Flag Counter

Flag Counter

Saturday, June 8, 2024

ماذا قدَّمَ العرب للفلسطينيين وماذا قدَّمَ الفلسطينيون للعرب؟

تعرض الفلسطينيون والقضية الفلسطينية خلال تاريخهم الى ظلم كبير مازال مستمرا الى يومنا هذا خصوصا بعد أن رفض الشعب الفلسطيني ما يسمى صفقة القرن التي تهدف الى تصفية القضية النهائية في حل نهائي يخدم مصالح دولة الكيان الصهيوني وليس الشعب الفلسطيني. إن تصرفات الفصائل الفلسطينية وقادة سياسيين فلسطينيين يتم تغريم الشعب الفلسطيني بها كأن الفلسطينيين هم جمل المحامل أو شماعة يسارع الجميع الى تعليق كافة أخطائهم عليها. فإذا سألت حاكم عربي عن الوضع الاقتصادي السيئ سوف يجيبك بأن السبب قضية فلسطين. وإذا سألت حاكم عربي آخر عن التنمية وارتفاع نسبة البطالة سوف يجيبك بأن السبب هو قضية فلسطين. أو أن أحد الحكام سألوه عن إرتفاع الإنفاق العسكري على الأسلحة الأمريكية الخردة سوف يجيبك أن السبب هو الدفاع عن فلسطين.

فلسطين ممسحة زفر للأنظمة العربية والحكام العرب الى سارعوا الى محاولة إنهاء إضراب ١٩٣٦ الذي كاد أن يطرد البريطانيين من فلسطين وينهي الوجود اليهودي فيها وقدموا الوعود الى الثوار الفلسطينيين الذين صدقوا كلمة الشرف العربية وكانوا مخطئين في ذلك. الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية كانت تحت الوصاية الأردنية وقطاع غزة كانت تحت الوصاية المصرية منذ سنة ١٩٤٨ المشؤومة التي أُعلِنَ فيها عن قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. ما هي دوافع الأردن ومصر في عدم توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة وتدريب قوات شرطة وجيش من الفلسطينيين والحصول على اعتراف عربي ودولي وفرض أمر واقع؟ هل كان السبب عدم الوعي بنوايا المخطط الصهيوني في إبتلاع منطقة الشرق الأوسط بكاملها وتطبيق شعار "أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل؟" هل كان السبب أطماع سياسية في ضم الضفة الغربية الى الأردن وقطاع غزة الى مصر بشكل رسمي؟

العرب يعتقدون أن الدول العربية تعاني من خيانة وتأمر الفلسطينيين في أيلول الأسود في الأردن ولبنان حيث التواجد الفلسطيني أدى الى إنفجار برميل بارود الطائفية اللبنانية أو هكذا يريد الإعلام أن تفهم الشعوب ويكون لديها صورة نمطية عن فلسطين والقضية الفلسطينية تمنع التعاطف المستقبلي معها. الشعب الفلسطيني عانى في السابق ومازال يعاني من خيانة قادة الفصائل الفلسطينية وبحثهم عن مصالحهم وليس مصلحة الشعب الفلسطيني وكانت النتيجة إنتفاضة ١٩٨٧ التي كانت إنتفاضة ضد الفصائل السياسية والقادة الفلسطينيين بسبب إهمالهم الداخل الفلسطيني وانشغالهم في صراعاتهم  التي كانت تغذيها أنظمة عربية تقوم كل دولة منها على تمويل فصيل فلسطيني. الداخل الفلسطيني نجح في أن يسمع صوت فلسطين الى العالم وشاهد الجميع كيف يقوم جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص المتفجر(الدمدم) على فلسطينيين سلاحهم الحجر وإطلاق النار من مسافة صفر على معتقلين مقيدين أو تكسير عظام معتقلين أخرين أمام الكاميرات بدون أي مبالاة أو الخوف من عواقب ذلك.

القائد الفلسطيني خليل الوزير(أبو جهاد) تفاجأ كما الكثيرين بانتفاضة ١٩٨٧ وسارع الى تفعيل جهاز الأرض المحتلة ونظم صفوف الانتفاضة وخاض صراعا مكتوما مع قادة فلسطينيين آخرين منهم ياسر عرفات من أجل منعهم من استغلال الانتفاضة سياسيا وكانت النتيجة اغتيال أبو جهاد سنة ١٩٨٨ في تونس ومفاوضات سرية في النرويج كانت نتيجتها اتفاق أوسلو الذي من وجهة نظر كثيرين خدم المصالح الإسرائيلية  بأن نقل العبئ في الإدارة المدنية وتقديم الخدمات الى كتلة سكانية معادية من دولة الإحتلال الإسرائيلي الى ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية.

وعلى الرغم من نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني مازال بعض الهامشيين والتافهين والمرتزقة الذين يتبعون أنظمة عربية تصافح الفلسطيني باليد اليمين وتخفي الخنجر خلف ظهرها في اليد الشمال يتهمون الفلسطينيين بأنهم باعوا أراضيهم الى اليهود. ولكن الحقيقة هي أن من باع الأراضي الى الوكالة اليهودية هم أسر لبنانية وسورية آل سرسق الذين باعوا أراضي مرج بني عامر, تل الضرو وجالود بمساحة تقديرية تزيد عن ٢٦٠ ألف دونم , آل المارديني مساحة ٩٠٠٠ دونم , آل العويني ٢٥٠٠ دونم في لواء عكا, آل القبانى و آل المكاوى ١٧٠٠٠ دونم وأخرون من الأسر السورية واللبنانية التي كانت تعمل وكلاء أراضي للوكالة اليهودية يقومون بشرائها من السلطات العثمانية ونقل ملكيتها لاحقا الى الوكالة اليهودية. السلطات العثمانية كانت تفرض ضرائب مرتفعة على الفلاحين الفلسطينيين وعندما يعجزون عن دفعها تصادر أراضيهم التي تنتقل لاحقا الى ملكية الوكالة اليهودية من خلال الأسر اللبنانية والسورية سيئة الذكر تحت سمع وبصر  وبموافقة السلطان عبد الحميد الثاني رغم محاولة بعضهم إنكار ذلك وتبرئته من تلك الجريمة في حق فلسطين. سلطات الانتداب البريطانية استمرت في إنتزاع آلاف الدونمات من الفلاحين الفلسطينيين من خلال فرض ضرائب مرتفعة ومصادرة أراضي من يعجز عن دفعها وأيضا مصادرة الأراضي المشاع ونقل ملكيتها الى الوكالة اليهودية.

الشعب الفلسطيني يدافع عن كرامة الأمة العربية التي بقيت من دون كرامة منذ سنة ١٩٤٨ والصهيونية العالمية تنتظر اليوم الذي تنتهي فيه من القضية الفلسطينية بفارغ الصبر حتى تتفرغ لتحقيق النبوءة التوراتية والاستيلاء على الأراضي من الفرات الى النيل. ولقد سخر الكثيرون عندما تحدث الرئيس الراحل معمر القذافي رحمه الله عن ذلك وسخر الإعلام العربي المتصهين من كل من تحدث عن القضية الفلسطينية بأنه يروج ويؤمن ويعتقد بنظرية المؤامرة.  الشعب الفلسطيني هو درع الأمة العربية وإن سقط وهُزِمت المقاومة الفلسطينية وتم تمرير صفقة القرن والحل النهائي عندها على الأمة العربية السلام لأنه لن يوقف اليهود والصهيونية أي عائق في سبيل تحقيق كامل أهدافها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment