Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, June 7, 2023

لماذا سيراليون هي أحد أكثر بلدان العالم فقرا؟

سيراليون هي أحد بلدان القارة الأفريقية الأكثر فقرا والتي عانت عدة عقود من الحرب الأهلية, المجاعة والأمراض التي تظهر فجأة في القارة السوداء والتي تعتبر شعوبها فئران تجارب في مختبرات شركات الأدوية الغربية.

سيراليون دولة غنية بالموارد والطبيعة والتراث. أفضل أنواع البن والفاكهة الإستوائية والخضراوات تزرع في سيراليون التي تمتلك موارد مائية هائلة وجمال الطبيعة يمكن أن يقدِّم فرصا للإستثمار في صناعة السياحة. أول جامعة في بلدان الصحراء الإفريقية كانت موجودة في سيراليون. النفط والغاز موجود بكميات كبيرة في سيراليون والأهم الذهب, الألماس, البلاتين و أكبر مخزون من الحديد الخام في القارة الإفريقية الثالث في العالم.

ولكن على الرغم من كل تلك الثروات التي من المفترض أن تجعل سيراليون أحد أكثر بلدان العالم ثراءً, ربما أكثر من الولايات المتحدة أو فرنسا أو قطر, إلا أنها بلد يعاني من الفقر المدقع حيث ترتفع نسبة البطالة ويعيش أغلب السكان تحت خط الفقر وتنتشر الأمراض. كما أنَّ سيراليون عانت ولعدة عقود من أكثر الحروب الأهلية دموية في القارة الإفريقية.

الدولار الأمريكي أو اليورو ربما يساوي ٥٠٠٠ من عملة سيراليون(ليون سيراليوني)  رغم أن سيراليون هي مصدر معدن الذهب الذي تملأ سبائكه خزائن البنوك المركزية في الولايات المتحدة ودول أوروبا. الإقتصاد في سيراليون غير موجود تقريبا. منظومة التجارة الحرَّة والعولمة لم تترك للفقراء في سيراليون حتى الفتات يقتاتون منه. الحرب الأهلية قضت على قطاع السياحة حتى لم يتبقى منه سوى الذكريات.

أينما تجد النفط, الذهب والألماس, سوف تجد الشركات العابرة للقارات ومعها الإضطرابات والحروب الأهلية ومنظمات إغاثة دولية تعطي فقراء سيراليون أمام أضواء الكاميرات ما تسرقه منهم الشركات الغربية في الظلام. ولكن يمكن أن نجد في سيراليون الذهب والألماس وبيل غيتس ومنظمته الإغاثية التي تقوم بإجراء تجارب على اللقاحات والأدوية في سيراليون تحت غطاء الإغاثة و الإنسانية والمساعدات.

وسائل الإعلام الغربية تساهم في نشر صورة نمطية عن القارة الإفريقية مرتبطة بأمراض مثل الإيدز حيث أصبح الحديث عن اي دولة إفريقية مقترنا بمرض نقص المناعة(السيدا) أو الإيدز أو أنَّ الشعوب الإفريقية هي شعوب كسولة لا تعمل أو أنهم يهاجرون الى دول أوروبا بأعداد كبيرة. ولكن وسائل الإعلام الغربية تتجاهل الأسباب الحقيقة في ذلك خصوصا التغير المناخي الذي تساهم فيه الدول الصناعية والشركات الغربية التي تقوم بشراء المواد الأولية بأسعار بخسة وتتلاعب بقيمتها في الأسواق والمصرفيون الدوليون الذين يتلاعبون بأسعار العملات ومنظمة التجارة الحرة التي ليس لها من (الحرَّة؟) إلا الإسم فهي في الواقع منظومة عبودية معاصرة من أجل نهب الشعوب حتى أخر قطرة من دمائهم.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment