Flag Counter

Flag Counter

Monday, November 21, 2022

مهرجون مناخيون يحتلون مطعما شهيرا في لندن

قضايا التغير المناخي والاحتباس الحراري نشرت مواقع إخبارية عديدة منها موقع قناة العربية خبرا عن إقتحام ١٤ ناشطا بيئيا ينتمون الى جماعة "أنيمال ريبيليون" أحد مطاعم الطاهي العالمي المشهور غوردن رامزي والذي يقع في منطقة تشيلسي جنوب غرب لندن. الناشطون البيئيون حملوا معهم قائمة طعام مزيفة توضح التكاليف البيئية الحقيقية للأطباق التي يقدمها المطعم. وقد كان الطاهي البريطاني الشهير قد أثار الجدل مؤخرا وتعرض الى الكثير من الإنتقادات بسبب تصويره مقطع فيديو في أحد حظائر الخرفان حيث يتسائل عن أي خروف سوف يسبق رفاقه أولا الى سكين القصاب.

القضايا البيئية تحولت الى مهزلة ليس بسبب أهميتها أو عدمها أو تأثيرها على حياة الإنسان ومستقبل كوكب الأرض ولكن بسبب تحولها الى ساحة معارك سياسية بين قوى متصارعة مختلفة تتلقى التمويل بدورها من جهات مختلفة. مؤتمر البيئة الذي عقد مؤخرا في مدينة شرم الشيخ المصرية أعلن عن مجموعة إتفاقيات وتوصيات لن يتم تطبيق أي منها بالطبع والمؤتمر مثله مثل كل المؤتمرات البيئية الأخرى هو عبارة عن شو إعلامي. الغريب ذلك التناقض في مؤتمر يدافع عن البيئة ولكن المشاركين يحضرون إليه بطائرات خاصة ويستخدمون السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري في تنقلاتهم وهم بذلك يساهمون في تلويث البيئة.

الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابرو, مهرج بيئي آخر يمتلك عدة سيارات فاخرة تعمل بالوقود الأحفوري دعا أثناء خطاب ألقاه من على منصة الأمم المتحدة إلى زيادة سعر وقود السيارات إلى ٧ دولار/غالون. المهرج دي كابريو قادر على دفع ثمن الوقود عند معدل سعر ٧ دولار/جالون ونو لا يتنقل بواسطة دراجة هوائية أو سيارة تسلا الكهربائية أو يسافر الى الدول المختلفة بواسطة منطاد شراعي, ولكن فقراء بنغلاديش والهند وباكستان يعيش بعضهم على ٢ أو ٣ دولار في اليوم وهم سوف يكونون أكبر المتأثرين لو إرتفع سعر الوقود الى ذلك المتسوى الذي يطالب به ذلك المهرج المعتوه.

منظمات بيئية وناشطون بيئيون يقبضون بذات اليمين والشمال ويملئون حساباتهم البنكية لأن الدفاع عن البيئة بالنسبة اليهم تحول الى مهنة تدر على بعضهم دخلا مرتفعا بينما يتم أداء كافة الأعمال الرئيسية مجانا من أشخاص سُذَّج مغفلين يتم الضحك عليهم وإقناعهم أنهم متطوعون وأنهم يقومون بعمل نبيل. منظمات بيئية تتهم مزارع الإنتاج الصناعي المكثف خصوصا الأبقار, بأنها أكبر مساهم في التلوث البيئي, أكبر من الوقود الأحفوري, ولكن أحد أهم مصادر تمويلها يكون على سبيل المثال شركات النفط. إن تلك المنظمات البيئية تروِّجُ أن فساء(ضراط) الأبقار هو عبارة عن غاز الميثان وأن ذلك يساهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.

بينما على الجانب الأخر, هناك منظمات بيئية تدعو الى استبدال النفط بالطاقات البديلة وحظر السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بنسبة ١٠٠% ولكن مصادر تمويلها سوف تكون من شركات الطاقة البديلة وشركات صناعة اللحوم. الطاقة البديلة تحولت الى صناعة بمليارات الدولارات يتبع لها لوبيات ضغط وشركات ومنظمات غير حكومية هدفها الأول والأخير إزاحة المنافسين, شركات التنقيب عن النفط, وملء حساباتها البنكية بالأموال, وليس الدفاع عن البيئة وكوكب الأرض.

هناك مجموعة من التناقضات في أساليب عمل المنظمات البيئية لا يمكن تفسيرها إلا من خلال وصفها بأن مايقومون به هو عبارة عن غسيل دماغ أو أنهم أشخاص معتلون عقليا و ربما عليهم قضاء بعض الوقت في مصحة للعلاج النفسي. ناشطون بيئيون يدعون الى إتباع الحمية النباتية والتخلي عن إستهلاك اللحوم حيث يزعمون أنَّ ذلك سوف يساعد في تحقيق التوازن البيئي ومكافحة الجوع ولكنهم في الوقت نفسه يدافعون عن إنتاج الوقود البديل من محاصيل مثل قصب السكر والذرة. إن عملية إنتاج الوقود الحيوي تعتبر أكبر مساهم في انتشار الجوع وارتفاع أسعار المحاصيل حيث أن نسبة كبيرة من الأراضي في دولة مثل البرازيل تستخدم في زراعة الذرة التي يتم تصديرها إلى عدة دول مثل الولايات المتحدة واستخدامها في صناعة الوقود الحيوي.

اتفاقيات التجارة الحرة هي أحد أكبر المساهمين في عملية التلوث البيئي لأنها بكل بساطة تنقل عمليات التصنيع الى دول أخرى حيث يتم تصدير المواد الخام إليها من أجل تصنيعها واستيراد مصنوعات جاهزة وذلك يتم بواسطة وسائل النقل البحري والجوي والبري التي تستهلك الوقود الأحفوري. كما أنَّ إتفاقيات التجارة الحرَّة ليس لها من الكلمة إلا الإسم حيث تفرض الدول الغنية والصناعية شروطها على دول العالم الثالث الفقيرة. على سبيل المثال فإن إتفاقية التجارة الحرَّة في مجال الزراعة بين الإتحاد الأوروبي و عدَّة دول إفريقية تمنع تلك الدول من تقديم الدعم الى مزارعيها بينما على العكس تماما في دول الإتحاد الأوروبي مما يؤدي الى قدرة المزارعين الأوروبيين على منافسة المنتجات المحلية وزيادة نسبة الجوع والهجرة من الريف الى المدينة بحثا عن فرصة عمل والسكن في مدن الصفيح المهمشة على أطراف المدن.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment