Flag Counter

Flag Counter

Friday, February 4, 2022

حروب المصالح الأمريكية

"في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة" 

 ونستون تشرشل

السياسة الأمريكية لا ترحم والولايات المتحدة لديها تاريخ حافل من التخلي عن حلفائها من القادة والسياسيين. ولعل رئيس مصر السابق محمد حسني مبارك خير مثال حيث تخلَّت عنه الولايات المتحدة لأسباب بقيت مجهولة لدى الكثيرين. الرئيس المصري السابق أخبر وزير خارجيته أحمد أبو الغيط سنة ٢٠٠٥:"المتغطي بالأمريكان عريان," وذلك بعد معلومات وصلت اليه بأنَّ الولايات المتحدة قد قرَّرَت التخلي عنه والعمل على إسقاطه. الرئيس الليبي السابق معمر القذافي تخلى عن صناعة عن فكرة السلاح النووي وقام بتسليم جميع المعدات إلى هيئات دولية ولكن على الرغم من ذلك تم إسقاط نظامه ومن ثم قتله بطريقة بشعة للغاية. 

وليس من الضروري أن يكون ذلك الحليف عربيا فقد يكون دولة أوروبية مثل بريطانيا التي تعمل الولايات المتحدة على تفكيكها قطعة قطعة كما يفعلون بالسيارات القديمة حيث تحال الى التقاعد في ساحات الخردة. إسكتلندا قد تصوِّت قريبا مرة أخرى على الإنفصال عن بريطانيا وأيرلندا الشمالية تتمتع بصلاحيات حكم ذاتي واسعة ولنها قد تقرِّرُ الإنفصال بشكل رسمي عن بلدها الأم بريطانيا وربما تحقيق الوحدة الأيرلندية التي يتطلع اليها الكثير من الأيرلنديين. ألمانيا الغربية تعتبر ضحية من ضحايا حرب المصالح الأمريكية حيث كان الهدف من الصدمة النفطية الأولى(١٩٧٣-١٩٧٤) والثانية(١٩٧٩-١٩٨٦) هو إعاقة التقدم الصناعي الذي حقَّقَته حليفتها الأوروبية. 

السياسة الأمريكية في القارة الآسيوية تعتمد أيضا على حرب المصالح وسياسة فرق تسد. الولايات المتحدة قدَّمت الدعم الى الصين من أجل إضعاف الإتحاد السوفياتي حيث أثمر ذلك التعاون عن تقديم الصين أسلحة الى المقاومة الأفغانية خلال الحرب مع الإتحاد السوفياتي. وأما في فيتنام فقد كان التنافس على اشده بين الصين والاتحاد السوفياتي حيث استفادت المقاومة الفيتنامية من رغبة الطرفين في أن تنحاز المقاومة الى أحدهما. حتى فيتنام نفسها التي أذاقت الفرنسيين والأمريكيين الويلات, أصبحت حاليا تحت سيطرة الرأسمال الأمريكي. وأنا لا أرى أي مانع في أن تتخلى الولايات المتحدة عن تايوان وتتركها الى مصيرها المحتوم بعد انتهاء تاريخ صلاحية العلاقة بين الدولتين. 

إنَّ تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان لا يحتاج الى الكثير من التفاصيل. خصوم في الحرب العالمية الثانية حيث تم إستخدام قنبلتين نوويتين ضد هيروشيما وناغازاكي في اليابان رغم طلب اليابان رسميا الإستسلام. القوات الأمريكية أقامت قواعدها العسكرية في اليابان تحت مسمى اتفاقيات دفاعية وأمنية. اليابان تعتبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة البقرة الحلوب حيث تقوم اليابان بشراء سندات الدين الأمريكية. كما أنها قبلت سياسات اقتصادية ونقدية مثل تخفيض سعر الفائدة(إتفاقية بلازا ١٩٨٥, إتفاقية اللوفر ٩٨٧) حيث تخدم تلك الاتفاقيات في الدرجة الأولى مساعي الولايات المتحدة إلى تخفيض قيمة الدولار الأمريكي. 

وفي إطار سعيها إلى تحقيق السيطرة المطلقة على مصادر الطاقة, تقوم الولايات المتحدة بالنفخ على النار في العلاقة بين أوكرانيا وروسيا. الولايات المتحدة وحلف الناتو وبعد أن كذبوا صراحية على روسيا بعدم التوسع والاقتراب من حدودها, ضموا عددا من دول الإتحاد السوفياتي السابق رغم عدم تحقيقهم شروط العضوية كاملة ولكن الهدف من ذلك يبقى سياسيا بالدرجة الأولى ونقديا في الدرجة الثانية حيث يزداد الطلب على العملة الأوروبية(اليورو) وبالتالي يرتفع سعرها في أسواق الصرف الدولية. ليس هناك أي رادع أخلاقي في تعامل الولايات المتحدة مع حلفائها. 

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment