرهم فرحا كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي دفنت مع القذافي أسرار تمويل حملته الإنتخابية وأسرار أخرى كثيرة متعلقة به وبغيره من القادة الغربيين الشامتين بمقتل من كانوا يركضون لتقبيل يديه أثناء زياراتة الرسمية لبلدانهم. هل سوف نصدق من إستقبلوا وفود الإرهاب وعصابات طالبان في البيت الأبيض وأطلقوا عليهم ألقابا بوصفهم مقاتلي الحرية؟ ألم يستقبلوهم مرة أخرى سنة 1997 من أجل التباحث حول مصالح نفطية؟ لايوجد أي فرق بين ممارسات عصابات طالبان التي كانت تحكم أفغانستان وبين عصابات الإخوان المسلمين وتفرعاتها من الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش خصوصا القتل على الهوية وسرقة ونهب الأثار وتدمير ما يتبقى منها. ألا تعد تلك الأعمال البربرية متماشية مع فتاويهم بتدمير الأثار خصوصا التماثيل خشية أن تعبد من دون الله؟ هل هناك من يصدق تلك الحجة التافهة؟ هل هناك من عرف عنه أنه يتوجه بقبلته لأبو الهول أو يسجد لتمثاله؟و يتسائل البعض عن الهدف من وراء تلك الأعمال كتدمير التماثيل ونهب الأثار والإجابة بسيطة في أن ذالك يحقق لتلك العصابات الملتحية ثلاثة أهداف: الهدف الأول إقتصادي متعلق بحرمان تلك الدول من مورد إقتصادي هام وهو السياحة, الهدف الثاني هو مالي بحت حيث تتاجر تلك العصابات والشراذم بالأثار المسروقة والهدف الثالث هو إبادة تاريخية لذاكرة وحضارة بلد بأكمله حيث يسهل بعد ذالك السيطرة على عقول الأجيال اللاحقة وبرمجتها لتقبل الفكر المتطرف وأن التاريخ الإسلامي لهاذا البلد او ذاك هو التاريخ الوحيد المتوفر لتلك الأجيال.
إن محاولة إسقاط الدولة السورية قد تكلفت من قبل أشقاء سوريا العرب ما لا يقل عن 36 مليار دولار وذالك يشمل شراء ذمم صحفيين ومثقفين وإعلاميين وفنانين وسياسيين وزعماء عشائريين حيث يعد هدفها الرئيسي زعزعة أنظمة الدول المارقة المتمردة على إرادة السيد الأمريكي وسوريا على قائمة الدول المارقة المتمردة. وبالطبع فإن ذالك لا يشمل إنفاق الدول الغربية خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بل حتى دولة من المفترض أنها مسالمة كالدانيمرك أرسلت قوات خاصة إلى سوريا لمكافحة الإرهاب, الذي هم زرعوه وترعرع في أحضانهم والأن يريدون مكافحته بعد أن إنقلب عليهم, أو هكذا هم يزعمون, بينما للحقيقة وجه أخر. المثير للضحك أن هناك جهات غربية تتعهد بإعادة إعمار سوريا بمبالغ تصل إلى 30 مليار وهناك من يقترح كلفة إعادة إعمار تقدر بمبلغ 60 مليار دولار.
وفي ختام الموضوع فإنه يبقى على الجهات الداعمة للإرهابيين الذين يتم الأن إخلائهم على عجالة من مدينة البوكمال في سوريا كما تم إخلائهم من الرقة في مسرحية هزلية لتسليم المدينة إلى ميليشيات كردية وعصابات الجيش الحر وبعد أن بدأ عملية إسدال الستار على مسرحية داعش في سوريا والعراق, أن يجدوا عملا لهؤلاء بعد أن أصبحوا عاطلين عن العمل(Unemployed) فأين سوف تكون وجهتم التالية؟ سؤال سوف تجيب عنه الأيام.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Friday, November 10, 2017

الربيع المصري مستمر, كيف يتم التخطيط لإسقاط الدولة المصرية؟

لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ(متى 7:6)
تتعرض مصر لإستهداف مستمر وبطريقة لا تعرف المهادنة بهدف إسقاط الدولة المصرية ونشر الفوضى فيها فتتفكك مؤسسات الدولة وينتشر القتل الأعمى ويتم إعلان مصر دولة فاشلة في دوائر صنع القرار
الغربية تمهيدا لتدخل عسكري غربي فيها بذرائع إنسانية أو حماية الأقليات خصوصا المسيحيين الأقباط. إن ذروة ذالك الإستهداف كانت في إسقاط نظام حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك على إثر مظاهرات 25 يناير أو ماعرف بثورة الغضب وذالك على هامش الربيع العربي. إن خطة العمل التي وضعها برنارد لويس لتفتيت الدول العربية تعد الأساس التي تقوم عليه خطة الإستهداف تلك وخصوصا في مصر التي يجري العمل على تقسيمها لأربعة دول: دولة مسلمة سنية عاصمتها مدينة القاهرة, دولة مسيحية قبطية عاصمتها مدينة الإسكندرية, دولة النوبة التي سوف يتم دمجها مع الجزء الذي سوف يتم
إقتطاعة من السودان وعاصمتها أسوان, دولة سيناء التي من المنتظر أن يضم جزء منها لقطاع غزة وتصفية القصية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد. محاور الإستهداف التي سوف يتم من خلالها تنفيذ تلك الخطة هي: العمل على إضعاف وتفتيت الجيش المصري, زيادة حدة الإحتقان الطائفي عبر إستهداف الطائفة المسيحية القبطية, خلق مشكلة عرقية مع سكان مصر من أصول نوبية, تحويل منطقة سيناء لبؤرة خارجة عن سيطرة الدولة ومقر للجماعات المسلحة التي تسعى لزعزعة أمن مصر حيث لعب مرشح الرئاسة السابق والمعتقل حاليا على ذمة عدد من قضايا الإرهاب حازم صلاح أبو إسماعيل دورا رئيسيا في تقديم التمويل والدعم لتلك الجماعات.
صرح وائل غنيم في إحدى الندوات التي عقدها في الولايات المتحدة وعلى رؤوس الأشهاد بأن الجيش المصري هو العقبة الوحيدة الباقية في سبيل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم. فمنذ بداية الأحداث في مظاهرات 25 يناير التي شارك فيها بحماس وقدم للمحرضين عليها النصيحة والدعم الصهيوني والفيلسوف برنارد هنري ليفي, يتم التركيز على القوات المسلحة المصرية بطريقة منسقة بين مختلف القنوات التلفزيونية الأجنبية والمصرية المعادية لمصر لتشويه سمعة الجيش والشرطة في مصر. ولعل أشهر تلك القنوات الإعلامية إن لم تكن بالفعل أشهرها والتي ساهمت في ذالك هي قناة الجزيرة والتي لعبت دورا رئيسيا في الضخ الإعلامي ونقل صورة سلبية عن الأحداث في مصر ودور القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية في تلك الأحداث. تلك القناة تحولت لمنبر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وعبارة عن ماكينة لإختلاق الأخبار الكاذبة ونشر الإشاعات وتضخيم الأحداث خصوصا أعداد المتظاهرين بل ووصلت درجة الإنحطاط إلى إصدار توجيهات لمن يطلقون على أنفسهم تسمية ناشطين بأماكن وأوقات التظاهر حيث أن أولئك الناشطين تلقوا تدريبات كيفية إفتعال الإضطرابات وقلب أنظمة الحكم في عدة دول منها دولة إسرائيل المحتلة وصربيا. قناة البي بي سي بالعربي ساهمت في نشر التضليل والأخبار الكاذبة حين قامت بنشر إشاعة عن 70 مليار دولار مودعة في البنوك الخارجية من قبل الرئيس السابق محمد جسني مبارك وأسرته وأنه بإستعادتها, فإن مصر سوف تتحول لسويسرا الوطن العربي. ولأن الثورة تحتاج إلى صاعق تفجير وكما كان في تونس التي إتخذت من محمد البوعزيزي رمزا ثوريا, فقد وجدت المحركون للأحداث في مصر ضالتهم في خالد سعيد الذي توفي إختناقا أثناء ملاحقة الشرطة المصرية له بسبب إبتلاعه كمية من مادة الحشيش كانت بحوزته. وائل غنيم قام وعلى الفور بإنشاء صفحة بإسم (كلنا خالد سعيد) التي إجتذبت عددا كبيرا من المتابعين بطريقة تثير الدهشة وتجعل من مسألة أن ذالك مجرد صدفة امر مثير للضحك. صفحة خالد سعيد نجحت في إستقطاب المصريين وتحريك مشاعرهم بعد نشرها صورة لخالد سعيد تم تسريبها من المشرحة من قبل أشخاص يتبعون أيمن نور وهو رئيس حزب الغد والذي تم إتهامه بتزوير توكيلات ترخيص الحزب. الصورة تم إلتقاطها من على طاولة التشريح على الرغم من أن تشريح الجثة في تلك الحالة هو إجراء قانوني ومتبع في حالات مماثلة ولكن وائل غنيم لم يخبر المتابعين بحقيقة الصورة ولا بحقيقة أخرى هي أن خالد سعيد صاحب سوابق في تجارة وتوزيع المخدرات وسلوكه أثناء أدائه الخدمة العسكرية كان سيئا كما هو مذكور في شهادة ادائه الخدمة العسكرية الإلزامية.
ولكن من هو وائل غنيم؟
هو فتى غوغل المدلل ويعمل كمدير تسويق في الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث يعد على علاقة وثيقة بجاريد كوهين أحد أهم المدراء في الشركة وداعية لما يطلق عليه الثورات المخملية وباقي حكاية وائل غنيم وحقيقة جاريد كوهين تصبح من حكم المعلوم بالضرورة. إن المثير للضحك فيما يتعلق بصفحة كلنا خالد سعيد انها تزعم أن معركتها الوعي وفضح المخططات الصهيونية التي تدبر لمصر بينما من يدير الصفحة وهو وائل غنيم يعد الخادم المطيع لتلك المخططات ومشارك رئيسي فيها فهو كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
الإعلام المنافق خصوصا الأجنبي والذي يمارس سقوطا حرا من الناحية الأخلاقية يبكي على ضحايا الأقباط في مصر بينما يطلق ألقاب مسلحين معتدلين على من يمارسون القتل على الهوية الطائفية بحق المسيحيين السوريين. ولكن بالإضافة إلى الضخ الإعلامي فإن أصحاب الأدوار الرئيسية في الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط هم المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير في مصر الذي يترأسه شخص يدعي خالد الحربي ومجموعة غرف على البالتوك يتحكم فيها بشكل أو باخر شخص يدعى وسام العبدالله. الأداة الرئيسية هي مجموعة قضايا لفتيات قبطيات تحولن إلى الإسلام وبعضهم تم إحتجازه من قبل الكنيسة القبطية في اديرة معزولة بعدما تم تسليم الفتيات من قبل الشرطة المصرية حيث إشتهرت قضية وفاء قسطنطين حيث يزعم المركز الإسلامي لمقاومة التنصير إحتجازها من قبل الكنيسة القبطية في دير وادي النطرون الذي يقع في منتصف الطريق القاهرة-الإسكندرية في منطقة صحراوية. خالد الحربي ووسام العبدالله لعبوا أدوارهم ببراعة بالتبادل فيما بينهم حيث تتولى مجموعة غرف تتبع وسام العبدالله على البالتوك ومعروفة بإسم (غرف الحوار الإسلامي المسيحي) وعددها ثلاثة النفخ على الرماد في قضايا المسلمات المختطفات المزعومة بالإضافة إلى التحريض على المسيحيين في مصر وإهانة معتقداتهم بينما يكون دور الحربي ومرصده هو إثارة تلك المشكلات خصوصا من الناحية الإعلامية.
فمن هو وسام العبدالله؟
وسام العبدالله هو مواطن مصري من بورسعيد هاجر للولايات المتحدة سنة 1983 حيث تخصص في دراسة الكتاب المقدس ويقيم في مدينة نيويورك. إن وسام العبدالله يقوم بالإتصال على قساوسة الكنيسة المصرية بعد أن يجمع أرقام هواتفهم التي تكون منشورة في مواقع الكنائس التي تنشر أرقام هواتف القساوسة في مواقعها على الشبكة العنكبوتية بينما يزعم وسام العبدالله انه حصل عليها من عملاء له في شركات الإتصالات المصرية ومن أشخاص داخل الكنيسة القبطية. إن ذالك ليس إلا إدعائات كاذبة فلو كانت تلك الإتصالات تتم على كنائس قبطية داخل مصر ولكن ماذا عن إتصالاته بالكنائس المصرية في الخارج؟ وسام العبدالله يقوم بالإتصال بمختلف الفضائيات الدينية ولا ينادى إلا بلقب الشيخ وسام وحتى في البالتوك لا يقبل إلا أن ينادى بذالك اللقب على الرغم من أنه لا صورة معروفة له ومكان إقامته الحقيقي مجهول فهناك من يزعم انه مقيم في المملكة العربية السعودية وليس في نيويورك. كما أنه لا تتوافر عنه أي معلومات متعلقة بشهادته الجامعية وأين اتم دراسته في الكتاب المقدس حتى يتخصص فيه وهي صفة لا تطلق إلا على أشخاص من أمثال بارت إيهرمان الذي يحتل مكانة علمية مرموقة في ذالك المجال. إذا فوسام العبدالله شخص مجهول الشخصية, مجهول الهوية, مجهول مكان الإقامة ولا أحد يعلم مصادر تمويله. فإذا كان يقوم بعمله تطوعا كما يزعم ويجمع التبرعات لدفع نفقات غرفه المتعددة على البالتوك حيث يتحدد إشتراك كل غرفة بمقدار عدد الزائرين الذي تستوعبه والغرف التي يديرها وسام العبدالله تسمح بأقصى عدد وأظنه 250 شخض للغرفة, فمن يدفع نفقاته هو في مدينة كنيويورك مصنفة كأحد أعلى المدن في تكاليف المعيشة؟ بإختصار فإن وسام العبدالله ليس عبارة إلا عن شبح مجهول الهوية يعيش في الزوايا المظلمة يقتات على الفتات ويظن أنه شريك مهم في لعبة كسر عظم مع الدولة المصرية في محاولة لإحداث فتنة طائفية في مصر بالتعاون مع خالد الحربي.
وعند هذه النقطة تطرح الأسئلة عن المعلومات المتوفرة لدى الدولة المصرية بذالك المخطط وحجمه ولماذا لم يتم التحرك في الوقت المناسب. هناك تحليلات تذكر أن الدولة تفاجات بحجم ذالك المخطط على الرغم من علمها بخطوطه العريضة كما أن من قاموا على تنظيم تلك التظاهرات ورفعوا شعارات كشعار, عيش حرية عدالة إجتماعية, قاموا بتنسيق تحركاتهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وقام عدد من قادة المظاهرات بإستخدام أجهزة إستقبال إنترنت لا تخضع للرقابة الحكومية لأنها لا تستخدم مزودات الخدمة التابعة لشركات الإنترنت في مصر وبالتالي من الصعب بل من المستحيل مراقبتها وتتبع المستخدمين لأنه وعلى الرغم من قطع شبكة الإنترنت وخدمات الهاتف المحمول والثابت في مصر فإن قدرة تنسيق وتنظيم المظاهرات لم تتأثر بشكل كبير.
وفي ختام الموضوع, أرغب في أن أمر سريعا على أمرين إثنين وهما مسألة النوبة وقضية سيناء حيث أن الرؤية فيما يتعلق بهما لم تتضح تماما ولذالك ليس عندي معلومات تفصيلية كما سبق وذكرت في قضيتي تشويه سمعة الجيش المصري وأحداث الفتنة الطائفية. إن الدولة المصرية نجحت في نزع فتيل المشكلة النوبية, على الأقل من الناحية الإعلامية, ولكن ذالك لن يمنع بعض مثيري الفتنة والشغب من محاولة اللعب على ذالك الوتر الحساس وإثارة المشاكل للدولة المصرية خصوصا وأن هناك أموالا هائلة تدفع في كل إتجاه وهدفها شراء ذمم ضعفاء النفوس حتى يلعبوا على عواطف النوبيين وهم مصريون شرفاء وأصلاء لا يشك أحد في إخلاصهم وولائهم لبلدهم إلا فئة قليلة تريد أن ترتدي ثوب الخيانة والعمالة فتبيع بلدها بحفنة دولارات تنفيذا لمخططات اعداء مصر. أما بالنسبة لسيناء فالقوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية تخوض معركة مشرفة في سيناء التي إتخذتها التنظيمات الأصولية مركزا لعملياتها بالتعاون مع حركة حماس في قطاع غزة خصوصا عبر الأنفاق التي تستخدم في تقديم الدعم لأفراد التنظيمات المسلحة التي تقاتل الجيش المصري في تلك البقعة التي تحتل مكانة مهمة في مخطط برنارد لويس لتقسيم مصر حيث يعد تاريخ التعاون بين تنظيم الإخوان المسلمين والدول الإستعمارية الغربية يرجع لأيام حسن البنا الذي قامت الحكومة البريطانية بتبنيه عبر شركة قناة السويس وقبلت بتمويله بمبلغ 500 جنيه مصري لبناء اول مسجد للجماعة في مدينة الإسماعيلية المصرية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Wednesday, November 8, 2017

من يتحمل المسؤولية عن إنفجار فقاعة الرهون العقارية وأزمة (2007-2008) الإقتصادية؟

هناك إتجاه بدأ يتبلور حاليا في مجموعة من البلدان الغربية لمحو الأمية الإقتصادية لدي المواطنين حيث هناك عدد من المبادرات والمشاريع ولكن أغلبها على مستوى الحكومات المحلية. وإذا وضعنا مسألة الثقة بذالك الإجراء والنية والهدف منها جانبا, فإن عددا من الحكومات الغربية تتعرض لهجوم على جبهات متعددة خصوصا في الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية كألمانيا وفرنسا حيث تتعرض للإتهام بالمسؤولية عن الأزمات الإقتصادية خصوصا الأزمة التي نتجت عن إنفجار فقاعة الرهون العقارية(2007-2008). وعلى هامش تلك الأزمة الإقتصادية وأي أزمة إقتصادية بشكل عام يتم الهجوم على نموذج دولة الرفاه الإجتماعي خصوصا في كندا ودول كالسويد والدانيمرك حيث يشمل الهجوم نظام الرعاية الصحية ويمتد الهجوم ليشمل بريطانيا وماتبقى من شبكة الأمان الإجتماعية التي عمل الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على تأسيسها إثر أزمة(1929-1933) والتي عرفت بأزمة إنهيار بورصة وول ستريت أو الكساد العظيم.
وقد شاهدت فيديو لخبير إقتصادي أمريكي يدعى Brian S. Wesbury وهو يلقي محاضرة عن الأسباب الحقيقية للأزمة الإقتصادية (2007-2008) حيث كان أحد أصدقائي ممن يعرفون أن لي إهتمامات إقتصادية قد أرسل لي الفيديو وطلب رأي في المحتوى. وبعد البحث والتدقيق في الخلفية المهنية للخبير الإقتصادي برايان ويسبري فقد تبين لي أنه يعمل محللا إقتصادية في مجموعة قنوات تلفزيونية تمثل الإتجاه اليميني المحافظ ليس فقط في السياسة بل في الإقتصاد خصوصا مجموعة قنوات (Fox News) و (Fox Business). في ذالك الفيديو, قام برايان ويسبري بإستعراض مجموعة من الرسومات البيانية كدليل على صحة وجهة النظر التي يتبناها والتي يمكن تلخيصها بان الحكومات هي من يتحمل مسؤولية أزمة الرهون العقارية(2007-2008) والتي كانت على وشك ان تأخذ الإقتصاد العالمي وليس فقط الأمريكي إلى الهاوية لولا تدخل منسق بين عدد من حكومات العالم خصوصا الولايات المتحدة, كندا, ألمانيا وفرنسا وضخ مئات المليارات على شكل حزم مالية في محاولة لإنقاذ الإقتصاد وإبعاد شبح إنهيار 1929. المبادئ التي يؤمن بها Brian Wesbury لم تخرج عن نطاق مدرسة شيكاغو الإقتصادية والتي إتخذت من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة مقرا لها حيث يعد ميلتون فريدمان والذي حاز جائزة نوبل في الإقتصاد أبرز منظريها. المشكلة أن مبدأ "دعه يعمل, دعه يمر"  أو كما ورد في كتاب "ثروة الأمم" لأدم سميث مصطلح Laissez-faire وهو مبدأ رئيسي نادى به ميلتون فريدمان وتلاميذه لم يعد يعمل إثر الأزمات الإقتصادية المتوالية والتي بدأت بالخروج على السيطرة من المستوى المحلي بداية من أزمة 1929-1933 حتى أزمة 2007-2008 والتي كادت أن تؤدي بالإقتصاد العالمي إلى الإنهيار الكامل.
إن برايان ويسبري قد جانب الصواب في تحليله للأسباب التي كادت أن تدفع بالإقتصاد العالمي للإنهيار خلال الأزمة التي لعبت الرهون العقارية متدنية الجودة(Subprime Mortgage loan) دورا رئيسيا فيها. ولعل جهود كبريات البنوك والمؤسسات المالية في وول ستريت ولوبيات الضغط والمصالح التي تتبع لها بتعديل القوانين التي تحكم المعاملات المالية والمصرفية خصوصا المضاربات في أسواق الأسهم والسندات والمشتقات المالية قد حققت نجاحا رئيسيا سنة 1999 حين قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بإلغاء قانون جلاس-ستيجال والذي يمنع البنوك التجارية من المضاربة بأموال المودعين في نشاطات إقتصادية مشبوهة. كما أن مابدأ بأزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة وإنتهى إلى أزمة إقتصادية على المستوى العالمي وذالك بسبب تشابك الأسواق الإقتصادية والمالية حيث ظهر على هامش الأزمات الإقتصادية المتلاحقة مصطلح أكبر من أن يفشل(Too Big To Fail) فقامت الحكومة الأمريكية وحكومات دول أخرى بتقديم حزمات إنقاذ مالية لتلك المؤسسات المتعثرة تم تمويلها من جيوب دافعي الضرائب. في الولايات المتحدة سميت حزمة الإنقاذ المالية إختصارا بإسم تارب(TARP- Trouble Asset Relief Program) حيث بلغت مبدئيا 700 مليون دولار  ولكن ذالك لا يشمل المساعدات التي تم تقديمها لبعض المؤسسات المالية المتعثرة في الفترة التي سبقت إقرار حزمة التحفيز الإقتصادية TARP. كبار المسؤولين الماليين والمدراء التنفيذيين في تلك المؤسسات قاموا بمنح انفسهم حوافز مالية ضخمة قدرت بأكثر من 20 مليار دولار وذالك على الرغم من فشلهم وإفلاس عدد كبير من البنوك والمؤسسات المالية حيث تم تفكيك بعضها ووضع البعض الأخر(تأميم) تحت السيطرة المباشرة للحكومة الأمريكية. تلك البنوك والمؤسسات المالية خصوصا في وول ستريت هي المسؤولة عن الأزمات المالية وهي التي اوصلت الإقتصاد العالمي إلى حافة الإنهيار خلال أزمة 2007-2008 بسبب سلوكياتها الغير مسؤولة.
إن أغلب المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن الإقتصاد الأمريكي والموظفين المؤثرين في البيت الأبيض لهم قدموا من مؤسسات وبنوك وول ستريت خصوصا بنك غولدمان ساكس حيث كان يعمل هنري بولسن كأحد أكبر المدراء التنفيذيين قبل تسلمه منصبه كوزير للخزانة في عهد الرئيس جورج بوش الإبن, كما ان تيموثي جيثنر كانت له خبرة في مكاتب الإستشارات المالية والتمويل في وول ستريت قبل أن يشغل منصب وزير الخزانة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وحاليا يعمل عدد من كبار المدراء التنفيذيين ورجال جولدمان ساكس في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وهم Gary Cohn والذي كان يشغل منصب مدير العمليات في بنك غولدمان ساكس وتم تعيينه كبير المستشارين الإقتصاديين للرئيس الأمريكي وكمدير للمجلس القومي الإقتصادي(National Economic Council), Steven Mnuchin الذي عمل لمدة 17 عاما في بنك غولدمان ساكس حيث كان أخر المناصب التي وصل إليها هي مدير المعلومات في البنك ويشغل حاليا منصب مدير الخزانة, Dina Powell والتي تشغل حاليا منصب نائب مستشار رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي للشؤون الإستراتيجية وكبيرة مستشاري الرئيس الأمريكي للمبادرات الإقتصادية وعملت في السابق في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن قبل أن تنتقل لتعمل في بنك غولدمان ساكس كمديرة تنفيذية وأحد الشركاء في البنك, Steve Bannon والذي يعد أحد كبار مستشاري الحملة الإنتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشغل سنة 2016 منصب رئيس التخطيط الإستراتيجي(White House chief strategist) وعمل خلال فترة الثمانينيات 1985 في بنك غولدمان ساكس وأخيرا Anthony Scaramucci الذي عمل في بنك غولدمان ساكس قبل أن يتم طرده منه وإعادة توظيفه في قسم المبيعات قبل أن يترك العمل في البنك سنة 1996 حيث كان يشغل منصب مدير إدارة صناديق الثروة(Wealth Management).
إن كل ماسبق ذكره قد دفع الصحفي John Kehoe لكتابة مقال في صحيفة فاينانشيال ريفيو(Financial Review) الرصينة بعنوان "Goldman Sachs Take Over Trump White House." وعند هذه النقطة علينا أن نتوقف ونسأل سؤالا له مغزى: ماهو المستفيد الحقيقي من حزمة الإنقاذ المالية ومشروع TARP؟ الإجابة على الأقل بالنسبة لي أكثر من واضحة فبنك غولدمان ساكس هو المستفيد الرئيسي من حزمة الإنقاذ الحكومية وحيث أن وزارة الخزانة والجهات المسؤولة في الولايات المتحدة لا تستطيع تقديم الأموال لبنك واحد حيث سوف يثير ذالك العديد من التسائلات فقد خرجت فكرة (TARP) إلى حيز الوجود. وأنا متأكد أنه عند تدقيق الأرقام والحسابات فسوف يتم إكتشاف أن بنك غولدمان ساكس قد حقق خسائر على أرض الواقع أكبر من الأرقام المعلنة بكثير وذالك بسبب إختلاف الطرق التي يتم بواسطتها إحتساب قيمة ادوات مالية مشكوك في صحتها كالتي كانت السبب في أزمة الرهون العقارية 2007-2008. وما ينطبق على بنك غولدمان ساكس ينطبق على جميع البنوك الأخرى التي تسببت خدع محاسبية وتلاعب في الدفاتر لتكبدها على أرض الواقع خسائر أكبر من المعلن عنها نتيجة إنكشافها على أدوات مالية غير خاضعة للرقابة الحكومية أو أن الرقابة عليها ضعيفة كالمشتقات المالية(derivatives). وكما يعلم الجميع فإن تلك الأدوات المالية التي تستند على قروض الرهون العقارية منخفضة الجودة والمشتقات المالية وعقود المستقبليات والتي توصف بأنها مسمومة(Poisonous) ما يعني أنه مشكوك في صحتها خصوصا أنه قد تبين أن وكالات التصنيف الإئتمانية في الولايات المتحدة كموديز وستاندرز أند بورز كانت تمنح تصنيفات إئتمانية مرتفعة(AAA+) لأادوات مالية مستندة على قروض الرهون العقارية بما يعني أنها مرتفعة الجوة(Prime) بينما هي في الحقيقة منخفضة الجودة(Subprime) تستحق تصنيف(BB+) أو أقل من ذالك.
إن الإقتصاد العالمي معقد ومتشابك بطريقة تثير الدهشة بقدرة أي شخص مهما بلغت من الدرجات العلمية والألمعية على فهمه وتفسيره. حتى أنه نقل عن صانع السيارات الشهير هنري فورد قوله: "إنه من الجيد أن شعب هذه الأمة(الولايات المتحدة) لا يفهم نظامنا النقدي والمصرفي, لأنهم لو فعلوا ذالك أعتقد أنه سوف تكون هناك ثورة قبل صباح الغد." حتى أنني أتسائل, وقد أكون أو من يقوم بذالك, عن الخطوة التي قامت بها حكومة الولايات المتحدة وحكومات العالم بتقديم حزم إنقاذ مالية من أموال دافعي الضرائب لكبريات البنوك والمؤسسات المالية لكي يمنح كبار مدرائها وموظفيها حوافز مالية كمكافأة لأنفسهم على فشلهم الذريع والتسبب بأكبر أزمة مالية وإقتصادية حتى تاريخه. لماذا لم تقم حكومات العالم بكفالة الضحايا الحقيقيين لتلك الأزمة وليس من كان السبب بها خدمة لمصالح انانية ضيقة؟ لماذا لم تقم حكومة الولايات المتحدة, وهنا أستخدم أقل الأرقام تفائلا, بتقديم 700 مليار دولار كلفة مشروع TARP حيث يمكنها إنقاذ 3500000 شخص معرضين لفقدان منازلهم مع إفتراض متوسط القرض المطلوب سداده هو 200 ألف دولار أمريكي فتكون بذالك قد أنقذت البنوك عن طريق إنقاذ أصحاب القروض أنفسهم وفق شروط معينة منها سداد ملاك المنازل لقيمة القرض الحكومي بدفعات مالية ميسرة للغاية ومع سعر فائدة منخفض كالذي يمنح لمؤسسات المضاربات المالية التي تقترض الأموال بسعر فائدة يقترب من الصفر لتقوم بواسطتها بالمضاربة في أسواق الأسهم والسندات والأدوات المالية ثم تطلب من الحكومة إخراجها من ورطتها بواسطة أموال دافعي الضرائب. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبرت أمام مجموعة قمة العشرين والتي عقدت في مدينة تورنتو الكندية عن قلقها حيال تلك المشكلة حيث وأنها بعد ان إستعرضت رأيها في وجود تناقض بين مصالح عالم المال وعالم السياسة, فقد قالت: "لايمكن أن نشرح بإستمرار لماذا يتحمل دافعو الضرائب تكلفة مخاطر معينة وليس أولئك الأشخاص الذين كسبوا الكثير من المال نتيجة خوضهم غمار تلك المخاطر."
وفي ختام الموضوع, فإنه هناك مسألة لايمكن إنهاء هاذا الموضوع من دون المرور عليها ولو سريعا, وهي أن الإقتصاد يجب أن لايكون معقدا ومتشابكا عبارة عن جداول وقوائم ورسومات بيانية وأقل القليل من النصوص الكتابية التي تشرح مشكلة إقتصادية بطريقة واقعية وكيف يمكن إيجاد الحلول لها. في فيديو محاضرة الإقتصادي Brian S. Wesbury والتي كانت السبب في كتابة هاذا الموضوع, سوف يتم وضع رابط لها في نهايته, قام بإستخدام رسومات وبيانات إحصائية وجداول أشك في أن 1\10 من المستمعين لمحاضرته القصيرة فهم شيئا منها والهدف منها ملخصه عبارة "الحكومة هي المسؤولة عن أزمة 2007-2008 وليس البنوك والمؤسسات المالية." إن تلك الأدوات المالية كالمستقبليات والرهون العقارية والمشتقات المالية تعتبر كارثة حقيقية على الأقتصاد الأمريكي وبالتالي العالمي لأن أغلبها مقوم بالدولار الأمريكي وبلغ حجمها أرقاما خيالية فاقت كديرليون دولار وهي أرقام كانت توصف في السابق بأنها خيالية ولكنها الأن حقيقة على أرض الواقع لا بد من التعامل معها. الكاتب والمحلل الإقتصادي الشهير جيمس ريكاردز قام بالتحذير في عدة مناسبات من أن يتم إستخدام تلك الأدوات المالية المخادعة(Pseudo) في هجمات مالية منسقة تصيب الإقتصاد الأمريكي بالشلل الكامل وإنهيار الحكومة الأمريكية وإضعاف الولايات المتحدة الأمريكية بدون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة أو صاروخ واحد من قبل خصومها, بينما نسي هو نفسه أن تلك الأدوات المالية هي إختراع أمريكي وعلى يد إقتصاديين أمريكيين ليس بينهم أجنبي واحد.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Sunday, November 5, 2017

ربيع برنارد هنري ليفي السوري وكوابيس د.يوسف سلامة

المعارضة السورية ومنذ بداية الأحداث في نهاية سنة 2010 وبدايات سنة 2011 قامت بتوجيه تشكيلة متنوعة من الإتهامات للحكومة السورية بداية من المقابر الجماعية المزعومة في مدينة درعا وقضية حمزة الخطيب وإعتقال الأطفال في درعا ولكن أخطر وأهم تلك الإتهامات هي أن الحكومة مسؤولة عن عسكرة الثورة السلمية في سوريا وأنها تلعب على أوتار الطائفية في سوريا. السبب أنه بتحميل تلك الإتهامات ليس فقط في ذاكرة السوريين بل الإعلام المتحيز وتحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة, يتم تبرير التدمير الممنهج لسوريا الإنسان والحجر والشجر. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير تفكيك مصانع حلب خصوصا المنطقة الصناعية وصوامع الحبوب في دير الزور وبيعها لتجار أتراك مقربين من أسرة أوردوغان خصوصا أولاده. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تقديم التبريرات إستقبال عشرات الألاف من مقاتلين أجانب ينتمون لأكثر من ثمانين(80) جنسية لقتال الجيش العربي السوري وقتل السوريين. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير المجازر الطائفية في قرى وجبال الساحل السوري ضد السكان الأبرياء المسالمين. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير خطف المئات من أهالي قرى الساحل السوري بذرائع طائفية وإعتبارهم سبايا وغنائم حرب. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير القتل والنهب وكافة العمليات الإجرامية ويتم تصوير المعارضة السورية كأنهم ملائكة بأجنحة بيضاء وشيطنة الرئيس السوري وحكومته وجيشه وكل مواطن وطني شريف ووصفه بالتشبيح.
لا أحبذ الخوض في السياسة خصوصا وأن النقاش فيها في أغلب الأحيان لا يؤدي إلى نتيجة عملية ومرضية ولكنني في هاذا الموضوع سوف أقوم بأحد الإستثنائات القليلة لذالك في سبيل تقديم المعارضة السورية لمحكمة القلم الحر فيما يتعلق بالإتهام الموجه للحكومة الوطنية في سوريا بأنها السبب فيما ألت إليه الأحداث لانها كانت السبب في  عسكرة الثورة السلمية في سوريا وأنها لعب على وتر الأقليات والصراع الطائفي. المشكلة أن الحوار مع المعارضين العرب ليس إلا حوار طرشان فلا فائدة من الحوار مع من يكررون مصطلح ثورة سلمية وهو خاطئ بالكلية وبعيد عن الواقع ومابني على خطأ فهو خطأ. إن موضوعي هاذا ليس موضوعا حواريا بل محاكمة المتهمون فيها مجموعة من الأسماء التي قامت على تضليل السوريين والرأي العام العربي والعالمي وإستغلت مراكزها العلمية والأدبية بوصفها نخب مجتمعية ومثقفة تحتل مراكز لها ثقلها ومكانتها. المعارضة السورية وداعميها الغربيين لا يستطيعون التوقف عن الكذب بل هم مدمنين عليه . على سبيل المثال مدونة فتاة سحاقية من دمشق, تضخيم أعداد المتظاهرين خصوصا في حماة ودير الزور, الناشطين السلميين ذوي الصدور العارية, شهود العيان أو شهود العميان إن صح التعبير وإصبع علي فرزات وغيرها الكثير من القصص والفبركات الإعلامية التي تم إستغلالها من قبل المعارضة السورية تحت ذريعة أن النظام هم المسؤول عما ألت إليه الأحداث لأنه تسبب بعسكرة الثورة السورية.
إن هناك عددا كبيرا من المثقفين ونخب المجتمع في سوريا والعالم العربي وحتى في العالم  قد سقطوا في بكائية الديمقراطية والفوضى الخلاقة وأصبحوا من غير وعي يرددون كالببغائات أسطوانات مملة عن النظام الذي يلعب على وتر الأقليات والطائفية وأنه السبب في عسكرة الثورة السلمية السورية مع أن إطلاق لقب ثورة على تحركات سلمية يعتبر تناقضا مع مصطلح الثورة المرتبط بالعنف المسلح. الكثير من الصحفيين الأجانب ذكروا أن السبب الرئيسي في تحركات الربيع العربي هي إنتشار الجوع بينما نسب العميل جوليان أسانج الفضل له ولوثائق ويكليكس وكل يزعم الشرف لنفسه. كنت دائما أسأل نفسي عن السبب أو الأسباب التي تجمع بين الأشخاص التالية أسمائهم: شيوعي ومغني وطني كمارسيل خليفة, رجل الدين عدنان العرعور, يوسف سلامة وهو دكتور مادة الفلسفة السابق في جامعة دمشق, فيصل الزعبي وهو مخرج أردني وشيوعي نالت شهادته في الإخراج من إحدى الجامعات الروسية؟ قد يسأل بعض الأشخاص, ألم يؤيد المفكر نعومي تشومسكي تحركات الربيع العربي؟ الفرق أن نعومي تشومسكي شخص غارق في المثالية ولم يقدم حجة واحدة مقنعة عن الأسباب التي دفعته لتأييد تحركات من الواضح لجميع المتابعين للأحداث ليست سلمية وليست وليدة الصدفة, نعومي تشومسكي لا يعيش في قلب العاصفة حتى يكون على دراية كاملة بدقائق الأحداث بالإضافة إلى حاجز اللغة.
إن جميع من ذكرتهم سابقا يعيشون في قلب الأحداث وهم على درجة عالية من التعليم. مارسيل خليفة عضو سابق في الحزب الشيوعي ويحمل الفكر اليساري في أغانيه التي قام بغناء أحدها كإحتفالية وتمجيد للحركة الشيوعية العالمية. عدنان العرعور يقوم على تبديل فتاويه خصوصا المتعلقة بالأحداث في سوريا كما تبدل الأفعى جلدها وهو لا يشذ في ذالك عن مجمل القاعدة السلفية بتفصيل وتطريز الفتاوي حسب الحاجة والطلب وهو أمر إعترف به إمام الحرم المكي الأسبق عادل الكلباني في إحدى مقابلاته التي تحدث فيها عن رجال الدين السلفيين الذين يتراجعون عن فتاويهم. يوسف سلامة شخص علماني ودكتور سابق للفلسفة في جامعة دمشق وهو من أصل فلسطيني وعلى الرغم من أنه وجد في سوريا ما لم ولن يجده في أي بلد أخر, بعضها يمنع الفلسطينيين من تملك منزل يأويهم, كما أنه نال من الإكرام في سوريا أكثر مما يستحق وأمثاله إلا أن ذالك لم يمنعه من الإنضمام للمعارضة السورية وكيل الإتهامات للحكومة السورية بعسكرة الثورة السلمية في سوريا واللعب على ورقة الأقليات. الدكتور يوسف سلامة لا يتميز عن غيره من المناضلين اليساريين من بائعي المواقف وأصحاب الدكاكين ممن يبيعون مواقفهم لمن يدفع لهم أكثر فهو وبعد أن قبل كلاجئ في دولة السويد فقد قام ومجموعة أخرى تشاطره تلك العقلية الإنتهازية بإفتتاح دكان للإسترزاق تحت مسمى مركز حرمون للدراسات المعاصرة والذي يصدر أيضا مجلة قلمون للدراسات والأبحاث التي يرأس الدكتور يوسف سلامة رئيس تحريرها بالإضافة بالإضافة إلى عضويته في مجلس الأمناء والمجلس التنفيذي. مركز حرمون للدراسات المعاصرة لديه مكاتب في فرنسا وبالتأكيد تركيا والدوحة وفي ألمانيا حيث يرأس الفرع الألماني الممثل السابق والهارب إلى ألمانيا عبد الحكيم القطيفان وهو من طراز مناضلي فنادق خمسة نجوم.
المخرج الأردني فيصل الزعبي هو مثال على إنتهازية الشيوعيين العرب أو اليسار العربي بشكل عام فهو حتى يغطي موقفه بتأييد النسخة السورية من عملية خليج الخنازير فقد دعا اليسار العربي والشيوعيين إلى عدم الجمود الفكري وإلى إجراء مراجعات فكرية(تأييد مخططات برنارد هنري ليفي وأستاذه برنارد هنري لويس) لتقسيم الوطن العربي هي المراجعات الفكرية التي دعا إليها فيصل الزعبي. فيصل الزعبي الذي يرثي في بكائيات دموع التماسيح بعنوان "آه يا سوريا يا أيها الصقر الذي شويناه" قد وصف معسكرات اللجوء السوري في الأردن بأنها "هولوكوست الموت-مخيمات العار" وأن بيته وبيوت أهله مفتوحة لإستقبال اللاجئين السوريين. المشكلة أن بيت فيصل الزعبي وبيوت أهله لم تستضف ربع لاجئ سوري وإلا كانت الدنيا كلها قد علمت وخبرت بذالك وأن كل ما قاله هو للإستهلاك الإعلامي كتصريحاته بأمله أن تقوم المعارضة السورية بعد إستيلائها على السلطة ليس فقط بتحرير الجولان ولواء الإسكندرون من الإحتلال الصهيوني والتركي على التوالي بل بإستعادة كامل سوريا الطبيعية. فبأي منطق يتكلم ذالك الرجل؟ هو يمثل الحركة الشيوعية في الوطن العربي وهي مؤلفة من مجموعة من الإنتهازيين مع إستثنائات قليلة جدا حيث يقوم أولئك الإنتهازيون برفع مظلاتهم في بلدانهم عندما تمطر في موسكو, فهم لم يعبئوا بالسجون والسجناء السياسيين وعمليات الإعدام بدون محاكمة والمعتقلات في الصحراء الثلجية السيبيرية التي تعرف بإسم"الغولاغ" ولم نسمع لهم كلمة إحتجاج ولو من باب رفع العتب عندما كانوا يزورون الإتحاد السوفياتي ويدرسون بل ويقيم بعضهم هناك ويحمل الجنسية. ولكن هل تعرفون من هم أول من دعا للمراجعات الفكرية؟ إنهم أعضاء التنظيمات الجهادية والتكفيرية المسجونين خصوصا في مصر على ذمة أعمالهم العنفية خصوصا إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات حيث فقدوا الأمل من الخروج من المعتقلات وتأكدوا بأنهم سوف يتركون فيها للنهاية حتى يتعفنوا فقاموا بإنسحاب تكتيكي وإبتلعوا ألسنتهم وتراجعوا كذبا ونفاقا عن مواقفهم السابقة حتى يتم تخفيف الأحكام عليهم أو الإفراج عنهم من السجون. والأن, فإن اليسار العربي بكافة تفرعاته إستعار تلك الممارسة وأخذ أعضائه يدعون لمراجعات فكرية وضموا جهودهم لجهود الإخوان المسلمين وتفرعاتهم من تكفيريين في محاولتهم إسقاط أنظمة الحكم العلمانية واليسارية في الوطن العربي لعل وعسى ترضى الولايات المتحدة وأذنابها عنهم وتضمهم لكشف رواتبها أو تقوم على منحهم فيزا أو يعودون للإستحمام تحت أضواء المجد والشهرة كما كانت أيام النضال الثوري الجميل بداية الستينيات إلى نهاية الثمانينييات.
إن محطة الجزيرة التي تتبع دولة قطر والتي تعد الداعم الأول للإخوان المسلمين هي من يقوم على التحريض والشحن الطائفي كما انه هناك عشرات القنوات الإخبارية والدينية التي لا تحتاج لتعريف الجهات الممولة وتقوم بالتحريض على الأقليات العلوية والمسيحية في سوريا وقبل ذالك هدد رجل الدين السوري عدنان العرعور من على شاشات فضائيات دينية بفرم الأقليات وإطعام لحومهم للكلاب إن لم يقوموا على تأييد عصابات الإخوان المسلمين في سوريا التي كانت تقتل وتذبح بالسكين على الهوية وتنشر صور وفيديوهات عملياتها البشعة على تويتر وفيسبوك بدون أي إزعاج من إدارة أكبر موقعين من مواقع التواصل الإجتماعي. عبد الباسط الساروت نادى علنا في مظاهرات قام على قيادتها وتوجيهها في حمص بإبادة الأقليات العلوية ولم تخرج مظاهرات علوية أو مسيحية في سوريا نادت بطر السنة من سوريا أو إبادتهم. الجيش العربي السوري هو جيش عقائدي وليس طائفي قادته وضباطه وجنوده من كافة أطياف المجتمع السوري وحتى من الفلسطينيين المقيمين في سوريا. بل وفي فترة سابقة تولى فلسطيني مقيم في سوريا وهو اللواء حازم الخضراء قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي كما تولى اللواء مصباح البديري وهو من الفلسطينيين المقيمين في سوريا قيادة المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش العربي السوري وهو تولى سابقا منصب قائد عام جيش التحرير الوطني الفلسطيني في سوريا.
وفي الختام, هناك أمران لا بد من المرور بهما, الأمر الأول هو ما يتعلق بتهمة عسكرة الثورة السلمية في سوريا هي أسخف من أن يرد عليها بأكثر من فيديو لجينرال التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وصاحب نظرية كردستان الكبرى أنور ماجد العشقي وهو يعترف بأن النشطاء السلميين قاموا بتخزين السلاح في الجامع العمري في درعا وتأكيد رواية الإعلام السوري حين قام بدهم الجامع وأخرج كميات كبيرة من السلاح والذخائر. وأما الأمر الثاني فهو متعلق بذالك العميل جوليان أسانج الذي لا أحد يعلم مصادره ومن يجلب له الوثائق السرية. من هي محامية جوليان أسانج؟ إنها أمل علم الدين أو أمل كلوني والتي تزوجت من الممثل الهوليودي الشهير جورج كلوني والذي كان مناصرا لتقسيم السودان وكان يشتري معلومات قمر صناعي عن تحركات القوات السودانية ويرسلها للمعارضة الإنفصالية في الجنوب ويقال أنه يمتلك ذالك القمر الصناعي. أمل كلوني وهي من أكبر المؤيدين لما يسمى الثورات الملونة كما أننا لم نسمع صوتها في الدفاع عن الجندي الأمريكي المسكين برادلي مانينغ الذي تم إتهامه بتسريب الوثائق وسوف يمضي بقية حياته في سجن مشدد الحراسة قابعا 23 ساعة يوميا في زنزانة ضيقة. المثير للضحك في قضية الحندي المسكين الذي يتم التضحية به ككبش فداء هو أن تسريبات الوثائق ماتزال مستمرة وبوتيرة أكبر من السابق ولكن تلك التسريبات لا تمس دولة من الدول وهي الوحيدة التي أظن أن جوليان أسانج يتعامل معها وتسرب له الوثائق. فهل تجرئ أمل علم الدين أو غيرها بالتصريح بذالك أو الدفاع عن ذالك الجندي المسكين؟
دليل وجود السلاح في درعا منذ بداية الأحداث 23.03.2011
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية