Flag Counter

Flag Counter

Friday, June 9, 2023

هل الدولار الأمريكي في خطر؟

هناك أمر مثير للإهتمام في سياسة الولايات المتحدة التي تتمحور حول أمن الطاقة وهي أنها تبحث عن بديل صادراتها من نفط الشرق الأوسط بسبب عدم الإستقرار والخطر المباشر على الأمن القومي الأمريكي. إن حالة عدم الإستقرار العالمي تعني زيادة الطلب على الدولار الأمريكي وعلى سندات الدين التي تصدرها وزارة الخزانة في الولايات المتحدة بوصفها أكثر أداة استثمارية آمنة. كما أنَّ الحفاظ على حالة من عدم الإستقرار في العالم أصبحت أولوية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية منذ سنة ١٩٧٥ وهو التاريخ الذي تفاوض فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي ريتشارد نيكسون على إتفاقية البترودولار مع المملكة العربية السعودية.

وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث بدون توقف عن مساعي روسيا في إزدياد حالة عدم الإستقرار العالمي وعن دور شركة فاغنر للخدمات الأمنية الخاصة وتعاونها مع الحكومة الروسية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعو باستمرار الى البحث عن عملة بديلة للدولار الأمريكي وهو بذلك يزيد من حالة عدم الإستقرار كما ترى وسائل إعلام وسياسيون أمريكيون. الصين, البرازيل, الهند وحتى بنغلاديش تساهم من وجهة نظر الولايات المتحدة في حالة عدم الاستقرار لأنها وقعت إتفاقيات تبادل تجاري بعملاتها المحلية وليس الدولار الأمريكي.

إتفاقية بريتون وودز التي تم التوقيع عليها سنة ١٩٤٤ فرضت الدولار عملة احتياط عالمية وهي إتفاقية متوفية دماغيا منذ ١٥/أغسطس/١٩٧١ التي أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن قراره الذي عرف إعلاميا بأنه "صدمة نيكسون," الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاقية ولاحقا تم تعويم الدولار الأمريكي في اتفاقية جامايكا ١٩٧٦, بلازا ١٩٨٥ و لوفر ١٩٨٧. النظام الاقتصادي والمالي العالمي الذي يعتمد على الدولار الأمريكي عملة رئيسية مازال منذ سنة ١٩٧١ بدون أي بديل حقيقي وهناك عدة دول بدأت في القفز من السفينة قبل غرقها ومحاولة النجاة بأنفسهم.

إنَّ الخطوة القادمة التي سوف يتم إتخاذها من عدة دول أو أن هناك بعض الدول بالفعل قد بدأت في العمل بها هي بيع/شراء النفط مقابل عملات أخرى لأن التخلي عن إتفاقية البترودولار هي القشة التي سوف تقسم ظهر البعير. إنَّ نسبة الدولار الأمريكي في التعاملات المالية الدولية تبلغ ٥٤% تقريبا حيث يمكن إعتبار عمليات بيع/شراء النفط جزئاً رئيسيا منها والتخلي عن ذلك ولو تدريجيا هو بداية النهاية الحقيقية للدولار الأمريكي وهيمنة الولايات المتحدة ونفوذها على الإقتصاد العالمي وقرار الدول السيادي. الولايات المتحدة لن تقف صامتة وسوف يكون الحرب هو خيارها المفضَّل الأزمة في أوكرانيا والسودان ليست إلا علامات أو مقدمات لأحداث قادمة لا أحد يمكن أن يتوقعها أو يتوقع نتائجها.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment