Flag Counter

Flag Counter

Sunday, June 2, 2024

سلام الشجعان وحرب الجبناء, هل يمكن تحقيق السلام في القضية الفلسطينية؟

الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كان يعلم يقينا أنه لا يمكن تحقيق السلام بين العرب ودولة الكيان الصهيوني وأنه ليس هناك سلام الشجعان أو الجبناء وأن حل الدولتين لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع. وكانت وجهة نظر الزعيم الفلسطيني والذي كان لديه إسم شعبي شائع(الختيار) أن الدفاع عن القدس من رام الله أكثر سهولة من الدفاع عنها من لبنان او الأردن أو تونس. القدس في اللغة الشعبية هي (بيضة القبان) في أي مفاوضات حل نهائي للقضية الفلسطينية مع افتراض أنه من الممكن أن يجلس طرفا الصراع يتفاوضون حول القدس وحق عودة اللاجئين. 

دولة الكيان الصهيوني(إسرائيل) ليست دولة ديمقراطية أو علمانية كما تنشر الدعاية والبروباغندا الصهيونية ولكن دولة يهودية الهوية وقد أعلن الكنيست الإسرائيلي منذ بضعة سنين عن ذلك في قرار رسمي. إن ذلك يعني أنه ليس هناك مكان للعرب أو الفلسطينيين, مسلمين أو مسيحيين في الدولة اليهودية القائدة على أراضي فلسطين المحتلة. الأساطير التوراتية المحرفة تتحدث عن أوامر الرب الى موسى بالإبادة الجماعية للشعوب التي كانت تسكن أرض فلسطين وعبر الأردن(تث ٧: ١-٤, ٢٠: ١٥-١٨)(يش ٣: ٩-١٠) ولذلك ليس هناك جديد في الأفعال الإجرامية التي كانت العصابات الصهيونية ترتكبها في دير ياسين والقبية وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية واستمرار ذلك في المجازر التي ترتكب حاليا في الضفة الغربية وقطاع غزة والهدف هو التطهير العرقي.

القدس هي عاصمة الدولة اليهودية المزعومة واليهود والصهيونية العالمية حتى اكون أكثر دقة لن تقبل التنازل عن القدس الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية كما يعتقد البعض ولن يقبلوا التنازل عن المسجد الأقصى لأن مكان بناء سليمان الهيكل. اليهود متمسكين بكل تلك الأساطير على الرغم من أنه ليس هناك دليل واحد كشفت عنه التنقيبات الأثرية وأن أقدم الحجارة في مصطبة الهضبة التي تم بناء المسجد الأقصى عليها تعود الى فترة حكم هيرودس الذي قام ببناء الهيكل ومعابد ومباني عامة أخرى خلال فترة حكمه. ولكن دولة الكيان الصهيوني قد تقوم بضم بلدة أبو ديس إداريا الى مدينة القدس ثم تصبح هي القدس الشرقية ولكن ذلك إحتمال مستبعد.

عودة اللاجئين أمر أخر من المستحيل أن توافق عليه أي حكومة إسرائيلية ولن تتنازل عنه أي قيادة فلسطينية مهما كانت شعبيتها منخفضة أو أنها متهمة بالعمالة وخيانة القضية. الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رفض خلال مفاوضات كامب ديفيد التنازل عن حق العودة والقدس الشرقية وإعتبر ذلك هو الحد الأدنى لأي مفاوضات مستقبلية. وقد كان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون غاضبا للغاية منه لأنه فترته الرئاسية الثانية والأخيرة كانت على وشك الإنتهاء وكان يرغب في تحقيق إنجاز يخلد إسمه في التاريخ.

هناك أيادي خفية تتحرك في الظلال و تدير الصراع في فلسطين المحتلة. إنَّ كل من يرفض التنازل والخضوع الكامل من الجانب الفلسطيني وكل من يتنازل عن جزء من أرض الميعاد في الجانب الإسرائيلي تكون نهايتهم الموت. رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق رابين كان مصيره الاغتيال بإطلاق الرصاص عليه من مسافة صفر. الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات توفي مسموما بمادة البولونيوم كما نشرت الجزيرة في فيلم وثائقي ربما يكون مضللا لإخفاء السبب الحقيقي وهو مادة الثاليوم وهي المادة ذاتها الى توفي بسببها وديع حداد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والرئيس الجزائري هواري بومدين. رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون توفي بعد مرض أقعده طريح الفراش فترة زمنية طويلة. القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بسام أبو شريف تحدث في أحد اللقائات أن صحفيا إسرائيليا مطلعاً أخبره  أنهم قد قرروا أن الوقت قد حان من أجل التخلص من الثعلبين العجوزين, شارون وعرفات. الصحفي لم يخبر بسام أبو شريف من (هم) الذي قرروا ورفض رفضا قاطعا أن يفصح عن أي تفاصيل. 

إذا من الواضح أن هناك شخصا أو مجموعة من الأشخاص يتحركون في الظلال لديهم أهداف محددة و واضحة وليس لديهم أدنى مشكلة في التخلص من خصومهم وكل من يقف في طريقهم. آرييل شارون لم يكن شخصية عادية في دولة الكيان الصهيوني حتى يقرر بضعة أشخاص في الأجهزة الأمنية او سياسيين أن يدبروا إغتياله وبتلك الطريقة البشعة الموت البطيء. لقد كان بطلا قوميا قاد القوات جيش الإحتلال الصهيوني في معركة الثغرة ١٩٧٣ ونجح في غزو لبنان واحتلال بيروت وأدار المشهد العسكري في الحرب الأهلية اللبنانية ورئيس وزراء ولكنه ارتكب خطأ كلفه حياته وهو الإنسحاب من قطاع غزة سنة ٢٠٠٥.  ياسر عرفات كذلك لم يكن شخصية عادية فقد كان قائدا تاريخيا للشعب الفلسطيني وهو الرموز والقدوة ومن قبلهم إسحق رابين الذي لعب دورا مهما في حرب ١٩٤٨ وكان بطلا قوميا ورئيس وزراء على رأس عمله عندما تم تنفيذ عملية إغتيال أكثر شخصية محمية في العالم بعد الرئيس الأمريكي.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment