كانت هزيمة ١٩٦٧ علامة فارقة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي حيث أنه خلال ستة أيام نجح جيش الإحتلال الصهيوني في السيطرة على الضفة الغربية, شبه جزيرة سيناء, قطاع غزة والجولان وهزيمة الجيوش العربية الثلاثة في مصر, سوريا والأردن. هزيمة ١٩٦٧ كانت أقرب الى زلزال سياسي أصاب منطقة الشرق الأوسط وهناك الكثير من الكلام والنقاش الذي مازال مستمرا الى يومنا هذا حول المسؤول عن الهزيمة وأسبابها.
الرئيس المصري جمال عبد الناصر وصلته معلومات حول هجوم إسرائيلي وشيك خلال الفترة ٥-٧ حزيران(يونيو) ولكن على الرغم من ذلك فإن الإستعداد لم يكن على المستوى ذاته من جدية تلك التهديدات. الرئيس المصري جمال عبد الناصر أعلن إستقالته من منصبه ثم عاد تحت ضغط جماهيري أو ذلك هو الظاهر للعموم ولكن هناك أشخاص أخرين تم تحميلهم المسؤولية منهم مدير المخابرات صلاح نصر, وزير الدفاع شمس بدران وقائد الجيش عبد الحكيم عامر الذي تذكر الرواية الرسمية أنه توفي منتحرا بينما تشير مصادر أخرى الى وفاته مسموما بواسطة مادة الأكونتين شديدة السمية.
الإعلام المصري الناصري وفي سبيل التغطية على الهزيمة وتقديم ملهاة الى الشعب والمواطن في مصر, بدأ ترويج رواية عن مسؤولية سوريا وأن نظام الحكم في مصر تم توريطه في الهزيمة بسبب القيادة السورية وتصرفاتها المتهورة. كما تم ترويج رواية أن الانسحاب من الجولان كان متعمدا مقابل ١٠٠ مليون دولار وأن نسخة من الشيك كانت في حوزة جمال عبد الناصر. المثير للاستغراب أنه ليس من هناك دليل واحد على صحة تلك الرواية ولم يشاهد مصدر مستقل ذلك الشيك المزعوم والشخص الذي كتب بإسمه. دولة الكيان الصهيوني لم تتحدث عن تلك المسألة ولو كان في حوزتها معلومات كانت عرضتها أو عارضت إستعادة سوريا لأراضي الجولان بوصفها دفعت ثمنها ١٠٠ مليون دولار.
مسلسل الخداع والتضليل المصري إستمر حتى خلال سنة ١٩٧٣ تاريخ حرب رمضان المجيدة حيث عبر الجيش المصري قناة السويس ونجح في التقدم عشرة كيلومتر شرق القناة في صحراء سيناء وبنى خطوطا دفاعية ثم توقف بينما نجح الجيش السوري في استعادة الجولان وسيطرت القوات الخاصة السورية على المرصد الذي قام الجيش الإسرائيلي ببنائه على قمة جبل الشيخ.
الرئيس المصري أنور السادات كانت لديه خطة من أجل خداع حليفه السوري لأنه كان يعلم إستحالة تحقيق تقدم ميداني بدون إستراتيجية القتال على جبهتين. القيادة المصري قدمت الى نظيرتها السورية خطة جرانيت/٢ التي تتضمن عبور خط بارليف والتقدم الى منطقة المضائق بينما عملت القيادة المصرية على خطة المنارات العالية(المآذن العالية) التي تتضمن التقدم مسافة لا تزيد عن ١٥كم شرق القناة تحت مظلة الصواريخ المضادة للطائرات. الجيش السوري نجح في تحرير الجولان ولكن لم يتخذوا مواقع دفاعية لأنهم كانوا واثقين من أن قوات إسرائيلية ضخمة سوف تكون مشغولة على الجبهة المصرية.
الدكتور والكاتب المصري يوسف ادريس طالب بفتح تحقيق في ثغرة الدفرسوار وهناك دليل على خيانة وصلت الى أعلى مستويات القيادة المصرية والسادات نفسه الذي تلقى عدة تحذيرات حول تقدم قوات إسرائيلية من منطقة الثغرة واستعدادها العبور الى الضفة الغربية ومحاصرة الجيش الثالث الميداني من دوريات المخابرات الحربية المصرية, قوات كويتية كانت مسؤولة عن تأمين منطقة الثغرة وقوات من منظمة التحرير الفلسطينية تنتشر في المنطقة.. أنور السادات كان يرغب في حرب تحريك وليس تحرير وكان متفقا مع مستشار الأمن القومي هنري كيسنجر على ذلك وتسريب خطة حرب ١٩٧٣ كان من الجانب المصري من خلال أنور السادات نفسه الى الجنرال السعودي كمال أدهم مؤسس المخابرات السعودية الذي كان متزوجا من شقيقة زوجة السادات والذي أرسل نسخة من الخطة الى هنري كيسنجر وأشرف مروان لم يكن إلا شماعة وتصفيته كانت في إطار تصفية النفوذ الناصري ورجال جمال عبد الناصر.
مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment