Flag Counter

Flag Counter

Thursday, December 9, 2021

هكذا تمارس الشركات الغش التجاري ضد المستهلكين

هناك أمر هام وله علاقة بنشر الوعي المجتمعي حول عمليات الغش التجاري التي تمارسها الشركات في دول غربية سواء شركات صنع الملابس أو الأحذية أو منتجات التجميل. هناك الكثير من عمليات التضليل وغسيل الدماغ عبر وسائل الإعلام بهدف تسويق منتجات معينة عبر تقديم معلومات مضلِّلة ومزيفة الى المستهلكين. هناك مرض نفسي عبارة عن شراء أحدث الماركات التجارية من أجل التباهي والتظاهر حيث مكانة الشخص الاجتماعية تعتمد على نوع الساعة التي يقتنيها أو الحذاء يرتديه أو الهاتف الذكي الذي يبدِّله بعضهم سنويا على الرغم من عدم حاجتهم الى ذلك. الشركات الغربية تعتمد على سذاجة المستهلك.

في فيديو وثائقي من انتاج قناة سي بي سي الكندية تتجول مقدِّمة البرنامج في متاجر مختلفة حيث تشرح أحد عمليات الغش التي تمارسها منافذ البيع(Outlet Stores) وهي متاجر تبيع منتجات علامات تجارية متعدِّدة بأسعار مخفَّضة. إنَّ تلك المتاجر لا تخبر زبائنها أن البضائع التي يقومون بشرائها مخصَّصَة من أجل بيعها في منافذ البيع وأنها تختلف في جودتها عن تلك البضائع التي تبيعها الشركات العالمية في متاجرها المتخصِّصَة. وفي فيلم وثائقي آخر من إنتاج السي بي سي تشرح مقدمة البرنامج كيف أنه من الممكن شراء فيديو إعلاني عبارة عن ردة فعل إيجابية على منتجات شركتك من أحد المواقع المتخصِّصَة في ذلك. 

في عالم الرأسمالية المهم هو تحقيق الأرباح حيث مكان أخلاقيات العمل هي متحف التاريخ حيث يتراكم عليها الغبار. قناة السي بي سي هي أحد القنوات المتميزة في عرض تلك النوعية من الوثائقيات التي تهدف إلى نشر الوعي المجتمعي حول قضايا مثل الغش التجاري وحتى الغش الذي تمارسه البلديات في مدن كندية عبر تحصيل غرامات وقوف خاطئ في أماكن تم تخصيصها من أجل جمع أكبر قدر من الأموال وتسمى (Parking Trap). إنَّ حكومات في دول عربية تقوم بما يشبه أعمال القراصنة في جباية الأموال من مواطنيها قد قامت بإستنساخ تلك الممارسات وأضافت عليها الكثير. هناك إشارات السرعة التي تنتشر على مختلف الطرقات الداخلية والسريعة والتي تضلل سائق المركبة حيث يتلقى مخالفة على الرغم من قيادته على سرعة أقل من تلك التي في الإشارة. 

الصين دخلت على لعبة المنتجات المقلَّدة بقوة حيث يتم تقليد كافة المنتجات بداية من الأحذية الرياضية وليس إنتهاء بهواتف الأي فون. ولكن المثير للضحك أنه حتى تلك المنتجات الأصلية تصنع في الصين. وقد تقوم بعض الشركات الصينية باستنساخ تلك المنتجات مع بعض الإضافات البسيطة عليها وتقوم على بيعها تحت علامات تجارية مختلفة. إنّ تلك النوعية من القرصنة تعتبر قانونية في الصين وتمارسها أغلب الشركات هناك خصوصا شركات الهواتف المحمولة, الكمبيوترات المحمولة واللوحية. حتى أنَّ بعض الشركات تقوم بتقليد هواتف الأي فون وتبيعها على أنها أصلية. كما أنه يمكن تجميع هاتف آي فون لا يختلف عن المنتج الاصلي مقابل مبلغ لن يزيد عن ٢٠٠-٢٥٠ دولار أمريكي على الرغم من أنَّ سعر المنتج الاصلي قد يبلغ ١٥٠٠-٢٠٠٠ دولار أمريكي.

إنَّ الشركات الغربية التي تمارس كافة أنواع الغش التجاري بدون محاسبة أو مسائلة تحقق أرباحا طائلة ولكنها في الوقت نفسه تستغل العمال في دول مثل بنغلاديش, الفلبين, ماليزيا, سريلانكا, تايوان والصين مقابل أجور تافهة وظروف عمل مزرية. شركة زارا للملابس والتي تحقق أرباحا سنوية تزيد عن ٨ مليار دولار تورطت في عدد من الفضائح لعل أكثرها شهرة هي رسائل قام عمال أتراك بخياطتها مع الملابس تشرح ظروف عملهم المزرية وعدم قبضهم أجورهم. شركة زارا تستخدم شركة وسيطة من أجل صناعة الملابس الخاصة بها. حتى أن شركة زارا مملوكة لصالح شركة أم تدعى انديتكس والتي ربما تكون مملوكة من شركة مسجلة في أحد الملاذات الضريبية من أجل التهرب من الضرائب.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment