Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, June 8, 2021

روسيا تتخذ خطوة إضافية في سبيل التخلي عن الدولار الأمريكي

خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت هناك عدة جولات ومحاولات فرض عقوبات تجارية ضد الصين. ولعل الأمر مستمر خلال فترة حكم الرئيس الحالي جو بايدن. صراع على النفوذ بين الدولتين حيث يتم استخدام العقوبات التجارية غطاء لذلك. هناك مسألة تايوان التي تحاول الولايات المتحدة أن تستفز بها الصين وقضية بحر الصين الجنوبي الذي تحاول الصين أن تستولي عليه أو على الأقل تفرض سيطرتها بسبب أهميته في حركة التجارة والملاحة. صندوق النقد الدولي قام سنة 2016 بإضافة اليوان الى سلة عملات حقوق السحب الخاصة(SDR) مما يعني اعترافا بدور الصين الحيوي في حركة التجارة العالمية وتبادل السلع بين الدول. الولايات المتحدة سوف تحاول إضعاف الصين لأنها تعلم أنه لايمكن مواجهتها مباشرة. هناك مجموعة ملفات سوف تستخدمها الولايات المتحدة خصوصا مسألة الإيغور في إقليم شينجيانغ وحقوق الإنسان. وربما المشروع الأمريكي القادم ضد الصين هو إطلاق حرب جهادية من إحدى الدول المجاورة باستخدام عناصر متطرفة قاتلت سابقا في سوريا والعراق.

ولا تخفي الصين خططها للتخلي عن الدولار الأمريكي حيث تقوم ومنذ سنة 2016 ببيع سندات الدين الأمريكي الذي بحوزتها. ولكن هناك أيضا روسيا وهي حليفة مهمة للصين حيث أنه الواضح أن الصدام بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قادم لا محالة حتى قبل اللقاء المرتقب في جنيف, سويسرا بتاريخ 16/يونيو المقبل بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين. حرب التصريحات بدأت حيث صرَّح البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي سوف يبلغ نظيره الروسي بردَّة الفعل الأمريكية في حال قامت روسيا بتصرفات مؤذية. روسيا لم تتأخر في الرد حيث تم الإعلان مؤخرا عن التحول في المعاملات الدولية من الدولار الى الروبل وعملات شركاء روسيا التجاريين. احتياطيات النقد الأجنبية سوف يتم تحويلها الى اليورو وبعض الجهات الحكومية مثل صندوق الرفاه الوطني سوف يعتمد على الذهب وعملات أخرى. الرئيس الروسي أعلن أن روسيا لا تسعى الى التخلي عن الدولار ولكن الولايات المتحدة تستخدم عملتها الوطنية في فرض العقوبات على الآخرين.

الولايات المتحدة تهاجم وبدون هوادة أي دولة, تكتلات إقليمية أو عالمية تعارض المصالح الأمريكية والقضية تتمحور حول الدولار ودولة عملة إحتياطية عالمية وهو الدور الذي ترسَّخ خلال الفترة التي تلت إتفاقية بريتون-وودز وإنتهى تقريبا مع إتفاقية جامايكا الإقتصادية سنة 1976. تحالف دول البريكس يعتبر تهديدا للمصالح الأمريكية بسبب خططهم لإنشاء عملة خاصة وبنك للتنمية بل وخدمة إنترنت مستقلة تماما بين دول التحالف الذي يضم روسيا, جنوب إفريقيا, الهند, البرازيل والصين. هناك أيضا منظمة شانغهاي للتعاون التي تأسست سنة 2001 في شانغهاي وتضم في عضويتها ستة دول هي: الصين, كازاخستان, قيرغيزستان, روسيا, طاجيكستان, أوزبكستان. الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تلك التحالفات وتتصرف بعدوانية خصوصا البرازيل التي تم إتهام رئيسها لولا دي سيلفا بالفساد وهي نفس التهمة التي لاحقت ديلما روسيف التي تولت الرئاسة سنة 2011. الرئيس البرازيلي الحالي (غير فاسد) كان السبب في إعلان البرازيل إفلاسها رغم أنها تحولت من دولة مدينة الى دائنة خلال فترة حكم لولا دي سيلفا وديلما روسيف.

الولايات المتحدة تتحكم في اقتصاد الكوكب بواسطة الدولار الأمريكي وسيطرتها المحكمة على نظام التحويلات المالية الدولي (السويفت) وكذلك قدرتها على النفاذ الى شبكة الإنترنت العالمية وسيطرتها وتحكمها بها. الدولار لا يستند حتى على الثقة بل على عناصر القوة الأمريكية لأن العالم فقد الثقة في الولايات المتحدة وقدرتها على السيطرة على الاقتصاد العالمي حيث تقوم بتصدير التضخم الى جميع دول العالم عبر طباعة الدولار بدون محاسبة. الدين العام الأمريكي يقترب من مستوى 20 تريليون دولار حيث أن أغلب ذلك الدين تم إنفاقه على الحروب بداية من الحرب العالمية الأولى, الحرب العالمية الثانية, الحرب الكورية, الحرب الباردة, حرب فيتنام, حرب الخليج, حرب أفغانستان, الحرب على الإرهاب وعمليات التدخل وتدبير الإنقلابات هنا وهناك. الولايات المتحدة تنفق على الحروب والأسلحة أكثر من أي دولة أخرى ثم تقوم بتوجيه اللوم الى الصين أو روسيا أو أي دولة أخرى تعارض المصالح الأمريكية وتحميلهم مسؤولية الدين العام الأمريكي والتهديد بفرض العقوبات أو شن الحرب.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment