Flag Counter

Flag Counter

Friday, June 14, 2024

خفايا وأهداف الربيع العربي الحقيقية في سوريا

العشرية السوداء في الجزائر(١٩٩١-٢٠٠٢) طوت صفحات تاريخها وآلامها وأغلقت الباب خلفها وأصبحت من التاريخ والماضي الذي وصفه زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر "نحن نحب الماضي لأنه ذهب فإذا عاد لكرهناه. ولكن في سوريا فإن للحكاية لون أخر حيث مازالت قناة الجزيرة القطرية تعلن أن الربيع العربي مستمر حيث منذ سنة ٢٠١١ ونحن الآن في منتصف سنة ٢٠٢٤ تقريبا, مازال الشعب السوري يتعرض للقتل من ميليشيات طائفية أجنبية, مئات الآلاف من الجرحى, ملايين اللاجئين وتقديرات تكاليف إعادة الإعمار ٦٠ مليار دولار وتلك تقديرات متواضعة بينما يضع البعض رقما يصل الى ٢٠٠ مليار دولار.

سوريا أكثر بلد مظلوم في منطقة الشرق الأوسط. البلد الذي احتضن بكل حب و مودة اللاجئين الفلسطينيين, العراقيين, اللبنانيين, اليمنيين, السودانيين ومن قبلهم اللاجئون الأرمن والشركس, يصبح شعبه مهجر داخل بلده أو لاجئ خارجها وكما ذكرت بعض الإحصائيات أن عدد المهجرين داخليا واللاجئين في الخارج من الممكن أن يصل الى ١٠ ملايين سوري من تعداد السكان الذي بلغ تقريبا ٢٤ مليون سوري سنة ٢٠١٠ . سوريا كان بلداً بدون ديون خارجية وذلك يعني أنه لا وجود للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي على أراضيه و اكتفاء غذائي ذاتي خصوصا من القمح وهو أمر عليه خط أميركي أحمر حتى لا تحقق الدول العربية اكتفائها الغذائي واستقلال قرارها السياسي.

هناك الكثير من الأحاديث عن سوريا التي يمكن روايتها حتى يطلع الصباح تتوقف شهرزاد عن الحديث ويصيح الديك. روايات ألف ليلة وليلة لا تكفي لأن تملأ صفحاتها بالحديث عن سوريا ولكن الحكاية لها بقية والربيع العربي كما تصفه قناة الجزيرة مستمر ونحن أيضا, الوطنيون والشرفاء, مستمرون في كشف الأكاذيب والتضليل. قناة الجزيرة مارست جميع انواع الكذب الذي من الممكن أن تقوم به أي وسيلة إعلامية ومضت القناة في ذلك الطريق حتى تجاوزت جميع القنوات الأخرى وسبقتها حيث عرضت شهود عيان أو عميان كاذبون, تقارير ملفقة وكاذبة, عمليات عسكرية وهمية للمعارضة المسلحة, تصوير إعترافات إنشقاق عناصر من الجيش والقوى الأمنية بعد خطفهم أو خطف أفراد من أسرهم, مظاهرات مدفوعة الأجر يتم إستخدام عناصر كومبارس, تضخيم وتلفيق أعداد المتظاهرين, تصوير تقارير خارجية في أستديوهات في قبرص, مصر, تركيا و قطر أنها أحداث في سوريا رغم تصويرها في الخارج والقائمة تطول.

قناة العربية السعودية كانت تنافس قناة الجزيرة في ممارسة الكذب والتضليل في سوريا ولكن بأسلوب مختلف. فقد كانت قناة العربية تمول عددا من المواقع والمراسلين الذين يقومون بنشر التقارير المضللة والكاذبة وقناة العربية تعيد نشرها منقولة عن (مواقع إنترنت) و (وسائل التواصل الإجتماعي) وبذلك عندما تنكشف الكذب ويصبح واضحاً التضليل يكون من السهل على قناة العربية أن تتبرأ من التقرير أو الرواية وتنسبها الى مواقع الأشباح على الشبكة العنكبوتية. القنوات الأجنبية شاركت أيضا في نشر التقارير المضللة خصوصا قناة السي إن إن الأمريكية والسي إن إن البريطانية وهم أساتذة و بروفيسورات في الكذب, يكذبون كما يتنفسون. قناة السي إن إن نشرت تقريرا عن قصف القوات الحكومية خطوط أنابيب مصفاة النفط في حمص ولكن فيديو فضيحة مسرب للتحضير قبل تنفيذ العملية كشف أن المعارض الفلسطيني المقيم في سوريا خالد أبو صلاح قام بترتيب العملية مع مراسلة السي إن إن حيث جرى تفجير عبوة ناسفة وإضافة مؤثرات صوتية تجعل من المشاهد يعتقد بقصف مدفعي على المنطقة. فضيحة كبيرة للسي إن إن توقف بسببها بدرجة كبيرة عن الحديث عن الوضع في سوريا.  قناة البي بي سي البريطانية تحدثت عن اعتقال وتعذيب أطفال درعا ثم عادت ونشرت تقارير تنفي صحة التقرير الأولي ولكن بعد عدة سنين أو كما يقولون بعد خراب مالطا وهو أمر تقوم به قنوات أجنبية أو سياسيون يفعلون الأفاعيل والخطايا السبعة والعشرة وذمتها ثم بعد عدة سنين ينشرون مذكراتهم يعتذرون ويعترفون أنهم كانوا مخطئين كما فعل الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وغيرهم.

هناك كثير من الأمور التي تتعلق بالأزمة السورية ولدي رغبة ملحة في الحديث عنها مثل قضية بيان حليب أطفال درعا الذي وقعه عدد من الفنانين والمثقفين السوريين. القوات الحكومية السورية اقتحمت مناطق في محافظة درعا للتصدي للمسلحين الخارجين عن سلطة الدولة وكشف عن مخازن أسلحة في الجامع العمري الذي تحول الى مركز عمليات ومستشفى ميداني لعلاج جرحى التنظيمات الإرهابية المسلحة. وسائل الإعلام المعارضة سارعت الى السخرية من التقارير الحكومية وبدأت محاولة شيطنة الجيش السوري وتشويه سمعته بأنه جيش طائفي يقتحم مساجد أهل السنة ويدمرها. ولكن اللقاء الذي جمع المعارض السوري هيثم مناع و جنرال المخابرات السعودية المتقاعد أنور عشقي على شاشة قناة البي بي سي عربي أثبت صحة التقارير الحكومية حيث تحدث مناع عن محاولات جهات معارضة إقناعه بتسهيل دخول السلاح من خلال مدينة درعا و وصف أنور عشقي كيف أن معارضين سوريين أخبروه بتهريب السلاح الى درعا وتخزينه في الجامع العمري وأنه عارض ذلك وأخبرهم بأن خيارهم الأفضل هو عدم التسليح. الموقعون على بيان حليب أطفال درعا صمتوا عن جميع جرائم عصابات المعارضة المسلحة وهتافاتها الطائفية وحصار قرى سورية والتهديد بإقتحامها وإبادة جميع سكانها طائفيا والقتل الطائفي عندما إقتحمت ميليشيات جيش الإسلام بقيادة زهران علوش مناطق عدرا العمالية في ريف دمشق وإرتكبت جرائم قتل وإعدامات ميدانية والقت بأطفال رضَّع في أفران المخابز وخطفت مواطنين سوريين وعرضتهم في أقفاص والجرائم التي تم إرتكابها في ريف مدينة اللاذقية وخطف المئات من سكان القرى ونقلهم الى أماكن في حلب وريف دمشق تم تنفيذ مجازر ضدهم بإستخدام غازات سامة وتصوير فيديوهات من أجل إتهام القوات الحكومية. إن كل تلك الجرائم لم نسمع أو نقرأ أي معارض سوري ينتقدها على الرغم من حديث المعارضين السوريين أنهم يمثلون الشعب السوري وأنهم ضد الطائفية.

هناك العديد من محاولات التضليل الإعلامي التي كانت ومازالت المعارضة السورية المسلحة تقوم بها منها المقابر الجماعية التي كانت المعارضة تدفن المدنيين المخطوفين بعد أن تقوم بقتلهم وتصوير فيديو أنهم مدنيون أعدمتهم القوات الحكومية وجنازات تطير فيها التوابيت في الهواء لأنها جنازات وهمية بدون موتى قتلى وهميون يستيقظون قبل أن ينتهي تصوير الفيديو والأهم أستديوهات كاملة أقيمت من أجل فبركة ضحايا وهميين مع جروح مزيفة صنعها خبراء المكياج وتصوير فيديوهات عن المتظاهرين الذين تقمعهم قوات الأمن. ولكن الأهم هو صناعة رموز أو الضحايا الرموز والذي تفضل وسائل الإعلام المعارضة في سوريا أن يكونوا من الأطفال خصوصا حمزة الخطيب في درعا الذي قتل على مقربة من مساكن الضباط وهي منطقة تبعد عن منزله ٧٠ كيلومترا. المعارضة السورية لم تكن تملك إلا صورة يتيمة للضحية المزعومة أن عمره ١٣ عاما ولكنه كان في الحقيقة بعمر ١٧ عاما وقامت المعارضة بتشويه الجثة بعد تسلمها من أهله قبل تصويرها فيديو أنه توفي نتيجة اعتقاله وتعذيبه من قوات الأمن. إن قصة حمزة الخطيب تذكرني بالمدعو خالد سعيد في مصر والذي كان موزع مخدرات(ديلر) لاحقته الشرطة وتوفي اختناقا نتيجة ابتلاعه لفافة مخدرات كانت في حوزته وتم إرسال جثته الى المشرحة من أجل تشريحها أصولا وكتابة تقرير طبي. ولكن المعارضة المصرية تمكنت من تسريب صورة الجثة بعد تشريحها و روجت أنه توفي نتيجة تعذيب قوات الأمن.

المعارضة السورية المسلحة قامت بكل ما يمكنها القيام به من أجل إضعاف الدولة في سوريا ومحاولة إسقاط النظام ولكن إن فشلوا فلا مانع في تدمير البنية التحتية ونهب المصانع وذلك ماكان. المعارضة السورية نهبت المنطقة الصناعية في حلب خصوصا مصانع الغزل والنسيج  وصوامع القمح في دير الزور ودمرت ما لم تقدر على نهبه خصوصا في منطقة ريف دمشق حيث شركات الصناعات الغذائية خصوصا حليب الأطفال. خطوط الكهرباء تم تخريبها ومحطات ضخ المياه و حقول وآبار النفط والغاز وكل ما كانت تطاله أيديهم. المعارضة السورية المسلحة حاولت في إسقاط طائرات مدنية كانت تقلع من مطاري حلب و دمشق ولكنهم فشلوا وهاجموا جميع قواعد الدفاع الجوي من أجل تحويل السماء السورية الى ساحة مفتوحة للطيران المعادي وأعلنوا مستعدون للقتال مع جيش الإحتلال الصهيوني ضد جيشهم الوطني وكانت دولة الكيان الصهيوني تعالج جرحى عصابات القاعدة في المستشفيات داخل فلسطين المحتلة وتم تأسيس تنسيقيات في دولة الكيان الصهيوني من أجل تقديم الدعم الى العصابات المسلحة في سوريا وظهر مسؤولون أمنيون إسرائيليون في فيديوهات دعائية يبكون الشعب السوري ورفع متظاهرون في مدينة حمص علم دولة الإحتلال الإسرائيلي في مظاهراتهم وبعد كل ذلك يصفون أنفسهم بأنهم معارضة وطنية تمثل جميع السوريين وتعتبر المصلحة الوطنية أولوية لها.

ولكن كانت هناك أخطاء ارتكبتها قنوات إعلامية من المفترض أنها وطنية مثل قناة الميادين أو روسيا اليوم التي تعبر عن رأي حكومي رسمي في روسيا حيث وُصِفت الأزمة السورية بأنها حرب أهلية وذلك كان يتماشى مع الإعلام الغربي والعربي المتصهين الذي كان يعمل على تأسيس صورة نمطية أن الأزمة في سوريا عبارة عن حرب أهلية وليس عملية تدفق الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتمويل رئيسي من قطر والمملكة العربية السعودية. إن ذلك التوصيف يعني تعاملاً مختلفا مع الازمة السورية في المحافل والمؤسسات الدولية وهو أمر له تبعات قانونية لا أعلم إن كان يدركها القائمون على تلك الوسائل الإعلامية. الأزمة السورية أو الربيع السوري لا ينطبق عليه وصف الحرب الأهلية لأن الغالبية من الفصائل المسلحة في سوريا تضم مسلحين أجانب وليس سوريين. قادة المعارضة المسلحة خلال معركة السيطرة على مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب لم يكن بينهم سوري واحد.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment