Flag Counter

Flag Counter

Friday, June 16, 2023

أخر أيام العرب المجيدة والتضامن العربي

كانت حرب أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة ربما أخر مناسبة للتضامن العربي-العربي مع دول المواجهة, مصر و سوريا التي خاضت قواتها المسلحة حرب تحرير الأراضي العربية المحتلة في شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان وساهمت في تحطيم أسطورة جيش الإحتلال الصهيوني الذي لا يقهر. دول عربية ساهمت في المعارك على الجبهتين المصرية والسورية وقدَّمت كل دعم عسكري وإقنصادي ووضعت كافة إمكانياتها العسكرية في خدمة المجهود الحربي المصري والسوري.

الجيش الأردني شارك من خلال اللواء المدرع الأربعين الذي يعتبر نخبة القوات المسلحة الأردنية وأفضلها تسليحا وتدريبا وكان يقوده اللواء هجهوج المجالي الذي ينتمي الى محافظة الكرك في الجنوب الأردني ويلقَّبُ في الأوساط العسكري بأنه ثعلب المدرعات. الجيش العراقي شارك بقوات مدرعة بالتعاون مع الجيش الأردني في جبهة الجولان في سوريا. الجيش الجزائري شارك على الجبهة المصرية من خلال الفيلق المدرع الثامن للمشاه الميكانيكي رأس الحربة في التصدي للقوات الإسرائيلي في سيناء. القوات الجزائرية المشاركة على الجبهة المصرية كانت ٢١١٥ جندي منهم ١٩٢ ضابط و ٨١٢ ضابط صف, ٩٦ دبابة, ٣٢ آلية مجنزرة, ١٢ مدفع ميدان, ١٦ مدفع مضاد للطيران, سرب طائرات ميغ ٢١, سربان من طائرات ميغ ١٧, و سرب من طائرات سوخوي ٧.

الرئيس المصري أنور السادات صرَّح بأنَّ الجزء الرئيسي من الفضل في الإنتصار يعود الى ملك السعودية فيصل بن عبد العزيز والرئيس الجزائري هواري بومدين. فيصل بن عبد العزيز أصدر أوامره بقطع النفط عن الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وكل دولة تقدِّم الدعم العسكري الى دولة الكيان الصهيوني. الرئيس الجزائري سافر بنفسه الى الإتحاد السوفياتي وفتح حسابا بنكيا بالدولار الأمريكي ولم يغادر إلا و شحنات الدبابات السوفياتية يتم إرسالها الى مصر. الرئيس الليبي معمر القذافي قدَّم معونات مالية من أجل شراء المزيد من الأسلحة والذخائر للجبهتين المصرية والسورية. دولة الكويت ساهمت من خلال مشاركة قواتها المسلحة على الجبهة المصرية وتحديدا في معارك الثغرة(الدفرسوار).

القوات الجزائرية خاضت معارك شرسة على الجبهة المصرية كبَّدَت العدو الصهيوني خسائر فادحة في الأفراد والمعدات. الدفاعات الجوية الجزائرية أسقطت عدة طائرات إسرائيلية منها طائرة شحن عملاقة من طراز سي-5 جالاكسي خلال هجوم القوات الإسرائيلية على ميناء الأدبية الذي كلِّفت القوات الجزائرية بحمايته. هناك مصطلح في الأدبيات العسكرية الإسرائيلية "عقدة شارون" نتيجة هزائم قوات الاحتلال الصهيوني خلال مواجهتها مع القوات الجزائرية على جبهة سيناء حيث وأنه في أحد المعارك تمكنت القوات الجزائرية من قتل ٩٠٠ جندي إسرائيلي وإعطاب ١٧٢ دبابة في كمين محكم كاد أن يقتل خلاله شارون نفسه الذي تعرض الى إصابة بالغة.

هناك عدة دول عربية شاركت عسكريا وإقتصاديا في حرب ١٩٧٣ مثل المغرب التي أرسلت قوات شاركت في الحرب على الجبهة المصرية. ولكن علينا أن لا نُغفل ونحن نتحدث عن آخر أيام الأمجاد العربية دور وسائل الإعلام الغربية التي عملت من خلال عملائها والطابور الخامس على محاولة التعتيم على تلك المشاركات والغائها من ذاكرة المواطن العربي نهائيا. الملك فيصل بن عبد العزيز توفي في حادث اغتيال تحوم حولها الكثير من الشبهات, الرئيس الجزائري هواري بومدين توفي اغتيالا بإستخدام سم الثاليوم. العراق تعرض الى الحصار الإقتصادي أكثر من عشرة سنين والغزو العسكري الأمريكي سنة ٢٠٠٣. الربيع العربي أكمل عملية تصفية الحسابات مع جميع الدول العربية التي حاربت أو شاركت الى جانب سوريا ومصر في حرب ١٩٧٣. تونس ومصر تم إسقاط أنظمتها الحاكمة من خلال الفوضى الخلاقة, ليبيا تم قتل رئيسها معمر القذافي بوحشية والتمثيل بجثته وسوريا مازالت تتعرض منذ سنة ٢٠١٠ الى أكبر عملية تدخل غربي وزعزعة استقرارها وتدمير بنيتها التحتية من خلال إرسال مئات الآلاف من الإرهابيين من بقايا تنظيم القاعدة وميليشيات الإخوان المسلمين خدمة لأهداف وأجندات الدول الغربية والصهيونية العالمية.

الشعوب العربية والمواطن العربي عليهم أن يكونوا أكثر وعياً وأن يقرأوا التاريخ ويفهموا مابين السطور ولا يشاركوا في تدمير بلادهم بأيديهم. الإعلام الغربي يكذب, قناة الجزيرة تكذب, قناة العربية تكذب. إن تلك القنوات لا تروي إلا الأكاذيب, ليس هناك نظام حكم ملائكي أو دولة فاضلة بدون أخطاء أو ظلم. إن تلك الصورة الوردية عن الجنة وأنهار الخمر واللبن لا توجد إلا في الكتب المقدسة والأساطير ولكن على أرض الواقع, الحقيقة مختلفة تماما.

"لا تآمروا مع ميليشيات أجنبية ضد أوطانكم, حتى لو كان الوطن هو ليس إلا رصيف تنام عليه ليلا" (المرحوم الكاتب المصري جلال عامر).

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment