Flag Counter

Flag Counter

Monday, June 14, 2021

خواطر عن الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين

إن أحداث الأزمة السورية التي بدأت منذ نهاية سنة 2010 مستمرة الى يومنا هذا قد أدت الى أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. حتى أن سخرية الأقدار جعلت أزمة اللاجئين السوريين تسرق الأضواء من أزمات لاجئين أخرى مثل العراقيين, الروهينغا وأزمة اللاجئين الفلسطينيين التي كانت الى وقت قريب أشهر أزمة لاجئين على المستوى العالمي. ولكن هناك وجهة نظر مختلفة لأزمة اللاجئين السوريين تأخذ في الاعتبار مجمل الوضع الجيو-سياسي على المستوى العالمي وعوامل أخرى كثيرة.

بداية, لا يمكن إلا التعاطف مع أولئك الأشخاص الذين يسيرون مئات الأميال في ظروف غير إنسانية من أجل الوصول الى ما يعتقدون أنه مكان آمن. هناك عدد لا نهائي من القصص المأساوية عن أسر تشتت شملها ونساء خداعهم وحتى خطفهم من أجل تشغيلهم في الدعارة. المعارضة السورية لا تتعاطف مع هؤلاء لأنهم بالنسبة إليهم مجرد أرقام, أدوات في لعبة سياسية قذرة تهدف الى الحصول على تمويل من أجل دفع فواتير الولائم الفاخرة وفنادق خمس نجوم التي يقيمون فيها خلال اجتماعاتهم في دول أوروبية. هناك دول أوروبية استقبلت أعدادا ضخمة وصلت الى مليون لاجئ مثل ألمانيا وهناك دول استقبلت عدة مئات من اللاجئين ولكن دول مثل الولايات المتحدة بقيت على الحياد رغم قدرتها على إستقبال الشعب السوري بأكمله.

ولكن هناك نقطة مهمة عن أزمة اللاجئين والأحداث التي أدَّت اليها ولكن سوف نناقشها من زاوية مختلفة. الرئيس الليبي معمر القذافي حذَّرَ قبيل مقتله من طوفان لاجئين بسبب قصف ليبيا ومحاولة إسقاط نظامها وهو ماتحقق بالفعل. إن الصراع في سوريا كما في يوغسلافيا السابقة تحول من صراع محلي حيث تحاول القوات الحكومية ملاحقة مجموعات متناثرة من المتمردين الى صراع دولي حيث تدعم دول غربية تلك العصابات وتطلق عليهم اسماء مختلفة. إن ذلك قد أدى الى أزمة اللاجئين الحالية حيث العوامل الداخلية هي ليس إلا مساهما ثانويا في الأزمة. سوريا دولة غنية بثروات طبيعية مثل النفط والغاز بالإضافة الى الثروات الزراعية وهو ما يبقي الصراع مشتعلا. أزمة اللاجئين تحولت الى وسيلة من أجل جني ثروات وأرباح خيالية بداية من إيواء اللاجئين وتهريبهم وتزويدهم بما يلزم من أجل رحلة الهروب وتنتهي في بلدان اللجوء حيث يتم استغلالهم لإثارة الاضطرابات أو في العمل في المصانع بأجر زهيد.

إن أزمة اللاجئين هي أزمة يتم استغلالها لأهداف سياسية. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبتز العضوية في الإتحاد الأوروبي ولكن قرار الأوروبيين كان واضحا, تركيا لن تنال العضوية الكاملة. دوائر صنع القرار الغربية, الولايات المتحدة وبريطانيا تهدف الى إضعاف الإتحاد الأوروبي من خلال إغراقه بذلك العدد الضخم من اللاجئين. وهناك خبر مهم لعله لم يحظى بكثر من الإنتباه وهو أن الإقتصاد الألماني يحقق فوائض سنوية ضخمة سوف يتم إنفاقها بأكملها على اللاجئين وهو ما قد يعرقل خطط الحكومة الألمانية من أجل المزيد من النهوض بالاقتصاد الألماني. دول أوروبية أعلنت عن قلقها من التغيير الديمغرافي الذي سوف يؤثر على هويتها المسيحية وتركيبتها السكانية. دول مثل بلغاريا لديها تاريخ علاقات سيئ مع العالم الإسلامي وجدت نفسها محاطة بدول تستقبل لاجئين مسلمين من الممكن أن تستغلهم تركيا وهي عدو بلغاريا اللدود بهدف إثارة الاضطرابات. السويد وهي أكثر دولة إسكندنافية استقبلت لاجئين تشهد تصاعدا في معدلات الجريمة وصعودا لليمين المتطرف. دول مثل أستراليا ونيوزيلندا بقيت على الهامش من أزمة اللاجئين بسبب موقعها الجغرافي وصعوبة الوصول إليها.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment