Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, December 8, 2021

حركة طالبان نيو لوك ٢٠٢١

هناك توجه دولي/غربي من أجل تعويم حركة طالبان وتقديمها إلى الرأي العام في صورتها الجديدة, حركة عصرية تؤيد تعليم المرأة وتحارب تنظيم داعش. تقود الحملة الإعلامية من أجل تلميع طالبان دولة قطر عبر ذراعها الإعلامي قناة الجزيرة التي تشرف بشكل غير مباشر على مجموعة وسائل إعلامية منها قنوات على اليوتيوب. كما أنَّه هناك لقائات متواصلة مع مسؤولين من حركة طالبان الذين يمارسون التقية السياسية أمام الرأي العام. 

ولكن على الرغم من كل ذلك, مازالت الحركة تتبع نهجها القديم حيث أطلق مقاتلون من طالبان النار على موقع تمثالي بوذا الذي قامت الحركة بتفجيرهما سنة ٢٠٠١ من أجل إثارة اهتمام المجتمع الدولي فقط لا غير الذي كان يتجاهل الحركة ويرفض الإعتراف بها. 

حركة طالبان مثلها مثل أي حركة سياسية تتعلم من أخطائها ومن دروس التاريخ حيث أدركت أهمية الدعاية والبروباغندا في الترويج للحركة وتلميع صورتها أمام الرأي العام العالمي. 

الولايات المتحدة ليس لديها أي حواجز أخلاقية في تعاملها مع الحركة التي قتلت المئات من جنود حلف الناتو ومنهم أمريكيون. الولايات المتحدة لديها تاريخ حافل في التعامل مع أنظمة دموية مثل أوغستو بينوشيه في تشيلي, نظام المجلس العسكري في الأرجنتين, عصابات الكونترا الدموية في نيكاراغوا وهي نسخة أمريكا اللاتينية من تنظيم داعش الدموي, ميليشيات يمينية متطرفة مؤلفة من مجرمين وأعضاء العصابات و كارتلات المخدرات. 

الولايات المتحدة قامت من خلال انسحابها من أفغانستان بتسليم عدة قواعد عسكرية أمريكية الى حركة طالبان تسليم مفتاح وهي بذلك تكون قد سلَّحت مقاتلي الحركة وتجنَّبت الحرج أمام الرأي العام الدولي. في فيديو وثائقي شاهدته عن إخلاء أكبر قاعدة عسكرية بريطانية/أمريكية مشتركة في أفغانستان, قام الجنود البريطانيون بتفكيك كل سلاح ناري وإتلافه وجعله غير صالح للإستخدام. حتى سكاكين المطبخ اتلفوها وقماش خيام الجنود جمعوه ووضعوه في صناديق. لم يتركوا خلفهم حتى سكين مطبخ يستفيد منها مقاتلو حركة طالبان. إن إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والتخلي عن قواعد عسكرية كاملة  ليس إلا تكرار سيناريو انسحاب الجيش العراقي من الموصل والتخلي عن كميات ضخمة من الأسلحة لصالح تنظيم داعش.

ليس عندي أدنى شك في أن ما تقوم به حركة طالبان يهدف الى تهدئة الرأي العام وتهيئته من أجل الحصول على اعتراف سياسي خصوصا بعد سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية بما فيها وادي بنجشير الذي توعد أحمد مسعود بأن يجعله معقلا للمقاومة قبل أن يفرَّ من المنطقة بعد قتال شكلي لبضعة أيام ويختفي ذكرة بالكلية من وسائل الإعلام. حتى ذلك الجنرال الأحمق عبد الرشيد دوستم فر من معقله في مدينة مزار شريف بدون مقاومة. إنَّ جميع أولئك القادة أثبتوا أنهم بدون الدعم الأمريكي, لن يمكنهم الصمود أياما أمام مقاتلي حركة طالبان وأنَّ جميعهم نفذوا الأوامر بتسليم مناطقهم الى حركة طالبان وقاموا بتنفيذها.

الماكينة الإعلامية التي تدعم حركة طالبان تروِّج ومازالت أن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات وذلك قد يكون صحيحا من الناحية النظرية. ولكنَّ أهداف الولايات المتحدة من إرسال قواتها الى أفغانستان لم تكن متعلِّقة بالسيطرة عليها عسكريا بل بتحقيق تواجد مؤقت له أهدافه وغاياته. القوات الأمريكية رحلت بمجرد ما تحقَّقَت اهدافها. هناك موارد طبيعية هائلة في أفغانستان وموقع إستراتيجي حيوي حيث من المقرَّرِ أن يمر خط أنابيب نقل النفط. حركة طالبان سوف تحكم أفغانستان وفق نظام قمعي دموي بدون إنتخابات وبدون أي مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية التي تبشِّر فيها وسائل إعلام غربية في دول ترفض الرغبات والمصالح الأمريكية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment