Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, May 21, 2024

حماس, السابع من أكتوبر ومصلحة الشعب الفلسطيني

عملية السابع من أكتوبر في قطاع غزة فاشلة ولا تحقق مصلحة الشعب الفلسطيني. العملية من تخطيط روسيا, تمويل قطر, سلاح من إيران والتنفيذ من فلسطين, أين مصلحة الشعب الفلسطيني؟  هل العملية هي خطوة في طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى؟ لماذا لا تطالب حماس بشرط تحرير جميع النساء الفلسطينيات المعتقلات في السجون الإسرائيلية؟ أعراض المسلمين والشعب الفلسطيني يمارس اليهود ضدهم كافة أنواع الإنتهاكات؟ أين الشرف ومروئة العرب والكرامة؟ إنَّ أي شخص ينتقد حماس سوف توجه له التهمة بأنه ضد الشعب الفلسطيني وأنه مطبع مع اليهود وقائمة طويلة من التهم التي قد تصل الى الخيانة والتكفير. لماذا القمع وتكميم الأفواه وممارسات أخرى ضد حرية الرأي والتعبير؟ هل حماس فوق النقد؟

المقاومة الفلسطينية شنت منذ بضعة أيام عملية عسكرية ضد قاعدة عسكرية إسرائيلية في منطقة معبر رفح وحماس تَبَنَّت رسميا العملية على الرغم من أنها ابلغت الوسطاء أنها وافقت على شروط إتفاقية الهدنة. قوات مسلحة من جيش الدفاع الصهيوني ردت على الفور وسيطرت على منطقة معبر رفح من الجانب الفلسطيني وبذلك أغلقت نهائيا الباب الوحيد الذي تدخل من خلاله شاحنات المساعدات التي لا تكفي حتى الحد الأدني من متطلبات الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الجوع. حماس ومن وراء ستار لديها رغبة في دخول قوات جيش الإحتلال الصهيوني الى منطقة رفح حتى يرتكب المجازر ضد المدنيين ويكون لذلك صدى إعلامي تستفيد منه حماس ولا يهم الشعب الفلسطيني فليذهب الى الجحيم.

حركات الإسلام السياسي خصوصا الإخوان المسلمين لا تهتم إلا لمصالحهم الخاصة ولا يهمهم مصلحة الشعوب. وهناك أمر مهم علينا أن لا ننسى الدور البريطاني في تأسيس وتمويل حركة الإخوان المسلمين سنة ١٩٢٨م وحيث أن أول مسجد ومركز للجماعة تم بنائه في مدينة الإسماعيلية بأموال منحة من شركة قناة السويس البريطانية بلغت ٥٠٠ جنيه مصري وقد كان مبلغا ضخما في تلك الأيام. ولكن مسؤولية تلك التنظيمات إنتقلت الى الولايات المتحدة تدريجيا خلال الفترة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة حيث استغلت الولايات المتحدة تنظيم الإخوان المسلمين في الصراع ضد حركات التحرر الوطني الفلسطيني بوصفهم حركات علمانية وكفار وضد الرئيس المصري جمال عبد الناصر تحت مسمى أنه علماني كافر وغير ذلك من أنواع التعاون مع تلك التنظيمات في خدمة الأهداف والمصالح والأجندات الأمريكية الذي بلغ ذروته في الحرب الأفغانية-السوفياتية(١٩٧٩م-١٩٨٩م) والتي إنتهت بـانسحاب الإتحاد السوفياتي من أفغانستان وانهيار جدار برلين وإعلان انتصار الرأسمالية والليبرالية على الشيوعية والاشتراكية.

لماذا المجاملة والضحك على اللحى لسبب أن حماس لديهم لحية طويلة و الزبيبة على الجبين وأنه كما يقولون في اللهجة المصرية "دول بتوع ربنا"؟الحزب الشيوعي الإيطالي فاز في أول انتخابات عامة خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية  وكان ذلك نتيجة طبيعية لانتشار شعبيتهم بسبب قيادتهم المقاومة ضد الإحتلال النازي الألماني. ولكن الشيوعيين الإيطاليين كانوا يعلمون أن مشاركتهم في الحكومة التي لا يمكن تشكيلها بدونهم سوف تؤدي الى استفزاز الولايات المتحدة في ذروة الحرب الباردة وحرمان إيطاليا من أموال خطة مارشال لإعادة إعمار أوروبا وبالتالي قدموا الدعم الى الحكومة في البرلمان من دون المشاركة فيها وبقيت تلك في التاريخ تحسب في صالحهم كيف أنهم فضلوا المصلحة العامة على مصلحتهم الخاصة وحب السلطة وكرسي الحكم.

لماذا لا تفعل حماس ذلك؟ لماذا لا تفضل مصلحة الشعب الفلسطيني على مصلحتهم الخاصة؟ أكثر من خمسة حروب مدمرة في قطاع غزة من انقلاب حماس على الشرعية الانتخابية سنة ٢٠٠٧م والنتيجة تدمير البنية التحتية ومنازل الفلسطينيين وآلاف القتلى والجرحى. الإخوان المسلمين في مصر أعلنوا "الشرعية أو الدم" وهددوا المجلس العسكري بإعلان فوز مرشحهم محمد مرسي أو إغراق مصر في حمام الدم والإخوان المسلمين في الجزائر أعلنوها حربا دموية دامت عشرة سنين قتل خلالها أكثر من مليون جزائري لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل من أجل شهوة السلطة وكرسي الحكم. لماذا لا تتصرف الحركات الإسلامية بكذا ويعتبرون إصرارهم وحي إلهي متعطشون للسلطة يعتقدون أن لهم الحق بأن يحكموا البلاد والعباد (بالحق الإلهي) الذي كان شعار ملوك أوروبا خلال العصور الوسطى والذي تنتقده تيارات الإسلام السياسي وينتقدون الأنظمة الحاكمة التي لا تحكم بما أنزل الله على الرغم من أن الإخوان المسلمين وتنظيمات الإسلام السياسي بشكل عام لا تحكم بما أنزل الله وهم أكثر ظلما وديكتاتورية من الأنظمة الحاكمة؟

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية    

No comments:

Post a Comment