Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 27, 2025

تاريخ المسيحية في العصور المبكرة(١)

هناك حالة مستمرة من النقاش مستمرة بين المؤرخين والمتخصصين في دراسة تاريخ المسيحية المبكرة حول المسيح, شخصية حقيقة تاريخية أم مجرد أسطورة من الأساطير. الإيمان المسيحي بأكمله في خطر بسبب التشكيك في وجود المسيح وأصالة نصوص الكتاب المقدس وحتى في المسيحية نفسها. لدينا وجهة نظر تقليدية بأن المسيح كان موجودا وأنه شخصية تاريخية حقيقية وأن ذلك يمكن إثباته بالأدلة والحقائق من خلال مصادر مسيحية مثل نصوص الأناجيل وكتابات آباء الكنيسة الأوائل ومصادر غير مسيحية. بينما الطرف الأخر الذي يعتقد أن المسألة برمتها عبارة عن فبركات, أسطورة من الأساطير التي كانت منتشرة منذ أيام اليونانيين القدماء والرومان وأنه ليس هناك أساس تاريخي يمكن البناء عليه أن المسيح شخصية حقيقية عاشت في القرن الأول ميلادي.


المؤرخون يواجهون صعوبات في إثبات حقيقة وجود شخصية تاريخية تدعى يسوع المسيح ولكن ذلك لا يعني أنه غير موجود أو شخصية وهمية. المسيح لم يترك كتابات تنسب إليه ونصوص الأناجيل الأصلية مفقودة. كما أنه ليس هناك ادلة ملموسة مثل ملابس أو أدوات تدل على وجوده. هناك صعوبات أخرى يواجهها المؤرخون وهي عدم عثورهم على نصوص مكتوبة غير مسيحية(محايدة) تتحدث عن يسوع المسيح في القرن الأول ميلادي أو عدم العثور على نصوص كتبها شهود عيان على حياة المسيح و رحلته التبشيرية وصولا الى حادثة الصلب والقيامة. هناك نصوص كتبها أشخاص غير مسيحيين تتحدث عن يسوع المسيح مثل بليني الصغير الذي كان حاكم أحد المقاطعات الرومانية في آسيا الصغرى(تركيا حاليا), سويتونيوس مؤرخ روماني(٦٩م-١٢٦م) وتاسيتوس(٥٥م-١٢٠م) مؤرخ لاتيني. كما أنه هناك مصادر يهودية مثل المؤرخ فلافيوس جوزيفوس. اليهود في التلمود تحدثوا عن المسيح و وصفوه بأنه إبن زنا نتيجة علاقة غير شرعية بين مريم و جندي روماني يدعى بانديرا. كما أن ذلك موجود في نصوص الأناجيل في المحادثة بين يسوع والكهنة حين أخبروه أنهم أبناء إبراهيم وليس أبناء زنا.


المثير للإهتمام في دراسة تاريخ المسيحية المبكر أن الكتاب المقدس والعهد الجديد حتى أكون أكثر تحديدا ودقة وصل إلينا من خلال المجامع الكنسية وأنه من بداية تاريخ المسيحية لم يكن نصا موحدا متفقا عليه بين الطوائف المسيحية. البروتستانت لديهم نسخة ولا يعترفون بالنسخة الكاثوليكية التي تحتوي على كتب إضافية يطلقون عليها أبوكريفا. بينما المسيحية الأرثودكسية لديها أيضا نسختها من الكتاب المقدس. الكنيسة المسيحية في أثيوبيا لديهم نسخة مختلفة من الكتاب المقدس عن البروتستانت والكاثوليك والأرثودكس. المسيحيون بالإضافة الى اختلافهم على نسخ الكتاب المقدس فإنهم مختلفون أيضا على مسائل مثل عبادة مريم والأسرار الكنسية مثل الإعتراف وأمور أخرى.


أول قائمة قانونية للكتاب المقدس أشرف عليها الإمبراطور الوثني قسطنطين الأول في أول مجمع مسكوني(عالمي) عقد في نيقية سنة ٣٢٥م. إن جميع الأناجيل التي قبلها المجتمعين في نيقية تتحدث عن يسوع الإله المتجسد أو هكذا كان يعتقدون بينما رفضت جميع الأناجيل التي تشير الى يسوع الإنسان أو يسوع الإله بوصف ذلك حالة منفصلة و وحيدة تعبر عن المسيح. إن ذلك هو السبب في قبول تلك النصوص في كتب العهد الجديد والذي مع مرور الوقت وتطور العقيدة الكريستولوجية تعرض الى تغيرات طفيفة وليس رئيسية مثل رسالة الراعي هرماس التي كانت مقبولة وتقرأ في الكنائس ولكنها لم يتم قبولها في قائمة الأسفار القانونية النهائية. رسالة بولس الى العبرانيين تعتبر منحولة كما يعتبر ذلك يوسابيوس القيصري في كتاب تاريخ الكنيسة وخبراء في تاريخ المسيحية المبكر مثل البروفيسور بارت إيرمان ولكنها على الرغم من ذلك تعتبر نافعة للإيمان وموجودة في قائمة الأسفار القانونية في العهد الجديد من الكتاب المقدس.


دمتم بخير وعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية



No comments:

Post a Comment