Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, June 18, 2025

إسرائيل تسعى بالتعاون مع الولايات المتحدة الى إبادة الأقليات

النقاش حول الصراع السني-الشيعي لا ينتهي وأن العالم يتآمر على السنة وأن القرن الحادي والعشرين هو قرن الإسلام السني بإمتياز. إن كتاب الدكتور اللبناني نبيل خليفة "استهداف أهل السنة" ممتاز ولكنه يفتقد الى البعد والعمق الفكري والثقافي وأفكاره سطحية في تحليله لأسباب الخلاف بين السنة والشيعة أو بين السعودية وإيران على زعامة العالم الإسلامي. العالم بأكمله, المسيحي, اليهودي, الشيعي, الهندي, الصين وعفاريت الجن والإنس تتآمر ضد السنة. وجهة نظر في الحقيقة مثيرة للضحك مع إحترامي للكاتب ولكن عنوان الكتاب ثم مؤلفة لبناني مسيحي ماروني يثير الشكوك حول أهداف الكتاب والجهة التي طلبت من الكاتب تأليفه. 


نظرية المظلومية السنية وأن العالم بأكمله يتأمر على أهل السنة والجماعة كلام فارغ وهراء سياسي لا يردده إلا مرتزقة غاية أمانيهم أن يملئوا حساباتهم البنكية بالمال. الإسلام هو الإسلام وليس هناك إسلام سني أو إسلام شيعي وليس هناك دليل واحد في القرآن أو كتب الأحاديث الصحيحة عن تأسيس السنة والشيعة أو دلالات تلك المصطلحات. الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم لم يأمر بتأسيس السنة والشيعة والخلفاء الأربعة كذلك لم يأمروا بتأسيس السنة والشيعة. المذاهب الفقهية الرئيسية الأربعة الشافعية, الحنبلية, المالكية والحنفية كانت اجتهادات فقهية لأشخاص هم في النهاية بشر ولا يعني ذلك أن يقوم أتباعهم بتحويلها الى مذاهب سياسية تحاول إقصاء الطرف الأخر أو أن تفرض عليه وجهة نظر وحيدة بوصفها الحقيقة المطلقة. هناك مذهب الأشعرية ولكنهم مستبعد من قائمة المذاهب الرئيسية على الرغم من اعتناق عدد كبير خصوصا في بلاد الشام ذلك المذهب ومبادئه وهناك أيضا مذهب الإمامية أو الشيعة الاثني عشرية ولكنه مستبعد لأسباب سياسية حيث تعرض الى التلاعب به كما حصل مع المذاهب الرئيسية الأربعة الأخرى. 


هناك صور من صراع المذاهب السنية الرئيسية الأربعة مع بعضها البعض وكيف وصل بهم التعصب وحب السلطة الى محاولة فرض الأمر الواقع على بقية أتباع المذاهب. هناك ابن يونس وكان أحد أشهر فقهاء الحنابلة وزير عند الخليفة العباسي الناصر لدين الله وكان الحنابلة يضطهدون الشافعية ويمنعونهم من ممارسة مذهبهم. الحنابلة أحرقوا أحد مساجد الشافعية في مدينة مرو خراسان لأنه كان يشرف على أحد مساجدهم. ولأن الدنيا دوارة يوم لك و يوم عليك فقد وصل الى كرسي الحكم السلطان خُوارزمشاه وكان وزيره نظام الملك شافعيا ودارت الدائرة على الحنابلة. الخليفة العباسي المأمون كان على مذهب المعتزلة الذي اضطهدوا مخالفيهم و سجنوهم وكانوا السبب في فتنة خلق القرآن وكان ضحيتها الإمام أحمد بن حنبل الذي تصدى لذلك الفكر وتعرض الى السجن والتعذيب ولم يفرج عنه إلا خلال فترة حكم الخليفة المتوكل. إجبار الناس على الإفتاء بآراء مذهب معين و الإستعانة أو الاستقواء بالسلطة الحاكمة على صحة الرأي والسب على المنابر كان من الصراع بين المذاهب الإسلامية (السنية) الأربعة. أما صراع المذاهب الشيعية, حدث ولا حرج فقد تشعبت وانقسمت على بعضها وتقاتلت وسفكت الدماء وكل ذلك لأهداف وغايات سياسية.


إن السنة كما كتب نبيل خليفة في كتابه كانوا بشكل شبه دائم هم حكام الدولة الإسلامية منذ الخلفاء الأربعة والدولة العثمانية ولم يتعرضوا إلا الى فترة اضطهاد قصيرة خلال حكم الفاطميين في مصر حتى ألغى صلاح الدين الأيوبي الخلافة الفاطمية وأعلن تبعية مصر للخليفة العباسي في بغداد. المشكلة في طرح نبيل خليفة أن الخلفاء الأربعة لم يكونوا من السنة بل كانوا مسلمين ولم يكن متداولا خلال تلك الفترة تلك التقسيمات السياسية المكروهة ولم يكن الخلفاء الأربعة يعرفونها ولم يكونوا من الباحثين عن الألقاب. إن محاولة تبرئة السنة من الجماعات الإسلامية وأن هدفها تشويه صورة السنة تعتبر محاولة فاشلة. جماعات مثل الإخوان المسلمين, داعش والقاعدة لديها شعبية لا بأس بها بين السنة وتستخدم النصوص الدينية وتتلاعب بها في عملية غسيل عقول أتباعها. السنة والشيعة أحزاب سياسية تسعى الى استقطاب أكبر عدد ممكن من الأتباع و تمارس التضليل والكذب وتعتبر ذلك سببا مبررا بهدف نشر الإسلام وإعلاء كلمة لا إله إلا الله. 


السنة دائما وأبدا في خدمة الغرب ومصالحه وبدلا من الاعتراف وتصحيح المسار, الحل هو إستخدام الشيعة والأقليات كبش فداء وشماعة تعليق الأخطاء عليهم. التاريخ يحكي ولا يكذب أن السنة حاربوا مع أمريكا الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ثم في يوغسلافيا ألبانيا و كوسوفو وكانوا رأس حربة التمرد في مقاطعات القوقاز الروسية في الشيشان و داغستان. السلاح الغربي كان يصل الى باكستان بمعرفة المخابرات الأمريكية والبريطانية ثم يوزع من خلال المخابرات الباكستانية على الفصائل الأفغانية والمقاتلين العرب من تنظيم القاعدة. طائرات الناتو كانت تنقل مقاتلي تنظيم القاعدة الى أرض المعركة في يوغسلافيا وتنسق معهم قصف الطيران وتحديد الأهداف. السنة حاربوا مع القوات الأمريكية في العراق وتنظيم القاعدة في العراق كان ذريعة وسبب بقاء القوات الأمريكية وعدم إستقرار الأوضاع. المثير للانتباه أن غالبية هجمات القاعدة كانت ضد الشيعة والمسيحيين وليس ضد قوات الإحتلال الأمريكي وأن عناصر القاعدة كانوا يمرون في ذهابهم وإيابهم من خلال الحواجز الامريكية وبمعرفة قوات الإحتلال الأمريكي في العراق. كما أنه علينا أن لا ننسى أحداث سبتمبر/٢٠٠١ وحاليا أعلن الإسلاميون الجهاد المقدس ضد القوات الروسية في أوكرانيا ولو دخل الأمريكيون جحر الضب, سوف يدخل الإسلاميون خلفهم مباشرة. 


الحرب الأهلية في لبنان كانت فرصة لا تقدر بثمن لما يسمى (السنة) حتى يؤسسوا لأنفسهم في لبنان والشرق الأوسط مستغلين حالة الصراع العربي-الإسرائيلي. فصائل المقاومة الفلسطينية وإن كانت علمانية في العلن إلا أنها كانت متحالفة مع القوى الإسلامية السنية في لبنان. كما أن كبار قيادات المقاومة الفلسطينية في لبنان مثل ياسر عرفات(أبو عمار), صلاح خلف(أبو إياد) وخليل الوزير(أبو جهاد كانوا في خلفياتهم السياسية في بداياتهم أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين. الفصائل الفلسطينية إنسحبت من بيروت و لبنان سنة ١٩٨٢ وقبل ذلك كانت تقوم بتدريب عدد من سكان القرى(السنية) الحدودية مع إسرائيل حتى يملؤوا الفراغ الذي سوف تتركه منظمة التحرير الفلسطينية بعد انسحابها. ولكن أولئك اللبنانيين (السنة) باعوا السلاح والذخيرة الى حزب الله الذي كانت سنة ١٩٨٣م بداية انطلاقته الحقيقية في لبنان بسلاح قام بشرائه من أهل لبنان (السنة). 


إن دولة الكيان الصهيوني ودوائر صنع القرار الأنجلو-ساكسون في دول الغرب تسعى الى القضاء على الأقليات في الوطن العربي وذلك يشمل الشيعة, المسيحيين, الإسماعيليين, الدروز, العلويين, الأكراد وغيرهم وتستخدم (السنة) رأس حربة في سبيل تحقيق ذلك ثم سوف تقوم بالقضاء على السنة بعد أن تنفرد بهم ويكون المثل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" صحيح تماما وينطبق على الموقف. أما سبب إهتمام دولة الكيان الصهيوني بالقضاء على الأقليات في الشرق الأوسط خصوصا بلاد الشام فذلك يعود الى شعارهم "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" والذي سوف يكون من الصعب تحقيقه في دول تحتوي على أقليات قوية ومؤثرة وتعتنق فكرا معاديا للمشروع التوسعي الاستيطاني الاستعماري الصهيوني. 


الفكرة التي يروج لها إعلام البترودولار والسلفية الوهابية بالتعاون مع وسائل إعلام الغربية الصهيومسيحية هدفها شيطنة الأقليات وتخزينها وأنها تسعى الى تقسيم بلدان الشرق الأوسط وتنفيذ سايكس بيكو(٢) أو مخططات برنارد لويس أو الشرق الأوسط الجديد التسمية لا تغير من الحقيقة على أرض الواقع. ولكن الحقيقة هي العكس تماما, الأقليات كانت ومازالت مدافعا متصديا للمخططات التقسيمية الإستعمارية الغربية وصمام أمان وحدة بلدان الشرق الأوسط حيث لوحقت بتهمة التكفير وتعرضوا الى القتل والتخوين وذلك خلال مئات السنين. الأقليات لا تطالب بغير احترام خصوصيتها الثقافية والدينية ودولة المساواة بين جميع مكوناتها العرقية, الدينية والإثنية. مطالب مشروعة لكنها تواجه بتعنت ورفض من (السنة) الذين يمثلهم الوهابية والسلفية الذين يرغبون في تحقيق خلافة إسلامية لا تعترف بالأقليات ولا بحقوقهم. 


دمتم بخير وعافية


عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة


الوطن أو الموت


النهاية




No comments:

Post a Comment