فتوى السفير الأمريكي في سوريا, ممنوع القتل خارج إطار القانون

الفتاوي في العالم الإسلامي تصدر من السفارات الأمريكية والمبعوثين الأمريكيين والسفير الأمريكي على الحقيقة هو من يحكم ولايصدر قرار يعترض عليه السفير الأمريكي. آخر فتاوي سفراء أمريكا و مبعوثيها في منطقة الشرق الأوسط هي فتوى المبعوث الأمريكي في سوريا(نصف سفير) توماس برّاك, ممنوع القتل خارج إطار القانون. وتطبيقا للفتوى فقد أطلق مسلحون مجهولون النار على مجموعة مواطنين كانوا يستقلون باص في قرية ربيعة التي تقع في ريف حماة متوجهين الى المدينة حيث استشهد خمسة رجال وثلاثة نساء وجرح راكب تاسع. 

إن جميع الروايات التي ترويها وسائل الإعلام للمجزرة في قرية ربيعة حماة بما فيها المرصد السوري لحقوق الإنسان خاطئة وكاذبة. الرواية الحقيقية أن سيارة هونداي سانتافي لاحقت الحافلة وأطلقت النار عليها ولم يكن صواريخ أو إطلاق صواريخ أو أن الباص كان متوقف على حاجز أمني أطلق عليهم النار. 

الهدف من نشر عدة روايات من صفحات ومواقع مؤيدة للحكومة الحالية هو تمييع القضية التي أصبحت ترند وتشتيت التعاطف مع الضحايا حيث يصبح الهدف هو البحث في رواية وقوع الحادث وليس الحادث نفسه. ولعل ذلك يذكرنا بقضية المخطوفات من الساحل السوري حيث أصبحت السمة الغالبة للتضليل هي أنهم هربوا وتزوجوا من شباب بغير رضا الأهل ويا للصدفة فإن الشباب الكازانوفا جميعهم من إدلب وليس لديهم أي مؤهلات حقيقية للزواج. 

عيد الأضحى شهد عدة مجازر في ربيعة حماة, عش الورور في دمشق, بانياس, جبلة وحمص والقتلة مجهولين ولا محاسبة ولا مسائلة وجميع حوادث إطلاق النار تشملها فتوى السفير الأمريكي. 

فتاوي التكفير تلاحق جميع الأقليات في سوريا سواء كانوا علويين, مسيحيين, أكراد, شيعة, اسماعيليين, دروز وغيرهم. هناك من يحرض العشائر العربية أو البدو على الأقليات في مناطق مثل حماة وريفها وحمص وريفها حيث يحمل هؤلاء السلاح ولديهم كميات هائلة من السلاح ولا يشملهم قرار مصادرة السلاح بهدف تعزيز السلم الأهلي. كما أنه هناك أيضا محاولة مصادرة أراضي مواطنين سوريين تحت مزاعم دعاوي كيدية وأنها أراضي مصادرة خلال العهد السابق تحت مسمى الإصلاح الزراعي رغم أن ملكية تلك الأراضي إنتقلت عشرات المرات وملاكها الحاليين قاموا بشرائها بسندات قانونية وعملية البيع قانونية. مصادرة المنازل أيضا تحت مسمى أنه تم الإستيلاء عليها من النظام السابق الذي باعها وأن عمليات البيع تلك غير قانونية. عمليات الخطف هدفها منع سكان مناطق الساحل السوري من الحياة الطبيعية وممارسة التجارة وتعليم أولادهم. 

إن ما يجري في سوريا عملية تغيير ديمغرافي ولكنها سوف تكون فاشلة وذلك يعود الى مجموعة أسباب. أول تلك الأسباب أنه من المستحيل على أي مكون عرقي أو إجتماعي في سوريا أن يلغي الآخر أو يستأصله. المجتمع الدولي يراقب ومن المستحيل في عصر الإنترنت التعمية وإخفاء الأخبار. الإعلام متورط حتى ذلك الذي يوصف بأنه محور الممانعة والمقاومة مثل قناة الميادين التي بالكاد تتحدث عن سوريا وتركز في أخبارها على قطاع غزة حتى يكاد يتخيل المشاهد أنه يتابع قناة إخبارية فلسطينية. سبب أخر هو أن نظام حافظ الأسد و بشار الأسد حاولوا خلال أكثرم ن ٥٠ عاما أن يغيروا ديمغرافيا مناطق سورية متعددة ولكنهم فشلوا وكانت النتائج عكسية, قرى علوية في مناطق معادية مذهبيا وتعتبر خواصر ضعيفة للهجوم عليها. إن أي نظام حكم جديد سوف يفشل في ما فشل فيه نظام الحكم السابق والذي سبقه. 

مشروع التقسيم قائم في سوريا وذلك قرار تتخذه دول عظمى كما إتخذت القرار بإسقاط بشار الأسد وسقط بالفعل خلال أقل من أسبوعين. الدول العظمى لا تهتم للبهلوانيات التي يقوم بها مهرجي يوتيوب و توك توك وغيرهم من نوشتاء التواصل الإجتماعي ومثيري الفتنة الذين لا يهتمون غير جمع لايكات وتحقيق أرباح مالية إرضاء غرورهم في الشهرة ومديح المتابعين الزائف. إن أحداث الساحل السوري أثبتت لجميع الأقليات الأخرى أنه "أكلت يوم أكل الثور الأبيض." الدروز يرفضون تسليم السلاح والأكراد لحقوهم في ذلك لأن الدروز و الأكراد ملاحقين بفتاوى التكفير والقتل بإعتبارهم أقليات وكفار. الأقليات فهمت أنه بسبب أحداث الساحل فإنه "إما نكون أو لا نكون" وأنه عليهم أن يتوحدوا, العلويين, الدروز, الأكراد, الإسماعيليين, المسيحيين في مواجهة واقع جديد يهدف الى استئصالها. هناك فئة تريد أن تحكم سوريا منفردة وذلك ماحاولت أنظمة حكم سابقة القيام به و فشلت. 

تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

كل عيد والجميع بخير

الرحمة لأرواح الشهداء والسلامة للمفقودين والمخطوفين

عاشت الجمهورية العربية السورية حرة مستقلة

الوطن أو الموت