Flag Counter

Flag Counter

Sunday, February 6, 2022

كيف يحاول رجب طيب أردوغان إستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية؟

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي أكثر من مناسبة لا يحاول إخفاء مطامعه في استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي حكمت أغلب دول الوطن العربي مدة ٤٠٠ سنة. الظروف السياسية المضطربة في المنطقة توفِّرُ له فرصة لا تقاوم في محاولة قضم أجزاء من العراق, سوريا وربما إيران حيث سوف تكون تركيا هي المستفيد الأول من الإضطرابات في المنطقة حتى تحاول إستعادة حدود إمبراطوريتها السابقة وربما التوسع على حساب جيرانها. ولكن رجب طيب أردوغان ليس أول أزعر سياسي يحاول ذلك بل هناك الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني الذي كان يحلم بإمبراطورية رومانية يكون هو قيصرها المتوَّج وهتلر الذي كان يعتقد أنه يستطيع إخضاع العالم.

هناك عدة أدوات يحاول رجب طيب أردوغان الإستفادة منها القوة الناعمة التي تتمثل في الدراما التركية التي بدأت تغزو المحطات الفضائية وبكثافة. أغلب تلك المسلسلات هي فانتازيا درامية وأحداث تاريخية يجري التلاعب فيها وإعادة استنساخ مسلسلات أجنبية مثل مسلسل الطبيب الجيد(The Good Doctor) الذي تم استنساخه حرفيا تحت مسمى الطبيب المعجزة. المسلسلات المدبلجة والمسلسلات التركية على وجه الخصوص تحمل قيما لا تتناسب مع الثقافة والعادات والتقاليد في الوطن العربي وهي ليست إلا عبارة عن محاولة غزو ثقافي وتمهيد الطريق لإعادة الإحتلال التركي لبلدان عربية.

رجب طيب أردوغان يحاول تقويض حكومات دول عربية عبر إستخدام أحزاب الإسلام السياسي مثل الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي من أجل تعزيز سلطته ونفوذه في عدة بلدان عربية. كما يحاول إنشاء كيانات عسكرية موازية خصوصا في سوريا ويستمر في التدخل عسكريا في العراق ويلعب على جميع الحبال مع إيران في محاولة منه من أجل تقويض السلطة المركزية في تلك الدول والتوسع مستقبلا على حسابها. أكبر مستفيد من أي ضربة عسكرية يتم توجيهها إلى إيران هي تركيا. كما كانت تركيا هي المستفيد الرئيسي من إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين ومن اضطرابات الربيع العربي في سوريا.

القضية الفلسطينية تشغل حيزا مهما من الآلة الدعائية للرئيس التركي وحزبه. شخصية رجب طيب أردوغان عبارة عن  أزعر ومنافق سياسي يمد يده اليمين للفلسطينيين والشمال للصهاينة. عندما قامت قوات خاصة إسرائيلية بإيقاف أسطول الحرية قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر واعتقلت الناشطين وصادرت المساعدات, أرعد أردوغان وازبد وحلف أيمانا مغلظة بأنه الأسطول التركي سوف يرافق السفن في الرحلة القادمة حيث أنه هناك سفينتين من سفن الأسطول تتبعان الهلال الأحمر التركي. أردوغان لم يرسل سفن حربية تركية الى قطاع غزة وليس هناك أساطيل حرية أخرى سوف تحاول فك الحصار عن القطاع بعد أن هزت دولة الكيان الصهيوني العصا الغليظة في وجهة أردوغان وأمثاله من المنافقين والزعران السياسيين وهدَّدَت بإستخدام القوة القاتلة.

مشكلة العثمانيين أنهم يحاولون تعويض عقدة النقص التي لديهم منذ بداية ظهور دولتهم وذلك إنطلاقا من قبيلة قايي وهي من القبائل التركية التي تمغَّلت وإختلطت مع الأرمن والبيزنطيين الهاربين من دولتهم وقطاع الطرق ومجهولي النسب. قبيلة قايي كانت قبيلة بدوية رعوية تعيش على غنائم الحرب ورعاية الماشية ولم تكن قبيلة عمران وبناء. قبيلة قايي هي من أدنى القبائل التركية منزلة ومكانة عند مقارنتها مع الدولة السلجوقية التي كانت لها إنجازاتها ومعاركها التي خاضتها ضد البيزنطيين, الدولة الزنكية, المماليك حيث ساهمت تلك الدول في الحضارة الإنسانية وبنت الصروح المعمارية التي مازالت باقية الى يومنا هذا. 

العثمانيون اصطدموا مع أمم ودول فاقتهم في الحضارة والعلم. وخلال ٤٠٠ سنة من الحكم العثماني للوطن العربي, تعامل العثمانيون مع العرب على أنهم قوة إحتلال بعكس معاملة المسلمين أهالي بيت المقدس ومصر بعد طرد جيوش الإمبراطورية الرومانية. العثمانيون كانوا السبب في تدهور الحالة الإقتصادية, السياسية والإجتماعية في البلدان العربية وأوصلوها الى حالة من الضعف أدَّت الى سقوطها بسهولة بالغة فريسة للدول الإستعمارية الأوروبية. العثمانيون أهملوا البناء والعمران في الدول العربية, حاربوا التعليم واللغة العربية, أجبروا العمَّال المهرة والصناعيين والحرفيين على الإنتقال الى العاصمة التركية ومدن أخرى في تركيا وأفرغوا البلدان العربية من المهارات الحرفية والصنَّاع المهرة. كما كانوا السبب في انتشار الجوع والفقر بعد أن كانوا يصادرون المحاصيل ويرسلونها الى العاصمة التركية.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment