Flag Counter

Flag Counter

Thursday, June 24, 2021

أين تبخرت حركة حياة السود مهمة(BlackLivesMatter)؟

إن الأمر ليس بذلك التعقيد, حركة حياة السود مهمة اختفت بمجرد إنتهاء مهمتها وهي جعل حياة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب غير مريحة خلال فترة حكمه ومحاولة منع إعادة انتخابه مرة أخرى. لم نعد نسمع عن المظاهرات والإضرابات والاعتصامات ونهب المحلات وحرق السيارات. كما لم نعد نسمع عن مطالبات بتخفيض ميزانية الشرطة أو حتى حلِّها وإستبدالها بأخصائيين في علم النفس والإجتماع. حتى أن لقاح شركة فايزر لم يتم الإعلان عنه إلا في نفس اليوم الذي ظهرت فيه نتائج الانتخابات الأمريكية وأعلن عن فوز جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس. 

صندوق جمعية حياة السود مهمة تلقَّت تبرعات بلغت قيمتها 90 مليون دولار سنة 2020. ويقال أن الجمعية التي تأسست سنة 2013 لم تكن إلا واجهة من أجل جمع الأموال لصالح الحزب الديمقراطي. ليس هناك أي شفافية أو محاسبة متعلقة بكيفية إنفاق تلك الأموال. تبخرت حركة حياة السود مهمة في الهواء وإختفى أعضائها وبدأت تظهر فضائح قادتها الى العلن. باتريس كولورس التي تنحت مؤخرا عن قيادة الحركة تمتلك ثلاثة منازل فارهة وأثارت الجدل مؤخرا حول شرائها منزلا بقيمة 1.4 مليون دولار في ولاية كاليفورنيا على مقربة من مدينة ماليبو الساحرة حيث يسكن نجوم هوليود والأثرياء من رجال الأعمال والمطربين.

حركة حياة السود مهمة تحولت الى مذهب(Cult) فيما يشبه المذاهب الدينية وأسَّسَت إحتكارا حول المفهوم الرئيسي الذي تدور حوله الحركة وهو أن رجال الشرطة ذوي البشرة البيضاء يقتلون حصريا وبشكل متعمد مواطنين أمريكيين من ذوي البشرة السوداء وبمعدل ينذر بالقلق. الاضطرابات في الولايات المتحدة بدأت بعد مقتل مواطن أمريكي من ذوي البشرة السوداء يدعى جورج فلويد بتاريخ 25/مايو/2020 في مدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية. جورج فلويد كان مكبلا بالأصفاد ولم يكن هناك سبب واضح من أجل الضغط على رقبته بتلك الطريقة. إن وفاة جورج فلويد بسبب عنف الشرطة أمر مدان ويجب التحقيق فيه ولكن تلك الحادثة قطعة صغيرة من صورة أكبر تؤثر ليس فقط في الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء بل جميع العروق والاصول والمنابت وهي تعتبر مشكلة على مستوى العالم. 

وعلى هامش قضية جورج فلويد وقضايا اجتماعية أخرى ثار جدل على وسائل التواصل الإجتماعي بين لاعب كرة القدم زلاتان إبراهيموفيتش ولاعب كرة السلة الأمريكي في فريق لوس أنجلوس ليكرز ليبرون جيمس. فقد وجه زلاتان رسالة الى ليبرون يدعوه الى أن يركز على كونه لاعب كرة سلة ورد الأخير أنه لن يتوقف عن إبداء رأيه في قضايا أخلاقية ومناصرة العدالة. المشكلة أن ليبرون جيمس ومؤيدي حركة حياة السود مهمة يتحدثون أن الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء يعانون من التمييز بينما يمتلك ليبرون عدة منازل فاخرة وسيارات من أحدث طراز وتمتلك باتريس كولورس ثلاثة منازل على الأقل ويعيش الكثير ممن يوجهون تلك النوعية من الإنتقادات حياة مريحة ويمتلكون الملايين. ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة لديهم جائزة موسيقية خاصة بهم هي (BMH-Black Music Honors) ومهرجان الأفلام والموسيقى السوداء (BET-Black Entertainment Television). والأمر ليس مقتصرا على الولايات المتحدة فحتى في دول مثل بريطانيا هناك مهرجانات موسيقى وأفلام خاصة بذوي البشرة السوداء مثل (MOBO-Music of Black Origin).

الولايات المتحدة ليست دولة العدالة الاجتماعية ولا تصح قدوة لأي دولة في مجال الأخلاق وحقوق الإنسان. هناك مجموعة حقائق ثابتة ليس لها علاقة بقضية جورج فلويد أو حركة حياة السود مهمة. أحد تلك الحقائق أن معدل السجناء في الولايات المتحدة مقارنة بعدد السكان يزيد عن روسيا والصين مجتمعتين. كما أن نسبة الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء الذين يقضون حكما خلف القضبان يزيد عن غيرهم بفارق كبير. هناك طفل أمريكية من ذوي البشرة السوداء من بين كل أربعة أطفال أمريكيين تم توقيف والده خلف القضبان لأوقات مختلفة. هناك أسباب كثيرة لعل جذورها ترجع الى العبودية أو قد تكون الفقر أو البطالة أو مشاكل إجتماعية مختلفة يعاني منها الأمريكيون من ذوي البشرة السوداء.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment