مشكلة المعارضين السوريين أنهم يضحكون على أنفسهم قبل أن يضحكوا على الشعب بداية من يارا صبري, جمال سليمان, عبد الحكيم قطيفان وجميع الفنانين المعارضين البارزين خصوصا من الفنانين. ولا أحد منهم يتجرأ على العودة والاستقرار في سوريا. ولا أحد منهم سوف يتجرأ على التنازل عن جنسيته الأجنبية والعودة الى سوريا وأعتقد أن أغلبهم حاصل على جنسيات أجنبية. طبعا مع إحترامي للجميع وجميعهم قامات فنية بارزة ولكن الحقيقة دائما صعبة أو مستعصية على الفهم.
شاهدت مقطع من لقاء مع عبد الحكيم قطيفان يتحدث أنه لم يناضل حتى تحكم جبهة النصرة أو داعش أو الإسلاميون لكنه ناضل من أجل دولة مدنية للجميع, دولة الحريات واحترام حقوق الإنسان. المشكلة أن عبد الحكيم قطيفان إستمر في المعارضة حتى بعد أن سيطرت التنظيمات الجهادية على ساحات المعارك في سوريا ولاحقت أي تنظيمات أخرى معارضة لها. التنظيمات الجهادية قتلت قادة بارزين في المعارضة السورية أو حاولت إغتيالهم لعل أبرزهم مؤسس وقائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسد الذي وضع بعد سقوط النظام على الرف وتم تهميشه كأنه غير موجود.
المعارضون السوريون, معارضة المنافي وفنادق الخمس نجوم وعارضات الأزياء تخيلوا أن الجهاديين سوف يسقطون نظام بشار الأسد ثم يسلمون الحكم الى مدنيين علمانيين يعتبرونهم كفار لأن العلمانية كفر كما كانت لافتات تعلق في مناطق مختلفة في سوريا. الولايات المتحدة والدول الأوروبية حلقت على الناعم ومنذ اليوم الأول للمعارضة السورية المدنية وجميع قادة التنظيمات العسكرية التي يصنفونها بأنها غير متشددة.
المعارضة الإسلامية تتخفى بداية خلف واجهات مدنية ومنظمات غير حكومية ثم تكشر عن أنيابها عندما تكون الفرصة سانحة وهم جيدون في استغلال الفرص. الإخوان المسلمين في مصر حاولوا ونجحوا جزئيا في تحويل مصر الى دولة الإخوان ولكن الجيش المصري البطل تصدى لهم وأجهزة الأمن كانت لهم بالمرصاد أولا بأول. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان مدير المخابرات الحربية المصرية قبل أن يصبح وزير الدفاع ثم رئيس الدولة وبالتالي فاهم قواعد اللعبة وبدأ العمل فورا على تصفية تنظيم الإخوان المسلمين, قادتهم الى السجون ومصادرة شركاتهم وأموالهم وملاحقتهم دوليا. الأردن إستيقظ ولو متأخرا قليلا وأعلن تنظيم الإخوان المسلمين غير قانوني وأغلق جميع مكاتبهم وصادر أموالهم المنقولة وغير المنقولة بعد أن اكتشفت أجهزة الأمن مخطط التنظيم في إثارة الفوضى في الأردن تحت مسمى القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة. تونس أعلنت حربا لا هوادة فيها على حزب النهضة ذراع الإخوان المسلمين في تونس.
الجميع يعلمون يقينا أن التنظيمات الجهادية ليست إلا ذراع الولايات المتحدة ودول الغرب في المنطقة وحتى في القارة الإفريقية. عندما أعلن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عن قوانين ضد المثلية الجنسية والمثليين اعترض الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وعندما لم يتجاوب الرئيس الأوغندي مع الاعتراضات الأمريكية, أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم دموي ضد مدنيين أوغنديين حيث سقط عشرات القتلى. تنظيم الشباب الصومالي المتشدد صناعة أمريكية وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مرتبط مع الأجهزة الأمنية الفرنسية. اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي يعتبر مؤسس تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق كما في وثيقة مسربة من جهاز المخابرات العراقي في عهد الرئيس صدام حسين رحمه الله.
الولايات المتحدة, دول أوروبية وإسرائيل لديهم تاريخ في دعم الجماعات الدينية المتشددة والأحزاب الإسلامية. فضيحة إنفجرت مؤخرا في وجه رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو الذي إعترف بأن الجيش الإسرائيلي ساهم في تقديم السلاح الى جماعات فلسطينية مرتبطة مع داعش في محاولة تقليص نفوذ حماس في قطاع غزة. إن إهتمام الولايات المتحدة بقضية الأقليات محصور بمصالحها وليس لأسباب إنسانية ولا تعنيها حقوق الأقليات وحقوق الإنسان. هناك إكتشافات غاز ضخمة في منطقة الساحل السوري وربما حقول نفط بحرية والصراع مع روسيا سوف يكون "Fight To Death" على ثروات الساحل السوري. وعلينا أن لا ننسى مشاريع خطوط وممرات أنابيب نقل النفط والغاز. مخطط أمريكي أصبحت ملامحه واضحة بتوجيه ضربة عسكرية أو حرب استنزاف ضد إيران من خلال وكلاء وربما هناك مشروع أيضا ضد الصين لإثارة الاضطرابات من خلال المقاتلين الإيغور الذي انضموا الى الجيش السوري في وحدة خاصة بهم.
تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
كل عيد والجميع بخير
الرحمة لأرواح الشهداء والسلامة للمفقودين والمخطوفين
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
النهاية
No comments:
Post a Comment