Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, December 1, 2021

النفط, الدولار, الذهب وصراع النخب الإقتصادية

هناك نخب اقتصادية وسياسية تحكم العالم وقضية أنَّ العالم يحكمه أو يسيطر عليه شخص واحد ليس عبارة إلا عن أسطورة والبعض يصفخا بأنها خرافة. إن تلك النخب تتصارع فيما بينها في لعبة خطيرة أشبه بلعبة الشطرنج حيث ينتج عن تلك الصراعات أزمات إقتصادية, سياسية, إجتماعية و حروب قد تكون محلية, إقليمية أو عالمية. النخب التي تحكم العالم تمثِّلُ مصالح إقتصادية في قطاعات معيَّنة مثل النفط, الذهب, العملات, التكنولوجيا والإعلام. وقد تتحالف النخب ضد بعضها البعض كما تحالف الملياردير الأمريكي جورج سوروس مع نخب إعلامية واقتصادية ضد شركة الفيسبوك والسبب هو أنَّ وسائل التواصل الإجتماعي مثل موقع فيسبوك أصبحت تنافس وسائل الإعلام التلقليدية في النفوذ السياسي والعائد المادي وهو ما أدى الى سحب البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف الورقية التي أقفلت أو أجبرت على التحول الى نسخ إلكترونية وإنشاء صفحات لها على وسائل التواصل الإجتماعي.

أحد أهم النخب الرئيسية التي تتحكم في مفاصل الاقتصاد العالمي هي أسرة روتشيلد ملوك الذهب والبنوك المركزية ويقع تحت سيطرتهم بنك العالم المركزي وهو بنك التسويات الدولي(BIS) في سويسرا والبنك المركزي الأمريكي وهو بنك الإحتياطي الفيدرالي. ولكن أسرة روكفلر التي تسيطر بشكل رئيسي على قطاع النفط في الولايات المتحدة والعالم تعتبر منافسا مهما لأسرة روتشيلد. شرح طبيعة المنافسة بين الأسرتين في غاية البساطة, إرتفاع أسعار النفط تستفيد منه أسرة روكفلر والذي يقابله انخفاض سعر الذهب مما يؤدي الى الإضرار بمصالح أسرة روتشيلد والعكس صحيح. إن الصراع بين الأسرتين ينتج ما يسمى الدورات الإقتصادية والتي يمكن تلخيصها في حالة من الازدهار التي يرافقها تضخم يتراوح 2%-3% أو حالة من الانكماش التي تترافق مع الكساد. إزدهار الإقتصاد سوف يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات وبالتالي زيادة استهلاك النفط وارتفاع سعره و هبوط في سعر الذهب حتى يصل الى نقطة الذروة حيث تبدأ أسعار النفط في الإنخفاض ويطِلُّ شبح الكساد.

إنَّ عناصر الصراع بين الأسرتين هي النفط, الذهب والدولار الأمريكي والأزمات الإقتصادية هي خير مثال على تجسُّد ذلك الصراع الى واقع حي تعيشه الشعوب التي تعتبر كبش فداء. هناك تاريخ طويل للأزمات الإقتصادية ولكن أهم أزمتين حتى يومنا هذا هما, أزمة الكساد الكبير(١٩٢٩-١٩٣٣) و أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة(٢٠٠٧-...). هناك عامل. مشترك بين الأزمتين هو سوق المضاربات على الأراضي والعقارات التي بدأت في ولاية فلوريدا كأنَّ التاريخ يكرِّرُ نفسه. 

الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت نجح في القضاء على أزمة الكساد العظيم من خلال خطته الاقتصادية (The New Deal)  حيث إستخدم مجموعة من الوسائل والأدوات لعل أهمها قانون مصادرة الذهب الذي أصدره مرفقا بعقوبات مشدَّدة سوف يتم تطبيقها ضد كل مواكن أمريكي يحتفظ بكمية من الذهب تزيد عن خمسة أونصات(١٠٠ دولار تقريبا). وقد تم استثناء أطباء الأسنان وأصحاب محلات الذهب والمجوهرات وكل من تتطلب مهنتهم التعامل مع كمية من الذهب تزيد عن ٥ غرامات. أما أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة التي بدأت في الولايات المتحدة وتحولت إلى أزمة إقتصادية عالمية فقد تم تأجيل إستحقاقها الرئيسي وهو انهيار شامل للاقتصاد العالمي حتى يومنا هذا وذلك عبر ضخ حزم إنقاذ مالية بلغت في الولايات المتحدة وحدها أكثر من ٧٠٠ مليار دولار.

وقد يسأل الجميع عن البديل الذي قد يكون ممكنا في حال عدم معالجة أثار أزمة إقتصادية عالمية بحجم أزمة الرهون العقارية منخفضة الجودة؟ الجواب هو حرب عالمية أو حرب إقليمية تتطور لاحقا الى حرب عالمية كما حصل سنة ١٩٣٩ حيث ترجع جذور الحرب العالمية الثانية إلى معاهدة فرساي(١٩١٨) و أزمة الكساد العظيم(١٩٢٩-١٩٣٣) حيث أن الكساد والبطالة يعتبران من أهم العوامل في تصاعد الشعور القومي في دول أوروبية مثل إيطاليا وألمانيا وظهور الأحزاب الفاشية والنازية. وقد يكون البديل حربا عالمية من نوع أخر سلاحها اللقاحات والأدوية ردهات المستشفيات وغرف الطوارئ كما حصل مؤخرا من خلال أزمة فيروس كوفيد-١٩ وهو من سلالة عائلة فيروسات كورونا.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment