Flag Counter

Flag Counter

Monday, June 14, 2021

دولة الفيسبوك

من الممكن أن نعتبر موقع فيسبوك دولة افتراضية ومارك زوكربيرج هو رئيسها حيث يزيد تعداد المواطنين في تلك الدولة عن 2.24 مليار مستخدم نشط وذلك لا يشمل المستخدمين غير النشيطين أو الحسابات الوهمية. كما أن مارك زوكربيرج قد قرَّرَ إطلاق عملة رقمية وهي الليبرا التي تم تغيير إسمها لاحقا الى ديم. والحقيقة أن زوكربيرج قد اجتذب منذ بداية تأسيس الفيسبوك الكثير من الدعاية السلبية فيما يتعلق بخصوصية مستخدميه ومشاركة بياناتهم أو بيعها الى طرف ثالث حتى أنه تم رفع دعوى قضائية من قبل شركاء في الموقع زعموا أن زوكربيرج قام بسرقة أكواد التشغيل الخاصة بهم واستخدمها في الموقع. 

هناك أمر علينا أن نعيه ونفهمه وهو أن هناك صراعات تجري على مستوى عالمي بين نخب مختلفة. وقد تكون تلك النخب سياسية, إقتصادية أو إعلامية حيث يمكن تشبيه ذلك بصراع على الموارد والنفوذ. إن وسائل الإعلام التقليدية تعتبر من أكبر المتضررين حيث بدأت تفقد سيطرتها على تدفق المعلومات كما ونوعا خصوصا أننا في عصر السرعة والتكنولوجيا. إن التطور في مجال الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية قد جعل وسائل الإعلام المقروئة أو المرئية تواجه منافسة حقيقية حيث خصمها الشرس هو وسائل التواصل الإجتماعي التي بدأت بالإستحواذ على المتابعين والأهم على بياناتهم الشخصية التي تعتبر كنزا لا يقدر بثمن. 

إن الصراعات التي تخوضها دولة فيسبوك تشمل جولات هنا وهناك مع نخب إقتصادية أو سياسية وحتى نخب إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي أخرى. هناك سوق دعاية وإعلان تصل الى عشرات المليارات من الدولارات سنويا حيث يعتبر ذلك أحد أهم أسباب الصراع الحقيقي بين دولة فيسبوك وخصومها. عائدات الدعاية والإعلان تعتبر مصدر دخل رئيسي من أجل تمويل وسائل الإعلام التقليدية ودفع الرواتب وتكاليف التشغيل. رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي جورج سوروس هاجم شركات التكنولوجيا مع التركيز على فيسبوك وجوجل ووصفهم بأنهم موزعين شبه إحتكاريين للمعلومات وأنه يجب أن يخضعوا الى قوانين أكثر صرامة. كما أنه هناك قضايا اختراق بيانات المستخدمين على الفيسبوك حيث تظهر إدارة الموقع بمظهر العاجز عن حماية بيانات مستخدميها. 

التأثير الإعلامي لمواقع التواصل الإجتماعي خصوصا فيسبوك هو تأثير هائل قد لايدرك البعض المدى الذي وصل إليه. ولكن ذلك التأثير لديه جانب إيجابي وأخر سلبي مما أدى الى حظر فيسبوك في بعض الدول مثل الصين وبالتأكيد كوريا الشمالية. وفي الوطن العربي كان التأثير الذي أحدثته وسائل التواصل الإجتماعي أشبه بزلزال على درجة 10 ريختر مع هزات ارتدادية عنيفة خصوصا خلال أحداث ما أطلق عليه إعلامية "الربيع العربي." 

وبعيدا عن أحاديث السياسة والمال, هناك جانب لا يتم التطرق إليه فيما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي وهو الإدمان عليها. هناك عدد من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الذين تتمحور حياتهم الإجتماعية حول تلك المواقع ويمكن أن نطلق عليهم (Facebook Junkies) أو (Twitter Junkies). تلك الفئة من مدمني وسائل التواصل الإجتماعي تعيش ليس حياة واحدة بل اثنتين حيث هناك الشخصية الواقعية أو الشخصية الإفتراضية التي يقوم الشخص من خلالها بالتعبير عن أفكاره التي لا يمكنه التعبير عنها مستخدما شخصيته الحقيقية. إن الجوانب النفسية للتأثير الذي تحدثه وسائل التواصل الإجتماعي على شخصية المستخدم وطريقة حياته وعلاقاته الإجتماعية مازالت حقلا من حقول الدراسات النفسية الذي يحمل في جعبته الكثير الإحتمالات والأفكار الجديدة.

النهاية


No comments:

Post a Comment