العولمة واتفاقيات التجارة الحرة مثل الجات ونافتا هي عناوين رئيسية في المرحلة القادمة, الرأسمالية النيوليبرالية والنظام العالمي الجديد الذي يروج للقيم مثل الحرية المطلقة والمصلحة الفردية أو الفردانية. الإسلام يعتبر منافسا للنظام العالمي الجديد الذي يسعى المصرفيون, المرابون الدوليون والشركات العابرة للقارات لتأسيسه على حساب دماء وثروات الشعوب. القضية ليست صراع حضارات كما يرى صاموئيل هيغنيغتون من وجهة نظره ولكن صراع قيم وذلك رأي الشخصي. هناك مصلحة الجماعة في الإسلام تقابلها مصلحة الفرد في النظام العالمي الجديد, الإقتصاد الإسلامي في مواجهة رأسمالية الكوارث النيوليبرالية, الزكاة والوقف الإسلامي في مواجهة مع نظام الفائدة والديون الربوي, العائلة والأسرة مقابل الفرد, القيم المحافظة التقليدية تقابلها على الضفة الأخرى الحرية, العلمانية والليبرالية.
الصراع غير تقليدي وبالتالي هناك فإن إستخدام طرق غير تقليدية في دراسته وتحليله ضروري حتى نفهم بأفضل طريقة ممكنة. الشعوب مجرد ضحايا وأرقام. المصرفيون تحولوا الى تجار أزمات يعيشون على دماء تلك الشعوب. أزمة اللاجئين السوريين تحولت الى بقرة حلوب تدر الكثير من المال على جهات متعددة وإقتصاد ألمانيا ازدهر وأصبح يحقق فوائض ضخمة. دول أخرى مثل الأردن وتركيا استفاد اقتصادها من أزمة اللاجئين خصوصا في مجالات مثل القطاع العقاري, المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وسائل الإعلام تستغل اللاجئين كبش فداء والتضحية بهم على مذبح فساد حكومات في دول مستمر منذ عشرات السنين. الحكومات التي فشلت في حل مشاكلها تلقي بذلك الفشل على مشكلة اللاجئين وأنهم سبب البطالة وارتفاع الأسعار وزيادة مستوى الجريمة رغم أن ذلك غير صحيح وتلك المشاكل موجودة ومستمرة منذ فترة زمنية طويلة.
وسائل الإعلام تحاول التكتم ولكن ربما كان محاولة تونس تأسيس مانهاتن مصرفية إسلامية في العاصمة سبب في إختيارها بداية لأحداث الربيع العربي. الصراع غير تقليدي لأنه ينظر له من خلال الفساد والبطالة وغياب الحريات السياسية والأهم طبيعة دينية-طائفية ولكن ذلك يعبر عن أفق ضيق للغاية. رئيس ليبيا معمر القذافي حاول تأسيس نظام مصرفي إسلامي يعتمد على الذهب من خلال الدينار الذهبي الأفريقي وكان يحرض دول إفريقيا على الانضمام إليه. كما أن الفائدة البنكية كانت محرمة قانونا في ليبيا. خطوط أنابيب النفط والغاز هي سبب إسقاط النظام في سوريا وليس غياب الحريات والفساد. الإعلام تعرض الى أزمة فيروس كورونا وقبلها إنفلونزا الخنازير وسارس والشعوب الأوروبية كانت أيضا ضحية وتعرضت الى تجارب سيطرة إجتماعية على أوسع نطاق. شركات الأدوية استفادت مبالغ مالية ضخمة وارتفعت أسعار أسهمها صاروخيا خلال أزمة فيروس كورونا وتحول اللقاح الى أزمة سياسية تذكرني بمن ينجح في إرسال أول رائد فضاء يمشي على سطح القمر, الولايات المتحدة أو روسيا؟
سلافوي جيجيك يعتبره الأوروبيون أخطر مفكر وفيلسوف مازال يعتنق الفكر الشيوعي في أوروبا. مؤلف "Panic" و "Against The Double Standard" و "سنة الأحلام الخطيرة" دعا الى تأسيس نظام إستجابة عالمي عابر للقارات ضد الأوبئة. إن النظرية الشيوعية في جوهرها لا تختلف عن الرأسمالية الليبرالية, النازية والفاشية في السعي نحو السيطرة المطلقة على الشعوب والتحكم بها وبالتالي يمكن أن نفهم العلاقة بين الشيوعية والرأسمالية من خلال قراءة مابين السطور في آراء سلافوي جيجك. الوثائق التي رفعت عنها السرية ومؤرخون كشفت عن دور المرابين و المصرفيين الدوليين في تمويل الشيوعية والشيوعيين. كارل ماركس أخفى في كتابه الأكثر شهرة "رأس المال" الدور المحوري لأولئك المصرفيين و رؤوس الأموال في الصراع الطبقي والقى بالمسؤولية على الصناعيين ورجال الأعمال. كارل ماركس كان يهوديا و شقيقه كان رجل دين مهم(حاخام) في المجلس اليهودي الأعلى الذي يدير شؤون اليهود في العالم.
الإسلام يقف حجر عثرة في مواجهة التيارات الإلحادية على اختلاف مسمياتها من شيوعية واشتراكية وحتى الرأسمالية التي تعتبر الحادية في مبادئها الأساسية. الرأسمالية ترفع شعار الربح وتحقيق المنفعة المادية وتحويل الإنسان الى سلعة. رؤوس الأموال تبحث عن تحقيق أعلى نسبة من الأرباح ولو على حساب مصلحة ودماء الشعوب. الإنسانية هي ضحية من ضحايا الرأسمالية. عولمة الإرهاب من خلال تحويله الى ظاهرة تجارية حيث تزدهر شركات الأمن الخاصة وتجنيد المرتزقة وصناعة الأسلحة. النظام العالمي الجديد يصنع الأزمات ويستغلها في سبيل تحقيق المنفعة المادية سواء كانت إقتصادية أو كوارث طبيعية أو حوادث إرهابية. إن الحل من وجهة نظر مفكرين غربيين ومعاهد دراسات هو إعلان الحرب على الإسلام بعد فشل محاولات (التدجين) جعله متوافقا في القيم مع الحضارة الغربية والنظام العالمي الجديد حيث تؤدي تنظيمات وأحزاب إسلامية دورا قذرا في العمل جنود على الأرض ومرتزقة في صالح خدمة الأجندات والمصالح الغربية.
دمتم بخير وعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment