Flag Counter

Flag Counter

Saturday, November 12, 2022

هل كان ستالين يخطِّطُ من أجل مهاجمة المانيا النازية؟

هناك الكثير من أحداث الحرب العالمية الثانية مازالت لغزا غامضا حيث لم يتم الإفراج عن جميع الوثائق التي تتعلق بتلك الحقبة الدموية من تاريخ البشرية والتي بقيت تخضع لقانون السرية. أحد تلك الأحداث هو العملية العسكرية الألمانية بارباروسا, غزو الاتحاد السوفياتي سنة ١٩٤١م. هل كانت عملية عسكرية وقائية قامت بها القوات الألمانية استباقيا؟ وهل كان ستالين يخطِّطُ من أجل مهاجمة ألمانيا النازية؟ ماهي الأسباب الحقيقية التي دفعت هتلر إلى غزو الإتحاد السوفياتي رغم أنه تحدث في السابق عن الخطأ الذي يتم ارتكابه في الحرب على جبهتين؟

إن العلاقة بين دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية كانت تنتابها الشكوك المتبادلة وعدم الثقة. بريطانيا كانت على وشك الإنهيار الكامل أمام الآلة العسكرية الألمانية لولا مساعدة الولايات المتحدة التي كانت مساعدة مرتبطة بشروط سياسية ومالية, التخلي التدريجي عن المستعمرات ودفع قيمة المشتريات الأمريكية إما بالذهب أو وفق قانون الإعارة والتأجير. فرنسا كانت تتبادل الاتهامات مع بريطانيا بأن الأخيرة تقاعست عن الدفاع عن فرنسا خلال غزو القوات الألمانية وفضَّلت الإنسحاب. بريطانيا والولايات المتحدة حرَّضتا هتلر على غزو الإتحاد السوفياتي. الولايات المتحدة لم تدخل الحرب إلا بعد أن تأكَّدت من إستنزاف الجميع وإضعافهم بما يجعل من الممكن فرض شروطها.

المعارك على الجبهة الشرقية وبلا مبالغة هي التي حسمت مسار الحرب العالمية الثانية على عكس مايروِّجُ له الإعلام في الغرب عن عملية إنزال النورماندي ١٩٤٤م. إن هزيمة القوات الألمانية في معارك موسكو, ستالينغراد و كورسك والخسائر البشرية الهائلة التي تكبدتها قوات الفيرماخت جعلت من تحقيق النصر على مسرح العمليات الأوروبية أمرا ممكنا.

ونستون تشرشل كان لا يخفي خلال نقاشاته مع سياسيين بريطانيين رغبته في تدمير الإتحاد السوفياتي والقضاء على الحركة الشيوعية. ولكن على الرغم من ذلك فقد نقلت المخابرات البريطانية الى نظيرتها في الإتحاد السوفياتي معلومات مفصَّلة عن خطة هتلر والتي أطلق عليها لاحقا العملية بارباروسا ولكن ستالين إختار تجاهل التحذيرات. كما أن ستالين كانت لديه معلومات من خلال عمليات الاستطلاع التي كانت تقوم بها المخابرات السوفياتية عن حشود ألمانية بحجم فرق عسكرية كاملة وإستعدادات مكثفة لكافة أسلحة الجيش الألماني خصوصا الطيران قرب الحدود السوفياتية. ولكن يبدو أنَّ ستالين قد بدأ يدرك لاحقا أن الغزو الألماني قادم لامحالة وأن الحلفاء يدركون أنه لايمكن هزيمة ألماتيا بدون دفعها الى خوض الحرب على جبهتين وأنه سوف يتم التضحية بالإتحاد السوفياتي من أجل هزينة ألمانيا النازية.

في كلمة القاها ستالين أمام خريجين عسكريين بتاريخ ٥/مايو/١٩٤١ تضمَّنت أوامر بالإستعداد للحرب على ألمانيا من خلال شن عملية عسكرية على الجبهة الجنوبية أو من خلال الهجوم على القوات الألمانية في بولندا. إن طريقة حشد قوات الجيش الأحمر على الجبهة الجنوبية ونقل الطائرات العسكرية إلى مطارات قريبة من الحدود تؤكد أن قيادة هيئة الأركان السوفيتية قد عملت فورا على تنفيذ أوامر ستالين. ولكن هناك سيناريو آخر حيث يرى بعض المؤرخين أن هدف ستالين لم يكن الهجوم على ألمانيا النازية ولكن تأخير الهجوم الألماني أطول فترة ممكنة حيث يكون حلول فصل الشتاء القارس عاملا مهما في هزيمة القوات الألمانية التي تعوَّدَت على القتال في أوروبا حيث ظروف الطقس المعتدل. وتطبيقا لذلك فقد كانت حشود ضخمة من قوات الجيش الأحمر تتواجد على حدود الاتحاد السوفياتي مع البلقان مما أدى إلى حشد قوات المانية ضخمة على الجهة المقابلة من الحدود مما أدى الى تأخير العملية بارباروسا شهرا كاملا.

ولكن هناك سؤال في غاية الأهمية بقي إلى الأن من دون إجابة قاطعة, هل حصل هتلر على تفويض من بريطانيا للقيام بعملية بارباروسا ضد الإتحاد السوفياتي؟ رودلف هيس نائب هتلر وأحد أقرب المسؤولين النازيين إليه طار الى بريطانيا في مهمة سلام بتاريخ ١٠/مايو/١٩٤١ بدون الحصول على موافقة هتلر وبدون علم مسبق سواء من القيادة الألمانية أو البريطانية. الهدف الذي كان يسعى اليه هيس والذي ذكره في رسالة الى زوجته مؤرخة ٤/مايو/١٩٤١ هو أنَّ عقد معاهدة سلام مع بريطانيا سوف يؤدي الى تفرغ القوات الألمانية من أجل قتال الإتحاد السوفياتي. إنَّ محاضر التحقيق مع رودلف هيس في بريطانيا مازالت تخضع الى قانون السرية ولم يتم الإفراج عنها رغم مرور عشرات السنين على إنتهاء الحرب العالمية الثانية والإفراج عن مئات الوثائق التي تعود الى تلك الحقبة المظلمة من تاريخ البشرية.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والمعرفة

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية



No comments:

Post a Comment