Flag Counter

Flag Counter

Sunday, November 13, 2022

العملية بارباروسا - معركة موسكو

كان ستالين وعلى الرغم من المعلومات التي وصلته مسبقا من عدة مصادر عن نوايا هتلر واستعداد القوات الألمانية من أجل غزو الإتحاد السوفياتي, إلا أنه بقي في حالة إنكار للواقع حتى مع بداية الغارات الجوية الألمانية على مواقع الجيش الأحمر داخل المناطق الحدودية. الأوامر صدرت بعد الرد على مصادر النيران وإستفزاز القوات الألمانية والمخاطرة بتوسيع نطاق الحرب أو تحويل خطأ أو سوء تفاهم إلى حرب بين الدولتين. وقد كان كل من يخالف تلك الأوامر يتعرض الى عقوبة مشدَّدَة قد تصل الى حد الإعدام أو يختفي فجأة ولا يظهر له أي أثر. إنَّ عددا من قادة الألوية والفرق الذي حاولوا إشغال مواقع دفاعية قد تعرضوا الى العقوبة من قادة المناطق العسكرية الذي كانوا ينفذون أوامر مباشرة من ستالين بخصوص ذلك.

إن حالة الإنكار والإرتباك التي عاشها ستالين خلال تلك الفترة قد أدى الى إصابة القيادة العسكرية السوفياتية بحالة شلل من رأس الهرم القيادي الى قادة الفرق والكتائب والألوية.المشكلة التي أدت إلى ذلك الوضع السيئ للغاية هو أن كافة التحركات على الجبهة كانت مرتبطة بأوامر ستالين شخصيا وأنه أي تطورات كان يتم رفعها إليه من خلال تسلسل التراتبية القيادية للجيش الأحمر مما يؤدي الى إضاعة وقت ثمين للغاية. كما أنَّ الإتصالات بين الجبهة والكرملين كانت من خلال الهاتف وليس الراديو كما كان الوضع في القوات الألمانية والتي كان قادة الفرق والكتائب والألوية لديهم نوع من المرونة بدون الرجوع الى مرؤوسيهم في كل خطوة يخطونها. خطوط الإتصالات السوفياتية كانت تتعرض إلى التخريب المستمر من قوات المانية ومتعاونين محليين يعملون وراء خطوط العدو.

ستالين الذي أصابه الغزو الألماني بالدهشة وحالة من الذهول لم يلقي أول خطاب له بعد بداية العمليات العسكرية الألمانية إلا بتاريخ ٣/يوليو/١٩٤١ أي بعد مرور أكثر من عشرة أيام على بداية العملية بارباروسا(٢٢/يونيو/١٩٤١) وحيث كانت المنطقة الشمالية الغربية من الإتحاد السوفياتي بأكملها قد أصبحت تحت سيطرة القوات الألمانية. وقد اكتملت سيطرة قوات الفيرماخت على مسرح العمليات في تلك المنطقة في تاريخ ٩/يوليو/١٩٤١ حيث سيطرت على مدينة بسكوف(Pskov).

إنَّ مدينة باسكوف كانت تعتبر عقدة مواصلات حيوية تقع في عمق أراضي الإتحاد السوفياتي. فقد كانت تتصل مع بحر البلطيق من خلال بحيرة باسكوف وبيبوس(Peipus). وقد كانت المدينة تعتبر نقطة دفاع متقدمة عن لينينغراد وموسكو حيث تم بناء خط دفاعي على عجل يمتد من الشمال إلى الشمال الشرقي على طول نهر نيمين(Niemen) مرورا بمدينة اوستروف(Ostrov). القوات الألمانية التي تنجح في تخطي نهر نيمين, سوف تصبح على مشارف مدينة سمولينسك(Smolensk) في الشمال الشرقي والتي تبعد عن موسكو ٤٠٠كم تقريبا وعلى مقربة من مدينة لينينغراد في الشمال.

الجيش الأحمر كان مع حلول منتصف يوليو/١٩٤١ في وضع عسكري مأساوي للغاية حيث بلغت خسائره ٣٥٠٠ دبابة, ٦٠٠٠ طائرة ومايزيد عن مليوني جندي قتلى وأسرى من بينهم عدد كبير من الضباط. السبب الرئيسي في تلك الخسائر هو تموضع القوات وتمركزها في مواقع قرب الحدود في تشكيلات هجومية وعدم اتخاذ إجراءات وقائية مثل بناء تحصينات أو وضع خطط دفاعية ضد هجوم ألماني محتمل. كما أنَّ أوامر ستالين كانت الهجوم وتدمير الغزاة بينما كان من المفترض إصدار أوامر بتراجع القوات الى خطوط دفاعية حصينة يمكن من خلالها صد الهجوم الألماني أو جعله بطيئا ومكلفا من ناحية الخسائر البشرية للقوات الغازية.

معركة سمولينسك كانت كارثة عسكرية أخرى للجيش الأحمر حيث أنه خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر يوليو إلى بداية شهر أغسطس, سيطرت مجموعة قوات الوسط المؤلفة من الجيشين الرابع والتاسع على المدينة وتمكنت من تكبيد القوات السوفياتية خسائر في المعدات ٣٠٠٠ دبابة و ٣٠٠٠ مدفع. كما تمكنت القوات الألمانية من أسر ثلاثمائة الف جندي. مدينة سمولينسك كانت تعتبر آخر مدينة مهمة في الطريق الى موسكو والسيطرة عليها أدت إلى دق جرس الإنذار في القيادة السوفياتية على أعلى المستويات وصولا الى ستالين حيث كانت السيطرة عليها هي بداية معركة السيطرة على موسكو.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية 



No comments:

Post a Comment