Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, December 1, 2021

ماهي العلاقة بين النفط, الدولار والذهب في إطار الإقتصاد العالمي؟

بداية, هناك مجموعة من الاتفاقيات والأحداث المهمة التي سوف أذكرها قبل الدخول في صلب الموضوع وهو عن العلاقة بين النفط, الدولار الأمريكي بالذهب. أولا, إتفاقية بريتون-وودز(١٩٤٤) والي تم من خلالها تأسيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واعتماد الدولار عملة احتياطية عالمية مقابل سعر ثابت ٣٥ دولار/أونصة. ثانيا, إتفاقية كوينسي(١٩٤٥) بين ملك المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على سطح المدمرة الأمريكية ميرفي والذي كان من أهم نتائجه منح شركة ستاندرد أويل الأمريكية امتياز التنقيب عن النفط في الأراضي السعودية. ثالثا, صدمة نيكسون(١٩٧١) حيث أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون توقف العمل مؤقتا في التبادل الدولي بين الدولار الأمريكي بالذهب مما يعني إعلان نهاية إتفاقية بريتون-وودز. رابعا, اتفاقية عقدت بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية(١٩٧٥) يمكن تلخيصها بأن السعودية توافق على بيع النفط حصريا مقابل الدولار الأمريكي والضغط على أعضاء أوبك بوصفها أكبر عضو منتج للنفط من بين دول المنظمة مقابل أن تضمن الولايات المتحدة أمن المملكة العربية السعودية وتوافق على بيعها أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية. أخيرا, اتفاقية جامايكا(١٩٧٦)  والتي تم الإعلان من خلالها عن تعويم الدولار الأمريكي وانتهاء العمل رسميا إتفاقية بريتون-وودز. 

الدور الذي يلعبه النفط في الإقتصاد العالمي رئيسي ومهم وبسبب ذلك يقال أنَّ الفضل في الحضارة الحديثة التي نعيشها يعود الى النفط وأنَّ النفط هو أبو الحضارة الحديثة. النفط هو أحد السلع(Commodities) ويخضع إلى قانون العرض والطلب. ولكن العلاقة بين النفط والدولار الأمريكي هي علاقة متشابكة بسبب تشابك الاقتصاد العالمي وتعقيده. إن زيادة سعر النفط سوف بسبب زيادة الطلب عليه سوف تؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي مما سوف يؤدي إلى زيادة سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى. هناك مجموعة أسباب سوف تؤدي إلى زيادة الطلب على النفط. السبب الأول هو ارتفاع إنتاج المصانع والشركات بسبب الانتعاش الاقتصادي وزيادة الطلب. السبب الثاني هو كارثة طبيعية في مناطق إنتاج النفط خصوصا الزلازل والأعاصير التي قد تؤدي بأضرار بالغة في منصات إنتاج النفط البرية والبحرية. السبب الثالث هو قيام متعاملين وسماسرة وصناديق تحوط في أسواق الأسهم والبورصات بعمليات شراء عقود مستقبلية على النفط وبكميات ضخمة من أجل بيعها في عندما يرتفع السعر.

إن زيادة قيمة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى تعني انخفاض سعر الذهب بسبب زيادة الثقة في العملة الأمريكية وقيام المستثمرين بشراء أدوات وسندات مالية أمريكية مما سوف يؤدي إلى ارتفاع قيمتها. ولكن ذلك في الوقت نفسه يعني إنخفاض قيمة تلك العملات أمام الدولار الأمريكي وذلك يعني حاجة تلك الدول الى تصدير المزيد من المواد الخام والمنتجات من أجل الحصول على كمية مماثلة من العملة الصعبة التي كانت تحصل عليها في السابق. وبالتالي فإن وجه النظر التي تزعم أنَّ إرتفاع سعر النفط سوف يؤدي الى إنخفاض سعر صرف الدولار هي مزاعم خاطئة تماما بل على العكس تماما. إن تلك المزاعم لو افترضنا صحتها سوف يعكس تأثيرها مباشرة إنخفاض سعر صرف العملة المحلية خصوصا في الدول التي تعتمد على استيراد النفط. بينما لا تتأثر قيمة العملة في الدول المصدرة لأن سعر النفط مقوَّم بالدولار الأمريكي حصريا وأي دولة تفكِّرُ في تغيير ذلك سوف يكون مصيرها مثل العراق أو ليبيا. 

العالم يعيش فوضى اقتصادية حيث يعاني الاقتصاد العالمي من مشاكل بنيوية خطيرة تهدد بتدميره من جذوره. أحد أهم المشاكل هي الاعتماد على الدولار الأمريكي عملة احتياطية عالمية وعدم وجود بديل أو حل دائم لتلك المشكلة منذ سنة ١٩٧٦. إنَّ جميع عملات العالم حاليا لا تستند على أي غطاء من الذهب أو الفضة وهناك تلاعب واضح في قيمتها. إن أي دولة في العالم لا تنصاع لرغبة الدول الغربية والشركات العابرة للقارات سوف تتعرض الى حملة تستهدف اقتصادها في مقتل, عملتها المحلية. كتاب "السيارة ليكساس وغصن الزيتون" تأليف الكاتب والصحفي الأمريكي توماس فريدمان المؤيد المذاهب الاقتصادية النيوليبرالية يلخص واقع الحال وأن أي دولة لا تنصاع الى رغبات المستثمرين الدوليين سوف تتعرض الى هجوم شرس على عملتها حيث سوف يسحب المستثمرون أموالهم دفعة واحدة مما يؤدي إلى هبوط كارثي في قيمة العملة المحلية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment