Flag Counter

Flag Counter

Sunday, August 28, 2022

هكذا يصنع الإعلام الأزمات

إنَّ صناعة التفاهة هي مهمة الإعلام الرئيسية خصوصا مؤخرا وعلى هامش الأزمة الروسية-الأوكرانية حيث إزداد مستوى التلفيق والكذب. إن الهدف هو نشر الخوف بين الجماهير حيث مما يجعل مهمة التحكم والسيطرة وتمرير القرارات أكثر سهولة.  هناك الكثير من عناوين الفيديوهات التي تتحدث عن يوم القيامة واقتراب نهاية العالم والكوارث الطبيعية خصوصا الأعاصير والفيضانات حيث التغير المناخي والاحتباس الحراري من القضايا المهمة. على سبيل المثال دولة باكستان أصابتها الفيضانات منذ أيام قليلة حيث وصل عدد القتلى إلى ألف والمشردين من منازلهم مليون شخص. كما أنه هناك الأخبار عن حرائق الغابات وجفاف البحيرات والأنهار.

خلال أزمة فيروس كورونا, إنتشرت الأخبار في وسائل الإعلام عن اختفاء ثقب الأوزون بسبب انخفاض النشاط الصناعي والبشري. ولكن على الرغم من ذلك, استمرت وسائل الإعلام في الحديث عن الكوارث الطبيعية التي يعتبر الاحتباس الحراري المتهم الرئيسي فيها. سنة ٢٠٢٠م تعرَّض نصب جورجيا في الولايات المتحدة الى عمل تخريبي أدى الى دمار جزئي كان من الممكن إصلاحه ولكن السلطات قرَّرت هدمه وإزالته لإعتبارات السلامة العامة. نظرية المليار الذهبي التي تعتبر المحور الرئيسي للنقاش الذي يتعلق بنصب جورجيا هي فقاعة إعلامية هدفها نشر الخوف. 

هناك الكثير والكثير من الكذب والقليل من الحقيقة. وأحيانا, قول نصف الحقيقة هو أيضا كذب. إنَّ عددا متزايدا من الكتَّاب والعلماء يحذِّرون من تأثير التغير المناخي والإحتباس الحراري على الحياة على كوكب الأرض وأنه سوف يصبح قريبا غير صالح للعيش. سوف نأخذ مثالا قد يكون ليس له علاقة مباشرة وهو نظرية هوبرت ذا كينغ(الملك) والتي تتحدث عن ذروة إنتاج النفط وأنه مادة غير متجدِّدَة. نادي روما وهو أحد لوبيات الضغط ونوادي النخبة العالمية قد حذَّرَ في أكثر من مناسبة من وصول إنتاج النفط الى مرحلة الذروة بل وحتى نفاذ النفط ولكن ذلك لم يحصل. 

الأشخاص النباتيون وجمعيات حقوق الحيوان تحذِّرُ بإستمرا من تأثير أساليب الزراعة الصناعية على البيئة والمناخ. مزارع الأبقار, الخنازير والدجاج الصناعية والتي تستخدم أسلوب الإنتاج المكثف تعتبر من أكبر المساهمين في تلويث البيئة بالإضافة الى أنَّ الغازات التي تخرج من الأبقار(الميثان) تساهم في التلوث البيئي على المستوى العالمي أكثر من دخان عوادم السيارات. إن أولئك الأشخاص يقولون نصف الحقيقة لأنهم تحولوا الى صناعة متكاملة, مصالح و لوبيات ضغط ومصادر دخل وتمويل. التخلي عن أكل اللحوم والبحث عن بدائل من خلال الأطعمة النباتية لن يقدِّم الحل لمشاكل التغير المناخي والإحتباس الحراري حيث سوف تزداد الحاجة الى توفير الغذاء عن طريق زراعة المزيد من الأراضي بمحاصيل الخضراوات والفاكهة.

الأخبار عن جفاف البحيرات والأنهار في أكثر من دولة في العالم وفي أوقات متزامنة ومتقاربة يثير الشبهات. هناك أكثر من دولة أوروبية وآسيوية مثل بريطانيا, ألمانيا والصين جفَّت فيها الأنهار أو إنخفض منسوبها. إنَّ إنخفاض منسوب المياه في أنهار المانيا أدى الى ظهور حجارة الجوع وهي تحذيرات من المجاعة لو إنخفض مستوى المياه وظهرت تلك الأحجار. الأنهار والبحيرات لا تجِفُّ أو ينخفض منسوب مياهها هكذا بين ليلة وضحاها. الإعلام الذي تتحكم به عدد محدود من الشركات والأثرياء يحاول أن يقدِّمَ باقة متكاملة من الخوف عناصرها جفاف الأنهار والبحيرات, أعاصير, زلازل وتشكيلة من الكوارث الطبيعية يضاف إلى ذلك الحروب والأزمات التي ظهرت فجأة بدون مقدمات.

فن صناعة الكذب هي أفضل جملة يمكن من خلالها تعريف مصطلح الإعلام. إنَّ مهمة الإعلامي والصحفي ليس نقل الحقيقة ولكن التعبير عن وجهة نظر الجهة التي تدفع التمويل سواء كانت حكومية أو شركة خاصة أو رجل أعمال. مواقع التواصل الإجتماعي و مشاركة الفيديوهات مثل فيسبوك, تويتر, إنستغرام و يوتيوب فتحت الباب واسعا أمام إنتشار إعلام بديل عن الإعلام التقليدي ولكنه من ناحية المعايير ليس أفضل حالا, إعلام بديل تافه وأشخاص تافهون يعتقدون أن نشر التفاهة مهمة مقدسة. كما أنه أحيانا يكون الإعلام البديل واجهة وسائل الإعلام التقليدية يتلقى التمويل منها وتكون مهمته التعبير عن وجهات نظر لا يمكن التعبير عنها من خلال وسائل الإعلام التقليدية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment