هناك حملة إعلامية تقف ورائها وسائل إعلام غربية وعربية متصهينة تهدف الى الترويج للإرهابي أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا. الحملة الإعلامية بدأت بتغيير إسم التنظيم الى جبهة فتح الشام ثم قيامهم بشن حملة ضد خصومهم خصوصا تنظيم حراس الدين حتى يحاولوا أن يخطب ود دول الغرب أنهم تخلوا عن مبادئهم المتعصبة وأنهم جاهزون حتى يتسلموا زمام الحكم والسلطة وأنهم قادرون على إسقاط النظام. لقاء الإرهابي الجولاني مع زعماء العشائر في منطقة الجزيرة السورية يدخل في ذلك الإطار. الجولاني خلال لقائه مع زعماء العشائر الذي حضروا اليه مكرهين هدَّدَ وتوعد (النظام) في سوريا بأنه سوف ينهار بسبب الوضع الإقتصادي المتردي وأنه لا يملك حاليا سوف الدعم الذي تقدمه له روسيا خصوصا سلاح الطيران.
الأحداث في سوريا بدأت بمحاولة إسقاط الدولة عبر المظاهرات والتي في الغالب تنطلق من المساجد وتستخدم أحدث الخدع السينمائية وتقنيات التصوير في تضخيم أعداد المتظاهرين. على سبيل المثال يندس بعض الأشخاص بين المصلين وهم خارجون من المساجد بعد إنتهاء صلاة الجمعة حيث يطلقون بعض الهتافات ثم يختفون سريعا. المتظاهرين ليسوا إلا ممثلي كومبارس كانوا يقبضون أجورهم بعد إنتهاء المشهد والذي قد يرافقه بعد الدراما مثل نعوش شهداء تطير في الهواء وأخرون شهداء أحياء يستيقظون بعد إنتهاء المشهد بالإضافة الى ورشات عمل مكياج مع خبراء أجانب وهو ماظهر واضحا خلال الفترة التي أعقبت تطهير منطقة بابا عمرو في حمص.
ولكن المظاهرات في سوريا لم تنجح في مهمتها حيث تم الإنتقال الى مرحلة التسليح وأن قناصة من الجيش والأمن يقتلون المتظاهرين السلميين وهو سيناريو تم إستخدامه سابقا في تونس ومصر وليبيا. الثوار أصبحوا مسلحين وبدأ استخدام أداة الإنشقاقات في صفوف رجال الأمن والجيش وهم إما ضعفاء نفوس تم إغرائهم بالمال أو أشخاص مدنيين أو عسكريين تم خطفهم وإجبارهم على الظهور في تلك الفيديوهات ويتم التخلص منهم بعد إنتهاء تصوير الفيديو. المدعي العام في حماة عدنان بكور تم خطفه وإجباره سنة 2011 على تصوير فيديوهات ثم تم التخلص منه بعد ذلك. كما تم تصوير فيديوهات عبارة عن مشاهد سينمائية في سوريا ومصر وحتى قبرص و عرضها على فضائيات الجزيرة والعربية من أجل محاولة تضليل الرأي العام العربي والعالمي.
أما سياسيا فقد تم تشكيل مجالس عبارة عن تجَمُّع شخصيات معارضة سواء عسكرية أو مدنية مثل مجلس قيادة الثورة, المجلس الأعلى للثورة السورية, المجلس الوطني السوري, المجلس الانتقالي السوري, الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا, جبهة الإنقاذ الوطني وعشرات من المجالس والهيئات التي كان أعضاؤها يتنازعون ويتوزعون المناصب خصوصا منصب الرئاسة وكان الأمر مثيرا للسخرية حيث كانت نزاعاتهم تثير أحيانا حِنقَ رعاتهم الغربيين والعرب حتى أن السفير الفرنسي في تركيا خاطب بعض المعارضين بنبرة حادة إثر إجتماع فاشل عقد في العاصمة التركية إسطنبول. كل تلك المجالس تبخرت وذابت في الهواء ولم يعد ذكرها يسمع في وسائل الإعلام حتى الجزيرة والعربية أو وسائل إعلام غربية وبدا أن خيار الحركات التكفيرية هو المفضل حيث تم فتح باب التجنيد مع وعود بدفع رواتب وكان دخول تلك العناصر الى سوريا يتم عبر الحدود التركية وكانوا يعالجون جرحاهم في المستشفيات التركية ويقضون إجازاتهم يتجولون في المدن التركية بدون إخفاء شخصياتهم وبكل حرية.
هناك مجموعة أسباب لها علاقة باستهداف سوريا في إطار الربيع العربي ولعل أهمها هو رغبة الولايات المتحدة في تسليم الحكم في مجموعة من الدول الى تنظيم الإخوان المسلمين حيث يتم حل القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الصهيوني بفتاوى دينية سوف يصدرها الإخوان المسلمون بمباركة يوسف القرضاوي وتمويل قطري/سعودي قبل أن يختلف الطرفان وتفلت الصيدة كما ذكر بالنص وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني. وهناك خط أنابيب نفط/غاز بتمويل قطري وتنفيذ أمريكي كانت سوريا إحدى محطاته الرئيسية حيث كان سوف يسمح بتصدير النفط والغاز من قطر الى أوروبا مباشرة والتخلي عن الإستيراد من روسيا. القيادة السورية لم توافق على خط أنابيب الغاز القطري ورفضت التخلي عن تحالفها مع إيران ودعمها حزب الله في لبنان. سوريا كانت بلدا مكتفيا ذاتيا في المجال الزراعي خصوصا من مادة القمح ويصدرون الى الخارج وتلك كانت خطوط حمراء للولايات المتحدة. وفي المجال الصناعي, حققت سوريا تقدما في مجال الصناعة خصوصا صناعة المنسوجات والأدوية. كما أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إصدار النقد والتحكم بسعر صرف العملة عبر البنك المركزي السوري وليس كما في دول أخرى حيث تسيطر مجموعة من المستثمرين الأجانب على البنك المركزي وتتولى تحديد سعر صرف العملة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية
No comments:
Post a Comment