Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, June 9, 2021

من الرئيس الجزائري الى عصابات الربيع الناتوي, لحمنا مر

لم يعد سرا مخفيا أن صمود سوريا في مواجهة زلزال الربيع العربي و الهزات الارتدادية قد وفَّرَ الحماية لدول أخرى كانت عصابات الربيع العربي الناتوي تنوي إستهدافها. الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أدلى بتصريح الى محطة الشروق أن الجزائر كانت هي الهدف بعد سوريا وأن لحم الجزائريين مُر.

والحقيقة أن الجزائر لها مكانتها في الوطن العربي خصوصا في دعم حركات التحرر وتقديم الدعم الى القضية الفلسطينية ومساندة سوريا ومصر خلال حرب رمضان 1973. ولذلك فقد كانت هناك عدة محاولات للنيل من الجزائر لعل أشهرها مايعرف بالعشرية السوداء وهي مواجهة دموية أقرب الى حرب أهلية استمرت عشرة سنين حين قام الجيش الجزائري بإلغاء انتخابات سنة 1991 التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ, فرع تنظيم الإخوان المسلمين في الجزائر. وخلال تلك الفترة العصيبة على الجزائريين, اختلط الحابل بالنابل وقتل أكثر من 100 ألف جزائري أغلبهم مدنيين. 

الربيع العربي هو في الحقيقة وعلى أرض الواقع أحد أكبر محاولات التغيير الديمغرافية والجيوسياسية في المنطقة حيث تم استهداف مجموعة بلدان محددة بهدف واضح هو إسقاط الأنظمة وتسليم الحكم الى الإسلاميين حلفاء الولايات المتحدة ودولة الكيان الصهيوني. وقد حذَرَ أوباما الرئيس المصري ورؤساء عرب آخرين, الإسلاميين أو الفوضى كما جاء في كتابه "الأرض الموعودة-ِA Promised Land).

إن إستهداف الدول العربية التي مرَّ بها قطار الربيع العربي لم يكن عشوائيا كما يعتقد البعض ووصل القطار الى محطته الجزائرية كان مسألة وقت بعد الإنتهاء من سوريا والتي بصمودها كانت السبب في حماية الجزائر. تونس كانت هي الملجأ للمنظمات الفلسطينية خلال الفترة التي أعقبت حصار بيروت وحيث قاتل مئات التونسيين في سبيل فلسطين والقضية الفلسطينية. مصر هي البلد الذي احتضن تنظيمات فلسطينية وشهدت مصر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي كان أحمد الشقيري أول رئيس لها. ليبيا كانت قد احتضنت منظمات فلسطينية وقدمت لها التمويل والتدريب والتسليح وكانت معسكرات رئيسية للمنظمات الفلسطينية مقامة في ليبيا. سوريا هي البلد الذي احتضن الفلسطينيين وعاملهم بدون تمييز وقدَّم السلاح والدعم للفصائل الفلسطينية. الجزائر هي البلد الذي قدَّمَ أول شحنة سلاح الى الثورة الفلسطينية وقد ساندت مصر وسوريا وقدَّم لهما التمويل من أجل شراء أسلحة سوفياتية ودفع الرئيس هواري بومدين ثمنها الى الإتحاد السوفياتي عبر شيك على بياض وإشترك الجزائريون في معركة رمضان-1973 بقواتهم البرية والجوية. 

دوائر صنع القرار الدولية والنخب السياسية الموالية لدولة الكيان الصهيوني كانت ومازالت تسعى الى تدمير كل بلد قدَّمَ الدعم الى القضية الفلسطينية أو كان طرفا فالعا ومؤثرا فيها. وقد حذَّرَ البعض من الهلال الشيعي ولم يأخذوا حذرهم من الهلال الإخواني الذي كانت الولايات المتحدة تسعى الى زرعه في المنطقة خدمة لأهداف الحركة الصهيونية والمصالح الأمريكية حيث كانت النتيجة معروفة مسبقا, تسليم الحكم في بلدان الربيع العربي الى الإسلاميين مما يعني تسليم تلك الدول الى الفوضى الخلاقة وتوابعها لأن الإسلاميين خصوصا حزب الإخوان المسلمين سوف يحاول كل فصيل أن يستأثر بالكرسي وسوف يذبح خصومه بفتاوى دينية جاهزة بأنهم عملاء وصحوات كما حصل في أفغانستان بعد خروج قوات الإتحاد السوفياتي حيث مازالت غارقة في الفوضى الى يومنا هذا. وبدلا من أن يموت التونسي والجزائري والسوري والليبي في سبيل فلسطين وقضية فلسطين, أصبحوا يقتلون بعضهم بعضا ويموتون في سبيل خدمة الأهداف والأجندات والمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment