Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 13, 2025

إعلام البغايا وصناعة التفاهة

الإعلامي يؤمن بأن مهمته هي التعبير والدفاع عن وجهة نظر المؤسسة التي تدفع له راتبا وليس الدفاع عن الحقيقة. هناك عدد قليل جدا من الإعلاميين والكتاب حول العالم ممن لديهم استعداد للدفاع عن الحقيقة ودفع ثمن غالي مقابل حياتهم قد يصل الى القتل. الصحفي الأمريكي غاري ويب أحد أولئك وهناك أيضا المؤرخ الأمريكي من أصول بريطانية أنتوني ساتورن و الصحفي الأمريكي جيرمي سكاهيل مؤلف كتاب "حروب قذرة." غاري ويب قام بتأليف كتاب عن فضيحة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال الثمانينيات حيث تورط مع ميليشيات الكونترا في نيكاراغوا في بيع المخدرات في شوارع مدينة لوس أنجلوس وغيرها. أنتوني ساتورن مؤرخ ومؤلف عدد من الكتب عن دور اليهود ورؤوس الأموال الصهيونية في وول ستريت في دعم وتمويل الحركة الشيوعية والحركة النازية وهتلر. أولئك الأشخاص تُرفَعُ لهم القبعات وتنحني لهم القامات. أما بالنسبة الى الإعلامي على العموم فإنه أقرب الى المومس ولكن لا يرتقي تماما الى مكانتها لأنه هناك مومسات قد لا يقبلن أحد الزبائن لو لم يعجبهم حتى لو دفع أموالا. ولكن الإعلامي لا يهتم إلا للمال حتى لو على حساب دماء الآخرين.

هناك صحفيين خصوصا في الولايات المتحدة, بريطانيا وفرنسا وحتى في الوطن العربي يدافعون عن جرائم جيش الإحتلال الصهيوني ويصرحون بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس. عيد إستقلال ما يسمى دولة إسرائيل في سفاراتها في الدول العربية يحصرها عدد من الصحفيين والإعلاميين من أولئك المطبعين وقد يكون هناك مومس لديها وطنية أكثر من هؤلاء وترفض أن تحضر تلك الإحتفالات. أولئك الصحفيين شركاء في تلك الجرائم. غاري ويب في الولايات المتحدة قتل بعد عدة سنين وسجلت الحادثة إنتحارا وتعرض الى تشويه سيرته وسمعته قبل وبعد وفاته. ولكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اعترفت لاحقا بأنها متورطة مع ميليشيات الكونترا ولم ترد على الى غاري ويب اعتباره. خائفون منه حتى وهو في القبر. جيرمي سكاهيل خاطر بحياته في الصومال, أفغانستان, اليمن والعراق حتى يخبرنا عن جرائم وتجاوزات القوات الأمريكية وشركة بلاك ووتر وتعرض الى الضغوطات والتهديدات ولكنه لم يتراجع.

فجأة هكذا بدون مقدمات فإن وسائل الإعلام الرئيسية في الوطن العربي صمتت في حديثها عن سوريا تحديدا خلال الفترة التي أعقبت أحداث الساحل مارس/٢٠٢٥. وسائل إعلام بعضها يصف نفسه بأنه في محور المقاومة ولكنه لا ينشر خبرا من سطر عن سوريا. قناة الميادين قد تنشر خبرا سريعا على استحياء كل بضعة أيام وقناة الجزيرة تنشر أخبار التطبيل والتزمير أيضا كل بضعة أيام وكأنه ليس هناك أحداث في سوريا. هناك فراغ يملئه إعلاميون ونشطاء مؤيدين للنظام الحالي مثل ميسون بيرقدار, محمد كاظم الهنداوي, جميل الحسن وهادي العبدالله. إذا كنت تريد أن تشاهد سوريا جنة, إستمع إليهم. إن من يستمع الى ميسون بيرقدار أو جميل الحسن سوف يؤمن بأن سوريا أصبحت أفضل من أوروبا وأنه ليس هناك جريمة قتل طائفية واحدة وأنه ليس هناك حالة خطف واحدة ولا حالة إختفاء واحد وأن العيش راضي والبال فاضي كما المقولة الشعبية ولكن الحقيقة غير ذلك.

هناك عشرات حالات الإختفاء فتيات من منطقة الساحل السوري حيث يظهر بعضهم لاحقا تحت مسمى زواج ويكون قسريا من أجل تضليل الإعلام. طبعا الزواج يكون بوثيقة في المحكمة وشهود وشروط شرعية ولكن ولا في حالة واحد من حالات الفتيات اللواتي عاودت الظهور تم إبراز وثيقة واحدة تثبت زواج الفتاة. ولكن بالطبع ميسون بيرقدار ومحمد كاظم الهنداوي جاهزون دائما النفاق والتطبيل والتزمير وأن صفحات مؤيدة للنظام السابق تنشر التضليل والأكاذيب الى أخره من الأسطوانات المشروخة التي يعزفونها في تلك الحالات. هناك حالات إختطاف وفي كثير من تلك الحالات يكون هناك طلب فدية ضخمة. الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إعترف بحصول تجاوزات في أحداث الساحل وأعلن عن تشكيل لجنة تحقيق ولكن الى الأن لم يسمع أحد عن نتائج عمل اللجنة.

إن من يعتقد وذلك يشمل جميع الأطراف في سوريا, أنه قادر على حسم الخلاف بالبندقية فإنه مخطئ والنتيجة أن سوريا الى التقسيم. بشار الأسد كان يعتقد أنه قادر على حسم الأزمة عسكريا وخلال ١٤ عاما فشل في ذلك وسقط نظامه.المجتمع الدولي لم ولن يسمح بحصول إبادة طائفية وأحلام التخلص من العلويين والمسيحيين والدروز والأكراد والإسماعيليين حتى تصفى سوريا لمن يطلقون عليهم أهل السنة والجماعة سوف تبقى أحلام. ناشط سوري مقيم في تركيا برعاية وحماية جهات أمنية ويتفاخر بذلك ظهر في فيديو يشتم الدروز في أعراضهم بألفاظ نابية ثم كذب كذبة وصدقها بأنهم وضعوا جائزة لمن يدل على مكانه قيمتها ألفي دولار أمريكي. إن ذلك ثمن مرتفع لأمثال أولئك التافهين العنصريين وهناك كلاب من فصائل معروفة يمكن شراؤها مقابل ذلك المبلغ وأعتقد أن ذلك أفضل من إهداره على كلب من فصيلة غير معروفة. الناشط أنس هبرة حلف على شواريه أنه خلال أيام قليلة سوف يكون هناك رفع شامل للعقوبات عن سوريا ولكن لو كان صرصار وليس إنسان, سوف يكون لديه إحترام وتقدير شواربه أكثر من أنس هبرة الذي يروج الأكاذيب والطائفية بإستمرار.

العقوبات لن ترفع عن سوريا وهناك شروط تشترطها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني, طرد المقاتلين الأجانب خارج سوريا وضمان أمن الأقليات. إن تلك الدول غير مهتمة وغير معنية بالثرثرات والهراء الذي يردده أنس هبرة, ميسون بيرقدار ومحمد كاظم الهنداوي. أولئك الطائفيون والعنصريون الذين يرددون الهراء والتفاهة. هناك مخطط تقسيم سوريا و دول أخرى في المنطقة منها العراق, السودان, ليبيا وحتى السعودية. إذا إستمر الحال في سوريا على ماهو عليه فإن مصيرها التقسيم. دولة علوية في الساحل السوري وريف حماة وحمص, دولة سنية في دمشق وريفها وحلب وريفها وإدلب وريفها, دولة كردية تشمل مناطق الجزيرة(الحسكة, الرقة ودير الزور) والمناطق الكردية في العراق, دولة مسيحية تشمل مناطق من حمص مع مناطق أخرى من لبنان, دولة درزية تشمل السويداء وأجزاء من درعا وريفها والجولان والقنيطرة. إن ذلك مخطط تحدث عنه أشخاص مثل برنارد هنري لويس, زيغينو بريجنسكي, هنري كيسنجر, كونداليزا رايس, هيلاري كلينتون, باراك أوباما وغيرهم ممن لا يهتمون لأولئك النشطاء اليوتيوبيين التافهين ولا يسمعون حتى عنهم.

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت

النهاية


No comments:

Post a Comment