Flag Counter

Flag Counter

Monday, April 29, 2024

ماهي أسباب العداء بين الغرب والإسلام؟

هناك صفحات من تاريخ المسلمين تعمل وسائل الإعلام الغربية على إخفائها وذلك بهدف ترسيخ صورة نمطية عن العرب والمسلمين على أنهم برابرة وهمج وليس لديهم مساهمات في الحضارة الإنسانية. ولكن الشمس لا يمكن أن يحجبها الغربال والحقيقة لا بد لها من أن تظهر ومصدر النار يكون من مستصغر الشر والعرب أمة نائمة ولكنها ليست مَيِّتَة لو إستيقظت بإسلامهم سوف يبتلعون العالم. 

إن مصدر خوف الغربيين من العرب والمسلمين هو تاريخهم بأنهم لا ينامون على الضَّيم ويكرهون الظلم ولا يسكتون عن حقهم. المسلمون الذي يبدأ تاريخهم من بعثة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وبضعة من أهل بيته آمنوا به حيث نجح المسلمون خلال أقل من ثلاثين عاما من السيطرة الى الإمبراطورية الفارسية في معركة ذات السلاسل(٦٣٦م), موقعة الجسر(٦٣٤م), معركة القادسية(٦٣٦م), معركة نهاوند(٦٤٢م) والإمبراطورية الرومانية في معركة مؤتة(٦٢٩م) وغزوة تبوك(٦٣٠م) ومعركة اليرموك(٦٣٦م) حيث أصبح وجودهم من الماضي. ولكن أمجاد المسلمين لم تتوقف عند ذلك فقد نجحوا في كسر شوكة المغول في معركة عين جالوت(١٢٦٠م) ولاحقا في معركة شقحب(١٣٠٣م) وتلك بعض المعارك الرئيسية حيث كان التفوق العددي في جميع معارك المسلمين في صالح خصومهم بنسبة قد تزيد عن ٥:١(٨٠%).

المسلمين نجحوا في نقل المعركة الى داخل أوروبا بعد أن استنجد بهم أحد الأمراء المسيحيين يوليان كونت سبتة من ظلم أمير القوط(حاكم إسبانيا) الذي انتهك حرمة إبنته(إغتصبها) التي أرسلها الى هناك على عادة الأمراء بهدف التعليم على فنون الحكم والآداب الملكية. موسى ابن نصير الذي كان والي الأمويين على المغرب العربي أرسل طريف ابن مالك بسرية من الفرسان والمشاة للإستطلاع ولاحقا أرسل حاكم طنجة طارق بن زياد رفقة ٧٠٠٠ مقاتل أغلبهم من البربر وأمدَّه لاحقا بعدد ٥٠٠٠ مقاتل وخاض طارق ابن زياد معركة وادي لكة(٧١١م) ضد ملك القوط الغربيين لذريق وهزمه هزيمة ساحقة. والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي نجح في التقدم داخل أوروبا حيث خاضت جيوش المسلمين معركة بوردو(١١٤م) حيث حقَّقت نصرا ساحقاً ومعركة بلاط الشهداء(١١٤م) حيث هُزمت جيوش المسلمين واستشهد عبد الرحمن الغافقي. 

ولكن معركة بلاط الشهداء ليست نهاية الفتوح الإسلامية في الأندلس فقد كانت هناك عدة معارك و غزوات ولكنها ربما نهاية المعارك الكبرى للمسلمين في بلاد الغال وشبه الجزيرة الأيبيرية حيث أنه لم يكن بين المسلمين وبين العاصمة الفرنسية لو انتصرت جيوش المسلمين في المعركة أي قوة مؤثرة من الممكن أن تتصدى لهم. كانت هناك معارك تاريخية مثل معركة الزلاقة(١٠٨٦م) ومعركة الكونتات السبعة(١١٠٨م) وذلك خلال عصر المرابطين و معركة حصن العقاب(١٢١٢م) خلال فترة حكم الموحدين وكانت بداية النهاية للوجود الإسلامي في الأندلس وأول إنتصار كبير للقوات المسيحية بقيادة ألفونسو الثامن ملك قشتالة.

المسلمون في الأندلس كان لهم تواجد مؤثر حيث حقَّقوا التقدم العلمي والثقافي وتحول مدن مثل قرطبة الى مايشبه عاصمة عالمية يأتيها التجار وطلاب العلوم من كل مكان خصوصا من الممالك المسيحية المنافسة وكان من عادة الأمراء المسيحيين التباهي بدراسة اللغة العربية والحديث بها وكان ذلك يعتبر علامة للرقي والتحضر. عبد الرحمن الثاني رابع ملوك الأمويين في الأندلس ولقبه (الأوسط) ساهم في التصدي للغزوات التي كان يقوم بها الفايكنج وهم قوم محاربون دمويون تعود أصولهم الى مناطق في دولة روسيا والدول الاسكندنافية ونجحوا في نشر الرعب في أوروبا ويقال أنهم وصلوا في غزواتهم الى نواحي بغداد ولكنهم هزموا في معركة استعادة مدينة إشبيلية وكانت تلك المعركة بداية النهاية لدولة الفايكنغ حيث تلقوا عدة هزائم في أوروبا وانتهت مملكتهم الى غير رجعة ولا تذكر كتب التاريخ عنها الكثير. 

دول المغرب العربي استمرت بعد سقوط الأندلس شوكة في حلق الصليبيين المسيحيين في شبه الجزيرة الأيبيرية خصوصا مملكتي إسبانيا والبرتغال وعائقا أمام حملتهم التوسعية في تلك المنطقة حيث كانوا يخططون للوصول الى المدينة المنورة من خلال البحر الأحمر ونبش قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وهدم الكعبة في مكة المكرمة. معركة وادي المخازن(١٥٧٨م) أو التي تعرف بإسم "معركة الملوك الثلاثة" كانت معركة فاصلة في التصدي للأطماع البرتغالية والإسبانية في المنطقة خصوصا بعد احتلال مدينة سبتة(١٤١٥م) ومدينة مليلية(١٤٩٧م) ومحاولتهم في أكثر من مناسبة التقدم في اتجاه الأراضي المقدسة في مكة والمدينة حيث تصدى لهم قوات السعديين والمماليك في أكثر من مناسبة. 

البرتغاليون والإسبان نجحوا لاحقا في الدوران حول رأس الرجاء الصالح واكتشاف طرق تجارية جديدة بعيدا عن احتكار المسلمين وبعض الممالك الإيطالية طرق التجارة التقليدية حيث بدأت حركة الكشوفات الجغرافية التي كانت بمثابة إعلان عن بداية الإستعمار الأجنبي في الخليج العربي والشرق الأوسط. وقد قام القواسم وهم قبائل عربية تسكن مناطق الشارقة ورأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة وأهالي سلطنة عمان بقيادة أئمة أسرة اليعاربة بمقاومة الغزو البرتغالي ولاحقا الإنجليزي الذين ارتكبوا جرائم وحشية ضد السكان المحليين ونشروا الرعب في تلك المناطق. الجزائر قاومت الاحتلال الفرنسي أكثر من ١٣٠ سنة بحيث الى اليوم يستذكر الجزائريون الأمير عبد القادر الجزائري والمغرب بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي قاوم الاحتلال الفرنسي والإسباني معا خصوصا في حرب الريف(١٩٢١م-١٩٢٧م) ومعركة أنوال(١٩٢١) التي نجح في إبادة قوة إسبانية من عشرة آلاف جندي وفي ليبيا نجح عمر المختار في هزيمة الإيطاليين في عدة معارك كبيرة.

المسلمون مقاومون والإسلام دين مقاومة الإحتلال والإستعمار وهو دين عالمي وسرعة انتشاره تجعل دوائر صنع القرار والسياسيين ومراكز الأبحاث في دول الغرب تعيش في قلق دائم من تهديد الإسلام الحضارة الغربية في عقر دارها. الشرق الأوسط وبلاد إسلامية أخرى تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية خصوصا النفط, الغاز, المطاط, الذهب, الصمغ واللبان العربي, الفوسفات ولابد من أن تكون الشعوب في تلك البلدان ضعيفة ومنقسمة حتى يكون من السهولة نهب تلك الموارد وتحويل تلك البلدان الى أسواق لتصريف بضائع ومنتجات الدول الغربية.

 مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والمعرفة

النهاية

No comments:

Post a Comment