Flag Counter

Flag Counter

Monday, June 14, 2021

من هو المسؤول؟

دفعني فيديو شاهدته مؤخرا عن إقتحام معارضين سوريين من أوزبكستان المتحف الوطني في إدلب وتحطيم محتوياته الى التساؤل مرة أخرى عن سوريا والأهداف التي يرغب المعارضون السوريون تحقيقها. إن تحطيم محتويات المتحف ومن قبلها تدمير آثار في تدمر وسرقة عدد أخر منها وبيعها في الأسواق الدولية هو أكبر جريمة إبادة ثقافية ممنهجة تتم تحت سمع وبصر العالم الذي يصف نفسه بأنه متمدن ومتحضر. وقد تقاطرت الى سوريا بذريعة الجهاد أوباش العالم حتى يطبقوا تعاليم توراة اليهود وليس الإسلام بتدمير المدن وقتل الأطفال والنساء والرجال وحتى الحيوانات. ومن يبحث في سلوكيات وتصرفات تلك المجموعات المسلحة تجد أنها تطبِّقُ أجندات غامضة وأنَّ أهدافها غير واضحة وغير مفهومة وتنحصر في التدمير والقتل ونشر الفوضى. 

المجتمع الدولي يطالب الرئيس السوري بأن يتنازل عن الحكم, ولكن الى صالح من؟ تتحدث دول غربية عن إنتخابات ديمقراطية في سوريا ودول حرية وعدالة اجتماعية ويذكرني ذلك بمصير دول مثل كوسوفو وألبانيا التي تلقَّت شعوبها نفس تلك الوعود البراقة التي تبخرت في الهواء بمجرد تحقيق الدول الغربية أجنداتها وتقسيم يوغسلافيا وهي الدول التي كانت تمتلك ثاني أقوى سلاح جوي في دول المعسكر الإشتراكي بعد روسيا. إن الأحداث التي جرت في البلقان كانت من أفظع ما يمكن أن يشاهده شخص ما, مستوى غير مسبوق من الوحشية والبربرية حتى ظهرت تفرعات تنظيم الإخوان المسلمين مثل جبهة النصرة وداعش. الصربيون الذين شعروا بأنهم محاصرون من جميع الجهات وأنهم يقاتلون على اكثر من جبهة قاموا بردة فعل عنيفة. ولكن المقاتلين الإسلاميين الذين تم نقلهم الى يوغسلافيا بواسطة طائرات النقل العسكرية التابعة للناتو لديهم أيضا أجندات وهي غير وديَّة تجاه السكان من العرقيات السلافية التي يصفونهم بأنهم كفار وأنهم سوف يقطعون رؤوسهم ويسببون نسائهم وأموالهم.

وقد دفعني مشاهدة فيلم وثائقي عن الأزمة السورية واللاجئين الى التساؤل عن المسؤول عن كل ذلك؟ وعلى أرض الواقع وبدون مبالغة, المجتمع الدولي الذي قدَّم التمويل والتسليح والدعم الى المعراضة السورية هم المسؤولون. هناك سلاسل توريد الى المعارضة السورية تبدأ من سيارات الشحن الرباعي, السلاح, الذخيرة وذلك يشمل الدبابات والسلاح الثقيل. هناك من يشتري النفط السوري المسروق ومصانع حلب التي تم تفكيكها وصوامع الحبوب في الجزيرة السورية وحتى القمح سرقوه وباعوه الى تركيا. المعارضة السورية على اختلاف مسمياتها فشلت في إدارة المناطق التي تسيطر عليها وفشلت في توفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة والأهم, الأمن وفرض القانون. المعارضون السوريون يريدون أن يحتفلوا بإسقاط النظام ثم يغادرون الى منافيهم الأوروبية في باريس وستوكهولم وجنيف ولندن ولن يبقى أحد منهم في سوريا. إعلام المعارضة السورية كان يتبجح بأنهم يسيطرون على 80% من أراضي سوريا ورغم ذلك لم يحظوا باعتراف المجتمع الدولي ولم ينجحوا في إقامة حكومة أو إنتخابات في مناطقهم أو هيئات ومؤسسات ترعى مصالح المواطنين في تلك المناطق.

العراق هو أحد أكثر الأمثلة وضوحا على النتائج الكارثية لعمليات التدخل الأمريكية في شؤون الأخرين. إن تلك الكارثية وصلت الى مستوى غير مسبوق حيث يترحم كبار علماء الشيعة على فترة حكم صدام حسين وينفون عنه تهمة الطائفية. حتى أنني أسمع أرقاما مخيفة عن الفساد في العراق خصوصا في قطاع الكهرباء والذي وصل الى 70 مليار دولار. صدام حسين لم يكن ملاكا بل كان مشهور عنه أنه النسخة المعاصرة عن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان صارما حازما يقتل على الشبهة ولكن ذلك ليس مبررا لإسقاط صدام حسين وإغراق العراق في الفوضى. الهدف هو بلقنة, صوملة, لبننة العراق, المصطلحات والألفاظ لا تهم, ولكن ما يهم هو ما قبل وما بعد. وحتى نقارن على سبيل المثال هناك البرتغال وإسبانيا حيث كان حكمت الديكتاتوريات العسكرية ولكنها سلمت لاحقا السلطة الى حكومة منتخبة كانت لديها خطوات واضحة من أجل تنفيذها مما أدى الى نهضة شاملة ولكن لم تتم بين ليلة وضحاها. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment