Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 16, 2022

النفط, نعمة أم نقمة

في كتابه "لعنة النفط,كيف تشكل الثروة البترولية تطور الأمم," يحاول مايكل روس أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس أن يشرح وجهة نظره حول تأثير اكتشاف النفط على التطور والتنمية في البلدان المختلفة. يتحدث الكاتب كيف أنَّ الدول المنتجة للنفط تتمتع بمستوى أقل من الديمقراطية والحريات, إقتصاد متقلب وحروب أهلية أكثر من أي بلد أخر. كما يركز الكاتب على المرحلة التي تلت تأميم شركات النفط وتحويلها الى شركات وطنية حيث هناك نسبة ٥٠% من أن تحكم البلد ديكتاتوريات وأن تنحدر أبسط الخلافات إلى حروب أهلية. 

إن النفط قد يكون بالفعل لعنة إن لم يتم استغلاله بالطريقة المناسبة. مقارنة بسيطة بين المملكة العربية السعودية وهي أكبر منتج للنفط في الوطن العربي ونيجيريا وهي أكبر منتج للنفط في إفريقيا حيث تقع أكبر مدينة عشوائية عائمة في العالم. تعاني السعودية من مشاكل داخلية لا يخلو منها أي بلد حتى الولايات المتحدة بلد الكاتب ولكن استغلال النفط في التنمية كان أفضل نوعا ما من نيجيريا التي تعاني بالفعل من الحروب الأهلية خصوصا بين المسلمين والمسيحيين حيث تنشط جماعة بوكو حرام التي بايعت تنظيم داعش.

هناك بلدان نفطية تتمتع بالاستقرار مثل الكويت وقطر وهناك بلدان إفريقية غير منتجة للنفط ولكنها بدأت في تحقيق الاستقرار و معدلات تنمية مرتفعة مثل رواندا على سبيل المثال. ولعلها صدفة أن أسباب عدم الاستقرار في الدول العربية وبعض الدول الإفريقية المنتجة للنفط هو نزاعات دينية وعرقية تلعب فيها الجماعات التكفيرية دورا رئيسيا. أندونيسيا, نيجيريا, العراق, ليبيا, الجزائر هي بعض الأمثلة على الدور المشبوه الذي تلعبه تلك الجماعات والمستفيد شركات النفط الأمريكية والبريطانية. شركات النفط لا يهمها إلا مصالحها حيث قامت بشراء النفط الذي تنتجه حقول تقع في مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا وساهمت بطريقة مباشرة في تمويل التنظيم.

إن منظمة الدول المنتجة للنفط(أوبك) تثير الكثير من الاتهامات ضد الدول المنتجة للنفط من حكومات دول غربية تتهم أوبك بأنها تتلاعب بالأسعار وتستخدم النفط سلاحا سياسيا. الحادثة التي مازالت ذكراها مرَّة في الدول الغربية هو الحظر النفطي(١٩٧٣-١٩٧٤) والذي كان بسبب تقديم دول غربية الدعم إلى دولة الكيان الصهيوني خلال حرب رمضان-١٩٧٣ مما أدى إلى إرتفاع أسعار النفط ٤٠٠%. شركات النفط حتى الغربية منها حقَّقت أرباحا هائلة وتهربت من دفع الضرائب بينما عاني المواطنون خصوصا في الولايات المتحدة, بريطانيا وهولندا من أجل ملئ مركباتهم بالوقود. 

إنَّ إرتفاع سعر النفط خلال الفترة(١٩٧٣-١٩٧٤) له سببا ليس أي منهما له علاقة بالحظر النفطي والذي كان كما يقولون تحصيل حاصل حيث سوف ترتفع الأسعار حتى بدون الحظر. السبب الأول هو أن الولايات المتحدة سنة ١٩٧١ قد أعلنت إنهاء مبادلة الدولار مقابل الذهب مما يعني عمليا إطلاق رصاصة الرحمة على إتفاقية بريتون-وودز(١٩٤٥) وقامت بأمرين اثنين, الأول تعويم الدولار أمام العملات الأخرى في أسواق الصرف, أما الثاني فهو طباعة كميات هائلة من الدولار من أجل تمويل حرب فيتنام وبرامج الرفاه الإجتماعي(المسدس والزبدة) التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ليندون جونسون. السبب الثاني هو أنَّ الحكومة الأمريكية قد سمحت بسقف سعري أعلى للنفط مما أدى الى إحجام شركات كثيرة عن الإنتاج أو تخفيض كميات النفط التي تنتجها بسبب تحديد سعر البيع عند المضخة.

ويبقى السؤال قائما في النهاية, هل النفط نعمة أم نقمة؟

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment