Flag Counter

Flag Counter

Thursday, November 10, 2022

من هو المسؤول عن الحرب العالمية الثانية وأحداثها الدموية؟

كشفت الوثائق التاريخية التي تعود الى فترة الحرب العالمية الثانية أن هتلر لم يكن إلا واجهة سعت الدول الغربية من خلالها الى إشعال فتيل الحرب التي كان هدفها الرئيسي دفع هتلر الى شنِّ عدوان عسكري ضد الإتحاد السوفياتي والقضاء على الشيوعية. الحرب بالوكالة هو ما كانت تهدف إليه الدول الغربية, الهجوم على الإتحاد السوفياتي من خلال طرف ثالث قوي وبذلك يتم استنزاف الطرفين الأقوياء ويضعف تهديدهم للهيمنة الأنجلو-ساكسونية على العالم.

بنوك وول ستريت, بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا مولوا الحركة النازية لأنهم وجدوا في أدولف هتلر ضالتهم الأيدولوجية المعارضة للشيوعية التي كانوا يبحثون عنها, شخص ما ليس لديه شكلة في إغراق أوروبا والعالم في حمام دم. وقد كان ضباط المخابرات البريطانيون والأمريكيون يلتقون هتلر منذ الفترة التي سبقت انقلاب البيرهول الفاشل سنة ١٩٢٣م والذي دخل على أثر ذلك السجن وقام بتأليف كتاب كفاحي.

وعند هذه النقطة, علينا أن نقرأ ونفهم تسلسل الأحداث بطريقة منطقية وعقلانية. المرابون العالميون أو المصرفيون في وول ستريت نيويورك مولوا الحركة الشيوعية وخطة ستالين الاقتصادية الخمسية الأولى. وفي الوقت نفسه قدموا الى هتلر التمويل ونقلوا اليه كل تكنولوجيا غربية ممكنة خصوصا في مجال صناعة الأسلحة. وقد كان على رأس الشركات الأمريكية ورجال الأعمال الذين تعاونوا مع الإتحاد السوفياتي الشيوعي وفي الوقت نفسه مع ألمانيا النازية هنري فورد, جي بي مورغان و ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا.

إن صمت الدول الغربية عن كثير من الأمور والأحداث في ألمانيا النازية هو أمر مثير للتساؤل. ففي الوقت نفسه الذي كشَّرَ هتلر عن أنيابه وبدأ في القضاء على المعارضة السياسية, لم يسمع أحد أي أصوات احتجاجية في الدول الغربية. إنَّ أول مابدأ هتلر في القضاء عليهم هم الشيوعيون والذين كانوا من الصعوبة أن يحصلوا على أي تعاطف من الغرب ثم بدأ في ملاحقة الأحزاب التي توصف بالبرجوازية وقام بإفتتاح معسكرات الإعتقال سيئة السمعة.

ولكن لو افترضنا صمت الحلفاء عما قام به أدولف هتلر من أعمال دموية ضد خصومه السياسيين من الشيوعيين والأحزاب البرجوازية ذات الفكر الغربي بإعتبار ذلك أضراراً موازية, لم يفهم أحد الأسباب التي دفعت الدول الغربية الى الصمت عن التمييو العنصري الذي تعرَّضَ له اليهود في ألمانيا وإعتبارهم مواطنين درجة ثانية معاملتهم بطريقة تذكرنا بمعاملة السود في الولايات المتحدة مثل منعهم من الجلوس في أماكن البيض في الحافلات وحتى إستخدام مدخل مختلف في المطاعم وطاولات منفصلة عن الطاولات التي يجلس عليها ذوي البشرة البيضاء.

إن هتلر وفي الوقت نفسه الذي قام فيه بإفتتاح معسكرات الاعتقال التي أرسل إليها خصومه السياسيين من شيوعيون و برجوازيين ويهود, استضافت ألمانيا الألعاب الأولمبية سنة ١٩٣٦م, كما أنَّ هتلر كان أحد المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام. ولكن كل من يقرأ ويتعمق في عالم السياسة الغربية وممارساتها القذرة والغير أخلاقية, عليه أن يضع ملحا على الجرح كما يقول المثل لأن ذلك ليس نهاية الحكاية. إنَّ إقامة الألعاب الأولمبية الصيفية ١٩٣٦م والتي أقيمت في العاصمة برلين والتي شاركت فيها الولايات المتحدة ودول أوروبية كأن هتلر نال اعترافا دوليا على الرغم من تمزيقه بنود معاهدة فرساي برفضه الإستمرار في دفع تعويضات الحرب وفرض قانون التجنيد العسكري الإجباري وإعادة بناء القوة العسكرية الألمانية.

ولأنه ليس بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي الشيوعي حدود مشتركة, فقد كان لابد من أن توجد تلك الحدود من أن أجل جعل عملية الحرب المباشرة بين الدولتين أمرا ممكنا. هتلر نجح في ضم النمسا في مارس/١٩٣٨ ثم منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا أكتوبر/١٩٣٨ والتي كانت تسكنها غالبية سكانية من أصول ألمانية وذلك مقابل تعهد سرعان ما نقضه بعدم غزو دولة تشيكوسلوفاكيا ولكنه لاحقا قام بغزوها واحتلالها بكاملها. الدول الغربية لم تكتفي بالصمت عن أعمال هتلر العدائية ضد تشيكوسلوفاكيا ولكنهم ضغطوا على الحكومة هناك حتى تقبل بضم منطقة السوديت مقابل وعود سرعان ما نقضوها هم أيضا بتقديم الحماية ضد أي أعمال عدائية أخرى من المانيا ضِدَّهُم.

وقد كانت عملية تقسيم بولندا بين هتلر وستالين وفق بنود إتفاقية مولوتوف-ريبنتروب الخطوة الأخيرة التي جعلت قوات الفيرماخت(الجيش الألماني) تقف على حدود الاتحاد السوفياتي مباشرة. ولكن مرة أخرى فإن عالم السياسة الغربية القذر والذي يشبه صندوق باندورا, مازال يقدذِم لنا الكثير من المفاجآت. بولندا والتي كانت حليفة لألماتيا قدَّمت إنذارا الى الحكومة في دولة تشيكوسلوفاكيا من أجل ضم أراضي اليها وذلك بعد أن قامت الفوات الألمانية بغزو وضم منطقة السوديت. ولكن القوات الألمانية لاحقا غزت بولندا التي تقاسمت أراضيها مع الإتحاد السوفياتي ومن ثم قامت بغزو الإتحاد السوفييتي نفسه سنة ١٩٤١م حيث أطلق على العملية العسكرية بارباروسا.

إنَّ العلاقة بين هتلر والغرب لم يتم الكشف عن جميع خفاياها حيث مازالت هناك كثير من الوثائق التي لم ترفع السِّرية عنها والتي سوف تكون بالتأكيد صادمة للغاية. هتلر ارتكب خلال الحرب العالمية الثانية الكثير من الأخطاء أو كما يقول بعض المحللين تصرفات لم يجدوا لها تفسيرا مقبولا حتى الآن. كان هتلر يتصرف كأنه سيد أوروبا بدون أن يكون لديه حتى جيش للدفاع حيث حدَّدَت معاهدة فرساي عدد الجيش الألماني أن لا يزيد عن ١٠٠ الف جندي بدون طائرات أو أسطول حربي أو دبابات. حتى في عملية الاستيلاء على منطقة السوديت, كان ميزان القوى متعادلا أو حتى أنه يميل قليلا لمصلحة تشيكوسلوفاكيا

 فقد كان باستطاعته كسر العمود الفقري للقوات البريطانية والفرنسية في أوروبا في معركة ميناء دنكرك حيث حاصر هتلر قوات بريطانية وفرنسية تزيد عن ٤٠٠ ألف جندي ولم تحاول القوات الألمانية إقتحام الميناء أو إستخدام سلاح الجو بفاعلية ضد محاولات إخلاء القوات المحاصرة عن طريق البحر. كما أن هناك آراء ترى أنَّ هتلر لم يكن يسعى للحرب مع بريطانيا أو لم يسعى الى دخول الولايات المتحدة الحرب على الأقل حتى ينتهي من معركته في الشرق مع الإتحاد السوفياتي. كل ذلك عبارة عن أسئلة سوف تبقى الإجابة عليها غامضة حتى تظهر المزيد من الوثائق أو قد لا تظهر أبدا.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية



No comments:

Post a Comment