Flag Counter

Flag Counter

Saturday, June 1, 2024

من وضع سيناريو الحرب العالمية الثانية؟ وماهي أسباب غزو ألمانيا الإتحاد السوفياتي؟

عاش الزعيم النازي أدولف هتلر في شبابه حياة متواضعة للغاية حيث كان يتنقل بين ملاجئ المشردين في العاصمة النمساوية فيينا  وأماكن سكن متواضعة معتمدا على الإعانات الحكومية ومبلغ مالي تركته له والدته بعد وفاتها وعائدات من  بيع رسومات فنية. حاول تقديم طلب للدراسة في كلية الفنون في جامعة فيينا ولكن طلبه رُفِضَ مرتين. كان هتلر المولود سنة ١٨٨٩م الرابع لوالدته والأول الذي يعيش متجاوزا مرحلة الطفولة المبكرة. المرحلة المهمة في حياة هتلر والتي كان لها تأثير على مستقبله هي خدمته في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى حيث كان مراسلا حربيا ينقل الرسائل بين القطعات العسكرية المختلفة وأصيب بالعمى المؤقت نتيجة الغازات السامة التي كانت الجيوش المتحاربة معتادة على إستخدامها. هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتوقيع معاهدة فرساي والأحداث اللاحقة خصوصا الإضرابات والاعتصامات ومحاولة الإستيلاء على السلطة التي كان يقوم بها الشيوعيون أدت الى انقلاب جذري في حياة أدولف هتلر وطريقة تفكيره و عدائه لليهود الذين اعتبرهم المسؤولون عن هزيمة ألمانيا لأن كبار قادة الحركة الشيوعية ومؤسسيها كانوا من اليهود.

أدولف هتلر لم يكن حتى مواطنا ألمانيا ولم يكن ينتمي الى أسرة أرستقراطية أو من النبلاء أو  السياسيين وبالتالي فإن وصوله الى أرفع منصب سياسي في ألمانيا وصعود القوة العسكرية الألمانية وصولا الى الحرب العالمية الثانية يبقى مثيرا للشكوك ونقاش تاريخي لم ينتهي رغم مرور أكثر من سبعين سنة على نهايتها. المخابرات الأمريكية والبريطانية كانت تلتقي مع هتلر خلال الفترة التي سبقت أول محاولة انقلابية فاشلة قام بها سنة ١٩٢٣م. كما أنني تفاجئت حين كنت أشاهد أحد حلقات برنامج "رحلة في الذاكرة" الذي يقدمه الإعلامي خالد الرشد في قناة روسيا اليوم حيث تحدث الضيف أن ضابطاً في المخابرات الأمريكية (إيرنست هامفي ستينغر) ساعد هتلر في تأليف كتاب "كفاحي." إن عقوبة هتلر المخففة نتيجة محاولة الإنقلاب الفاشلة سنة ١٩٢٣م تثير أيضا الشكوك حول تدخل جهة ما في صالح هتلر الذي أطلق سراحه لاحقا ولم يمض كامل فترة عقوبته. إنَّ صعود هتلر والنازية الى السلطة في المانيا خدم أهداف الحركة الصهيونية في التشجيع على هجرة يهود المانيا وأوروبا الى أرض الميعاد في فلسطين حيث عمل هتلر على إضطهاد اليهود من خلال مصادرة أموالهم وأملاكهم ومنع الزواج المختلط بين الألمان واليهود وإعتقال اليهود في معسكرات الإعتقال وكل ذلك وسط صمت مريب من الدول الغربية والشركات الأمريكية ومصارف وول ستريت.

كانت الدعاية الغربية تروج للحرب العالمية الأولى أنها الحرب التي سوف تنهي كل الحروب ولكن الخطوط العريضة لاتفاقية فرساي جعلت من الحرب العالمية الثانية مجرد مسألة وقت. تعويضات الحرب الضخمة وتحول الجيش الألماني الى قوة رمزية لا تزيد عن مائة ألف جندي بدون سلاح طيران أو بحرية أو دبابات أدت الى تصاعد المشاعر القومية المتطرفة في ألمانيا و تدريجيا ومع مرور الوقت والأزمة الاقتصادية سنة ١٩٢٩م كانت النتيجة هي وصول أدولف هتلر الى السلطة سنة ١٩٣٣م. كانت هناك عدة  ملامح للمرحلة القادمة التي أعقبت وصول هتلر الى السلطة وضمت الدول الغربية المثير للشكوك. هتلر أعلن التوقف عن دفع تعويضات الحرب وأعلن التجنيد الإجباري وبدأ في إعادة بناء قوة الجيش الألماني حتى أن سلاح الطيران الألماني شارك سنة ١٩٣٦م بفعالية في الحرب الأهلية الإسبانية. في مرحلة لاحقة قام هتلر بضم منطقة السوديت وتسكنها غالبية سكانية ألمانيا التي كانت تقع في دولة تشيكوسلوفاكيا وهي دولة مستحدثة لم تكن موجودة خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى ثم غزا الأراضي التشيكوسلوفاكية وضمها بأكملها وشرعن الحلفاء ذلك في اتفاقية ميونخ سنة ١٩٣٨م. هتلر سنة ١٩٣٣م لم يكن يمتلك جيشا وتشيكوسلوفاكيا كانت قوة جيشها تعادل إن لم تزيد عن قوة الجيش الألماني وكان في قدرتها المقاومة وحتى هزيمة القوات الألمانية ولكن ضغوطات الحلفاء أجبرتهم على قبول اتفاقية ميونيخ رغم عروض من الإتحاد السوفياتي للمشاركة في التصدي للغزو الألماني ولكن التشيكوسلوفاكيين كان يخشون من ستالين أكثر من هتلر وكانوا يعلمون أنه قوات الجيش الأحمر لو دخلت الى تشيكوسلوفاكيا فإنها لن ترحل.

إنَّ البحث بين السطور في صفحات التاريخ يكشف عن حقائق جديدة حول الحرب العالمية الثانية حيث قام المصرفيون في وول ستريت وبنك الإحتياطي الفيدرالي وشركات مثل فورد وجنرال الكتريك بتمويل لينين, تروتسكي والحركة الشيوعية وفي الوقت نفسه تمويل هتلر والحركة النازية وتحريض الطرفين كل منهما على الأخر حتى يحقق أولئك المصرفيون والشركات أرباحا هائلة. ستالين كان يراقب بحذر صعود هتلر الى السلطة و التنازل تلو التنازل الذي تقدمه له حكومات الدول الغربية التي كانت تشجع هتلر على مهاجمة الاتحاد السوفيتي على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة حيث تستولي قوات الفيرماخت الألمانية بالاستيلاء على الدول وصولا الى تلك الحدود المشتركة وسط صمت الدول الغربية. ستالين لم يكن شخصا ساذجاً ويفهم اللعبة الجيوسياسية الدولية ويقرأ مابين السطور وفي أكثر من مناسبة في خطاباته تحدث عن شكوكه نحو النازية وهتلر ونوايا الأخير العدوانية ضد الإتحاد السوفياتي. عملاء المخابرات السوفيتية داخل ألمانيا نجحوا في تسريب تفاصيل العملية بارباروسا الى ستالين الذي كان يفكر في توجيه ضربة استباقية الى ألمانيا النازية حيث كان يحشد قواته على الحدود السوفياتية الشرقية مع البلقان مما أدى الى تأجيل في موعد العملية بارباروسا. ولكن خطة ستالين قد نجحت حيث أن تأجيل الحملة العسكرية الألمانية ضد الإتحاد السوفياتي عدة أسابيع ما أدى الى دخول فصل الشتاء القارس وبداية تراجع القوات الألمانية رغم أنها كانت على أبواب العاصمة موسكو التي كان ستالين يستعد من أجل إخلائها.

مع تمنياتي دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment