Flag Counter

Flag Counter

Friday, April 19, 2024

البحث عن الحرب العالمية الثالثة

وكما يقول مثل شعبي شائع:"تعدَّدَت الأسباب والموت واحدٌ" وينطبق ذلك على الحروب والأزمات التي تؤدي الى وفاة عشرات الملايين من الأبرياء والهدف هو تحقيق مصالح عدد قليل من الأشخاص قد لا يزيد عددهم عن بضعة مئات من سكان كوكب الأرض الذي يزيدون عن 6 مليارات نسمة. إنَّ ظهور وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع مشاركة الفيديوهات قد أدى الى إنتشار وسائل إعلام بديلة حيث لايوجد أي نوع من الضوابط وحيث تساهم العدوى في إنتشار وترويج آراء تخدم مصالح فئة ضيِّقَة من الأثرياء, مالصارف, صناديق التحوط والسياسيين. 

هناك عدوى منتشرة مؤخرا وهي الدعاية للحرب العالمية الثالثة والتي جعلت من جميع الأزمات التي تعاني منها البشرية سبباً في تلك الحرب. جامو وكشمير, الأزمة الأوكرانية, أو عملية طوفان الأقصى, أو تايوان أو مجموعة الجزر التي تتنازع عليها الصين, اليابان وتايوان (جزر الكنز) قد تكون السبب في حرب عالمية ثالثة وليس هناك أي محاولة من أجل نزع فتيل أي من تلك الأزمات مما لا يعطي البشرية أي جرعة تفائل أو أي أمل في المستقبل. 

الحرب العالمية الثالثة التي يحاول أولئك الحمقى الترويج لها والحديث عنها سوف تكون مدمرة تؤدي الى نهاية الحضارة البشرية كما نعرفها. هناك الكثير من الدول سوف تجدها فرصة سانحة من أجل تسوية خلافاتها بالقوة المسلحة وعدد من تلك الدول مثل الهند وباكستان وبالتأكيد دولة الكيان الصهيوني تمتلك أسلحة نووية.  الجنرال الأمريكي البرت بايك الذي نجح خلال (١٨٥٩م-١٨٧١م) في رسم مخطط السيطرة على العالم من خلال ثلاثة ثورات رئيسية وثلاثة حروب عالمية وذلك تحت إشراف الثوري الإيطالي جوزيبي مازيني الذي كان مسؤولا في منظمة المتنورين عن تنفيذ مخطط الثورات على مستوى العالم.

نظرية المؤامرة متداخلة مع النقاش حول الحرب العالمية الثالثة حيث يعتقد الكثيرون بوجود منظمات سريَّة تعمل على الغاء الأديان وتغذية الفتن والأزمات وتقسيم الشعوب وإنشاء الحكومة العالمية أو النظام العالمي الجديد تمهيدا من أجل قدوم المسيح الدجال. لست معجبا بذلك المصطلح(المؤامرة) لأن العالم تحول خلال الفترة التي أعقبت الثورة الصناعية الى قرية صغيرة حيث من الصعوبة إخفاء أي مخططات والإبقاء عليها سِرِيَّة. ولكن التاريخ يحكى كما هو بدون أي تعديل أو تحريف وذلك ليس له علاقة بأي نظرية مؤامرة وهي تهمة جاهزة أو كليشة يتم توجيهها الى أي شخص ينتقد الأثرياء والمصارف الكبرى أو بنك الاحتياط الفيدرالي في الولايات المتحدة وخططهم من أجل السيطرة والتحكم في الشعوب والإقتصاد العالمي. هناك الكثير من التهويل عن تلك المنظمات السرية وعشرات الأسماء لمنظمات مثل العظام والجمجمة, الماسونية, المتنورين, مجموعة بيلدربيرغ ونادي روما والتي تمارس نشاطاتها في العلن بما يتنافى مع السرية التي تشترطها نظرية المؤامرة وحيث تبقى اليد الخفية التي تُحَرِّكُ الأحداث من وراء ستار مجهولة.

سنة ١٧٧٦م في ولاية بافاريا كما يذكر المؤرخون قام أحد الرهبان اليسوعيين ويدعى آدم وايسهاوبت بإنشاء منظمة بالغة السرية تدعى المتنورين(الإلوميناتي) هدفها وضع مخطَّط شامل للسيطرة على العالم سياسيا, عسكريا, فكريا واقتصاديا وذلك من خلال افتعال الثورات والحروب والأزمات ونشر الانحلال الأخلاقي بين الشعوب. ولكن المخطط كُشِفَ عنه سنة ١٧٨٥م حين ضربت صاعقة أحر أتباع وايسهاوبت  وهو مسافر على ظهر حصانه من فرانكفورت الى باريس حيث عثرت الشرطة البافارية في أمتعته على وثائق تفصيلية هامة للغاية عن مخططات المتنورين كان يقوم بنقلها الى محفل الشرق في العاصمة الفرنسية. الحكومة البافارية قامت بتحذير حكومات دول أوروبية تحدثت الوثائق عن خطط إشعال الثورات والفتن فيها وأول تلك الدول كانت فرنسا حيث تعتبر الثورة الفرنسية(١٧٨٩م-١٧٩٩م) الخطوة الأولى في إنشاء الحكومة العالمية أو التي يطلقون عليها في الإعلام, النظام العالمي الجديد.

منظمة فرسان الهيكل تعتبر أحد أقوى التنظيمات العسكرية وأكثرها ثرأائاً في التاريخ وقد كان ضحية منظمة أقوى بكثير حيث أصدر ملك فرنسا فيليب الرابع بتاريخ أكتوبر/١٣٠٧ وبدعم من البابا كليمنت الخامس أمرا بحل تنظيم فرسان الهيكل واعتقال قائده جاك دو مولاي وقادة التنظيم ومئات من أعضائه وإعدامهم حرقا والسبب الى الأن يبقى مجهولا. ولعل ما ذكره البروفيسور فالنتين كاتاسونوف في كتابه "استعباد العالم, نهب على الطريقة اليهودية"  أن فرسان الهيكل كانوا يقدمون القروض مقابل فائدة أقل من تلك القروض التي يقدمها كبار المرابين اليهود منافسين لهم في التجارة والعمل المصرفي هو السبب في المذبحة وقرار البابا حل التنظيم. إذا هناك تنظيم أقوى بكثير من جميع التنظيمات التي تعتبر موجودة على الساحة وهو يتحكم في الأحداث من وراء ستار ولا أحد يعلم أسماء أعضائه ولا عددهم ولكن يعتقد أنهم قد يكونون مجلس السنهدرين الذي حكم بصلب يسوع المسيح وانتهى مجلس السنهدرين كما يذكر بعض المؤرخين سنة ٧٠م بعد تدمير الهيكل من القوات الرومانية التي قمعت تمرد اليهود في فلسطين ولكن في الوقت نفسه قد يكون انتقل الى العمل السري.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment