Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, August 31, 2022

رأسمالية الكوارث, الأزمة الأوكرانية وجفاف أنهار أوروبا

في كتاب "عقيدة الصدمة, صعود رأسمالية الكوارث" تفضح الكاتبة الكندية نعومي كلاين الوجه الحقيقي للرأسمالية والذي تتجاهله أغلب وسائل الإعلام. الأزمات هي فرصة لا يمكن تفويتها من أجل تحقيق أرباح طائلة أو تمرير قوانين لا تلقى القبول الشعبي في الأوضاع الاعتيادية. إن أحد العواقب المباشرة للأزمات والذي ينتقل بين أفراد الجماهير عن طريق العدوى النفسية هو انتشار الكآبة والإحباط والخوف خصوصا ماسوف يحدث في المستقبل.

الأزمة الروسية-الأوكرانية هي أحد الأزمات التي تستغلها دوائر صنع القرار والمجمع الصناعي-العسكري في الولايات المتحدة. السبب الرئيسي في تلك الأزمة هو قرار ضم أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مما سوف يجعل القواعد العسكرية الغربية بما تحتويه من صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية على حدود روسيا مباشرة. الولايات المتحدة أثارت أزمة مماثلة في أكتوبر/١٩٦٢ حين أقام الإتحاد السوفياتي منشآت صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في كوبا وكان العالم على شفا حرب نووية قد تقضي على البشرية والحضارة الإنسانية. 

إنَّ جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا أعمق بكثير وهي قائمة منذ فترة حكم القياصرة ولكنها تتخذ أشكالا مختلفة. بنوك وول ستريت في مدينة نيويورك الأمريكية وبنك إنجلترا قدَّمت التمويل الى الحركة الشيوعية في روسيا القيصرية والتي كان هدفها إقتلاع حكم أسرة رومانوف من جذوره. السبب ربما مواقف القياصرة في روسيا من اليهود وربما هناك سبب أخر أنَّ الإمبراطورية البريطانية في وقتها كانت تعمل على تحطيم منافسيها المحتملين ودولة روسيا القيصرية كانت في موقع المنافسة. قادة الحركة الشيوعية كان أغلبهم من اليهود وكذلك بنوك وول ستريت التي كان يسيطر عليها الرأسمال اليهودي.

ولكن الولايات المتحدة ليست هي المستفيد الوحيد المباشر من الأزمة الروسية-الأوكرانية بل هي فرصة سوف يحاول الاستفادة منها كل من لديه أجندات سواء سياسية, إقتصادية أو إجتماعية مستغلين حالة الخوف والإرتباك في المشهد الجيوسياسي العالمي حيث لن يتم طرح الكثير من الأسئلة. جماعات الدفاع عن البيئة وأنصار نظرية التغير المناخي والاحتباس الحراري يعملون باستمرار على ترويج نظرياتهم التي أقل مايمكن وصفها بأنها غير مقنعة أو بكلمة أخرى, مجرد هراء. كوكب الأرض يحتضر و نهاية العالم اقتربت وأزمة الاحتباس الحراري وصلت إلى نقطة اللاعودة هي عناوين من أجل إثارة المزيد من الخف والفزع حيث تصبح الجماهير أكثر طاعة وأقل فضولا في طرح الأسئلة من أجل معرفة الحقيقة.

آخر المحاولات من أجل ترويج تلك الأجندات والنظريات المشبوهة هي جفاف أنهار أوروبا خصوصا نهر الراين في ألمانيا وظهور حجارة الجوع. المثير للدهشة أنها ليست أول مناسبة تنخفض فيها مياه نهر الراين وتظهر تلك الحجارة. إنَّ إنخفاض منسوب مياه نهر الراين وجفاف أجزاء منه هو مناسبة سنوية مع تفاوت بسيط بين سنة وأخرى حيث تعود أقدم السجلات حول النهر الى القرن الخامس عشر. إنَّ منبع النهر الرئيسي الذي يغذي مجرى النهر هو جبال الألب السويسرية والغريب في الموضوع أنه من المفترض سقوط الأمطار الموسمية وذوبان الثلوج في فصل الصيف مما يؤدي الى فيضان النهر وليس جفافه. هناك معلومات أن سويسرا لديها عدد ١٨٨ سد منها أعلى سد جاذبية في العالم وخامس أطول سد في العالم وأعلى سد في أوروبا.

إنَّ الصورة النمطية عن سويسرا هي أنها أثرى بلد في العالم حيث يشغل القطاع المصرفي جانبا مهما من الناتج المحلي الإجمالي. ولكنَّ سويسرا بالإضافة الى ذلك هي مقر أشهر شركة مياه معدنية في العالم وهي نستله التي تحولت الى عملاق صناعي عابر للقارات وتسيطر على عدد من أشهر العلامات التجارية في مجال الصناعات الغذائية. إنَّ سويسرا بالإضافة الى قطاعها المصرفي المزدهر تتحكم في مياه أهم أنهار أوروبا والسدود التي أقامتها على مجاري المياه تتحكم في تدفق الأنهار في أكثر من بلد أوروبي ولكنَّ وسائل الإعلام تتجاهل ذلك وتفضِّلُ الحديث عن الإحتباس الحراري وأنه السبب في كل تلك الظواهر.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية


No comments:

Post a Comment