Flag Counter

Flag Counter

Monday, October 19, 2015

جذور الإرهاب في الوطن العربي, ثالوث الأمية والفقر والتهميش السياسي

إن السؤال الذي يحير الجميع ويعد مادة النقاش الرئيسية في أروقة السياسيين ومعاهد الأبحاث هو عن أصل الإرهاب ومنبع التطرف في العالم على وجه العموم والوطن العربي على وجه الخصوص. إن مناقشة تلك المسألة أشبه بمناقشة مسألة علاقة إزدياد نسبة حمل السلاح بين مواطني أوروبا وأمريكا وعلاقة ذالك بإزدياد نسبة الجريمة, هل تزداد نسبة الجريمة بإزدياد نسبة عدد المواطنين الذين يحوزون أسلحة في دولة معينة؟ وبالتالي من الممكن أن نسأل هل لإزدياد نسبة الأمية والجهل علاقة بإزدياد عدد المتورطين بالإرهاب في بلد ما؟
شاهدت أحد الفيديوهات الذي يتحدث عن الولايات المتحدة بنسبة 88.8 قطعة سلاح لكل 100 مواطن حيث تحتل المرتبة الأولى بينما تحتل المرتبة الثانية صربيا 58.2 قطعة سلاح لكل مواطن وسويسرا البلد المسالم والمحايد المرتبة الثالثة بنسبة 54.4 قطعة سلاح لكل مواطن. قد يتفاجأ البعض بأن أكثر من نصف عدد سكان سويسرا يمتلك السلاح وذالك بإفتراض ان تلك الإحصائية تشمل الأسلحة المرخصة(النارية) وأما الأسلحة الغير مرخصة فالقيام بعمل إحصائية عن نسب إمتلاكها تعد مستحيلة.
تمتلك سويسرا نسبة جرائم قتل وسطو مسلح أقل من الولايات المتحدة مقارنة بعدد السكان وتلك معلومة قد لاتكون صحيحة بالمطلق وقد تكون هناك إحصائيات أخرى بنسب مقارنة مختلفة ولكن من الممكن الإعتماد عليها لأنها أفضل ماتوصلت إليه بعد بحثي في الشبكة العنكبوتية.
وكما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فإن أول وأهم خطوة هو الخروج من القوقعة التقليدية في البحث عن أسباب المشكلة وإلقائها على كاهل الخطاب الديني فالمشكلة لها جذور إجتماعية, إقتصادية, سياسية والخطاب الديني هو أحد العوامل ولكنه ليس العامل الرئيسي.
إرتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي هي أول الأسباب فالجهل مصطلح مرادف للرجعية الدينية, في أوروبا كانت الكنيسة في العصور الوسطى(المظلمة) تعاقب بالقتل حرقا كل من يمتلك نسخة من الكتاب المقدس من غير رجال الكهنوت والذين يمتلكون أذنا من الكنيسة. إن أحد أولويات ثورة الإصلاح الديني التي قام بها مارتن لوثر وهو قسيس ألماني هي السماح بإقتناء الكتاب المقدس للجميع دون إستثناء.
وقد يختلف الكثيرون في تعريف مصطلح الأمية, برأي هناك إتجاهان رئيسيان شائعان في تعريف مصطلح الأمية. الإتجاه الأول يطلق على الشخص الذي لايعرف القرائة او الكتابة لقب الأمِّي. من يؤيدون ذالك الإتجاه يرون في مجرد معرفة الشخص القرائة والكتابة هو محو لأميته حيث تنتهي تلك المرحلة بالنسبة لهم عند إنتهاء المرحلة الإعدادية أو الثانوية بالنسبة للكثيرين فيتم إعتبار ذالك الشخص متعلما ويتم إلحاقه بمصالح العائلة خصوصا إن كانت تمتلك أعمالا تجارية. الإتجاه الثاني يعتبر أنه من الممكن إطلاق لقب متعلم(غير أمِّي) على كل من يحمل شهادة جامعية أو غيرها من الشهادات التي تمنح بعد إنتهاء مرحلة الدراسة الثانوية. وهناك إتجاه ثالث وهو غير شائع يعتبر أن مجرد إمتلاك القدرة على القرائة والكتابة أو الحصول على شهادة جامعية لايكفي لمحو الأمية ولابد من إمتلاك الوعي في مختلف نواحي الحياة. المؤيدون لذالك الإتجاه يمتلكون مايدعم وجهة نظرهم حيث وقع الكثير من المتعلمين ضحية الأصولية الدينية رغم إمتلاكهم أرفع الشهادات العلمية منهم أطباء ومهندسون والسبب عدم إمتلاكهم للوعي اللازم لمقاومة الدعاية الدينية المضللة.
مقارنة نسبة الغير أميين(القادرين على القرائة والكتابة) بين دول العالم المختلفة تكشف لنا مفارقات مذهلة. دولة محدودة الموارد مثل كوبا تبلغ نسبة القادرين على القرائة والكتابة 99.8% وهي أعلى حتى من دول أوروبية منها أستراليا وسويسرا والنمسا وألمانيا وأمريكا وبريطانيا بنسبة 99%. وفي الدول العربية فحدث ولاحرج عن نسبة الأمية رغم إمتلاك الموارد اللازمة لتطوير عملية التعليم حيث تبلغ نسبة القادرين على القرائة والكتابة في دول مثل مصر 73.9%, الأردن 93.4%, الكويت 94%, البحرين 94.6%, المملكة العربية السعودية 86.6%, الصومال 37.8%, اليمن 63.9%, الجزائر 72.6%. إن العلاقة بين إنتشار الأمية وتغلغل الأصولية الدينية وأفكار التطرف هي علاقة طردية حيث نلاحظ أن أشد الدول تضررا هي العراق والصومال واليمن ومصر والجزائر.
العراق وعلى الرغم من ريادة تجربته في محو الأمية في الفترة التي سبقت سنة 2003 حيث كانت برامج محو الأمية إلزامية, فإن نسبة القادرين على القرائة والكتابة لم تزد عن 78.2% مما يدل على أن المهمة ليست سهلة كما قد يتصور البعض بل وعلى الرغم من إمتلاك القرار والموارد اللازمة لتنفيذه فإن عملية محو الأمية تبقى بالغة الصعوبة.
إن ثاني أسباب إنتشار الإرهاب والأفكار المتطرفة في الوطن العربي هو إزدياد الفجوة الإقتصادية بسبب إتباع السياسات الإقتصادية الليبرالية وتحرير الأسواق ورفع الدعم عن السلع الأساسية. إن إتفاقيات التجارة الحرة والجات وتعميم مفهوم العولمة وتحرير التجارة بين الدول المختلفة هو السبب الرئيسي لتلك الفجوة وإزدياد نسبة الفقراء على حساب الطبقة الوسطى والتي تعد السد المنيع لمواجهة الرجعية الدينية والأصولية المتطرفة والتي تحاول أن تستهدف بشكل أساسي الفئات الأكثر فقرا والأقل تعليما. إن تحرير قطاع التعليم والتعامل معه كقطاع ربحي ورفع الرسوم المدرسية والجامعية بشكل متزابد خصوصا في الجامعات الحكومية قد أدى إلى توجيه بوصلة التعليم نحو فئات معينة من المجتمع ممن تمتلك المال اللازم لتلقي أرفع مستويات التعليم والتي تعد مؤيدة بشكل رئيسي لأفكار العولمة وتحرير الإقتصاد والتجارة مما أضر بمصالح الغالبية العظمى من المواطنين وإزدياد نسبة الأمية والجهل. في بعض الدول العربية وللأسف يتم رفع الأقساط المدرسية والرسوم الجامعية في الوقت نفسه الذي يتم فيه منح إعفائات ضريبية للشركات والمؤسسات التي تحقق أرباحا خيالية. وفي ذالك المجال من الممكن الإستفادة من تجربة دولة تشيلي التي تمتلك حركة طلابية ناجحة ومتجذرة في المجتمع والتي نجحت بالضغط على الحكومة في سبيل الإتجاه نحو مجانية التعليم الجامعي بحلول نهاية سنة 2016 مقابل فرض ضرائب على الشركات التي تستثمر في تشيلي وخصوصا الشركات الأجنبية.
ثالث تلك الأسباب هو الإصلاح السياسي المزعوم الذي يراوح مكانه في الوطن العربي حيث يتم تسليم المناصب وعضوية الهيئات المنتخبة كالبرلمان لأشخاص كبار في السن بداعي الخبرة ومن يمتلكون المال لخوض المعارك الإنتخابية والتي تكلف أموالا طائلة بسبب العقلية العربية التي تعتمد على توزيع الولائات والأصوات الإنتخابية بناء على قاعدة الحفلات والعزائم والمهرجانات الإنتخابية وليس الكفائة والقدرة على الإنجاز. البرلمانات والهيئات التمثيلية في الوطن العربي تحولت إلى مايشبه المتاحف بسبب أعمار أعضائها وعدم فاعليتهم وطغيان العنصر الذكوري. في الكثير من البلدان تعتبر عضوية البرلمان بطالة مقنعة ووجاهة وإمتيازات وحصانة برلمانية بدون أي نية حقيقية لخدمة المواطنين حيث تعد مشاهدتهم من قبل ناخبيهم حدثا نادرا قد لايتكرر إلا بحلول موعد الإنتخابات القادمة.
في النمسا سنة 2013 تم تعيين أصغر وزير خارجية في العالم بعمر 27 سنة وهو سيباستيان كورتس حيث تدرج في عدد من المناصب الحكومية وعضوية البرلمان عن حزب الشعب النمساوي حتى وصل لمنصب وزير الخارجية والهجرة.
إن وصول الشباب لمناصب قيادية ومؤثرة ليس حكرا على النمسا حيث أن هناك في بريطانيا وإسكتلندا أصغر نائبة منذ 350 عاما تدعى (Mhairi Black) وهي نائبة عن الحزب الوطني الإسكتلندي وتبلغ من العمر 20 عاما وماتزال طالبة جامعية. النائبة (Mhairi Black) فازت في مقعدها على نائب عمالي (Douglas Alexander) بقي محتفظا بمقعده منذ سنة 1997 عن دائرة (Paisley and Renfrewshire South) والتي تعد معقلا تقليديا لحزب العمال وكان يشغل منصب سكرتير الشؤون الخارجية في الحكومة البريطانية ومجموعة مناصب وزارية أخرى منذ سنة 2007.
إن تلك مجرد أمثلة على عملية الإصلاح السياسي والتنمية السياسية الحقيقية في بعض الدول الأوروبية وهي ليست بجديدة على تلك الدول ولكنها تتطور على مراحل زمنية قد تطول أو تقصر حيث كان أصغر سياسي يتولى منصبا في بريطانيا منذ 350 سنة هو (Christopher Monck, 2nd Duke of Albemarle) المولود سنة 1653 ولى منصبه سنة 1667 أي بعمر 14 عاما حيث تم إنتخابه لمجلس النواب في سن 13 عاما ثم تم تصعيده لعضوه في مجلس اللوردات بسن 14 عاما إثر وفاة والده.
إن تفشي الجهل وإنعدام الوعي يضاف إليه الفقر وإرتفاع نسبة البطالة وعدم القدرة بسبب كل ذالك على الزواج وتكوين أسرة يولد الغضب والذي بدوره يولد الحقد والرغبة بالإنتقام عند الشباب العربي ويدفع الكثيرين للإنضمام إلى الجماعات التي تمثل الرجعية والأصولية الدينية التي تغسل عقولهم بالحديث عن الجنة وقصورها وعشرات الحوريات ومئات الوصيفات حيث يحلم المقهورون بأيام كلها جنس وخمر ولبن وعسل مما يدفع الكثيرين للقيام بعمليات إنتحارية كطريق سريع للوصول لتلك الغاية.
أوروبا إحتاجت إلى 350 سنة وأكثر للتخلص من كل العصبيات القبلية والعشائرية والدينية التي كانت السبب  في إغراق القارة الأوروبية بحروب ضحاياها عشرات الملايين من الأبرياء وعلى الرغم من مرور أكثر من 1300 سنة على خلافات مازلنا نعيش أثارها حتى عصرنا الحالي, أي أكثر من ثلاثة أضعاف 350 سنة التي إستغرقتها أوروبا لتجاوز خلافاتها.
الرجعية والأصولية الدينية لا تتحمل كل المسؤولية عن إنتشار التطرف بل هي العامل النهائي الذي يقطف بفضله الأصوليون ثمار كل ماسبق ذكره بعد مرور عشرات السنين من تغلغل الجهل والفقر والتهميش في جذور الحياة الثقافية والإجتماعية والسياسية في الوطن العربي.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Wednesday, October 14, 2015

إستحمار العقل العربي, قناة العربية نموذجا

بتاريخ 19\يوليو\2015 قام موقع قناة العربية على الإنترنت بنشر خبر عن إنشقاق 686 ضابطا من القرداحة والمناطق المحيطة بها عن الجيش العربي السوري. الخبر الذي نشره الموقع وفي تلميح طائفي حقير لم ينسى تذكير متابعيه بان عددا كبيرا من هؤلاء الضباط هم من أل الأسد وأل مخلوف. وبتاريخ 13\أكتوبر\2015 قام نفس الموقع بنشر خبر عن إختفاء ضابط علوي منشق يدعى حسين أحمد وسط شكوك بإختطافه من قبل قوات الجيش العربي السوري. الخبر المذكور في الموقع ذكر بأن حسين أحمد هو الضابط العلوي الوحيد في صفوف المعارضة السورية.
في كل تاريخ الإعلام العربي لم تصل الوقاحة لمثل ذالك المستوى الذي وصلت إليه في وقتنا الحالي بداية من أحمد سعيد وإذاعة صوت العرب التي كانت تبث أخبار الإنتصارات الوهمية في فضيحة حرب 1967 والإعلام المصري الذي أسس للشخصنة وإعلام هز الوسط والإشاعات مرورا بمحطة الجزيرة القطرية التي أعلنت بداية عهدها بكذبة البيعة الصامتة والتي كان لها الفضل في إدخال الصهيونية إلى البيوت العربية تحت حجة الرأي والرأي الأخر وكأن المحتلين لأراضي فلسطين أصبح لهم رأي ثم خريطة 22% من أراضي فلسطين والتي حاولت التدليس على الشعوب العربية بها في دورة الألعاب العربية سنة 2011 ومحاولة خلق صورة نمطية بخصوص قضية فلسطين وشطب القضية الفلسطينية من ذاكرة الشعوب العربية. ولو تجاهلنا كل تلك المهازل الإعلامية فماذا عن إستضافة صاحب الرسوم المسيئة أو محرر الجريدة الدانيمركية التي قامت بنشر تلك الرسوم وذالك عذر أقبح من ذنب.
والأن قناة العربية التي تنشر الكذب من بابها لمحرابها بل وأصبحت تنافس قناة الجزيرة في نشر الأكاذيب وأنا متأكد أنه لايوجد فيها خبر إلا وتعرض للحذف واللصق والتغيير والتزييف.
إن القنوات الإعلامية المتصهينة مثل العربية والجزيرة وأورينت والقنوات الإعلامية الغربية مثل السي إن إن ومثيلاتها باللغة العربية ومحطات إعلامية مثل قناة الحرة الأمريكية هي منابر إعلامية لتدعيم نظرية الفوضى الخلاقة ومحاولة خلق صورة نمطية عن أوضاع سياسية معينة لإستثمارها في مرحلة لاحقة في خلخلة وذالك موضوع خطير لايجب السكوت عنه ولكن للأسف فإن الأجهزة الإعلامية الوطنية أصاب مفاصلها التكلس وترهل كادرها الوظيفي بسبب التوظيف بالواسطة والمحاباة والشللية وأصبحت عاجزة عن الرد وأخبارها مملة ولا تماشي الواقع الحالي الذي تعيشه عدد من البلدان العربية التي تباركت بربيع السلمية وبصدورنا العارية والموت ولا المذلة وهي الشعارات التي رفعها من يطلقون على أنفسهم ألقاب مثل ثوار وناشطين قبل أن يلحسوا شعاراتهم الحنجورية ويهربوا إلى أوروبا على أول قارب لعل وعسى يحظون ببعض الإمتيازات وربما الشقراوات الحسناوات.
هناك بعض الأمثلة على الصور النمطية التي يحاول الإعلام المتصهين ترسيخها في عقول السذج والمغسولة عقولهم المتشبعين بثقافة القطيع مثل المجازر المزعومة التي يرتكبها الجيش السوري, الإغتصاب, البراميل المتفجرة, معارك وهمية تخوضها قوات المعارضة وتحقق فيها إنتصارات وهمية, داعش صنيعة الأجهزة الأمنية والجيش في سوريا. المشكلة أن ذالك الإعلام لايعطينا أي جواب عن جبهة النصرة وهل هي صنيعة الأجهزة الأمنية والجيش في سوريا؟ أو عن مدافع جهنم التي توحي أدبيات المعارضة بأنها تعمل بالليزر من دقة تصويبها. وماذا عن المخطوفين في ريف اللاذقية وعن مصيرهم ووفق أي مذهب إعلامي يتم التهليل والتطبيل لموضوع الخطف؟ والمضحك المبكي هو كلام بعض المحطات عن موضوع التوريث وفي بلدانهم نفسها تعد كلمة الإنتخابات هرطقة والديمقراطية بدعة ويتم توريث الحكم بدون أن نسمع كلمة إحتجاج واحدة.
مرفق بالموضوع صور للخبر الفضيحة من محطة العربية حتى لا يقال أن الكلام بدون دليل وقبل أن تقوم تلك المحطة بحذف الخبر أو تعديله بعد أن ينتبه محرر الأخبار المسطول للكارثة التي تسبب بها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية




Saturday, October 10, 2015

ماهو دور مبدأي كفائة الأسواق والتوزيع العادي للمخاطر في أزمة 2008 الإقتصادية؟

في نفس الوقت الذي تم فيه إخراج النظرية الكينزية لحيز الوجود فقد تم نشر بعض الأوراق البحثية بين سنتي 1950 و 1960 وملخصها أن المستثمرين لايستطيعون مجاراة الأسواق المالية وجني الأرباح بشكل دائم وأن المحفظة الإستثمارية المتنوعة هي الخيار الأفضل لجني أرباح معقولة على المدى الطويل. وبعد عشرة سنين فقد تقدم عدد من الخبراء الإقتصاديين بنظرياتهم حول تسعيرة الخيارات المالية فاتحين الباب بشكل واسع للنمو الكبير في عقود المستقبليات والمشتقات المالية الأخرى. كل تلك الأبحاث في المجال الإقتصادي من بداية الخمسينيات حتى يومنا هاذا قد ساهمت بشكل أو بأخر في خروج مصطلح أو مفهوم الإقتصاد المالي(Financial Economics) إلى حيز الوجود.
تلك النظريات والمفاهيم الإقتصادية الجديدة خرجت إلى العلن من دون أن يتم دراستها وتمحيصها مما أدى إلى نتائج كارثية. أهم مفهومين برزا وتمت إسائة إستخدامهما هما كفائة الأسواق(Efficient Markets) والتوزيع العادي للمخاطر(Normal Distribution of Risk).
نظرية كفائة الأسواق تدور حول فكرة أن المستثمرين مهتمون حصريا بمضاعفة أرباحهم وسوف يستجيبون بشكل عقلاني ومنطقي للإشارات المتعلقة بالتقلبات السعرية وكذالك المعلومات الجديدة.
إن جميع المعلومات الجديدة التي ترد إلى الأسواق المالية يتم ترجمتها فوريا بطريقة سعرية(إنخفاض أو إرتفاع الأسعار) مما يؤدي إلى إنتقال المستوى السعري للأسهم والأدوات الإستثمارية من مستوى لأخر بطريقة مرنة. ولذالك السبب لا يستطيع المستثمر هزيمة تلك الألية السعرية إلا بمجرد الحظ لأن أي محاولة لتخمين الأسعار المستقبلية سوف تكون معتمدة على معلومات غير متوفرة وإحتمالات الخسارة واردة.
ولأن تخمين الأسعار المستقبلي هو عشوائي فإن فكرة التوزيع العادي للمخاطرقائمة على مبدأ أن درجة وتواتر التقلب في مستوى الأسعار هي أيضا عشوائية.
المشكلة التي تواجهها تلك النظريات أن عدد كبير من الأبحاث الإحصائية وفي مجال العلوم الإجتماعية أثبتت بدرجة لا تعد مجالا للشك عدم كفائة الأسواق وأن التغيرات السعرية ليست عشوائية وأن المخاطرة لا تتوزع بطريقة طبيعية. المستثمرون يتصرفون بطريقة عشوائية حيث أنهم مهتمون بكيفية تجنب الخسارة والحفاظ على قيمة محافظهم الإستثمارية بدلا من التركيز على تحقيق الكثير من الربح. الأسواق المالية لها ذاكرة قوية متعلقة بأحداث الماضي الإقتصادية وتتفاعل معها بالسلب أو بالإيجاب مولدة إما فقاعات إقتصادية أو فنرات من الركود المزمن. إن ذالك التصرف يطلق عليه المخاطرة الغير مرغوب فيها(Risk Aversion) أو تجنب المخاطرة وهو يفسر تصرف المستثمرين وظاهرة البيع الجماعي للأسهم بينما يحجمون عن الإستثنار مجددا في الأسواق حين تعود لنشاطها المعتاد.
إن تظرية كفائة الأسواق والتوزيع العادي للمخاطر تحولت إلى مايشبة الفايروس المرضي مع الفرق أن الفيروسات تتم دراستها في مختبرات تضمن عدم تسرب حتى ولو فيروس واحد للخارج بينما تلك النظريات الإقتصادية منها التوزيع العادي للمخاطرة وكفائة الأسواق قد أدت إلى كوارث إقتصادية بداية من إنهيار سوق الأسهم سنة 1987 وليس إنتهاء بكارثة 2007\2008 والمعروفة بأزمة الرهون العقارية والتي أدت إلى تبخر 60 تريليون دولار من الثروة وذالك يعتبر تقديرا معتدلا.
أثبتت البنوك المركزية خصوصا مع تحسن وسائل الإتصالات على قدرتها تضليل المواطنين بخصوص سياساتها المالية وتنسيق خطواتها وتدعيمها بحملة إعلامية للتحكم بسلوك المواطنين وكيفية وسرعة إنفاقهم لأموالهم. لم تنجح تلك البنوك في خلق إقتصاد عالمي مستقر والمبادئ المالية مثل السياسة النقدية, الكينزية والإقتصاد المالي ثبت فشلها بالمجمل. السياسة النقدية القائمة على معادلة تربط بين توفر المال وسرعة إنفاقه وهي معادلة أثبتت فشلها. الكينزية أثبتت قدرتها على تدمير رأس المال وليس مضاعفته بسبب مايسمى العامل المضاعف(Multiplier). الإقتصاد المالي أثبت من خلال كفائة الأسواق والتوزيع العادي للمخاطر عدم واقعيته بالنسبة للتقلبات في أسواق المال.
الأزمة الإقتصادية القادمة سوف لن يكون سببها الرئيسي توفر السيولة النقدية من عدمه أو فقاعة إقتصادية أو معلومات مضللة بل كلمة واحدة من الممكن أن تطلق شرارة أزمة إقتصادية, تلك الكلمة هي الثقة. إن فقدان الثقة المواطنين والمستثمرين بالنظام المالي لبلد ما أو عملة ذالك البلد سوف تؤدي إلى إطلاق شرارة تلك الأزمة. فماذا إن كانت تلك البلد هي الولايات المتحدة الأمريكية وعملتها الدولار الذي يتمتع بلقب العملة الإحتياطية العالمية؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية.

Monday, October 5, 2015

كيف سوف يساهم التقدم في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت في تحسين الحياة على كوكب الأرض؟

من المتوقع إنضمام حوالي 5 مليارات شخص للعالم الإفتراضي في السنين القليلة القادمة وذالك بفضل تقدم وتطور تكنولوجيا الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية التي يمكن من خلالها التحكم بمنزل كامل حتى وأنت غير موجود فيه بل وحتى مزرعتك حيث شاهدت فيديو لمزارع ألماني يمكنه أن يتحكم بمزرعة دواجن كاملة من دون أن يترك منزله حيث يمكنه إصدار الأوامر من خلال الكمبيوتر اللوحي. في العالم الإفتراضي يشعر الجميع بأنهم على قدم المساواة حيث يستعملون منصات العمل ذاتها كالفيسبوك وتويتر على سبيل المثال ولكن على أرض الواقع فإن الإستفادة من الطفرة التكنولوجية لن تحل بالمطلق الفرق الشاسع في مستوى الدخل حتى داخل البلد نفسها حيث تختلف درجة الإستفادة من التكنولوجيا. ولكن على أرض الواقع فإن التكنولوجيا قد تساعد في إتجاه تقليص الفجوة الإقتصادية بواسطة رفع مستوى التعليم في أماكن حيث تعد طرق التعليم التقليدية كبناء المدارس رفاهية. ويمكن للتكنولوجية من أن تصل لأماكن لم يكن من الممكن قبل ذالك مشاهدة شخص يحمل هاتفا ذكيا أو يمتلك كمبيوترا لوحيا حيث من الممكن إستخدامها في تحسين كفائة الأنظمة التجارية والإلكترونية مما يرفع كفائة الإقتصاد ويحسن الإنتاجية.
في دولة الكونجو حيث يستفيد العاملون في مهنة صيد السمك والكثير منهم نساء من وصول شبكة البث الهاتفي وإنتشارها حيث يبقون الاسماك داخل مصائد نهرية حتى تأتيهم أوامر الشراء عبر الهاتف بدلا من شحنها إلى السوق وفسادها أحيانا بسبب الطقس إنتظارا لمشتري مناسب. كما أنهم يوفرون تكاليف شحن وتخزين وتبريد وتحسين إنسيابية أعمالهم من خلال إختصار الوقت اللازم لإنجاز العمل المطلوب منهم. فإذا كان توفر هاتف متنقل عادي قادر على تحسين حياة الكونجوليين بتلك الطريقة فكيف لو توفرت لديهم تكنولوجيا الإتصال بالإنترنت عبر الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية.
هناك مشكلة تواجه البعض ممن يرغبون بإقتناء التكنولوجيا حيث سوف يعملون من خلالها على تحسين أوضاعهم المعيشية وهي التكلفة, فإذا تمكن أحدهم من شراء هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي فقد لايتمكن من توفير حزمة إنترنت من خلاله. في أفريقيا هناك أكثر 600 مليون شخص وفي أسيا 3 مليارات شخص ينتمون لتلك الفئة ويستخدمون حتى الأن هواتف أساسية توفر لهم الإتصال والبريد الصوتي وإرسال الرسائل النصية. كل ذال سوف يتغير حيث هناك عدد من المشاريع المتعلقة بنشر الإنترنت حيث لم تصل من قبل وتتولى بعضها شركة جوجل والبعض الأخر شركة فيسبوك والتي اعلنت عن خططها بشأن طائرات بدون طيار أو حتى مناضيد مزودة بالإنترنت ويستفيد منها عدد كبير من الأشخاص وتغطي مساحات واسعة.
في الكثير من الأماكن التي يعد الحديث عن الإنترنت فيها يماثل الحديث عن غزو خارجي تقوم به كائنات فضائية فإن دخول الإنترنت إلى تلك الأماكن النائية سوف يحدث ثورة تكنولوجية بكل ماتحمله الكلمة من معنى حيث أنها سوف تدخل من بوابة الإتصال السريع وليس من خلال الخادمات(المودم) الموصولة بالهواتف الأرضية. سكان تلك المناطق سوف يجدون أنفسهم يملكون مفتاح الوصول لأي معلومة يريدونها وهم في منازلهم أو اماكن أعمالهم. رعاة الأغنام والذين يمارسون أعمالهم في اماكن نائية وبعيدة عن العمران سوف يتمكنون من التواصل مع مشغليهم في حالة تعرضهم لأي طارئ وتلقي التعليمات بشكل فوري بخصوص أي أماكن تنتشر فيها الحيوانات المفترسة.
كما أن تحسين التواصل الإلكتروني يأتي بالعديد من المنافع الأخرى ومنها إمكانية جمع المعلومات وتخزينها بشكل أكثر كفائة من الطريقة التقليدية. إن ذالك يوفر مساحات هائلة ويختصر الوقت المطلوب للبحث عن المعلومة والوصول إليها. إن عدم توفر المعلومات في مجالات عديدة مثل الصحة والبيئة في كثير من البلدان قد أدى إلى إعاقة التنمية في تلك المناطق. كما أن توفر المعلومات الإحصائية أولا بأول وإمكانية الوصول إليها بدون أن تحد تلك القدرة عوامل الزمان أو المكان سوف يجعل من قدرة الجهات الحكومية على قياس مدى نجاح المشاريع التي تنفذها حتى في أكثر الأماكن النائية عاملا يغير قواعد اللعبة في الكثير من المجالات.
الطابعات ثلاثية الأبعاد والتي دخلت حيز التطبيق في الكثير من البلدان ومنها الصين تستطيع طباعة تصاميم لأدوات, قطع غيار مختلفة, هواتف خليوية حتى دراجات نارية طبق الأصل من النسخة الأصلية بإستخدام معلومات عن المنتج من مصادر مفتوحة. إن ذالك يعني توفير الكثير من الوقت والتكاليف وخصوصا الشحن. في البلدان المتقدمة تكنولوجيا تعد الطابعات ثلاثية الأبعاد شريكا أكثر من مفيد للصناعة والتكنولوجيا ولكنها ليست بديلا للطرق التقليدية في الصناعة بل تعد عنصرا متكاملا معها.
التقدم في وسائل الإتصالات وتكنولوجيا الإنترنت لن يقتصر على كل ماسبق ذكره بل سوف يتعداه إلى إبتكارات تساهم في تنظيم حياتنا اليومية كألة ملابس متكاملة تقوم بالغسيل والتجفيف والكوي والترتيب حيث تبقى الملابس منظمة ومرتبة. بل وتقوم بتقديم إقتراحات متعلقة بنوعية الملابس التي يجب أن ترتديها بناء على جدول أعمالك اليومي.
ولكن علينا أن نأخذ في الإعتبار أن التقدم والتوسع في إستخدام الإنرتنت والتكنولوجيا المصاحبة لها وخصوصا الأنظمة المتكاملة التي تدير حياتنا بشكل يومي يصاحبها تقدم في وسائل وطريقة تفكير الهاكرز الذي لم تسلم منهم حتى الأنظمة البنكية التي من المفترض أنها أمنة وعصية على الإختراق. إن الإعتماد اليومي على التكنولوجية له أثار سلبية خصوصا أن التعرض للتردد اللاسلكي المصاحب للأجهزة الإلكترونية وأجهزة إرسال وإستقبال الإنترنت له تبعات صحية. كما أن الإعتماد المفرط على التكنولوجيا حتى في تنظيم روتين حياتنا اليومي وعدم التفكير في المهمات المتنوعة المصاحبة لذالك قد يصيب مناطق معينة في الدماغ بالخمول.
الروبوتات الألية تقدم مجالات جديدة للتطبيقات التكنولوجية على الرغم من أنها سوف تبقى خارج مجال قدرة الشخص ذدو الدخل المنخفض على تأمينها لفترة طويلة ولكن مع مرور الوقت وإنتشار تلك التكنولوجية فسوف نشهد إنخفاض ثمنها. المكنسة الكهربائية( iRobot's Roomba ) تعد أوضح مثال على السرعة التي تتقدم فيها تكنولوجيا الروبوتات حيث تم طرحها في الأسواق أول مرة سنة 2002 وتطورت وتعددت إستخداماتها منذ ذالك الوقت. أنواع مختلفة من الروبوتات الألية في المستقبل سوف تقوم بمهام منزلية متعددة كإصلاح الأعطال الكهربائية وصيانة أنابيب الصرف الصحي.
إن برامج التعرف على الأصوات تم تقديمها في أنظمة تشغيل الكمبيوترات كبرنامج ويندوز ولكنها منذ تلك الفترة فقد قطعت شوطا كبيرا وتعددت إستخداماتها خصوصا في مجال تحويل الأصوات المسموعة إلى نصوص كتابية. إن من يتكلمون بشكل أسرع مما يكتبون ومن يحاولون تجنب أعراض مايسمى متلازمة النفق الرسغي
(carpal Tunnel Syndrome) هم من ضمن المستفيدين من الطفرة التكنولوجية التي حققتها تلك البرامج. برامج التعرف على الصوت لايقتصر إستخدامها في مجال واحد بل سوف تأتي متكاملة مع طيف واسع من التطبيقات التكنولوجية كالمكنسة الروبوت وغيرها من أنواع الروبوتات التي يمكن إصدار أوامر صوتية من مشغليها لتتعرف عليها بسهولة وتقوم بتنفيذ المهام الموكلة إليها.  
جهاز(Kinect) من مايكروسوفت هو عبارة عن جهاز مستشعر الحركة الذي تم تصميمه لجهاز ألعاب إكس بوكس 360(XBOX 360) تحول إلى أكثر الأجهزة الإلكترونية الإستهلاكية مبيعا عبر التاريخ حيث بيع منه أكثر من ثمانية ملايين قطعة في فترة ستين يوما من طرحة لأول مرة في الأسواق سنة 2011. ذالك الجهاز ينتمي إلى فئة الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد تقنية التعرف على الإيمائات والحركات(gesture recognition technology) حيث أن إستخداماتها تتخطى مجال الألعاب الإلكترونية والترفيه إلى مجال أوسع كما شاهدنا في فيلم(Minority Report) لتوم كروز الذي يستخدم تلك التقنية وتقنية التصوير ثلاثية الأبعاد لحل ألغاز الجرائم التي يحقق فيها.
حاليا هناك تطبيقات لتقنية التعرف على الإيمائات والأصوات مثل ألعاب على شكل كلب تستمع للأوامر الصوتية وتنفذها ومن الممكن تصنيفها على أنها روبوتات إجتماعية(Social Robots).
التطبيقات التي تعتمد على الروبوتات الألية ليس لها حدود خيث هناك العديد من الإختراقات العلمية في ذالك المجال والتي تبشر بخير من ناحية إستخدامها في العمليات الجراحية والأعضاء الإصطناعية وكذالك بالنسبة للغير قادرة على الحركة. اليابان وهي دولة متقدمة جدا في ذالك المجال أثبتت التجارب التي قام العلماء هناك بإجرائها على قدرة شخص مستلقي في جهاز F-MRI(Functional magnetic resonance imaging) على أن يتحكم بروبوت يبد عنه مئات الكيلومترات عن طريق تخيل حركة في دماغه يرغب من الروبوت القيام بها.
المساهمات التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا في تحسين نوعية حياة السكان على كوكب الأرض تبقى غير محدودة ولا يمكن تخيلها ولكن إنتشارها وتعميمها لن يكون بين يوم وليلة كما يتخيل البعض بل سوف يأخذ وقتا ليس بالقصير.
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Saturday, October 3, 2015

روسيا والصين تلبيان طلب المعارضة السورية بتدخل دولي سافر

يبدو أن الصين قد قررت الإنضمام إلى روسيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية من جيش حر وجبهة النصرة وداعش وذالك بطائرات تعرف بالقرش الطائر(J-15) وهي تعد من أحدث مافي الترسانة الصينية ويقال أنها مصممة على غرار طائرات سوخوي-33(SU-33). الأخبار بإنضمام الصين إلى الحلف الروسي لمكافحة الأرهاب في سوريا ليست مؤكدة بشكل كامل حيث أن السياسة الصينية تميل إلى عدم التدخل عسكريا خارج الحدود الصينية ولكن لست أظن أن الصين سوف تترك فرصة كهذه تفلت من يدها في رسالة موجهة لبعضهم وفق المثل القائل(الكلام إلك وإسمعي يا جارة) والمثل القائل(الوقاية خير من العلاج) حيث يقال على نطاق واسع أن هيلاري كلينتون توعدت الصين بشن حرب بالوكالة عن طريق تحريك الأقليات المسلمة خصوصا الأويغور الذين يتركزون في مقاطعة شينجيانغ وأن السلطات الصينية تمنعهم من الصلاة أو الصوم في رمضان إلى أخره من تلك الفبركات والهدف هو معاقبة الصين لمعارضتها الولايات المتحجة بخصوص مجموعة ملفات منها الملف السوري.
ماكينة الكذب الإعلامية الثورية بدأت فورا بالتحرك والزعم بإسقاط طائرة سوخوي-25(SU-25) روسية في ثاني أيام الغزو الروسي المزعوم وذالك عبر موقع الدكتور 45 دكيكة وأعني الثورجي عزمي بشارة والذي يتم تمويله من دول تعتبر قدوة في الديمقراطية والحرية وتداول السلطات. نفس الماكينة بدأت بتكرار نفس الأسطوانة المكسورة عبر رامي عبد الرحمن ومرصده لحقوق الإنسان الذي يديره من محل شاورما في لندن بأن ضحايا الحملة الجوية الروسية في سوريا هم مدنيون أبرياء وأن الطائرات الروسية لاتقصف مواقع داعش في سوريا بل مواقع جماعات معارضة أخرى.
مرشح الرئاسة الأمريكي السابق جون ماكين قام على الفور بدخول المعركة الإعلامية إلى جانب الإعلام الثورجي بمزاعم من أن الطائرات الروسية قصفت جماعات معارضة معتدلة دربتها وسلحتها الولايات المتحدة تعدادها 75 شخصا قام 70 شخصا قاموا بتسليم أسلحتهم والإنضمام لجبهة النصرة وبقي منهم وفق بعض المصادر 5 أشخاص فقط لا غير. جون ماكين إشتهر عالميا بالصورة التي جمعته في إحدى القرى الحدودية السورية مع تركيا بمجموعة من المعارضين المعتدلين منهم المعارض السلمي المعتدل   أبو بكر البغدادي وذالك قبل قيام طاقم المكياج بإضافة اللحية الإصطناعية للخليفة بناء على توصيات من الفريق المشرف على دولة الخلافة بإعتبارها من عدة الشغل.
الإعلام الأجنبي المنافق تباكى على أمريكية إغتصبها الخليفة أليوت شمعون البغدادي بينما لم نسمع صياحهم عندما كانوا يصورون برفقة كتائب الفاروق الإرهابية في حمص التي كانت تمارس كافة أنواع الإجرام من قتل وإغتصاب وسرقة ممتلكات من تعتبرهم مسيحيين كفرة ومافعلته داعش بالأيزيديات في العراق. نفس الإعلام المنافق بدأ يعزف على نغمة جون ماكين وأن الطيران الروسي يستخدم قنابل غبية(Dumb Bombs) تصيب أهدافها بعشوائية وأن القصف الجوي الروسي في كثير من الأحيان يفتقد إلى الدقة وهو ما يتنافى مع درجة صراخ المعارضة السورية الداعشية حيث (الصراخ يكون على قدر الألم) وفيديوهات يبثها الجيش الروسي لطائراته التي تصيب أهدافها بدقة حيث شاهدت أحدها لقصف مبنى يستخدمه عناصر من داعش وكأن الصاروخ دخل من الشباك من دقة التصويب.
التصنيف الأمريكي للأمور يتفوق بغرابته وتعقيده على المبادئ التي وضعها العالم تشارلز داروين في كتابه أصل الأنواع فالأنظمة العلمانية والديمقراطية تعتبرها أمريكا عدوة للإنسانية وحقوق الإنسان بينما الأنظمة الدينية والرجعية يتم ضمها للجان الأمم المتحدة التي من المفترض أنها تحقق في إنتهاكات حقوق الإنسان. نفس التصنيف ينطبق على القنابل التي يقصف بها الطيران الأمريكي حفلات أعراس في أفغانستان ومنازل المدنيين والبنية التحتية في العراق وخيم البدو الرحل في اليمن فهي تسمى قنابل ذكية أما القنابل التي يقصف بها سلاح الجو الروسي والسوري أوكار ومقرات قيادة التنظيمات الإرهابية القاعدية في سوريا فهي قنابل غبية والثورجية المتأمركين المتدعشنين وأجهزتهم الإعلامية وعلى رأسها محطة الجزيرة يكررون تلك المزاعم والإدعائات كقطيع أغنام يسير ورائه كلب الراعي.
يعني السؤال أنه إذا كانت أمريكا إحتجت لدى روسيا بأن القنابل تقع على مبعدة مسافة من معسكرات داعش تبلغ 6.5 كم فلماذا لم يقوموا بقصف تلك المعسكرات وهم يعلمون إحداثياتها الدقيقة؟ ولماذا لم تقصف أرتال داعش المؤلفة من عشرات بل مئات السيارات بينما طائراتهم تستطيع القيام بتصوير أعضاء طالبان وهم ينكحون الماعز في الجبال؟
على كل حال فمختصر الكلام أن روسيا حاليا قامت بتلبية طلب المعارضة السورية بتدخل دولي سافر مع عدم إعتذاري لكفر نبل أكبر مستشفى عقلي في العالم وعقبال إنضمام الصين وهاردلك للمعارضة السورية وألف مبروك لكل الشرفاء والوطنيين العرب وأطلق صواريخك الذكية لا ترحم وسوف تترحم المعارضة السورية على أيام البراميل المتفجرة.
بالصواريخ الذكية جيناكم
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية