Flag Counter

Flag Counter

Sunday, September 23, 2018

العدالة العرجاء في مملكة الرحمة والإنسانية

بتاريخ 2\يناير\2016, قامت الحكومة السعودية بعملية إعدام جماعي لعدد 47 شخص في 12 منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية. وفي تشرين الثاني\نوفمبر\2017, قامت مايسمى لجنة مكافحة الفساد بإعتقال عشرات من أمراء الصف الأول ووزراء سابقين وكبار رجال الأعمال بتهمة الفساد وسجنهم في فندق الريتز كارليتون الفاخر في الرياض الذي تم إفراغه من نزلائه. في كلتا الحاليتن, لم تكن هناك أي محاكمات علنية للمتهمين. في الحالة الأولى أعلنت الحكومة السعودية بشكل مفاجئ تنفيذ أحكام الإعدام بأشخاص تتهمهم بالقيام بأعمال إرهابية وتفجيرات, أما في الحالة الثانية فقد تم الإعلان عن تسويات والإفراج عن بعض النزلاء منهم الأمير الوليد بن طلال والأمير متعب إبن عبدالله إبن عبد العزيز ولكن بقي مصير معتقلين أخرين مجهولا ولم يتم عرض المتهمين على القضاء أو محاكمتهم بالتهم الموجه إليهم كما يكون في الدول التي لديها نظام قضائي يتمتع حتى بالحد الأدنى من معايير النزاهة والشفافية.
لست أعلم إن كانت الإعدامات الجماعية ومصاردة أموال المتهمين بالفساد بتلك الطريقة هي أحد ملامح رؤية 2030, فإن كانت كذالك فهي كارثة بكل المعايير والمقاييس. إن تلك السياسات والتصرفات الخارجة عن القانون لن تعطي صورة إيجابية عن المملكة العربية السعودية حيث يمكن إعتقال أي شخص وإبتزازه ماليا بعد توجيه تهم وهمية له قد يكون الإرهاب أو محاولة قلب نظام الحكم أحدها وحيث يغيب حكم القانون ومؤسساته ويسود قانون الغابة مما لا يشجع المستثمرين للقدوم والإستثمار في السعودية. حتى أنه يتم تصيد المعارضين للسعودية عند قدومهم للحج او العمرة, قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي هي مثال حيث تم إعتقاله وتلفيق تهمة تهريب المخدرات إليه وهي تهمة عقوبتها في السعودية الإعدام. المحامي الجيزاوي الذي تظاهر في أكثر من مناسبة أمام السفارة السعودية في مصر قبل بسجنه 5 سنوات و300 جلدة مقابل إعترافه بالتهمة الملفقة وحتى لا يتم إعدامه. فتاة فلسطينية مراهقة لا يزيد عمرها عن 13 عاما حكم بإعدامها لأنها ليلة زفافها قتلت زوجها بمقص عندما حاول معاشرتها بالإكراه. عندما قرأت الخبر على السي إن إن عربي منذ بضعة سنين, كان عمر تلك المسكينة التي باعها اهلها لشخص يكبرها بعشرين عاما 16 عاما قضتها خلف القضبان حيث مازال أولياء الدم مصرين على القصاص وهناك محاولات لثنيهم عن ذالك وقبول الدية.

الإعلام السعودي ولجانه الإلكترونية أصبح تثير الضحك باخبارها التي تنشرها وتروج لها, فاشلون حتى في الكذب. فعلى سبيل المثال, تم الترويج لمشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ووصف بأنه أكبر مشروع في العالم بطاقة 2000 غيغاوات وبتكلفة تقدر بمبلغ 200 مليار دولار وهو مشروع خيالي بكل المعايير والمقاييس. مشروع نيوم هو فرقعة إعلامية أخرى تم رصد موازنة تقدر بمبلغ 500 مليار دولار وسوف يقام على مساحة 26 ألف كم\مربع ويستغرق إنجازه 30-50 عاما. وبعملية حسابية بسيطة يضاف إليها المشاريع المشتركة وصفقات السلاح التي أعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض فتكون: 460 مليار + 200 مليار + 500 مليار= 1160 مليار دولار, الدولار= 3.75 ريال سعودي = 4350 مليار ريال سعودي أي أكثر من 4 نريليون ريال وكل ذالك بدون حساب الموازنة السنوية وتكلفة بقية المشاريع التي يتم الإعلان عنها هنا وهناك. وكما أنهم فاشلون في الكذب, فهم فاشلون في النفاق والتزلف حيث خرج يوتيوبر يدعى يوسف علاونة في تسجيل لإحدى حلقاته محاولا التمسح بالسعودية يعلن أن للمسلمين عيدين: الأول هو عيد الأضحى والثاني هو عيد ميلاد ولي العهد السعودي. وحتى مطبلاتية الإعلام السعودي أعلنوا عن عيد ميلاد ولي العهد السعودي وإحتفلوا به كما لم يحتفلوا بعيد المولد النبوي وانه قائد نهضة حقيقية في السعودية. الإعلام السعودي وملحقاته كيوسف علاونة يعتبرون ثاني أفشل أجهزة إعلام حكومي في الوطن العربي بينما يحتل المرتبة الاولى بالطبع الإعلام المصري.
لست أعلم عن أي نهضة وعن أي رؤية يتحدث أولئك المغفلون: حرب في اليمن, بطالة, فقر, عجز في الموازنة, ضرائب وماخفي كان أعظم ضمن رؤية 2030 التي أعجبت الحكومة المصرية فخرجت هي الأخرى برؤية 2030 خاصة بها لم تكلفها سوى إعلان تلفزيوني يحتوي على الكثير من البروباغندا والقليل من الحقائق. كيف لدولة تقترض من الداخل والخارج أن تمول مشاريع بتلك القيمة الخيالية خصوصا مع هبوط أسعار النفط حيث لم تبدأ بالإرتفاع إلا مؤخرا وهو الأمر الذي لم يعجب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يتأخر في الإعلان عن عدم رضاه مستخدما وسيلته المفضلة في التخاطب مع العالم, موقع التغريدات تويتر. مشاريع وهمية وميزانيات خيالية بينما المدن السعودية ليس فيها نظام لتصريف مياه الأمطار حيث تغرق مدن سعودية كل سنة خصوصا في مدينة جدة رغم الإعلان عن إقامة مشاريع بنية تحتية ولكنها على الورق حيث تختفي بقدرة قادر الأموال المخصصة لتلك المشاريع. لست ضد نهضة أي بلد عربي حتى لو كان الصومال ولكنني أتمنى لو ان أجهزة الإعلام الحكومية والخاصة في الوطن العربي تحاول أن تقنن الكذب قليلا فقد قرفنا ويكفينا أخبار الحروب والقتل والدماء حتى يخرج علينا أولئك المنافقون والمطبلاتية بكذبهم ليكملوا على ماتبقى من بهجة حياتنا.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Friday, September 21, 2018

أسامة فوزي في بلاد العجائب

تذكرني حكايات أسامة فوزي مدير تحرير عرب تايمز برواية "أليس في بلاد العجائب" حيث ينتقل خيال كاتب الرواية لويس كارول* من جزء لأخر في الرواية مستغلا خياله في سرد أحداث حكاية أليس ومغامراتها في تلك البلاد المليئة بالعجائب والغرائب خصوصا شخصية الأرنب الأبيض وشخصية القط(Cheshire). أسامة فوزي وبعد أن فقد قسما كبيرا من مصداقيته خصوصا وأنه يقتبس حاليا وبكثافة من مواقع إخبارية قطرية تتبع المتصهين عزمي بشارة والذي وصفه أسامة فوزي في كتابات سابقة بأبو"45 دكيكة", قد قرر زيادة عدد الفيديوهات التي ينشرها على حسابه في اليوتيوب وذالك كبديل خصوصا أن موقع الصحيفة في الفيسبوك أصبح يمتلئ بالفيديوهات أكثر من الأخبار المكتوبة. فيديوهات أسامة فوزي هي مجرد كلام مرسل بدون أي دليل يثبت مايُذكر فيها, خيالات واوهام تذكر بروايات الخيال الأدبي وعلى رأسها "أليس في بلاد العجائب."
وقد نشر أسامة فوزي أحد فيديوهاته مؤخرا بعنوان "مشروع ترامب القادم تعيين الأمير أحمد ملكا على السعودية" يحتوي على تحليل ساذج لحادثة جرت في عاصمة الضباب البريطانية ملخصها كالتالي: أحد أشقاء ملك السعودية وعم ولي العهد الحالي يدعى أحمد إبن عبد العزيز كان يهم بالدخول إلى مقر السفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن برفقة السفير السعودي محمد بن نواف بن عبد العزيز حين تمت مواجهته من قبل 4 أو 5 متظاهرين على الأغلب أنهم سعوديون أو بحرينيون قاموا بالهتاف ضد الأسرة المالكة السعودية. الأمير أحمد قام بمحاورتهم وأخبرهم أن أسرة أل سعود لا تتحمل وزر أفعال شخص أو شخصين فيها وأن مايحصل في السعودية من مسؤولية الملك وولي عهده خصوصا الحرب في اليمن.
أسامة فوزي في تحليله الساذج المدفوع الأجر الذي لا يهدف إلا للهجوم على الأسرة المالكة السعودية بدون أي وقائع تثبت صحة كلامه, ذكر أن الهدف القادم للرئيس الأمريكي هو تعيين أحمد إبن عبد العزيز كملك على السعودية وأن تلك المظاهر التي جرت أمام السفارة السعودية في لندن هي مصطنعة ومدفوعة من قبل جهات أمريكية مرتبطة بالرئيس دونالد ترامب.
في ذالك التحليل, يثبت أسامة فوزي أنه لا يفقه شيئا في السياسة الأمريكية ولا يعرف كيف تسير الأمور داخل أروقة البيت الأبيض. الإدارة الأمريكية عندما تريد تغيير نظام عربي, لا تقوم بإرسال أربعة متظاهرين بتلك الطريقة فلديها أهم الوسائل الإعلامية العالمية كالسي إن إن وفوكس نيوز وهي قادرة على تحريك مظاهرات بالملايين كما يزعم نشطاء الربيع العربي عن مظاهرات تونس ومصر وليبيا وسوريا التي زعموا أنه خرج 600 ألف متظاهر في مدينة دير الزور و500 ألف متظاهر في مدينة حماة مع أن عدد السكان القادرين على التظاهر في كل مدينة لا يساوي ذالك العدد. الإدارة الأمريكة تمتلك أدوات إقتصادية وسياسية لتغيير النظام في السعودية لعل أهمها التلاعب بسعر النفط, قانون جاستا ومسألة حقوق الإنسان. أسامة فوزي ليس إلا صحفي هتك اعراض ولكنني لا ألومه فهو قد عاش في الوطن العربي فترة زمنية لا بأس بها تشمل المراحل الدراسية والجامعية حيث الأجهزة الإعلامية العربية من صحف ومجلات تشتهر بهتك الاعراض وعمليات إعدام الشخصية وتشويه السمعة ونشر الإشاعات والأكاذيب بما يشبه الصحف الصفراء في الولايات المتحدة ولعل أشهرها صحيفة National Enquirer حيث هاجر أسامة فوزي وطور أساليبه الملتوية من خلال صحيفة عرب تايمز.
* لويس كارل هو الإسم المستعار لعالم الرياضيات الإنجليزي تشارلز لوتويدج دودسون الإسم الحقيقي لمؤلف الرواية
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Wednesday, September 19, 2018

أزمة الدولار الأمريكي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والعالم

إن الولايات المتحدة قد بأت منذ ماقبل نهاية الحرب العالمية الثانية برسم ملامح نظام مالي وإقتصادي عالمي يكون الدولار الأمريكي في قلبه ويلعب دورا رئيسيا ومركزيا. البداية كانت من إتفاقية بريتون-وودز حيث قبلت الدول الأوروبية تحت ضغط الحاجة للمساعدة الإقتصادية والعسكرية الأمريكية بالدولار الأمريكي كعملة إحتياطية عالمية مقابل أن يكون قابلا للمبادلة بالذهب بسعر 35 دولار أمريكي للأونصة. أوروبا المثقلة بجراح الحرب وببنية تحتية مدمرة كانت تحتاج وبشدة لأموال خطة مارشال الأمريكي لإعادة الإعمار وبسبب ذالك لم يكن هناك مشكلة في أن يصبح الدولار الأمريكي ملك العملات او الدولار الملك(The King Dollar). ومع مرور الوقت, تمكنت أوروبا ودول أسيوية كاليابان من تجاوز أثار الحرب وإعادة إعمار بنيتها التحتية والصناعية وتراكمت لديها إحتياطيات من الدولار نتيجة التجارة مع الولايات المتحدفالميزان التجاري كان يميل لصالح الدول الأوروبية خصوصا في قطاع السيارات. الولايات المتحدة كانت قد تورطت في حرب فيتنام وزادت نفقاتها العسكرية ونفقات دولة الرفاه الإجتماعي خلال عهد الرئيس ليندون جونسون فبدأت بطباعة كميات هائلة من الدولار بدون تغطية ذهبية كافية بالمخالفة لشروط الإتفاقية فكانت ردة الفعل الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا بتحويل إحتياطيها المتراكم من الدولارات إلى ذهب مما أجبر الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس ريتشارد نيكسون سنة 1971 إلى إيقاف العمل بإتفاقية بريتون وودز حيث إتهم دولا أوروبية بشن حرب تجارية وإقتصادية ضد بلاده.
وخلال تلك الفترة , فقد تم تعويم سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى وإنخفض سعر صرفه بنسبة تقدر 40% مما أدى إلى موجة تضخم على المستوى العالمي وصدمة للكثير من الدول التي تضررت بشدة من تلك الخطوة. ولكن عبقرية ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر قد أدت إلى فكرة للحفاظ على مركز الدولار كعملة إحتياطية عالمية وبالتالي الحفاظ على الهيمنة الإقتصادية الأمريكية, فبدلا من الربط بين سعر الذهب وسعر صرف الدولار الأمريكي, فقد تمكن من إقناع مجموعة من الدول المصدرة للنفط وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من الإمتناع عن بيع النفط إلا مقابل الدولار الأمريكي مما أبقى الطلب على الدولار مرتفعا وأدى إلى تحسن في سعر صرفه أمام العملات الأخرى. التحولات الإقتصادية في الولايات المتحدة خلال بداية الثمانينيات وإنتشار مفاهيم كالعولمة وإتفاقية التجارة الحرة كالجات(GATT) ومنظمة التجارة العالمية(WTO) التي تم تأسيسها سنة 1995, قد ادى إلى تحول نحو الثقافة الإستهلاكية حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر سوق للبضائع الإستهلاكية وأكبر مستورد لها في العالم. الشركات الأمريكية المشبعة بمفاهيم الربحية والمنفعة الذاتية قد قامت بنقل مصانعها خارج الولايات المتحدة خصوصا في الصين, الهند ودول أسيوية أخرى وكذالك في دول أمريكا اللاتينية كالمكسيك حيث تتوفر العمالة الرخيصة والمدربة وكذالك الإعفائات الضريبية. ومن أجل إستمرار إنتعاش سوق الصادرات, فإن تلك الدول كانت تقوم بشراء أدوات مالية مقومة بالدولار الأمريكي أهمها السندات الحكومية التي تصدرها وزارة الخزانة الأمريكية مما أبقى الطلب على الدولار الأمريكي مرتفعا وبالتالي الحفاظ على سعر صرفه المرتفع أمام العملات الاخرى.
إن تحول الإقتصاد الأمريكي نحو الإستهلاك وتحول عدد كبير من الدول للإعتماد على السوق الأمريكي كسوق تصدير رئيسية لتحقيق فائض تجاري إيجابي ودعم إحتياطاتها من العملات الصعبة وعلى رأسها الدولار الأمريكي, قد أدى إلى حالة من الإعتماد على السوق الأمريكي وصلت لمستويات تهدد بازمة إقتصادية سوف تعاني منها تلك الدول في حال تباطئ الإقتصاد الأمريكي أو التحول من ثقافة الإستهلاك نحو التصنيع والإدخار وهو مايحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام به حيث أعلن عنه خلال حملته الإنتخابية. فدونالد ترامب قد فهم بذكاء حجم المرارة لدى الشعب الأمريكي بسبب فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة إنتقال الشركات الأمريكية إلى دول كالمكسيك والهند والصين وخسارة الولايات المتحدة لقاعدتها الصناعية حيث يكافح ماتبقى من شركات للبقاء. أجندات الرئيس الأمريكي كانت بسيطة وواضحة, على الشركات الأمريكي العودة وإفتتاح مصانعها في الولايات المتحدة وعلى الصين أن تتجاوب مع المطالب الأمريكي حول مجموعة من المسائل لعل أهمها المتعلق بسعر صرف اليوان مقابل الدولار الأمريكي. دونالد ترامب الذي يتصرف بحسب أراء بعض المحللين بطريقة غير متوازنة لم يسلم من تهديداته حتى دولا حليفة ككندا التي ردت على فرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية على وارداتها من الحديد 25% والألومنيوم 10% بفرض ضرائب بقيمة 300 مليون دولار كندي على واردات أمريكية بقيمة تزيد عن 16 مليار دولار كندي(12.6 مليار دولار أمريكي). ولكن الرئيس الأمريكي تراجع في وقت لاحق مستثنيا كندا والمكسيك بعد تعرضه لضغوطات من شركات أمريكية ولوبيات مصالح نافذة تضررت مصالحها التجارية من تلك القرارات.
إن القرارات الأخيرة التي إتخذها الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم للولايات المتحدة قد توسعت لاحقا لما يوصف بأنه حرب تجارية لتشمل الصين بفرض رسوم جمركية على واردات صينية للسوق الأمريكية بقيمة 34 مليار دولار ثم تم توسعة القائمة لتشمل واردات بقيمة 50 مليار دولار ومؤخرا وصلت إلى 200 مليار دولار مع التهديد بشمول 267 مليار دولار من الصادرات الصينية للولايات المتحدة بالرسوم الجمركية إن لم تتجاوب الصين مع مطالب الإدارة الأمريكية. الحكومة الصينية سارعت للرد على القرارات الأمريكية بتقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية وبفرض رسوم جمركية على ماقيمته 60 مليار دولار من الواردات الأمريكي للصين مع التهديد بالمزيد في المستقبل.الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي لن تكون في صالح الولايات المتحدة خصوصا انها على أكثر من جبهة وتشمل الصين, كندا, المكسيك والإتحاد الأوروبي وهي تهدد بخروج أزمة ثقة إلى حيز الوجود, أزمة لها علاقة بعدم وفاء الولايات المتحدة بإتفاقياتها وإلتزاماتها تجاه حلفائها وعدم إحترامها للإتفاقيات الدولية كإتفاقية النافتا التي قامت بالتوقيع عليها وحثت دولا أخرى على القيام بذالك. إن الثقة بحكومة الولايات المتحدة على الوفاء بإلتزاماتها السياسية تعني إنتقال تلك الثقة للجانب الإقتصادي خصوصا الدولار الأمريكي وسندات وزارة الخزانة الأمريكية والإستثمارات في السوق الأمريكية. ونتيجة لسلوكيات الرئيس الأمريكي الغير مقبولة, فإن الإتحاد الأوروبي ودولار أخرى كالصين وروسيا قد بدات في البحث عن بدائل لإستخدام الدولار الأمريكي في المبادلات التجارية خصوصا الإتحاد الأوروبي الذي يعتزم شراء وارداته من الطاقة بإستخدان اليورو كبديل عن الدولار مما قد يعني بداية النهاية للدولار الأمريكي ولعالمنا كما نعرفه الأن.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Tuesday, September 11, 2018

الصحفي البريطاني كينان مالك يتهم المملكة العربية السعودية بانها ممكلة القمع

Don’t be deluded – our Saudi ‘partners’ are masters of repression

يواجه خمسة ناشطين سعوديين إحتمال الحكم عليهم بالإعدام. جرائمهم؟ "المشاركة في الاحتجاجات،" "ترديد شعارات معادية للنظام," و "تصوير الاحتجاجات والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي." وينتمي هؤلاء الخمسة ، بمن فيهم الناشطة في مجال حقوق المرأة ، إسراء الغمام ، إلى المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية. لقد أمضوا أكثر من عامين في السجن والآن الادعاء العام يطالب بموتهم.
محنتهم تكشف عن الإدعائات الفارغة بأن السعودية "تتحرر". وقد أدت فاة الملك عبد الله في عام 2015 واستبداله من قبل سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى حماسة زائدة في الغرب حول الإصلاح في النظام الجديد ، وعلى وجه الخصوص ، حول "رؤية ولي العهد محمد بن سلمان ، الوريث للقوة التي تقف خلف حركة التحديثات. وقد نشر كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان مقالا فاضحا حول "الربيع العربي" السعودي. فكتب يقول: "لقد مضى وقت طويل طويل ، منذ قام أي زعيم عربي بإقناعي بأفكاره الجديدة حول التحول في بلاده". حتى الناقدة العنيفة للإسلام أيان هيرسي إقترحت أنه لو كان ولي العهد "نجح في جهود التحديث التي يقوم بها ، سيستفيد السعوديون من الفرص والحريات الجديدة".
نعم ، سمح سلمان للنساء بقيادة السيارة ، لإدارة أعمالهن الخاصة وحضور الأحداث الرياضية. وقد فتحت دور السينما وتم تنظيم حفلات موسيقى الروك. لكن الملك يبقى الحاكم المطلق لمملكة تمارس التعذيب ، وتقطع رؤوس المنشقين ، وتصدر سياسة بربرية خارجية ، بما في ذلك إستمرار واحدة من أكثر الحروب وحشية في العصر الحديث في اليمن.
على مدار العام الماضي ، اعتُقل عشرات النشطاء ورجال الدين والصحفيين والمثقفين في ما وصفته الأمم المتحدة ، وهي منظمة عادة ما تكون حذرة من انتقاد المملكة ، بـ "نمط مقلق من الاعتقالات والاحتجاز التعسفي على نطاق واسع ومنهجي". عدد قليل من البلدان يعدم الناس بمعدل أعلى. في ظل نظام "الإصلاح" الحالي ، تم إعدام ما لا يقل عن 154 شخصًا في عام 2016 و 146 في عام 2017. وكان العديد منهم بسبب المعارضة السياسية ، والتي أعادت السلطات السعودية تسميتها كـ "إرهاب". فالنظام الذي يسمح للنساء بالقيادة لكنه يعدمهم بسبب التعبير عن آرائهن هو "الإصلاح" فقط في خيال الكاتب.
بالنسبة إلى جميع المُسَبِحين، فإن ما يجذب المعلقين والقادة الغربيين إلى المملكة العربية السعودية هو أن رفض النظام التسامح مع المعرضين قد أوجد حتى الآن دولة مستقرة نسبيًا ومؤيدة للغرب أيضًا. ولأن العائلة المالكة السعودية على وجه التحديد رجعية للغاية ، فقد كان ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها حصن ضد "الراديكالية" ، سواء كان ذلك الاتحاد السوفييتي أو إيران أو الحركات الديمقراطية المحلية.
منذ الثورة الإيرانية عام 1979 ، نشأ صراع بين الرياض وطهران من أجل التفوق في العالم الإسلامي. كلاهما أنظمة ثيوقراطية استبدادية. يتم التعبير عن رد فعل إيران الإسلامي من خلال المشاعر المعادية للغرب في حين أن المملكة العربية السعودية من خلال دعم السياسات الخارجية الغربية. في عيون كثير من المعلقين الغربيين ، يجعل هذا إيران مصدر للشر والمملكة العربية السعودية قوة داعمة للإستقرار.
في الأسبوع الماضي, في أعقاب تفجير سعودي لحافلة مدرسية في اليمن أسفر عن مقتل 33 طفلاً, دافع جيريمي هانت وزير الخارجية، عن علاقات بريطانيا بالرياض على أساس أن البلدين "شركاء في محاربة التطرف الإسلامي". إن السعوديين ساعدوا في وقف "تفجير القنابل في شوارع بريطانيا". في الواقع ، تتحمل المملكة العربية السعودية المزيد من المسؤولية عن صعود الإرهاب الإسلامي أكثر من أي دولة أخرى.
منذ السبعينيات من القرن الماضي ، ومن خلال تدفق أموال النفط ، كان السعوديون يصدَّرون عبر العالم الوهابية ، وهو صورة متزمتة وقاسية للإسلام استخدمته عشيرة أل سعود لإرساء ولاء لحكمها بعد إنشاء المملكة العربية السعودية في عام 1932. وقد مولت الرياض عددًا لا يحصى من المدارس الدينية والإسلامية والجوامع. لقد مولت أيضا الحركات الجهادية من أفغانستان إلى سوريا. أسامة بن لادن كان سعودي. ولذا كان معظم الإنتحاريين في 9\11 من التابعية السعودية . وصفت مذكرة حكومية أمريكية صدرت عام 2009 المملكة العربية السعودية بأنها "المصدر الأكثر أهمية لتمويل الجماعات الإرهابية السنية في جميع أنحاء العالم". لقد استفاد السعوديون من معرفتهم بمثل هذه الجماعات للفوز بالنفوذ في الغرب.
لا تتماشى ضراوة النظام السعودي إلا مع سخرية القادة الغربيين. ويدفع الثمن الأطفال في تلك الحافلة المدرسية والنشطاء الخمسة الذين يواجهون حكما محتملا بالإعدام بسبب الإحتجاجات السلمية, ومن قبل ملايين اليمنيين على حافة المجاعة وآلاف من السعوديين المسجونين ، والجلد والتعذيب بسبب مطالبتهم بالحقوق الأساسية. لكن ما هو كل ذلك عند مقارنتها بقيمة نظام "ودود"؟
Kenan Malik
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية