Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 5, 2017

ربيع برنارد هنري ليفي السوري وكوابيس د.يوسف سلامة

المعارضة السورية ومنذ بداية الأحداث في نهاية سنة 2010 وبدايات سنة 2011 قامت بتوجيه تشكيلة متنوعة من الإتهامات للحكومة السورية بداية من المقابر الجماعية المزعومة في مدينة درعا وقضية حمزة الخطيب وإعتقال الأطفال في درعا ولكن أخطر وأهم تلك الإتهامات هي أن الحكومة مسؤولة عن عسكرة الثورة السلمية في سوريا وأنها تلعب على أوتار الطائفية في سوريا. السبب أنه بتحميل تلك الإتهامات ليس فقط في ذاكرة السوريين بل الإعلام المتحيز وتحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة, يتم تبرير التدمير الممنهج لسوريا الإنسان والحجر والشجر. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير تفكيك مصانع حلب خصوصا المنطقة الصناعية وصوامع الحبوب في دير الزور وبيعها لتجار أتراك مقربين من أسرة أوردوغان خصوصا أولاده. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تقديم التبريرات إستقبال عشرات الألاف من مقاتلين أجانب ينتمون لأكثر من ثمانين(80) جنسية لقتال الجيش العربي السوري وقتل السوريين. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير المجازر الطائفية في قرى وجبال الساحل السوري ضد السكان الأبرياء المسالمين. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير خطف المئات من أهالي قرى الساحل السوري بذرائع طائفية وإعتبارهم سبايا وغنائم حرب. تحت ستار تلك الإتهامات الفضفاضة يتم تبرير القتل والنهب وكافة العمليات الإجرامية ويتم تصوير المعارضة السورية كأنهم ملائكة بأجنحة بيضاء وشيطنة الرئيس السوري وحكومته وجيشه وكل مواطن وطني شريف ووصفه بالتشبيح.
لا أحبذ الخوض في السياسة خصوصا وأن النقاش فيها في أغلب الأحيان لا يؤدي إلى نتيجة عملية ومرضية ولكنني في هاذا الموضوع سوف أقوم بأحد الإستثنائات القليلة لذالك في سبيل تقديم المعارضة السورية لمحكمة القلم الحر فيما يتعلق بالإتهام الموجه للحكومة الوطنية في سوريا بأنها السبب فيما ألت إليه الأحداث لانها كانت السبب في  عسكرة الثورة السلمية في سوريا وأنها لعب على وتر الأقليات والصراع الطائفي. المشكلة أن الحوار مع المعارضين العرب ليس إلا حوار طرشان فلا فائدة من الحوار مع من يكررون مصطلح ثورة سلمية وهو خاطئ بالكلية وبعيد عن الواقع ومابني على خطأ فهو خطأ. إن موضوعي هاذا ليس موضوعا حواريا بل محاكمة المتهمون فيها مجموعة من الأسماء التي قامت على تضليل السوريين والرأي العام العربي والعالمي وإستغلت مراكزها العلمية والأدبية بوصفها نخب مجتمعية ومثقفة تحتل مراكز لها ثقلها ومكانتها. المعارضة السورية وداعميها الغربيين لا يستطيعون التوقف عن الكذب بل هم مدمنين عليه . على سبيل المثال مدونة فتاة سحاقية من دمشق, تضخيم أعداد المتظاهرين خصوصا في حماة ودير الزور, الناشطين السلميين ذوي الصدور العارية, شهود العيان أو شهود العميان إن صح التعبير وإصبع علي فرزات وغيرها الكثير من القصص والفبركات الإعلامية التي تم إستغلالها من قبل المعارضة السورية تحت ذريعة أن النظام هم المسؤول عما ألت إليه الأحداث لأنه تسبب بعسكرة الثورة السورية.
إن هناك عددا كبيرا من المثقفين ونخب المجتمع في سوريا والعالم العربي وحتى في العالم  قد سقطوا في بكائية الديمقراطية والفوضى الخلاقة وأصبحوا من غير وعي يرددون كالببغائات أسطوانات مملة عن النظام الذي يلعب على وتر الأقليات والطائفية وأنه السبب في عسكرة الثورة السلمية السورية مع أن إطلاق لقب ثورة على تحركات سلمية يعتبر تناقضا مع مصطلح الثورة المرتبط بالعنف المسلح. الكثير من الصحفيين الأجانب ذكروا أن السبب الرئيسي في تحركات الربيع العربي هي إنتشار الجوع بينما نسب العميل جوليان أسانج الفضل له ولوثائق ويكليكس وكل يزعم الشرف لنفسه. كنت دائما أسأل نفسي عن السبب أو الأسباب التي تجمع بين الأشخاص التالية أسمائهم: شيوعي ومغني وطني كمارسيل خليفة, رجل الدين عدنان العرعور, يوسف سلامة وهو دكتور مادة الفلسفة السابق في جامعة دمشق, فيصل الزعبي وهو مخرج أردني وشيوعي نالت شهادته في الإخراج من إحدى الجامعات الروسية؟ قد يسأل بعض الأشخاص, ألم يؤيد المفكر نعومي تشومسكي تحركات الربيع العربي؟ الفرق أن نعومي تشومسكي شخص غارق في المثالية ولم يقدم حجة واحدة مقنعة عن الأسباب التي دفعته لتأييد تحركات من الواضح لجميع المتابعين للأحداث ليست سلمية وليست وليدة الصدفة, نعومي تشومسكي لا يعيش في قلب العاصفة حتى يكون على دراية كاملة بدقائق الأحداث بالإضافة إلى حاجز اللغة.
إن جميع من ذكرتهم سابقا يعيشون في قلب الأحداث وهم على درجة عالية من التعليم. مارسيل خليفة عضو سابق في الحزب الشيوعي ويحمل الفكر اليساري في أغانيه التي قام بغناء أحدها كإحتفالية وتمجيد للحركة الشيوعية العالمية. عدنان العرعور يقوم على تبديل فتاويه خصوصا المتعلقة بالأحداث في سوريا كما تبدل الأفعى جلدها وهو لا يشذ في ذالك عن مجمل القاعدة السلفية بتفصيل وتطريز الفتاوي حسب الحاجة والطلب وهو أمر إعترف به إمام الحرم المكي الأسبق عادل الكلباني في إحدى مقابلاته التي تحدث فيها عن رجال الدين السلفيين الذين يتراجعون عن فتاويهم. يوسف سلامة شخص علماني ودكتور سابق للفلسفة في جامعة دمشق وهو من أصل فلسطيني وعلى الرغم من أنه وجد في سوريا ما لم ولن يجده في أي بلد أخر, بعضها يمنع الفلسطينيين من تملك منزل يأويهم, كما أنه نال من الإكرام في سوريا أكثر مما يستحق وأمثاله إلا أن ذالك لم يمنعه من الإنضمام للمعارضة السورية وكيل الإتهامات للحكومة السورية بعسكرة الثورة السلمية في سوريا واللعب على ورقة الأقليات. الدكتور يوسف سلامة لا يتميز عن غيره من المناضلين اليساريين من بائعي المواقف وأصحاب الدكاكين ممن يبيعون مواقفهم لمن يدفع لهم أكثر فهو وبعد أن قبل كلاجئ في دولة السويد فقد قام ومجموعة أخرى تشاطره تلك العقلية الإنتهازية بإفتتاح دكان للإسترزاق تحت مسمى مركز حرمون للدراسات المعاصرة والذي يصدر أيضا مجلة قلمون للدراسات والأبحاث التي يرأس الدكتور يوسف سلامة رئيس تحريرها بالإضافة بالإضافة إلى عضويته في مجلس الأمناء والمجلس التنفيذي. مركز حرمون للدراسات المعاصرة لديه مكاتب في فرنسا وبالتأكيد تركيا والدوحة وفي ألمانيا حيث يرأس الفرع الألماني الممثل السابق والهارب إلى ألمانيا عبد الحكيم القطيفان وهو من طراز مناضلي فنادق خمسة نجوم.
المخرج الأردني فيصل الزعبي هو مثال على إنتهازية الشيوعيين العرب أو اليسار العربي بشكل عام فهو حتى يغطي موقفه بتأييد النسخة السورية من عملية خليج الخنازير فقد دعا اليسار العربي والشيوعيين إلى عدم الجمود الفكري وإلى إجراء مراجعات فكرية(تأييد مخططات برنارد هنري ليفي وأستاذه برنارد هنري لويس) لتقسيم الوطن العربي هي المراجعات الفكرية التي دعا إليها فيصل الزعبي. فيصل الزعبي الذي يرثي في بكائيات دموع التماسيح بعنوان "آه يا سوريا يا أيها الصقر الذي شويناه" قد وصف معسكرات اللجوء السوري في الأردن بأنها "هولوكوست الموت-مخيمات العار" وأن بيته وبيوت أهله مفتوحة لإستقبال اللاجئين السوريين. المشكلة أن بيت فيصل الزعبي وبيوت أهله لم تستضف ربع لاجئ سوري وإلا كانت الدنيا كلها قد علمت وخبرت بذالك وأن كل ما قاله هو للإستهلاك الإعلامي كتصريحاته بأمله أن تقوم المعارضة السورية بعد إستيلائها على السلطة ليس فقط بتحرير الجولان ولواء الإسكندرون من الإحتلال الصهيوني والتركي على التوالي بل بإستعادة كامل سوريا الطبيعية. فبأي منطق يتكلم ذالك الرجل؟ هو يمثل الحركة الشيوعية في الوطن العربي وهي مؤلفة من مجموعة من الإنتهازيين مع إستثنائات قليلة جدا حيث يقوم أولئك الإنتهازيون برفع مظلاتهم في بلدانهم عندما تمطر في موسكو, فهم لم يعبئوا بالسجون والسجناء السياسيين وعمليات الإعدام بدون محاكمة والمعتقلات في الصحراء الثلجية السيبيرية التي تعرف بإسم"الغولاغ" ولم نسمع لهم كلمة إحتجاج ولو من باب رفع العتب عندما كانوا يزورون الإتحاد السوفياتي ويدرسون بل ويقيم بعضهم هناك ويحمل الجنسية. ولكن هل تعرفون من هم أول من دعا للمراجعات الفكرية؟ إنهم أعضاء التنظيمات الجهادية والتكفيرية المسجونين خصوصا في مصر على ذمة أعمالهم العنفية خصوصا إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات حيث فقدوا الأمل من الخروج من المعتقلات وتأكدوا بأنهم سوف يتركون فيها للنهاية حتى يتعفنوا فقاموا بإنسحاب تكتيكي وإبتلعوا ألسنتهم وتراجعوا كذبا ونفاقا عن مواقفهم السابقة حتى يتم تخفيف الأحكام عليهم أو الإفراج عنهم من السجون. والأن, فإن اليسار العربي بكافة تفرعاته إستعار تلك الممارسة وأخذ أعضائه يدعون لمراجعات فكرية وضموا جهودهم لجهود الإخوان المسلمين وتفرعاتهم من تكفيريين في محاولتهم إسقاط أنظمة الحكم العلمانية واليسارية في الوطن العربي لعل وعسى ترضى الولايات المتحدة وأذنابها عنهم وتضمهم لكشف رواتبها أو تقوم على منحهم فيزا أو يعودون للإستحمام تحت أضواء المجد والشهرة كما كانت أيام النضال الثوري الجميل بداية الستينيات إلى نهاية الثمانينييات.
إن محطة الجزيرة التي تتبع دولة قطر والتي تعد الداعم الأول للإخوان المسلمين هي من يقوم على التحريض والشحن الطائفي كما انه هناك عشرات القنوات الإخبارية والدينية التي لا تحتاج لتعريف الجهات الممولة وتقوم بالتحريض على الأقليات العلوية والمسيحية في سوريا وقبل ذالك هدد رجل الدين السوري عدنان العرعور من على شاشات فضائيات دينية بفرم الأقليات وإطعام لحومهم للكلاب إن لم يقوموا على تأييد عصابات الإخوان المسلمين في سوريا التي كانت تقتل وتذبح بالسكين على الهوية وتنشر صور وفيديوهات عملياتها البشعة على تويتر وفيسبوك بدون أي إزعاج من إدارة أكبر موقعين من مواقع التواصل الإجتماعي. عبد الباسط الساروت نادى علنا في مظاهرات قام على قيادتها وتوجيهها في حمص بإبادة الأقليات العلوية ولم تخرج مظاهرات علوية أو مسيحية في سوريا نادت بطر السنة من سوريا أو إبادتهم. الجيش العربي السوري هو جيش عقائدي وليس طائفي قادته وضباطه وجنوده من كافة أطياف المجتمع السوري وحتى من الفلسطينيين المقيمين في سوريا. بل وفي فترة سابقة تولى فلسطيني مقيم في سوريا وهو اللواء حازم الخضراء قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي كما تولى اللواء مصباح البديري وهو من الفلسطينيين المقيمين في سوريا قيادة المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش العربي السوري وهو تولى سابقا منصب قائد عام جيش التحرير الوطني الفلسطيني في سوريا.
وفي الختام, هناك أمران لا بد من المرور بهما, الأمر الأول هو ما يتعلق بتهمة عسكرة الثورة السلمية في سوريا هي أسخف من أن يرد عليها بأكثر من فيديو لجينرال التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وصاحب نظرية كردستان الكبرى أنور ماجد العشقي وهو يعترف بأن النشطاء السلميين قاموا بتخزين السلاح في الجامع العمري في درعا وتأكيد رواية الإعلام السوري حين قام بدهم الجامع وأخرج كميات كبيرة من السلاح والذخائر. وأما الأمر الثاني فهو متعلق بذالك العميل جوليان أسانج الذي لا أحد يعلم مصادره ومن يجلب له الوثائق السرية. من هي محامية جوليان أسانج؟ إنها أمل علم الدين أو أمل كلوني والتي تزوجت من الممثل الهوليودي الشهير جورج كلوني والذي كان مناصرا لتقسيم السودان وكان يشتري معلومات قمر صناعي عن تحركات القوات السودانية ويرسلها للمعارضة الإنفصالية في الجنوب ويقال أنه يمتلك ذالك القمر الصناعي. أمل كلوني وهي من أكبر المؤيدين لما يسمى الثورات الملونة كما أننا لم نسمع صوتها في الدفاع عن الجندي الأمريكي المسكين برادلي مانينغ الذي تم إتهامه بتسريب الوثائق وسوف يمضي بقية حياته في سجن مشدد الحراسة قابعا 23 ساعة يوميا في زنزانة ضيقة. المثير للضحك في قضية الحندي المسكين الذي يتم التضحية به ككبش فداء هو أن تسريبات الوثائق ماتزال مستمرة وبوتيرة أكبر من السابق ولكن تلك التسريبات لا تمس دولة من الدول وهي الوحيدة التي أظن أن جوليان أسانج يتعامل معها وتسرب له الوثائق. فهل تجرئ أمل علم الدين أو غيرها بالتصريح بذالك أو الدفاع عن ذالك الجندي المسكين؟
دليل وجود السلاح في درعا منذ بداية الأحداث 23.03.2011
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment