Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 7, 2024

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتجديد الخطاب الديني

الإلحاد ينتشر في مصر والعالم العربي تحت مسمى حرية الرأي والتعبير أو بعبارة أخرى "تجديد الخطاب الديني" كأن الدين الإسلامي يحتاج الى تلميع وحماية من الصدأ. المشكلة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتبنى مفهوم "تجديد الخطاب الديني" وتحاول أجهزة الإعلام في مصر الترويج بأن ذلك من أجل مكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي الى آخره من تلك المصفوفة المملة التي يتم ترديدها مرارا وتكرارا. إن ما يحصل في دول مثل مصر يتوافق مع تصريحات عدة مسؤولين أمريكيين وغربيين حول إصلاح الإسلام و "سوف نصنع لهم(العرب) إسلاماً يناسبنا(الغرب)" والإسلام الليبرالي المعتدل الذي يقبل بالتحرر ويتسامح مع قيم أخلاقية منحلة مثل الشذوذ و العلاقة خارج إطار الزواج وتحويل الجنس والاستنساخ. 

إبراهيم عيسى ويوسف زيدان في مصر رأس حربة المنظمات الإلحادية وهم شخصيات إعلامية معروفة ولديهم برامج على القنوات الفضائية ويتم استضافتهم في عدة برامج مخصصة من أجل التشكيك في الدين الإسلامي. وعند هذه النقطة عندي ملاحظة مهمة وهي أن مواقع وشخصيات إسلامية تتهم ابراهيم عيسى و يوسف زيدان وغيرهم من الملاحدة العرب بالتعدي على "(الثوابت الدينية) وذلك مصطلح برأي الشخصي غير مناسب إستخدامه في ذلك الإطار لأن السيرة النبوية التي كتبها ابن هشام على سبيل المثال ليست وحيا منزلا وبالتالي ليست من الثوابت الدينية ولكن الحديث عنها وانتقادها من أشخاص ملحدين غير متخصصين في أي علم شرعي هدفه تشكيك في الدين الإسلامي وهناك أشخاص متخصصون يقومون بتحقيق كتب التراث الإسلامي والقضية ليست باباً مفتوحا لأي كان حتى يطعن في الدين الإسلامي.

إبراهيم عيسى و يوسف زيدان أثاروا الجدل مؤخرا من خلال تأسيس مركز تكوين والدعاية البراقة التي أحاطت به والتمويل الضخم الذي يحصلون عليه والذي لا يعرف أحد مصدره بخلاف الإشاعات التي ينشرها الإعلام القطري وذبابه الإلكتروني ويحاول من خلاله تصفية حسابات سياسية مع دول بعينها. المشكلة أن ذلك أول مناسبة يتم تأسيس مركز رسمي في العلن هدفه التشكيك والطعن في الدين الإسلامي بالاشتراك مع شخصيات أخرى مثل المفكر فراس السواح حيث يحصل مركز تكوين على دعم مالي وإعلامي يجعله موضع شبهات حول أهدافه وغاياته.

أصبحت لا أشعر بالتفاؤل ومن واقع التاريخ حول أي إعلان عن تجديد الخطاب الديني أو محاولات إصلاح الإسلام والعودة الى حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم والصحابة رضوان الله عليهم وتنقية الإسلام من الشوائب. محمد ابن عبد الوهاب(١٧٠٣م-١٧٩٢م) أعلن عن دعوته في تطهير الإسلام من الخرافات والبدع وكل من يخالف المعتقدات الوهابية كفار يستحلون دماءهم وأموالهم ونسائهم وقتلوا عشرات الآلاف من المسلمين وارتكبوا مجازر يندى لها الجبين منها قتل ألوف الحجاج الزيديين والسبب أنهم كفار ليسوا على مذهب الوهابية. جمال الدين الأفغاني مجهول الهوية والنسب حيث يعتقد البعض أنه إيراني أو أفغاني أو حتى هندي قادياني ولكن البعض الأخر يصفه بأنه مصلح إسلامي ومجدِّد للخطاب الديني على الرغم من أنه عضو في محقل الشرق الأعظم الماسوني. محمد عبده تلميذ جمال الدين الأفغاني ويتم الترويج له بأنه تبنى نهضة إصلاحية إسلامية رغم أنه كان عميلا للبريطانيين في مصر تم تعيينه أول مفتي في مصر بعد أن كان منصب الإفتاء مقصورا على مشيخة الأزهر حيث كان شيخ الأزهر هو المفتي في الوقت ذاته. الإحتلال البريطاني في مصر سعى الى إضعاف الأزهر بعد دوره في مقاومة الإحتلال الفرنسي للأراضي المصرية وذلك من خلال فصل منصب الإفتاء عن مشيخة الأزهر. 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فتحها كما يقول المصريون (على البحري) للملاحدة حتى يجدِّدوا الخطاب الإسلامي وذلك في مسعى من أجل محاملة دوائر صنع القرار ومراكز الأبحاث في دول الغرب طمعا في المساعدات من أجل إنقاذ الإقتصاد المصري الذي يعاني من أوضاع صعبة. الأزهر الشريف بعد أن قصقص عبد الفتاح السيسي أجنحتهم حيث يكتفي الأزهر بالإدانة والشجب وفي مصر ليس هناك محامي يتجرأ على رفع قضية على ابراهيم عيسى ومركزه وإلا سوف يتم توجيه إتهام له بأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment