Flag Counter

Flag Counter

Thursday, February 24, 2022

بنوك وول ستريت وتمويل الحركة البولشفية والنازية

هناك أمر مهم في العداء الذي كان اليهود يبدونه ضد الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو حرمانهم من قوتهم الاقتصادية عبر تحريم الربا والذي كان يعتبر النشاط التجاري الرئيسي لليهود. إن أصل التعامل المالي والإقتصادي في أغلب العصور الإسلامية كان من خلال العملات الذهبية على إختلاف أنواعها حيث شهد الإسلام منذ بداية الهجرة إلى المدينة مرورا بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية نوعا من الاستقرار المالي والإقتصادي بسبب ذلك. الإسلام نجح في محاربة الربا لأنه نجح في مخاطبة العقل والمنطق حيث أن العملات الذهبية تحافظ على قيمتها مع مرور الزمن. كما أنَّ الإسلام شجَّعَ على إقراض الأخرين بدون فائدة ونظم العلاقات المالية بطريقة تحفظ حقوق الجميع بإستثناء اليهود الذي كانوا يتعاملون في الربا. 

 إن الصهيونية عبارة عن حركة سياسية تهتم بتحقيق مصالحها ولو على حساب اليهود أنفسهم. خلال الحملات التي قادتها الدول والإمارات الصليبية من أجل طرد المسلمين من الأندلس, كان أثرياء اليهود يقرضون ملوك قشتالة وأرغون وغيرهم مقابل فائدة مرتفعة بالتأكيد. وقد كان أول عمل قام به فرناندو وإيزابيلا بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس هو إجبار اليهود على تغيير دينهم أو القتل في السجون والحرق بعد محاكمات سريعة في محاكم التفتيش أو طردهم من الأندلس حيث نزحوا إلى دول المغرب العربي مع من نجح في الهروب من مسلمي الأندلس. 

إنَّ إنتقاد الحركة الصهيونية ليس معاداة للسامية أو لليهود لأنها حركة سياسية وإن كانت تحاول إستغلال الدين من أجل تحقيق أهدافها. فلسطين لم تكن على أجندات الحركة الصهيونية من أجل تحويلها الى وطن قومي لليهود حيث كان هناك ساحل العاج والأرجنتين وحتى أنَّ اليهود كانت لهم إمارة حكم ذاتي في شرق الإتحاد السوفياتي وكانت أن أصول مايزيد عن ٨٠% من اليهود في العالم يرجع الى قومية الخزر التي إعتنقت اليهودية نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع ميلادي وليس هناك أي صلة بينهم وبين أسباط اليهود الإثني عشر الذي إختلطوا مع الشعوب المحيطة وتشتتوا بسبب السبي البابلي والآشوري.

أستاذ العلوم السياسية الأمريكي من أصول يهودية نورمان فنكلستين فضح كذب مزاعم الحركة الصهيونية في تحويل المحرقة النازية(الهولوكوست) إلى أداة للابتزاز المالي والسياسي حيث كانت الجمعيات الصهيونية تسرق أموال التعويضات ولا تدفع منها الى الورثة إن كان لهم باقية إلا النذر اليسير. اليهود يطالبون بتعويضات عن أملاكهم التي غادروها في الدول العربية ولكنهم في الوقت نفسه يصادرون أملاك الفلسطينيين في فلسطين المحتلة. المثير للاستغراب هو أنَّ البروفيسور في الإقتصاد في جامعة كاليفورنيا أنتوني ساتن شريك الدكتور نورمان فنكلستين في المعاناة من إضطهاد الحركة الصهيونية لهم قد قام بكتابة مجموعة من الكتب فضح من خلالها مجموعة حقائق كانت خافية على العامة في أنَّ البنوك الأمريكية وكبار الصناعيين الأمريكيين قد مولوا أدولف هتلر منذ ماقبل سنة ١٩٢٣ وأنَّ ذلك كان بعلم الحكومة الأمريكية والبريطانية. وفي كتاب أخر يشرح كيف موَّلت كبار بنوك وول ستريت وبدعم من بنك إنجلتراالحركة البولشفية في روسيا القيصرية. 

الإعلام العربي وعلى عادتهم في دفن رؤوسهم في الرمال عند الحديث عن جرائم الحركة الصهيونية بالكاد يذكرون تلك المعلومات أو المؤلفات حيث تبقى أسماء المؤلفين مجهولة تقريبا بالنسبة الى القارئ العربي وحتى الأجنبي. المناهج الدراسية في الدول العربية وحتى لا تتهم بأنها تعادي السامية وتحرم من المساعدات الإقتصادية الأمريكية خصوصا مساعدات القمح قد حذفت من مناهجها الدراسية كل ماله علاقة باليهود والحركة الصهيونية وحتى تم تغيير مناهج التربية الإسلامية وحذفت منها الآيات التي تفضح اليهود وغدرهم ونقضهم للعهود وعصيانهم لله وقتلهم الأنبياء. 

والسؤال هو إن كانت الجمعيات الصهيونية التي تدعي الدفاع عن اليهود ترغب في تعويضات عادلة ومنصفة لورثة ضحايا النازية ومعسكرات الاعتقال وأفران الغاز, لماذا لا ترفع قضايا ضد بنوك وول ستريت خصوصا تلك التي تتبع عائلة مورغان روكفلر؟ 

سؤال سوف يبقى قائما ومن دون إجابة

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية


No comments:

Post a Comment