Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, June 6, 2023

مجاهدون وثوار في سبيل المخدرات والنفط والغاز

إن تأسيس دولة الكيان الصهيوني كان سببه الرئيسي الحفاظ على مصالح النفط والغاز الغربية في منطقة الشرق الأوسط. القضية بأكملها متعلقة بأمن الطاقة وخطوط الأنابيب وليس بقضايا تافهة وهامشية مثل الحريات وحقوق الإنسان أو قيادة المرأة للسيارة.

البنوك و الشركات الأمريكية قادرة دائما على الإستفادة من الحروب واستغلال الأزمات في سبيل تحقيق أرباح طائلة. شركات النفط والغاز الأمريكية نجحت من خلال الأزمة الأوكرانية في تحقيق أرباح بلغت ٢٠٠ مليون دولار على كل شحنة من الغاز المسال التي يتم تصديرها الى أوروبا. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرَّحَ بأنَّ الصداقة مع الولايات المتحدة تكلف فرنسا أربعة أضعاف السعر العالمي للنفط والغاز.

الأزمة الأوكرانية سببها الرئيسي النفط والغاز. الإتحاد الأوروبي كان يسعى الى ضم أوكرانيا الى عضويته من أجل استغلال حقول النفط والغاز في منطقة حوض نهر الدونيتس, المنطقة الشرقية من أوكرانيا التي تطالب روسيا بضمها إليها. الولايات المتحدة ومن خلال حلف الناتو كان سوف تستفيد بأن تضع قواتها و صواريخها على أبواب موسكو. ولكن في النهاية فإن لوبيات شركات النفط والسلاح وخدمات المرتزقة هي التي انتصرت وإنتقلت أوروبا من هيمنة روسيا في مجال الطاقة الى هيمنة الولايات المتحدة.

الأزمة السورية المستمرة منذ سنة ٢٠١٠ سببها خطوط نقل النفط التي كانت قطر تسعى الى بنائها من قطر مرورا بالأراضي السورية ثم أحد الموانئ في تركيا, ربما ميناء جيهان, حيث يتم تصدير النفط والغاز الى أوروبا. قطر أنفقت أكثر من ١٠٠ مليار دولار في دعم المتمردين في سوريا بالسلاح والأموال وجنَّدَت المرتزقة من زوايا الأرض الأربعة تحت وصدرت فتاوي يوسف القرضاوي والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهاد في سوريا.

عملية التدخل الأمريكي في أفغانستان هي مثال آخر ولكن ربما يختلف قليلا عن سابقه. الولايات المتحدة كانت لديها الرغبة في بناء خطوط أنابيب النفط والغاز من خلال الأراضي الأفغانية وحاولت التفاوض مع حركة طالبان مقابل الإعتراف الأمريكي والدولي. ولكن المفاوضات تعثَّرت وصولا الى ١١/سبتمبر. هناك أمر لا يلتفت اليه الكثيرون ولا يثير إنتباههم وهو أنَّ أزمة فقاعة شركات التكنولوجيا التي إنفجرت سنة ٢٠٠٠-٢٠٠١ تزامنا مع بداية عملية التدخل الأمريكي في أفغانستان تحت مسمى الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة.

إنَّ أفغانستان تعتبر مصدر ٨٠% من إنتاج الأفيون العالمي والذي له إستخدامات مختلفة في مجالات صناعة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية. ولكن أرباح تجارة الأفيون الغير قانونية بلغت أموالا طائلة وحركة طالبان عندما تمكَّنت من السيطرة على الأراضي الأفغانية بإستثناء منطقة وادي بانجشير, منعت زراعة الأفيون ودمرت المحاصيل لأن ذلك من المخدرات التي تحرمها الشريعة الإسلامية مما أدى الى حرمان البنوك الأمريكية من أموال تجارة الأفيون وعائدات تصديره التي كان يتم غسلها و تدويرها في الاقتصاد الشرعي في الولايات المتحدة. الطائرات العسكرية الأمريكية كانت تنقل محاصيل الأفيون الى الولايات المتحدة مباشرة وكانت نباتات الأفيون الأفغاني في الولايات المتحدة الأكثر شهرة وجودة في الإنتاج.

الولايات المتحدة لديها تاريخ من التعانق ومرافقة تجار المخدرات مثل الكولومبي بابلو إسكوبار ثم تغتالهم عندما ينتهي تاريخ صلاحيتهم. الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أعلن الحرب على المخدرات ولكن في الوقت نفسه, كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تسمح بنقل المخدرات (الكوكائين) من أمريكا اللاتينية الى الولايات المتحدة من أجل تمويل ميليشيات الكونترا في نيكاراغوا من أرباح تلك التجارة الغير قانونية.

وسائل الإعلام الأمريكية والسورية المعارضة بدأت في الحديث عن تجارة المخدرات في سوريا وحالة الفلتان الأمني على الحدود السورية الأردنية ونجحت في توريط الأردن بتلك المهزلة الإعلامية هي التي تتجاهل السبب الحقيقي في إرسال الإرهابيين الى سوريا والهجمات على مواقع الجيش السوري الحدودية حيث كان الشريط الحدودي مع الأردن تحت سيطرة المعارضة السورية التي كانت أيضا تعمل بكل نشاط ومثابرة على إغراق الأردن ودول الجوار بالمخدرات. المثير للسخرية أن مشكلة المخدرات تعاني منها دول الجوار حتى قبل الأزمة السورية ونباتات القنب والحشيش المغربي واللبناني كانت تغرق أسواق المنطقة وحتى الدول الأوروبية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment