Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 26, 2024

سلام الشجعان وحرب الجبناء

توفي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومازال النقاش حول حياته وأعمال يثير حالة جدلية مستمرة خصوصا بعد أن أثبتت التحقيقات وفاته مسموما. القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية بسام أبو شريف صرَّحَ في أحد المقابلات الإعلامية أنَّ صحفيا إسرائيليا أخبره أن عن معلومات وصلته ولم يذكر له مصدرها ملخصها أن هناك جهات في دولة الكيان الصهيوني تتحدث أنه "حان وقت التخلص من الثعلبين العجوزين." وعندما حاول الصحفي الإستفسار عن هوية أولئك "الثعلبين العجوزين", كانت الإجابة: ياسر عرفات و آرييا شارون. وقد كان السبب الظاهري هو أن ياسر عرفات رفض ماوصفه الأمريكيون بأنه فرصة ذهبية في مفاوضات كامب ديفيد خلال نهاية فترة حكم الرئيس بيل كلينتون الثانية الذي كان غاضبا جدا من الرئيس الفلسطيني. أما آرييل شارون فقد كانت هناك جهة ما في إسرائيل غاضبة منه للغاية بسبب انسحابه من قطاع غزة سنة ٢٠٠٥.

والسؤال هو عن هوية تلك الجهة في دولة الكيان الصهيوني التي تمتلك كل ذلك النفوذ والجرأة وتقوم بإغتيال شخص في حجم و وزن آرييل شارون ودوره في الحياة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. لقد كان آرييل شارون رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني وقائدا عسكريا بارزا  قاد قوات مدرعة عبر بها قناة السويس الى الضفة الغربية وسيطر على مناطق واسعة وصولا الى مسافة من القاهرة لا تزيد عن ١٠٠كم وذلك فيما يعرف "معركة الثغرة" وشغل عدة مناصب مهمة منها وزير الدفاع والمسؤول عن اجتياح بيروت ١٩٨٢م. أعراض مرض ياسر عرفات و آرييل شارون متماثلة مما يؤكد على إغتيالهما بالطريقة ذاتها أو بذات المادة السامة والتي تتحدث تحقيقات قناة الجزيرة في فيلم وثائقي عن الرئيس الفلسطيني أنه نظير البولونيوم المشع ولكن ذلك خطأ ومحاولة ربما من أجل صرف الانتباه عن الوسيلة الحقيقية التي تم بواسطتها تنفيذ عملية الإغتيال وهي على الأرجح سم الثاليوم الذي يستخرج من نوع من النباتات البحرية ويقتل ببطء بعد أن يتحلل في الجسم ولا يترك أي أثر في تحليل السموم.

ياسر عرفات زعيم تاريخي ورمز وقائد النضال الفلسطيني ورغم أن هناك كثيرين لايتفقون معه أو ينتقدون اتفاق أوسلو إلا أنه أثبت للجميع أن الدفاع عن القدس من رام الله أكثر سهولة من الدفاع عنها من بيروت أو تونس. ياسر عرفات لم يكن خائنا للقضية الفلسطينية وتلك اتهامات أطلقتها وسائل إعلام عربية للأسف بتحريض وأوامر من حكومات عربية كانت تسعى الى السيطرة على القرار الفلسطيني من أجل تحقيق مصالحها وليس مصالح الشعب الفلسطيني. فلسطين كانت ومازالت ممسحة زفر للأنظمة العربية التي تسعى الى تلميع صورتها إعلاميا أو تعليق فشلها في معالجة مشاكل شعوبها الإقتصادية على شماعة القضية الفلسطينية.

ياسر عرفات رفض تقديم تنازلات في كامب ديفيد تتعلق بقضية القدس واللاجئين حيث كان الإقتراح بأن تضم دولة الكيان الصهيوني قرية أبو ديس رسميا الى القدس ثم تمنحها الى السلطة الفلسطينية حتى تكون عاصمة دولة فلسطينية ويكون بذلك أمام الرأي العام أن العاصمة الفلسطينية هي القدس الشرقية. أما بالنسبة الى اللاجئين فقد كان إقتراح التعويض والتجنيس في الدول العربية التي يعيشون فيها وذلك تنازل عن حق العودة. ياسر عرفات ماطل وإستغل الوقت وناور في لعبة عض أصابع الخاسر هو من يصرخ أولا والرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس يقوم بالأمر نفسه وهو صرَّحَ ردا على إتهامات بأنه سوف يقبل بالتنازل عن القدس الشرقية وحق العودة في مفاوضات مستقبلية بأنه "بعد أن بلغ ذلك العمر(تقريبا ٨٠ سنة) فإنه لن يختم مسيرته السياسية بالتنازل عن الحقوق الفلسطينية المقدسة وأنه ليس هناك أي قائد سياسي للشعب الفلسطيني يستطيع التنازل عن تلك الحقوق."

الفلسطينيون رفضوا شعبيا ورسميا صفقة القرن خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي كانت من أفكار صهره ومستشاره السياسي ورجل المهمات القذرة جاريد كوشنر وتعرض الشعب الفلسطيني الى الشتائم وكافة أنواع الاتهامات من وسائل إعلامية عربية ومن ذباب إلكتروني على الإنترنت يتبع حكومات عربية وذلك في المنتديات والمواقع وتم نبش جميع انواع الخلافات التاريخية مع الشعب وليس القيادة الفلسطينية وتم إستخدام تصرفات أو تصريحات بعض الحمقى من الشعب الفلسطيني أو المسؤولين السياسيين وتعميم ذلك على الشعب بأكمله و شيطنته إعلاميا.

وفي الوقت الحالي فإن أنظمة عربية تستخدم حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تصفية حساباتها وخلافاتها مع الفلسطينيين. دولة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي المشهور بعبارة "مسافة السكة" عندما سألوه لو احتاجت غزة الى مساعدة ونجدة مصر يساهمون في حصار الشعب الفلسطيني و ينهبون المساعدات. هناك مئات من شاحنات المساعدات عالقة على الحدود حتى تعرضت الى التلف وتم التخلص من أطنان من المساعدات وبيع بعضها بأسعار زهيدة قبل انتهاء تاريخ الصلاحية.

حركة حماس تساهم في حصار الشعب الفلسطيني من خلال الأنفاق التي كانت في غالبيتها تتبع قيادات سياسية وعسكرية في حماس وتدخل البضائع الى قطاع غزة وتبيعها بأسعار مرتفعة وتحقق أرباح خيالية وتقوم ببناء منازل فارهة لديها أرصدة في البنوك. قطاع غزة دخل في خمسة حروب رئيسية مدمرة منذ انقلاب حماس على الشرعية سنة ٢٠٠٧ وتعزيز حالة الإنقسام استيلائها على القطاع وطرد حركة فتح. وحاليا تطالب حماس بالانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية وتشترط إصلاحها ديمقراطيا وذلك يعني من وجهة نظر حماس أن تسيطر على المنظمة وتصبح لها الكلمة العليا فيها. حركة حماس تعتقد أنها مكلفة من الله بأن تسيطر على فلسطين وتحكمها وتطبق فيها شرع الله ولكن ذلك ليس إلا تجارة بالقضية تمارسها حماس كما يمارس الإسلاميون في جميع البلدان العربية التجارة بالدين من أجل الوصول الى الحكم وعندما يصلون سوف ينقلبون ويتنكرون للوعود والعهود التي قطعوها وترى الشعوب وجههم الأخر. حركة حماس تقبل حاليا بما كانت ترفضه سابقا وتتهم حركة فتح والتنظيمات الفلسطينية الأخرى بالخيانة بسببه وهو عقد إتفاق أو هدنة طويلة مع دولة الكيان الصهيوني ولكن الأمر مختلف حاليا لأن حركة حماس وصلت الى الحكم وسيطرة بالقوة المسلحة على قطاع غزة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment