يحكي فيلم (BHARAT) قصة تقسيم شبه القارة الهندية الحزينة وكيف أن ذلك التقسيم أدى الى تفرق العائلات من خلال بطل الفيلم من أسرة هندوسية الذي فقد شقيقته و والده أثناء هروبهم بالقطار من بلدة تقع في القسم الباكستاني بعد مجازر ومذابح طائفية ارتكبتها عصابات رعاع كانت تحركهم وتمولهم المخابرات البريطانية.
الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس كان لها دور رئيسي في جميع عمليات التقسيم والانقلابات العسكرية والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط, آسيا وإفريقيا حتى منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر. الولايات المتحدة ورثت من بريطانيا عملياتها الاستخبارية ومن يقرأ تاريخ المخابرات المركزية الأمريكية في بداياته سوف يعلم أنها كانت صعبة مليئة بالعثرات بسبب نقص الخبرة بينما بريطانيا كانت تمتلك خبرة لا تقل عن ٢٠٠ سنة.
بريطانيا دبرت إضعاف دولة المغول في الهند والتي احتلتها لاحقا وأصبحت تلقب "درة التاج البريطاني" واحتلت مصر لاحقا وسيطرت على قناة السويس بهدف حماية مستعمرتها الأكبر في المنطقة. حرب البوير الأولى والثانية كانت ضد المستوطنين البيض في جنوب إفريقيا بهدف الإستيلاء على مناجم الذهب. المخابرات البريطانية كانت تنقسم الى قسمين, الأول مكتب المخابرات الهندي والثاني مكتب المخابرات العربي الذي كان مسؤولا عن منطقة الشرق الأوسط.
إتفاقية سايكس بيكو لم يتم توقيعها بين يوم وليلة بل كانت تعبر عن أمر واقع منذ عشرات السنين والعمل على تقسيم منطقة بلاد الشام والرافدين بدأت مع بداية القرن التاسع عشر. مكتب المخابرات العربي أرسل الجاسوسة هستر ستانهوب بصفتها رحالة ومؤرخة حيث سافرت الى تركيا, مصر واستقرت في لبنان وكان لقبها (الست). هستر ستانهوب عملت على نشر الفتنة بين الدروز الذين كانوا فلاحين و المسيحيين الموارنة ملاك الأراضي والإقطاعيين بهدف إضعاف حكم والي مصر محمد علي والاستيلاء لاحقا على المنطقة. هستر ستانهوب توفيت سنة ١٨٣٩م وسنة ١٨٤٠م بدأت أحداث طائفية بين الدروز و المسيحيين الموارنة وصولا الى مذبحة سنة ١٨٦٠م وإنزال قوات فرنسية على الشواطئ السورية جهة قرب بيروت وتأسيس متصرفية جبل لبنان وكان ذلك أول التقسيم. الجاسوسة البريطانية غيرترود بيل ولقبها أم المؤمنين خاتون رسمت حدود العراق والأردن وكانت مقربة من وزير البحرية البريطانية ورئيس الوزراء لاحقا ونستون تشرشل. الجاسوس البريطاني توماس لورنس لقبه كان لورنس العرب ودوره في معارك الثورة العربية الكبرى سنة ١٩١٦م معروف ومشهور.
الأمر الملفت للانتباه أن جميع الحركات الإنفصالية التي ازدهرت في شبه القارة الهندية ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا لعب فيها مسلمون دورا رئيسيا من خلال أحزاب وجمعيات إسلامية مثل أبو الأعلى المودودي, حسن البنا وأسامة بن لادن. جمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده كانوا يعملون برعاية الحكم البريطاني في مصر وينفذون مخططات وأجندات بريطانيا. المثير للاستغراب أن أمين الحسيني مفتي القدس وافق الإنتداب البريطاني في فلسطين على تعيينه في منصبه وهرب الى ألمانيا وأصبح مفتي هتلر ويشاع أنه كان مندوب بريطانيا الى ألمانيا النازية.
دمتم بخير وعافية
عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة
الوطن أو الموت
النهاية
No comments:
Post a Comment